اوضحت دراسة للدكتورة يكاتيرينا كاشوخ استاذة أمراض الجهاز الهضمي بجامعة موسكو أنه يمكن أن يسوء مزاج الشخص بعد تناوله أطعمة معينة، في حين أنه بعد تناول أطعمة أخرى يشعر بالنشاط والراحة. ووفقا للدراسة فان الأمر يعود إلى العلاقة بين الأمعاء والدماغ. واوضحت انه توجد خلايا عصبية خاصة في الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء وهى مسؤولة عن الأداء الطبيعي للجهاز الهضمي وتعزز منظومة المناعة مما يمنع نمو وتكاثر مسببات الأمراض. وهذه الخلايا تشكل الجهاز العصبي المعوي الذي هو على “اتصال” دائم مع الدماغ ويبلغه فيما إذا كان الطعام يحتوي على مواد خطرة أو بكتيريا، وهذا الاتصال يعمل في كلا الاتجاهين. ويعمل العصب المبهم كقناة اتصال لنقل الإشارات من الأمعاء إلى الدماغ. كما أن الناقلات العصبية السيروتونين والدوبامين وحمض غاما-أمينوبيوتيريك تنتج في الدماغ والأمعاء، وتساعد الجسم على التكييف مع التغيرات الداخلية والخارجية والتى تؤثر في الحالة الجسدية والنفسية، بما فيها المزاج. لذلك عند اختلال توازن البكتيريا المفيدة والضارة في الأمعاء ينعكس على المزاج لأن أنواع البكتيريا المسببة للأمراض تكبح إنتاج هرمون السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى سوء المزاج. أما البكتيريا المفيدة، فتحسن عمل الأمعاء وتحافظ على مستوى الناقلات العصبية الطبيعية مما يخفض الشعور بالقلق والاكتئاب. وكذلك أن الإجهاد يؤثر سلبا في الأمعاء ويسبب اختلال توازن الكائنات الحية الدقيقة ويؤدي إلى اضطرابات الهضم.
اوضحت دراسة للدكتور جيمس كينروس، استاذ ميكروبيوم الأمعاء بإمبريال كوليدج لندن البريطانية ان الأمعاءعنصر رئيسي في نظام المناعة. وانه يمكن ان يسبب ميكروبيوم الأمعاء سرطان القولون والمستقيم والامراض المزمنة بسبب عدم توازنها وتأثيرها في نظامنا الغذائى وفي خلايا الدماغ. حيث يشير الميكروبيوم إلى جميع الكائنات الحية المجهرية الموجودة في بيئة معينة، وجميع الأشياء التي تحتاجها للحفاظ على نفسها، فهي موجودة في العديد من أجزاء الجسم ونمتلكها في كل مكان وفي داخلنا لذلك فان كوكبنا يحتوي على ميكروبيوم على الجلد وفي الرئة وألامعاء . واوضحت الدراسة لتطورت الميكروبات لدينا بالجسم وهي تتغير وتنمو معنا على مدار حياتنا، وتسهم في دور تكافلي مهم في صحتنا، فهي تحتاج إلينا للبقاء على قيد الحياة، ولكننا كذلك نحتاج اليها.
واوضح الدكتور جيمس كينروس أن الأطباء تعلموا أن الميكروبيوم المعوي له أهمية حيوية للصحة، ويساعدنا على هضم وامتصاص الطعام، واستقلاب الفيتامينات والمعادن وله دور رئيسي في نظام المناعة بالجسم، إذ توجد نسبة كبيرة من الميكروبيوم بجهاز المناعة داخل القناة الهضمية، وأنه يتعين عليه معالجة عدد كبير من المستضدات البيئية. والمستضد هو أي مادة تجعل جهاز المناعة لدينا ينتج أجساماً مضادة ضده، ويمكن أن يكون ذلك بسبب حبوب اللقاح أو المواد الكيميائية، أو الفيروسات، وفي يوم واحد فقط، سيتعين على الأمعاء أن تتعامل مع مستضدات أكثر مما ستتعامل معها بقية الجهاز المناعي طوال العمر. وإن الميكروبيوم المعوي مسؤول عن تثقيف أنظمتنا المناعية أثناء نمونا، وعن التحكم في كيفية عمل هذه الأجهزة المناعية لاحقاً في الحياة مع تقدمنا في العمر. حيث بدأ العلماء الآن بفهم الدور الذي يلعبه الميكروبيوم المعوي ، وتحديد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة أو غير المعدية مثل مرض السكري والتهاب المفاصل والحساسية والسرطانات .
