د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية أن التعرض للأضواء الخارجية الساطعة في الليل، يزيد من احتمالات إلاصابة بمرض الزهايمر وهو ألاكثر من اى عوامل خطر اخرى، وخاصة بالنسبة للشباب. وتوصل الباحثون إلى أن التلوث الضوئي ، مثل إنارة الشوارع وإضاءة الطرق واللافتات المضيئة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، فالتعرض للضوء الاصطناعي خاصة في الليل، يعطل الساعة البيولوجية للجسم على
مدار 24 ساعة ويدمر النوم، ويرتبط الحرمان من النوم والأرق بالتدهور المعرفي. وبالنسبة لكبار السن، كان انتشار مرض الزهايمر مرتبطًا بشكل أقوى بالتلوث الضوئي مقارنة بعوامل خطر اخرى مثل تعاطي الكحوليات ومرض الكلى المزمن، والاكتئاب والسمنة. وكذلك ارتبطت أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة
الدماغية بالتلوث الضوئي في هذه الفئة العمرية، وبالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، ارتبط ارتفاع كثافة الضوء الليلي بمرض الزهايمر أكثر من أي عامل خطر آخر. ويحاول الباحثون دراسة الاسباب الذي قد يجعل الأشخاص الأصغر سنا حساسين بشكل خاص لتأثيرات الضوء الليلي بمرض الزهايمر وأن الباحثين لم
يدرسوا الضوء الداخلي بالمنازل والمكاتب، إلا أنهم اوضحوا إن الضوء الأزرق مثل الضوء المنبعث من الأجهزة الرقمية، له التأثير الأكبر على النوم. واقترح الباحثون استخدام مرشحات الضوء الأزرق واستبدال المصابيح بالضوء ألابيض المائل إلى الصفرة الدافئ ، وتثبيت أجهزة التحكم في الإضاءة في المنازل والمكاتب.
واوضخت دراسة للدكتور إيزومي مايزاوا، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا وباحثون من جامعة كاليفورنيا، الامريكية ان نظام كيتو غذائي الشائع الاستخدام قد يبطئ المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر. حيث وجد الباحثون أن نظام “كيتو” الغذائي يؤخر فقدان الذاكرة المبكر المرتبط بمرض ألزهايمر لدى
كبار السن. ويحاكي فقدان الذاكرة المبكر حالة الضعف الإدراكي المعتدل لدى صغار العمر وهو الذي يسبق مرض ألزهايمر الكامل. ويحوّل نظام “كيتو” الغذائي، الذي يشمل أطعمة منخفضة كربوهيدرات وعالية الدهون ومعتدلة البروتين، من عملية التمثيل الغذائي في الجسم من استخدام الجلوكوز كمصدر رئيسي للوقود إلى
حرق الدهون وإنتاج الكيتونات من الكربوهيدرات للطاقة. ووجد الباحثون أن الاشخاص المشاركين قد عاشت لفترة أطول بنسبة 13% عند اتباع نظام “كيتو” الغذائي. ووجدت الدراسة أن جزيء فى بيتا هيدروكسي بوتيرات، يلعب دورا محوريا في منع تراجع الذاكرة المبكر حيث يزداد نحو سبعة أضعاف في الجسم مع اتباع نظام “كيتو” الغذائي.
وأعطى فريق البحث المشاركيين ما يكفي من الكربوهيدرات لمحاكاة فوائد اتباع نظام “كيتو” الغذائي لمدة سبعة أشهر. وقال الدكتور إيزومي مايزاوا، انه لاحظ قدرات مذهلة للكيتونات من الكربوهيدرات على تحسين وظيفة المشابك العصبية، وهي الهياكل الصغيرة التي تربط جميع الخلايا العصبية في الدماغ. وعندما تكون
الخلايا العصبية متصلة بشكل أفضل، تتحسن مشاكل الذاكرة في الضعف الإدراكي الى المعتدل. وأوضح الدكتور جينو كورتوباسي، عالم الكيمياء الحيوية والصيدلة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا أن نظام “كيتو”
الغذائي بشكل عام، وكيتونات من الكربوهيدرات على وجه التحديد ، تؤخر الضعف الإدراكي المعتدل وقد يؤخر كذلك مرض ألزهايمر بالكامل. حيث أن كيتونات الكربوهيدرات متاح أيضا كمكمل غذائي للناس، وقد يدعم الذاكرة لدى صغار السن وفى الشيخوخة .
واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية ان مرض ألزهايمر يعد أحد أكبر المخاوف التي يعاني منها الكثير من التاس مع التقدم في العمر، وتظهر الأبحاث أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لخفض والوقاية من خطر الإصابة بأعراض مرض الزهايمر وأنواع الخرف، أو إبطاء عملية التدهور حيث مرض الزهايمر هو مرض معقد مع
عوامل خطر متعددة. بعضها مثل العمر وعلم الجينات الوراثة هى خارج عن سيطرة. ومع ذلك، هناك سبعة عوامل لنمط حياة صحي للدماغ وهى الرياضه و التمرين المنتظم والروابط الاجتماعية والاغذية الصحية الطازجة والتحفيز الذهني والنوم الليلى وادارة الاجهاد وصحة الأوعية الدموية والقلب. حيث يعتقد الخبراء أن
الإصابة بمرض الزهايمر لا يقتصر على عمر الشيخوخة، بل يمكن أن يبدأ في الدماغ قبل وقت طويل من اكتشاف الأعراض، وغالبا في منتصف العمر. وهذا يعني أنه ليس من المبكر أبدًا البدء في الاهتمام بصحة
الدماغ. وكلما قام الانسان بتعزيز هذة العومل في حياتة اليومية، كلما استمر العقل في العمل لفترة أطول وبطاقة أقوى وسيكون أكثر قدرة على خفض الإصابة بمرض الزهايمر وجميع أنواع الخرف أو تأخير ظهور الأعراض الأكثر خطورة وكذلك الامراض المزمنة كالاتى:
= الحياة النشطة وممارسة الرياضية: وفقًا لهيئة أبحاث الزهايمر والوقاية منها الامريكية، يمكن للتمارين البدنية المنتظمة من خفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 50 % حيث يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية إلى إبطاء المزيد من التدهور لدى أولئك الذين بدأوا بالفعل في تطور المشاكل المعرفية.
= المشاركة الاجتماعية: البشر مخلوقات اجتماعية وهم لا يزدهرون في العزلة وكذلك ألدماغ. إن البقاء على تواصل اجتماعي يحمي من أعراض مرض الزهايمر والخرف في وقت لاحق من الحياة، لذلك يجب تطوير شبكة قوية من الأصدقاء والاهل والحفاظ عليها كأولوية اولى .
= النظام الغذائي الصحي: الوزن الزائد هو عامل خطر لمرض الزهايمر وأنواع الخرف الاخرى حيث وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن في منتصف العمر كانوا هم ألاكثر عرضة للإصابة بمرض
الزهايمر بمقدار الضعف ويمكن أن تؤدي الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض والأرز الأبيض والمكرونة إلى ارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم مما يؤدي إلى التهاب الدماغ.
= التحفيز العقلي: من المهم الاستمرار في تعلم أشياء جديدة وتحدي العقل طوال الحياة سواء كان الشخص يتطلع إلى منع ظهور الخرف أو تأخير تطوره بامراض جديدة.
= النوم الليلى الجيد: ان الحرمان من النوم الليلى يؤدي إلى إبطاء التفكير والتأثير على الحالة المزاجية، وقد يكون ألاكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض مرض الزهايمر أو تدهورها.
= إدارة الاجهاد والقلق والتوتر: الإجهاد المزمن أو المستمر يمكن أن يؤثر سلبًا على الدماغ، مما يؤدي إلى انكماش منطقة الذاكرة ويعيق نمو الخلايا العصبية، ويزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف ولكن الأدوات
البسيطة لإدارة التوتر يمكن أن تخفض من آلاثار الضارة وتحمي العقل مثل التامل واليوجا والقراءة.
= صحة الأوعية الدموية والقلب: هناك المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن ما هو مفيد للقلب مفيد أيضًا للعقل. يمكن أن يكون الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية أمرًا بالغ الأهمية في حماية الدماغ وخفض خطر
الإصابة بكل أنواع الخرف، ويرتبط ارتفاع ضغط الدم أو انخفاض ضغط الدم بزيادة خطر الإصابة بالخرف. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية الصغيرة في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الإدراك والذاكرة ويسبب الخرف والزهايمر .