د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أجريت على 400 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من خمس ساعات يوميا يزداد لديهم الإصابة بالخرف بنسبة 44 في المائة، بالإضافة إلى زيادة الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 12 في المائة، وزيادة الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 28 في المائة. حيث خضع 40 ألفا من المشاركين في الدراسة لفحص دماغي، ولم يكن لدى أي منهم أي اضطراب دماغي تم تشخيصه في بداية الدراسة. وخلال فترة المتابعة التي استمرت 13 عاما، أصيب 5227 شخصا بالخرف و6822 بالسكتة الدماغية، وتم تشخيص 2308 أشخاص بمرض باركنسون. ووجد فريق من جامعة تينانجن الطبية في الصين، أن مشاهدة التلفاز لأكثر من 5 ساعات يوميا، ارتبطت بانخفاض المادة الرمادية ومراكز الذاكرة الأصغر، وكلاهما مرتبط بأمراض الدماغ. وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تشير إلى أن مشاهدة التلفاز لساعات طويلة ترتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات مختلفة مرتبطة بالدماغ. حيث إن السلوك المستقر، مع انخفاض مستويات نشاط العضلات ونفقات الطاقة، يؤدي إلى التهاب مزمن وانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
اوضحت دراسة لجامعة رش في شيكاغو بالولايات المتحدة بتجنب أطعمة تسبب الخرف للحفاظً على الصحة العقلية. حيث طور الباحثون نظاماً غذائياً يعتمد عناصر من غذاء البحر المتوسط وحمية مرضى ارتفاع ضغط الدم والتى تتضمن الورقيات والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك وزيت الزيتون ويتضمن النظام الغذائي خفض استهلاك الأغذية غير الصحية. واوصت الدراسة إلى أن اتباع هذا النظام الغذائي لخفض إمكانية الإصابة بمرض ألزهايمر إلى النصف، ومن اهم الاطعمة الضارة والتي يجب الابتعاد عنها هى :
= الأطعمة السريعة والمقلية: الأسماك المقلية والبطاطس المقلية والبرغر وحلقات البصل المقلي من ضمن الأطعمة المقلية والسريعة، والتي تحتوي على كمية من الملح. ومن الأفضل أن تستهلك ملعقة طعام صغيرة من الملح في اليوم ولكن وجبة الأسماك والبطاطس المقلية تحتوي على خمس جرامات من الملح. وإن زيادة كمية الملح ترفع ضغط الدم مما يؤدي الى تلف الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ مما يعرقل تدفق الدم ويؤدي للإصابة بالخرف. وأن الأطعمة المقلية بها سعرات حرارية كبيرة تساهم في زيادة الوزن والإصابة بارتفاع ضغط الدم والخرف.
= الأجبان: وتحتوي على الدهون المشبعة، لذلك يجب ألا نستهلك أكثر من 30 جراماً يومياً، حيث تحتوي قطعة من الجبن على نحو 7 جرامات من الدهون المشبعة. وإن تناول كمية كبيرة من الجبن الغني بالسعرات الحرارية ستؤدي لزيادة الوزن و تؤثر على الصحة العقلية.
= اللحوم الحمراء: يوجد أدلة قوية على الرابط بين استهلاك اللحوم المصنعة مثل البسطرمة والسجق وارتفاع خطر الإصابة بالخرف، ويتضمن اللحوم المعلبة واللانشون. و هناك ارتباط قوي بين استهلاك اللحوم المصنعة وأمراض القلب والسكري والذبحة ويمكن استبدالها بالأسماك والدواجن.
= المعجنات والحلويات: مثل الكرواسون والباتيه غنية بالسكريات، واستهلاك الكثير يؤدي لزيادة الوزن وارتفاع مستوى السكر في الدم، وهما عاملان يرفعان مخاطر الإصابة بالخرف.
واوضحت دراسة لجامعة إديث كوان باستراليا للدكتور مارك سيم أن انخفاض قوة العضلات وتباطؤ الحركة لدى كبار السن تشير إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف. وانخفاض قوة العضلات وحركتها يمكن أن يكون مؤشرًا على الخرف والزهايمر. ووجد الباحثون أن قوة قبضة اليد المنخفضة وبطء حركة الجسم كانت اهم عوامل خطر للإصابة بالخرف، بغض النظر عن عوامل الخطر الجينية الاخرى وعوامل نمط الحياة مثل التدخين وتناول الكحوليات ومستويات النشاط البدني. اوضحت الدراسة إن قوة قبضة اليد، التي يمكن قياسها بسهولة باستخدام جهاز يُعرف باسم مقياس الدينامومتر، قد تكون مقياسًا لصحة الدماغ بسبب الطبيعة المتداخلة للتدهور المعرفي والحركي.