واشار الدكتور جيمس كينروس الى فرضيته العامة، وهي أن العلماء يشهدون تغيراً جوهرياً في نوع وعدد ووظيفة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخلنا، وحدث ذلك خلال فترة زمنية قصيرة جداً، والسبب في ذلك لا يتعلق بالنظام الغذائي والطعام فقط، بل أيضاً ببيئتنا سريعة التغير، والتي نسميها «الإكسبوسوم» . واوضح أن العلماء قارنوا الأنظمة الغذائية بين الدول الأوروبية وأمريكا والموجودة في إفريقيا، وتتمتع المجتمعات الريفية بأنظمة غذائية نباتية عالية الألياف. ونادراً ما يأكلون اللحوم، وعندما يفعلون ذلك يكون لحمها قليل الدهن، ويمارسون الرياضة كثيراً، ويعيشون في مجتمعات اجتماعية، حيث يزرعون معاً ويطبخون معاً ويتشاركون أطباق الطعام لذلك فهم يتبادلون ويتشاركون الميكروبات عبر العديد من الطرق المختلفة، ونتيجة لذلك، فإن لديهم مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء أكثر تنوعاً ومرونة. وإذا قاموا بتغيير نظامهم الغذائي إلى نظام غني بالدهون والبروتين ومنخفض الألياف فستكون هناك تغيرات جذرية في وظائف الميكروبات داخل أمعائهم، وتسبب هذه التغييرات الالتهابات او تؤدي إلى حدوثها، ويعتقد العلماء أن هذا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى.
واوضح الدكتور جيمس كينروس ان الميكروبيوم المعوي لدينا يتعرض لأضرار بالغة في حياتنا. وهذا لا يؤدي فقط إلى تعزيز الالتهابات وحساسيتنا لنظام غذائي سيئ، ولكن الميكروبات لدينا أقل مرونة وتنوعاً، ولهذا السبب نشهد على مستوى العالم لزيادات مثيرة للقلق من خطر الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم والربو والحساسية والتوحد والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الحالات المزمنة. ولكن يمكن استهداف الميكروبيوم لتغيير هذه المخاطر، على سبيل المثال، وجدنا في الأبحاث أن خطر الإصابة بالسرطانات يمكن خفضة بسرعة كبيرة إذا قمنا بإلغاء الطابع الغربي للنظام الغذائي، والانتقال إلى نظام غذائي نباتى غني بالألياف، ونباتي وقليل الدهون ومنخفض البروتين. ويؤدي هذا إلى تغيير وظائف الميكروبات الموجودة في الأمعاء بسرعة كبيرة، وتبدأ بإنتاج الكثير من الجزيئات الصغيرة التي تسمى المستقلبات التي تحمي الأمعاء.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية الطبيعية لعلاج القولون العصبى. حيث ان متلازمة القولون العصبى هى مرض مزمن شائع ويعاني منه كثير من الناس والصعوبة التي يواجهها الأشخاص بسبب متلازمة القولون العصبي هي في جهازهم الهضمى حيث ان المعده حساسة لأنواع معينة من الأطعمة وقد لا يتمكن بعض الناس من هضم كل شيء ويحتاجون إلى اختيار نظامهم الغذائي بعناية شديدة، حيث يسبب النوع الخاطئ من الطعام مشاكل مثل الام بالبطن وتشنجات وانتفاخ وعدم الراحة والغثيان وتغيرات في عادات الأمعاء والاسهال والإمساك والغازات المفرطة والشعور بالحاجة إلى تحريك ألامعاء لتجنب حموضة المعدة . لذلك اوصت الدراسة بتناول الاغذية الصحية للقولون العصبى كالاتى:
= الدهون الصحية: المتوفرة في الأسماك مثل السلمون والسردين وهى مفيدة للأمراض الالتهابية والقولون العصبى وتعتبر جزء من النظام الغذائي اليومي.
