د محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة للدكتورة كاثرين بوين بجامعة ستانفورد الأميركية أن تلوث الهواء قد يكون السبب في التقلبات المزاجية. حيث إن استنشاق الهواء الملوث الذى يسبب التقلبات المزاجية، يسبب زيادة خطر التأثيرات طويلة الأمد على الصحة العقلية. واوضحت الدراسة أن مزاج الشخص يتقلب مع التغيرات المناخية اليومية خاصة في اثناء تلوث الهواء. أطلق الباحثون على ذلك الحساسية العاطفية لتلوث الهواء. اعتمدت الدراسة على عينات متكررة من 150 شخصاً على مدار عام واحد. وقال الباحثون إن الدراسة تساعد في تفسير الاسباب التي تربط بين القلق والاكتئاب المتزايدين والتعرض لتلوث الهواء على المدى الطويل. يأمل الباحثون أن تلفت نتائجهم المزيد من الاهتمام إلى تأثيرات أزمة المناخ على صحة الإنسان ورفاهيته. وأوضحت الدراسة انه يمكن الاستفادة من تلك النتائج لدمج التأثير والصحة العقلية بشكل أفضل في سياسات وخطط وبرامج التكيف مع تغيرات المناخ. من الأحداث التي تؤدي إلى تلوث الهواء، مثل حرائق الغابات المدمرة، تزيد شدتها وتواترها مع تفاقم أزمة المناخ التي يقودها الإنسان.
وأثبت باحثين المناخ عن وجود روابط بين الصحة العقلية وأزمة المناخ. حيث أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أنها بدأت في تضمين تأثيرات المناخ على الصحة العقلية في تقاريرها. وكشفت نتائجهم أن تحديات الصحة العقلية يمكن ربطها بالصدمات الناجمة عن أحداث الطقس والمناخ المتطرفة. وقالت اللجنة أيضاً إن ارتفاع درجات الحرارة وفقدان سبل العيش وفقدان الثقافة بسبب أزمة المناخ كلها تؤثر سلباً على الصحة العقلية. حيث أوضحت الدكتورة كاثرين بوين ان العالم يشهد تأثيرات متتالية ومركبة حيث نرى الحرائق في الصيف الأسود في أستراليا تليها الفيضانات ثم تليها أحداث مناخية متطرفة أخرى وتلوُّث الهواء ليس مجرد تهديد للصحة العقلية حيث كشفت دراسة اخرى حديثة من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة أن 135 مليون شخص لقوا حتفهم في العقود الأربعة الماضية بسبب تلوث الهواء.
اوضحت دراسة الدكتور كاليب فينش من جامعة كاليفورنيا أن الخرف أو الزهايمر ربما يكون مرضا نتاج الحياة الحديثة وأن ارتفاع معدلات الإصابة به ترتبط بالتلوث والمواد الحافظة ونمط الحياة الحديثة. حيث بحث الخبراء فى الكتابات القديمة والتى كشفت ان اليونانيين القدماء أدركوا الشيخوخة وهى عادة ما تسبب مشكلات فى الذاكرة، والتى تم تشخيصها حديثا على أنها ضعف إدراكى معتدل. ولكن لم يكن هناك دليل على فقدان كبير للذاكرة والكلام والتفكير ، كما يحدث بسبب مرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف. واوضحت النصوص القديمة أمراض كبار السن مثل الصمم والدوار واضطرابات الجهاز الهضمى لكنها لا تذكر فقدان الذاكرة. وبعد مرور الوقت لاحظوا بعض الإشارات الى أنه فى سن الثمانين، يواجه البعض صعوبة فى تعلم أشياء جديدة . وقال الدكتور كاليب فينش إن نتائج الدراسة تعزز لاهم اسباب مرض الزهايمر هو نتاج الحياة الحديثة، التى يغذيها فى الغالب تلوث الهواء والمواد الحافظة وأنماط الحياة الحديثة والمستقرة.