واوضحت دراسة لهيئة الحدمات الصحة الوطنية البريطانية لاسباب ظهور الخرف المبكر قد يكون بسبب نقص فيتامين بى 12 وقصور الغدة الدرقية. ويوجد أكثر من 50 حالة تسبب أعراض الخرف وان نسبة صغيرة من الخرف يمكن علاجها . ويعد التشخيص هام لمعرفة الخيارات العلاجية المتاحة لأن الأعراض تهدأ عند معالجة المشكلة الأساسية. وتشمل أسباب الخرف الذي لا رجعة فيه أمراض الأوعية الدموية والخرف الوعائي والاضطرابات التنكسية والتهابات الجهاز العصبي المركزي وفي بعض أنواع الخَرَف يحسن العلاج الأداء العقلي بنسبة صغيرة ويمكن عكس الخَرَف إذا بدأ العلاج قبل حدوث تلف دائم في الدماغ . ومن اهم اسباب الإصابة بالخرف هى:
= التفاعلات السامة للأدوية: الأدوية السبب الشائع في التدهور العقلي ومع تقدم العمر يصبح الكبد أقل كفاءة في استقلاب الأدوية وتبطئ الكلى إزالتها من الجسم وتميل الأدوية إلى التراكم في الجسم.
= نقص فيتامين بى 12: اعراض فقر الدم الخبيث عند الكبار هى الارتباك والبطء والتهيج واللامبالاة. ويكون الخرف أحد أعراض فقر الدم الخبيث وهي حالة ناجمة عن انخفاض فيتامين بى 12.
= الاستسقاء بالرأس: استسقاء الرأس هو زيادة في السائل الدماغي الشوكي حول الدماغ. تفرز سائل فى تجاويف وسط الدماغ ويدور حول الحبل الشوكي وتمتصه الأوردة ويتسبب في الإصابة بالخرف .
= الأورام: قد تكون أورام الدماغ الخبيثة سرطانية وبالتالي قادرة على غزو الأنسجة المحيطة. أو قد تكون حميدة حيث تتداخل أورام الدماغ مع الوظائف المعرفية وتسبب تغيرات في الشخصية ويمكن أن تؤدي إلى ظهور اعراض مثل الصداع أو النوبات والقيء.
= مرض الغدة الدرقية: ينتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية او قصور الغدة الدرقية عادةً عن التهابات و يمكن أن يسبب كلا الاضطرابين أعراضًا شبيهة بالخرف.
اوضحت دراسة أجراها الدكتور مارا ماثر الباحث بجامعة جنوب كاليفورنيا ان القيام ببعض تمارين التنفس قد تخفض خطر الإصابة بألزهايمر وهى الاستنشاقْ بعمق لمدة خمس دقائق، ثم الزفير بعمق للمدة نفسها وذلك مرتين في اليوم لمدة أربعة أسابيع، وهي نصيحة للوقائية من مرض ألزهايمر. وكان لهذه الجلسات القصيرة من التنفس تأثيرات كبيرة على مجموعة من المتطوعين. وأظهرت أن معدل ضربات القلب زاد خلال كل فترة تمرين، وانخفضت مستويات بروتينات أميلويد بيتا، المرتبطة بمرض ألزهايمر في الدم خلال الأسابيع الأربعة من التجربة. واوضح الدكتور مارا ماثر إن الدراسة هى الأولى التي تكتشف طريقة العلاج من خلال تمارين التنفس يمكن للكبار تنفيذها لخفض مستويات الأميلويد بيتا المرتبطة بمرض ألزهايمر في الدم. وأضاف أن الطريقة التي نتنفس بها تؤثر على معدل ضربات القلب لدينا، ويؤثر على نظامنا العصبي والطريقة التي ينتج بها دماغنا البروتينات ويزيلها بعيداً، وعندما نكون مستيقظين ونشطين فإننا عادةً ما نستخدم نظامنا العصبي الودّي والذى يُعرف بنظام القتال أو الهروب. وأثناء تنشيط الجهاز العصبي الودي يتم تنشيط الجهاز السمبثاوي، وتزداد معدلات ضربات القلب في الاستنشاق وتنخفض في الزفير. يتيح لنا الجهاز العصبي السمبثاوي التهدئة وهضم الطعام بسهولة والنوم بعمق وعندما تحدث هذه الأنشطة يكون التباين بين دقات القلب أكبر. ولكن مع التقدم في العمر تقل قدرتنا على الوصول إلى نظامنا العصبي السمبثاوي ويحدث تباين في معدل ضربات القلب وهو ما يساعد على زيادة بروتينات ببتيدات أميلويد وبيتا في الدم. ولكن اجراء تمارين تنفس مرتين في اليوم، لمدة 20 دقيقة يمكن أن يساعد في خفض هذه البروتينات.
