جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعزز الابتكار وتدعم 5 شركات
اية حسين
رسّخت جامعة محمد بن زايد للذكاء ال,اصطناعي مكانتها كمؤسسة تعليمية بحثية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعت منذ تأسيسها إلى توفير الدعم اللازم لتنفيذ الأفكار المبتكرة وتأسيس شركات ناشئة قادرة على توفير حلول واقعية وملموسة.
وأسست الجامعة مركز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لحضانة وريادة الأعمال في نوفمبر 2023، الذي سرعان ما أصبح جهة محفزة لاستحداث ابتكارات قائمة على الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد دعم المركز في غضون أقل من عام شركات ناشئة تساهم في إحداث تغييرات جذرية في مجالات وقطاعات مختلفة وتسعى إلى مواجهة تحديات واقعية، كاستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق آمنة، وإحداث تحوّلات بارزة في مجال الرعاية الصحية. فالمركز يسعى إلى التأثير بشكل ملحوظ في الشركات والمجتمعات.
نسلّط الضوء في ما يلي الضوء على خمس شركات ناشئة يقودها باحثون وطلاب وخريجون من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يعملون على استحداث حلول عملية قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما نبيّن تأثير هذه الشركات في دولة الإمارات وخارجها.
منصة “ليبراي” LibrAI
“ليبراي” هي منصة مصممة لمساعدة المبرمجين على ابتكار حلول آمنة وأخلاقية وموثوقة قائمة على الذكاء الاصطناعي، كبرمجيات التدقيق بالحقائق، بما يتماشى مع المعايير المعمول بها عالمياً. تجدر الإشارة إلى أنّ الدكتور شو دونغ هان، مؤسس شركة “ليبراي” ومديرها التنفيذي، هو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وقد تلقى الإرشاد والمشورة من عميد الجامعة، البروفيسور تيموثي بالدوين.
“ليبراي” هي منصة تتيح مجموعة من المنتجات التي تضمن امتثال الجهات المعنية، من مبرمجين وجامعات رائدة وشركات فاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي، للاعتبارات الأخلاقية ومتطلبات السلامة في جميع مراحل عملية استحداث الحلول القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها. وقد شهدت الشركة نمواً ملحوظاً وتوسّعت فوظّفت ثمانية موظفين ممن يحملون شهادة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي أو يتمتعون بخبرة طويلة في مجال البحث أو في الهندسة.
وقد دعم مركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة منصة “ليبراي” خلال الدورة الأولى من منحة الابتكار التي أطلقها، وساهم في تأسيس الشركة ودخولها إلى السوق الإماراتية.
منصة “أوديوماتك”
“أوديوماتك” هي منصة أطلقها طالبان في قسم تعلّم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، هما محمد تيمور حسيب وهو طالب دكتوراه، وأحمد حمودة، وهو طالب ماجستير. وقد أطلق الطالبان
المنصة بهدف إحداث تحولات جذرية في صناعة المحتوى المسموع، من خلال أتمتة عملية إنشاء المواد السمعية لسرد القصص المرئية من جهة، والتخفيف من التحديات المتصلة بحقوق الملكية الفكرية من جهة أخرى.
يصف محمد تيمور حسيب وأحمد حمودة نفسيهما على أنهما “شغوفان بالموسيقى وصناعة المحتوى”. وانطلاقاً من هذا الشغف، عملو على تسهيل مهمة منتجي المواد الإعلانية والمشاهد السينمائية
ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال إنشاء منصة “أوديوماتك” التي تتيح للمستخدم تحميل فيديوهات على المنصة لتقوم بإنتاج مواد سمعية وموسيقية ومؤثرات صوتية وتعليقات ملائمة لمحتوى الفيديو.
يُذكر أن منصة “أوديوماتك” حصلت على منحة الابتكار التي قدمها مركز حضانة وريادة الأعمال خلال دورته الأولى، كما فازت مؤخراً عن فئة “المشاريع الناشئة في مرحلة الفكرة” في كأس العالم لريادة الأعمال لعام 2024 في دبي.
تطبيق “ليمب” Limb
أطلقت شما الساعدي، وهي إحدى الخريجات الإماراتيات من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لعام 2024، شركة ناشئة تحمل اسم “ليمب” تهدف إلى تعزيز فعالية خدمات العلاجات الطبيعية وإمكانية الاستفادة منها بتكلفة معقولة. وتركّز شما على المرضى الذين يتوجب عليهم زيارة المستشفيات أو
مراكز العلاج الطبيعي مرات متعددة ويعانون من صعوبات في أداء تمارين إعادة التأهيل، مثل والدتها وجدّتها. إذ يسعى التطبيق إلى مساعدة هؤلاء المرضى للتغلب على التحديات التي تواجههم من جهة، كما تعمل نحو تسهيل متابعة حالات المرضى على المعالجين من جهة أخرى.