واوضحت دراسة أميركية للدكتور جيري تشانغ بجامعة شيكاغو الأميركية، للآثار التي تترتب على صحة الأمعاء بعد تناول أطعمة تحتوي على موادّ حافظة. حيث غالباً ما يضيف مصنّعوا الأغذية موادّ حافظة للمنتجات لإبقائها طازجة؛ لكن الدراسة ألامريكية كشفت أن المواد الحافظة لها تأثيرات غير متوقعة على ميكروبيوم الأمعاء. وأوضح الباحثون أن مادة شائعة الاستخدام لحفظ الأطعمة تؤثّر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء مما يهدّد التوازن الصحي لميكروبيوم الأمعاء، واكدت الدراسة جمعية الكيمياء الأميركية. واوضحت ان ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع من البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، يُقدر عددها بـ100 تريليون، وهو أكثر من الخلايا الجسم. ويلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً محورياً في صحة الإنسان، من خلال القيام بأدوار مُساعدة، مثل هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية وتنظيم جهاز المناعة والوقاية من أمراض السُّمنة والقلب والسّكري والسرطان. ولكن المواد الحافظة الغرض الأساسي منها هو قتل الميكروبات التي يمكن أن تتحلّل وتفسد الطعام. حيث استُخدمت الإضافات مثل السّكر والملح والخل والكحول والمواد الكيمائية الحافظة لمدة طويلة لكن حديثاً تُضاف مكوّنات أخرى لحفظ الأطعمة منها النيسين وهو مكوّن شائع الاستخدام في أطعمة مثل الجبن والنقانق والصلصات وهو مضاد للجراثيم يُنتَج بشكل طبيعي بواسطة بكتيريا حمض اللاكتيك الموجودة في الألبان، والذى يُعدّ آمناً للاستخدام في الغذاء، وله خصائص مضادة للميكروبات واسعة النطاق ومصرّح باستخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء ألامريكية .
وعلى الرغم من استخدام مكون النيسين على نطاق واسع لكن يُعرف القليل عن تأثير على ميكروبيوم الأمعاء بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكونه في الطعام . ودرس فريق البحث تأثير إضافة النيسين على توازن ميكروبيوم الأمعاء، وذلك باستخراج قاعدة بيانات عامة لجينوم بكتيريا الأمعاء البشرية. ووجد الباحثون أن هذه المادة تؤثّر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، من خلال قتل مسببات الأمراض وميكروبيوم الأمعاء معا. وتعيش الميكروبات الموجودة في الأمعاء بتوازن دقيق؛ لكن إذا قُتل عدد كبير من ميكروبيوم الأمعاء بواسطة المواد الحافظة، فقد تحلّ البكتيريا المسببة للأمراض الانتهازية مكانها، وتعيثُ فساداً في الأمعاء. واوضح الدكتور جيري تشانغ انه على الرغم من أن مكون النيسين قد يكون فعالاً في منع تلوث الغذاء الا إنه قد يكون له تأثير أكبر على ميكروبات الأمعاء البشرية لدينا. وأضافت الدراسة انها ألاولى التي أظهرت أن مكون النيسين يؤثر على توازن ميكروبيوم الأمعاء ومن المحتمل جداً أنه يؤثر على صحة الأمعاء والدماغ .
واوضحت دراسة لجامعة أمستردام وجامعة ماستريخت في هولندا عن خمس أنواع لمرض الزهايمر. وذلك بعد القيام بتحليل البروتينات الموجودة في السائل النخاعي للدماغ والعمود الفقري ، لأكثر من 400 مريض. حيث أكد العلماء الهولنديون أن هناك اختلافات لكل حالة من الحالات الخمس لمرض الزهايمر، وإنه من خلال تحديد أنواع معينة من المرض يأملوا في تحديد علاجات مستهدفة وتكون أكثر فعالية، خوفًا على صحة المرضى . واوضحت الدراسة انواع مرض الزهايمر كالاتى:
= الأول يحتوي على اختلافات تتسبب في ارتفاع ملحوظ في نمو خلايا الزهايمر بالدماغ، مما يغذي إنتاج البروتينات الغير طبيعية التي تظهر مرض الزهايمر، وأن هؤلاء المرضى يعيشوا لمدة 9 سنوات بعد التشخيص في المتوسط.
= الثاني من مرض الزهايمر مدفوع بمشاكل في جهاز المناعة الداخلي للدماغ، لأن هذه المشاكل تضعف من الخلايا المناعية في الدماغ وتسبب هذه الإصابة.
= الثالث من مرض الزهايمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإنتاج بروتين أميلويد وهو أحد المكونات الرئيسية والتى تراكم داخل أنسجة الدماغ وهى السمة المميزة لمرض الزهايمر.
= الرابع يتعلق بمشاكل إمداد الدم إلى الدماغ وذلك عندما يحدث خلل في الدورة الدموية للدماغ يسبب ضعف وإتلاف الخلايا الدماغية والإصابة بالزهايمر.
= الخامس الذي يرتبط بأثار مشكلات الحاجز الدموي الدماغي وهو الذي يمثل حدود الخلايا التي تمنع وصول المواد المغذية إلى الأنسجة الحساسة للدماغ.