= الفلفل الاخضر الحلو: الفلفل الحلو من الأطعمة التي توصي بها الدراسة لمرضى القولون العصبي. والفلفل الحلو غني بالألياف التي تساعد في زيادة حجم البراز وتليينه كما أنه يجعل عملية الإخراج أسهل في الجهاز الهضمي ويساعد فيتامين سي ومضادات الأكسدة في خفض الالتهابات.
= اللحوم الخالية من الدهون: تعد اللحوم الخالية من الدهون من الإضافات الضرورية للنظام الغذائي، فهي غنية بالبروتينات وسهلة الهضم ولا تسبب الالتهابات، كما أنها غنية بالعناصر الغذائية الدقيقة مثل فيتامين بى والزنك والحديد .
= الأفوكادو: الأفوكادو غني بالدهون الصحية والألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ويمكن أن تساعد في خفض الالتهابات وأعراض القولون العصبي وتحتوي على ن الدهون غير المشبعة.
= البيض المسلوق: البيض إضافة صحية للنظام الغذائي وهو ضروري لمرضى القولون العصبي ولكن بكمية بسيطة فهو غني بالمعادن والفيتامينات التي تساعد في خفض الالتهابات .
= الخضروات الورقية: يجب تناول الخضروات الورقية فى النظام الغذائي لمرضى القولون العصبي لانها غنية بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تسيطر على الالتهابات.
= الكيوي: الكيوي فاكهة ممتازة لمرضى القولون العصبي وانها تحتوي على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان وتساعد الألياف على خفض آلام البطن وتعمل على تحسين حركة الأمعاء.
واوصت الدراسة بتناول اغذية لتعزيز مستويات هرمون الدوبامين اذا لاحظ الانسان انه لا يستطيع التخلص من الشعور بالخمول أو الكسل . وهرمون الدوبامين، وهو الناقل العصبي الذي يساعد في تنظيم الحالة المزاجية والدوافع العقلية فعندما تنخفض مستويات الدوبامين قد يشعرالشخص بضعف النشاط واللامبالاة. ولكن يمكن تعزيز الناقل العصبى بشكل طبيعي بالأطعمة المناسبة،واوصت الدراسة بتناول بعض ألاطعمة لتساعد في تعزيز مستويات الدوبامين وإعادة شحن مستويات الطاقة والتى من اهمها الاتى:
= الموز: غني بالتيروسين وهو حمض أميني يحوله الجسم إلى الدوبامين ويوفر الموز دفعة سريعة من الطاقة بفضل السكريات الموجودة فيه وتحتوى على فيتامينات بى 6 و سى لتدعم خلايا الدماغ.
= المكسرات والبذور: المكسرات والبذور مثل اللوز والجوز وبذور الكتان مصادر للدهون الصحية و البروتينات ومضادات الأكسدة وتساعد على حماية خلايا المخ ودعم إنتاج الدوبامين، وتحتوي على المغنيسيوم الذي يساعد على استرخاء الجهاز العصبي وخفض التوتر والقلق.
= الشوكولاتة الداكنة: تحتوي على فينيل إيثيلامين وهو مركب يحفز الدماغ على إفراز الإندورفين والدوبامين، وتتفاعل الشوكولاتة الداكنة مع النواقل العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المزاج والشهية.
= التوت والعتب: يحتوي التوت الأزرق والأحمر والفراولة والعنب على مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا المخ من التلف التأكسدي وتحتوي على مستويات عالية من فيتامين سي والألياف، وتعزز المخ وتساعد في إنتاج الدوبامين.
= الكركم: الكركم هو نوع من التوابل الذهبية فى الكركمين وله خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة وثبت أن المادة الفعالة في الكركم هى الكركمين والتى تعمل على رفع مستويات الدوبامين مما يساهم في تعزيز مضادات الاكتئاب،تعزيز الحالة المزاجية وصحة الدماغ.
= الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على حمض الثيانين، وهو حمض أميني يمكنه تحسين الحالة المزاجية عن طريق زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ.