أخبارصحة

اللحوم الحمراء ترفع معدلات الإصابة بالسكري والاعتماد على المصادر النباتية للدهون يطيل العمر

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة لجامعة كامبريدج في إنجلترا ان تناول مائة جرام يومياً من اللحوم الحمراء يجعل فرض الإصابة بالسكرى من النوع الثاني مرتفعة. واضافت دراسة جامعة كامبريدج كذلك أن تناول اللحوم المصنعة والمحفوظة يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري والقلب. حيث قام أساتذة جامعة كامبريدج في إنجلترا بتحليل بيانات 1.97 مليون شخص من 31 دراسة في 20 دولة، وأخذ الباحثون في الاعتبار عمر المشاركين وجنسهم وسلوكياتهم المتعلقة بالصحة واستهلاك الطاقة وكتلة الجسم. وتوصلوا إلى أن استهلاك 50 جرام من اللحوم المصنعة يوميا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15% . . ولكن ارتبط تناول 100 جرام من اللحوم الحمراء الدهنية غير المصنعة يوميا مثل شريحة لحم صغيرة بزيادة خطر الإصابة بنسبة 10% فقط، بينما ارتبط تناول 100 جرام من الدواجن يوميًا بزيادة خطر الإصابة بنسبة 8%. فقط .

أشارت دراسة اخرى لجامعة هارفارد إلى وجود صلة “هامة” بين حديد الهيم وهو مكون رئيسي في اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ولكنها اضافت ان العلاقة بين مرض السكري وتناول لحوم الدواجن لا تزال غير مؤكدة وتحتاج إلى مزيد من الابحاث . حيث يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما يفشل الجسم في إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو لا يستخدمه بشكل جيد. واوضحت ان جزء من الحفاظ على نظام غذائي متوازن هو معرفة ما يجب تجنبه وما يجب تناولة. وتظهر الدراسة الجديدة أن بعض ما يسمى بالخيارات “الصحية” يمكن أن تخفي وفرة من السكر المضاف والدهون المشبعة الضارة . حيث يعاني أكثر من 38 مليون أمريكي اى حوالي 1 من كل 10 من مرض السكري، مما يجعله السبب الرئيسي الثامن للوفاة في امريكا .

ووجدت أبحاث سابقة لجامعة هارفارد أن تناول أكثر من حصة واحدة من اللحوم الحمراء يوميا يمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 62 %.. وتقترح وزارة الزراعة الأميركية الحد من الاستهلاك اليومي من اللحوم والدواجن والبيض إلى 4 أوقيات فقط . تقول وزارة الزراعة الأمريكية إن اللحوم المصنعة واللحوم الجاهزة لا ينبغي استهلاكها أكثر من مرة واحدة في الأسبوع. حيث ثبت أن حديد الهيم قد يسبب الالتهابات وتلف الحمض النووي. تشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والرئة.

واوضحت دراسة الدكتورة روتشي ماثور، أخصائية الغدد الصماء في مركز سيدارز سيناي في لوس أنجلوس الامريكية إن اللحوم الحمراء لها إيجابيات ولها سلبيات ايضا. حيث إن اللحوم الحمراء غنية بالبروتينات وفيتامينات مثل بى 12 والمعادن مثل السيلينيوم ولكنها غنية أيضًا بالدهون المشبعة الضارة. وكذلك وأوضحت الدكتورة روتشي ماثورانه اعتمادًا على المعالجة، يمكن أن تحتوي اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الصوديوم والمواد الحافظة وفى كل هذا لا شيء مفيد لصحة الانسان.

واوضحت دراسة لفريق من علماء جامعة هارفارد ان اللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة بمرض السمنة والقلب وانة يرفع من فرص الاصابة بالسكرى من النوع الثاني. وقال الفريق البحثي إن تناول اللحوم الحمراء، أو ما يعادل 2.5 أونصة من لحم البقر يوميا، يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني بنسبة 26%. ، واوضحت الدراسة إن جميع عوامل النظام الغذائي ونمط الحياة أُخذت في عين الاعتبار، أن مرض السكري النوع الثانى يرتبط عادة بزيادة استهلاك السكر والأغذية منخفضة الألياف والوجبات السريعة، بالإضافة إلى أنماط الحياة الخامل . وشملت الدراسة أكثر من 200 ألف مشارك بالغ على مدى 36 عاما، حيث كانت المشكلة تكمن في “حديد الهيم”، وهو نوع من الحديد يأتي من الهيموجلوبين، وهى المادة الكيميائية الموجودة في الدم لتساعد الجسم على نقل الأكسجين وتحتوي معظم المنتجات الحيوانية عليه، ولكن بمستويات متفاوتة.

واوضح علماء جامعة هارفارد إن حديد الهيم يسبب الالتهاب في الجسم، الامر الى يجعله أقل استجابة للأنسولين وهو هرمون يتحكم في نسبة السكر في الدم، وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى . وتشير النتائج المقلقة إلى أن اتباع نظام غذائي قائم على النباتات يمكن أن يساعد في الحماية من الإصابة بمرض السكري، وفقا لدراسة الدكتور فرانك هو أستاذ التغذية وعلم الأوبئة في جامعة هارفارد. وأضاف الدكتور فرانك هو إن خفض تناول حديد الهيم، وخاصة من اللحوم الحمراء الدهنية، وتبني نظام غذائي قائم على النباتات، يمكن أن يكونا من الاستراتيجيات الفعالة في خفض مخاطر الإصابة بمرض السكري. واضافت الدكتورة ميشيل روثنشتاين، أخصائية التغذية الوقائية لأمراض القلب انه يجب خفض استهلاك للحوم الحمراء، وكذلك ينبغي على أولئك الذين يأكلون كميات أقل من اللحوم، أن يستهلكوا ما يكفي من البروتين والحديد غير الهيم من مصادر أخرى، بما في ذلك الخضروات الورقية مثل الكرنب، وكذلك البقوليات والمكسرات.

واوضحت دراسة لفريق بحثي مشترك من الولايات المتحدة والصين وفنلندا والسويد ان الاعتماد على المصادر النباتية للدهون قد يطيل العمر. وبعد ان تم متابعة الحالة الصحية لأكثر من 400 ألف مشارك توصل فريق البحثي المشترك من عدة دول إلى أن الاعتماد على المصادر النباتية بدلًا من المصادر الحيوانية للحصول على احتياجات الجسم من الدهون يساهم في تراجع احتمالات الوفاة المبكرة. حيث كشفت الدراسة العلمية أن الحصول على احتياجات الجسم من المصادر النباتية من الفاكه الخضروات والحبوب والبقول والمكسرات، يساعد في تحسين صحة الانسان ويخفض من احتمالات الوفاة المبكرة لاسيما بسبب أمراض القلب. وقام الفريق البحثي المشترك من الولايات المتحدة والصين وفنلندا والسويد، عبر الدراسة المنشورة على موقع غاما المتخصص في نشر الأبحاث العلمية، بمتابعة الحالة الصحية لأكثر من 400 ألف شخص تبلغ أعمارهم حوالي 61 عاما.

ووجد فريق البحث أن الاشخاص الذين يعتمدون على المصادر النباتية للحصول على احتياجات أجسامهم من الدهون بدلا من المصادر الحيوانية تتراجع احتمالات وفاتهم مبكرا بشكل ملموس على مدار فترة تبلغ 24 عاما. وتركزت فوائد الدهون من المصادر النباتية على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل خاص. وعلى العكس تبين أن الإكثار من تناول الدهون من المصادر الحيوانية ينطوي على مضار صحية ويزيد من احتمالات الوفاة بسبب مشكلات الأوعية الدموية. حيث أوضح الباحثون أن الدهون النباتية التي يمكن الحصول عليها من الخضروات والبقول والحبوب والمكسرات الغنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة، في حين أن الدهون الحيوانية والبيض ومنتاجات الالبان تحتوى على نسب مرتفعة من الأحماض الدهنية المشبعة الضارة بالصحة .

وأكد الفريق البحثي أن إنقاص كمية الدهون الحيوانية التي يحصل عليها الشخص بنسبة 5 بالمائة فقط واستبدالها بدهون من مصادر نباتية يمكن أن تنقذ حياته. وتساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات في خفض مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تتسبب في الوفاة، كأمراض الأوعية الدموية والسرطانات. ولكن على الرغم من هذا، يقدر عدد الأشخاص التي تتناول القدر الكافي من المواد الغذائية الصحية السليمة بشخص واحد فقط من بين كل عشرة أشخاص، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها . حيث توصلت الدراسة لوجود ارتباط بين تناول الخضروات لثلاث مرات وتناول الفاكهة لمرتين يوميا والحياة لفترات أطول، حيث يتمتع متناولو هذا الكم من الخضروات والفاكهة بمعدل أقل من خطر الوفاة لأي سبب صحي بنسبة 13 بالمائة، وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 12 بالمائة، وامراض السرطانات بنسبة 10 بالمائة، وأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 35 بالمائة.