واستكملت الدراسة الهولندية نتائجها من خلال الفحص بالرنين المغناطيسي، واوضحت أن أصحاب النوع الثاني والرابع، يعانوا من الضمور خلايا الدماغ بنسبة كبيرة، مما يساهم في فقدان الخلايا العصبية في الدماغ، ويؤدي إلى مشاكل في التفكير والذاكرة . والنوع الثالث من الزهايمر كان من نصيبه اسوأ النتائج على الإطلاق، لأن أصحاب هذا النوع في عينة الدراسة، عاشوا خمس سنوات ونصف فقط بعد التشخيص. واوضحت الدراسة انه يمكن علاج الزهايمر ببعض الأدوية العلاجية التى تعالج فئة واحدة فقط من فئات المرضى، لذلك وصفوا أداء الأدوية بالفاشلة، حيث يمكن أن تتفاعل الأدوية بشكل خطير مع بعض خلايا الدماغ بطريقة خطأ. ولكن الاهم هو البعد عن الحياة السريعة الحديثة بقدر الامكان مع تناول الاغذية من الخضروات والفواكهه الطازجة الموسيمية وتناول الحبوب والبقوليات الكاملة.
واوضحت نصائح منظمة الصحة العالمية انه يجب الحافظ على القلب لخفض فرص الإصابة بمرض ألزهايمر. فإذا كان الشخص يخشي من الإصابة بمرض الزهايمر، علية اتباع بعض العادات الصحية التي تخفض من فرص الإصابة بهذا المرض . وأن مرض الزهايمر يتسبب في حدوث تدهور معرفي في خلايا العقل، وخاصة عندما يكون المرض موجودًا بالفعل في الجينات الوراثية للعائلة، أي هناك تاريخ وراثي للإصابة به، وعلى الرغم من عدم وجود علاج أو طريقة مثبتة علميا للوقاية إلا أن هناك نصائح يمكن اتخاذها للمساعدة في الحد من الإصابة. حيث اوضحت الدراسة أنه خلال منتصف العمر وهي الفترة التي يمكن أن يبدأ ظهور بروتين أميلويد الأول لمرض الزهايمر ويسبب التطورات الضارة في الدماغ والذى يبدو أنها الفترة الأكثر ملاءمة لاتخاذ الإجراءات والنصائح الاتية:
= تناول اغذية البحر المتوسط: على الرغم من أن النظام الغذائي وحده لا يمكنه الوقاية من الزهايمر إلا أن الدراسات أكدت أن اتباع النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يوصي بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات مع الحد من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والمتحولة لخفض الإصابة بمرض الزهايمر.
= الحياة النشطة والرياضة: أن الأشخاص الأكثر نشاطًا لديهم حجم دماغ أكبر في مناطق للذاكرة، مثل الفص الجبهي والحصين، ويرتبط مرض الزهايمر بضمور الدماغ أو انخفاض حجم الدماغ، والتمرين مفيد للذاكرة، وأن البالغين غير النشطين هم ألاكثر عرضة للتدهور المعرفي حيث يجب الحركة بانتظام يوميا. و تنصح دراسة منظمة الصحة العالمية البالغين بتخصيص 90 إلى 150 دقيقة أسبوعيًا لنشاط الرياضى وعدم البقاء خاملاً.
= الحصول علي القسط الكافي من النوم الليلى: تتطلب صحة الدماغ الجيدة نومًا جيدًا حيث يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الليلى أو النوم المتقطع إلى إضعاف المناعة وسرعة التدهور المعرفي. ولذلك يوصي الخبراء بالحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة والالتزام بجدول نوم منتظم.
= المحافظة على العلاقات الاجتماعية: الاهل وأصدقاء جيدون للعقل، حيث تعمل المشاركة الاجتماعية على تعزيز الشعور بالتقارب والتواصل ويمكن أن تساعد في منع نوع التدهور المعرفي، حيث ترتبط الوحدة بارتفاع معدلات الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي .
= تدريبات عقليه: التمرين الإدراكي مهم لصحة الدماغ طوال الحياة وليست هناك حاجة للألعاب والكتب المخصصة لهذه المهمة، الشيء المهم هو تحفيز العقل بانتظام، مثل تعلم آلة موسيقية أو لغة جديدة، فهذا هو الوقت المناسب.
= العناية بالقلب: يوفر القلب والأوعية الدموية الأكسجين والمواد المغذية للدماغ ومن خلال الاعتناء بالقلب، يسمح للجسم والعقل بالعمل على النحو الأمثل. وذلك من خلال خفض التوتر ومستويات السكر في الدم وضغط الدم والكوليسترول وتناول الأطعمة الصحية والإقلاع عن التدخين والكحوليات.