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لفوائد الاغذية الصحية مع التقدم في العمر. فالغذاء الصحي مهم في أي عمر لكنه يزداد أهمية فى منتصف العمر للحفاظ على صحة الجسم. حيث يمكن أن يكون تناول الطعام بشكل جيد مفتاح النظرة الإيجابية والحفاظ على التوازن العاطفي . لكن الأكل الصحي لا يجب أن يكون حول اتباع نظام غذائي فقط بل يجب أن يكون كل شيء من الاستمتاع بالطعام الطازج والمكونات الصحية وتناول الطعام بصحبة الأصدقاء والعائلة. وبغض النظر عن العمر أو العادات الغذائية لابد من تغيير النظام الغذائي لتحسين طريقة التفكير والشعور بالرضا . ويمكن أن يساعد تحسين النظام الغذائي على:
= الحياة ألاطول وألاقوى: يمكن للتغذية الجيدة أن تعزز المناعة وتحارب السموم المسببة للأمراض ، وتحافظ على الوزن تحت السيطرة وتخفض من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري وفقدان العظام والسرطان.
= تحفيز العقل: قد يتمكن الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضروات الورقية والأسماك الدهنية والمكسرات التى تحتوى على أحماض أوميجا 3 الدهنية من تحسين التركيز وخفض الإصابة بمرض الزهايمر وكذلك الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة ويعزز الذاكرة واليقظة العقلية.
= ألشعور بتحسن الصحة: الوجبات الصحية تمنح المزيد من الطاقة وتساعد على المظهر مما يؤدي إلى تعزيز المزاج وعندما تشعر بالجسم بحالة جيدة تشعر بالسعادة.
= نظام غذائي صحي: مفتاح الأكل الصحي هو التركيز على الأطعمة الكاملة المعالجة بالحد الأدنى التي يحتاجها الجسم مع التقدم في العمر وتناول طعام قريب من شكله الطبيعي. تستجيب أجسامنا بشكل مختلف للأطعمة اعتمادًا على العوامل الوراثية والعوامل الصحية .
= تناول الفاكهة والخضروات: تناول التفاح والموز والاغذية الملونة مثل التوت والبطيخ يمكن ان يساعد على خفض الالتهابات والخرف. ويمكن اختيار الخضروات الورقية الداكنة الغنية بمضادات الأكسدة مثل اللفت والسبانخ والبروكلي والجزر.
= اختيار الكالسيوم لصحة العظام: يعتمد الحفاظ على صحة العظام مع التقدم في العمر على كمية من الكالسيوم للوقاية من هشاشة وكسور العظام وتشمل المصادر الحليب والزبادي والجبن والبروكلي واللوز واللفت.
= تنويع مصادر البروتينات: يؤدي تناول كمية كافية من البروتين عالي الجودة إلى تحسين المزاج وتعزيز مقاومة التوتر والقلق والاكتئاب والتفكير بشكل أكثر وضوحًا. وإن تناول بروتينات من اللحوم المصنعة مثل النقانق واللحم المقدد والسلامي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. لذلك يمكن تناول الأسماك والفاصوليا والبازلاء والبيض والمكسرات والبذور.
= تناول المزيد من الألياف: الألياف الغذائية تفعل ألكثير للحفاظ على انتظام الامعاء. يمكن أن تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وتحسين البشرة و إنقاص الوزن مع التقدم في العمر ليصبح الهضم اكثر كفاءة .