هذا ما دفع شما إلى تطوير التطبيق، وهو نظام قائم على الذكاء الاصطناعي يتضمّن نموذجاً ثلاثي الأبعاد يساعد المريض الذي يقوم بالتمارين العلاجية على تصحيح وضعيته، ويعطيه ملاحظات لتحسينها، ويلفت انتباهه إلى أي مشاكل جوهرية في أدائه. وتجدر الإشارة إلى أنّ النموذج ثلاثي الأبعاد في تطبيق “ليمب” يتميّز بخصائص تتكيّف مع احتياجات كل مريض، وذلك لتحفيز المرضى وضمان التزامهم المستمر بالتمرين العلاجي.
الجدير بالذكر أن شما أتمت دورة ريادة الأعمال في مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وحصلت شركتها الناشئة “ليمب” على جائزة عن فئة “رواد المستقبل” في تحدي رواد الأعمال لعام 2024 الذي نظمه صندوق الخريجين التابع لوزارة التربية والتعليم في الإمارات. وهي تعمل حالياً على تحديث التطبيق وتطمح إلى التعاون مع مراكز إعادة التأهيل في الدولة مستقبلاً.
“كرادل إيه آي” Cradle AI
“كرادل إيه آي” هي شركة تكرّس عملها في مجال الذكاء الاصطناعي لإتاحة حلول آمنة ومريحة ومستدامة تساعد الآباء والأمهات على الاهتمام بأطفالهم الرضّع. وتلتزم هذه الشركة التي تأسست على يد البروفيسور كون زانغ، وهو أستاذ ورئيس قسم تعلم الآلة بالإنابة في جامعة محمد بن زايد للذكاء
الاصطناعي، والدكتور يوين سون، ويو كانغ وونغ، ومينغاو فو، بإحداث تغييرات جذرية في طريقة تفاعل الآباء والأمهات مع أطفالهم الرضّع. وقد كرست هذه المجموعة من الباحثين جهودها للعثور على سُبل آمنة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة حياة الإنسان والارتقاء بالمجتمعات.
فقد صممت الشركة منتجاً رائداً يحمل اسم “LetBabyTalk”، أي دع الرضيع يعبّر عن نفسه، وذلك بهدف تعزيز التواصل بين الرضيع ووالديه. إذ يسجّل التطبيق صوت بكاء الرضيع ويحدد على الفور ما إذا كان جائعاً أو يعاني من ألم في معدته أو يحتاج إلى الاهتمام، ثم يقدّم للوالدين نصائح مخصصة من خبراء في مجال رعاية الأطفال، ما يساعدهما على تلبية احتياجات الرضيع بسهولة.
لمزيد من المعلومات حول “كرادل إيه آي”، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: www.cradle-ai.com، كما يمكن تنزيل تطبيق LetBabyTalk على أجهزة iOS وAndroid أو استخدامه عبر الإنترنت من خلال الرابط التالي: www.letbabytalk.com.
“نوتريجينكس كير” Nutrigenics Care
“نوتريجينكس كير” هي شركة ناشئة شارك في تأسيسها طالبا الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وفاء الغلابي وعمكر ثواكر، تحت إشراف الدكتور مزمّل نصير، الباحث في الجامعة، والدكتور سلمان خان والبروفيسور فهد خان. إذ قرر الطالبان أن يؤسسا هذه الشركة لمعالجة تحديات
نواجهها في حياتنا اليومية، مثل تعزيز التزام الأفراد بنظامهم الغذائي، وتحسين النتائج الصحية من خلال مراقبة كل فرد بدقّة أكبر ومتابعة وجباته الغذائية وإعداد جداول وقوائم شخصية للطعام، وتوفير مساعدة شاملة لخبراء التغذية السريرية وخبراء التغذية وخبراء اللياقة البدنية ومقدمي الرعاية الصحية. وتختلف
منصة “نوتريجينكس كير” عن غيرها من المنصات، فهي تساهم في تعزيز تفاعل المرضى وخبراء التغذية بفضل مخططاتها التفاعلية التي تتيح لخبراء التغذية متابعة تاريخ المريض الغذائي واقتراح حلول غذائية تناسبه.
ولا بد من الإشارة إلى أن الشركة قد فازت مؤخراً بالمركز الأول خلال فعالية عرض الأفكار التي نظّمها مركز حضانة وريادة الأعمال. كما تم قبولها في مركز مايكروسوفت لمؤسسي الشركات الناشئة.
مما لا شك فيه أن قطاع الذكاء الاصطناعي يشهد نمواً وتطوراً سريعين، وهو ما تعكسه الشركات الناشئة في هذا المجال الذي يخضع لتطورات جديدة يومياً من حيث تقنياته ومنتجاته وأسواقه، ما يجعل منه مجالاً محفزاً للابتكار. من هذا المنطلق، أسست الجامعة مركز حضانة وريادة الأعمال، وهي تفتخر بهذا المركز
الذي يوفّر الدعم لأعضاء الهيئة التدريسية والباحثين والطلاب والخريجين، ويساعدها على توسيع نطاق عملها للمساهمة في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز اقتصاد أبوظبي وتنوّعه. لمزيد من المعلومات حول مركز حضانة وريادة الأعمال،