د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتورة كاثرين ستانتون وفريق من العلماء بهيئة الصحة الاوربية، يدرس انتشار سرطانات القولون لدى الشباب والشابات، حيث توصّلوا إلى اكتشافات هامة حول الدور الذي تلعبه الاختلافات بين الانظامة الغذائية والاصابة بالامراض ومن اهمها مرض السرطان . حيث راجع العلماء 176 دراسة علمية سابقة في محاولة للتعمق في تفاصيل كيفية تأثير ألانظمة الغذائية الشائعة على ميكروبات الأمعاء لدى البشر، بهدف تحديد الأنظمة الغذائية التي تؤدي إلى تكاثر بكتيريا الأمعاء الضارة المرتبطة بنمو الورم السرطاني. ووجدت المراجعة الشاملة أن النظام الغذائي الغربي، الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر المكرر والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة والمحفوظة، ينطوي على أكبر المخاطر، كما وجد فريق البحث أن النظام الغذائي الغني بالألياف المستخدم للتحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري له تأثيرات وقائية ضد التغيرات المرتبطة بالسرطانات.
وأوضحن الدراسة أن النظام الغذائي الغربي يجعل من الصعب على الجهاز الهضمي تفكيك أي ألياف صحية بعد تناولها ويؤدي إلى الحد من تنوّع البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية الضرورية لخفض الالتهاب في الأمعاء. حيث يعد الالتهاب المزمن أو طويل الأمد في الأمعاء مثيرا للقلق، لأنه يمكن أن يؤدي إلى طفرات ضارة في الخلايا، ما يزيد من احتمال تحولها إلى خلايا سرطانية. واظهرت النتائج ان الأشخاص الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط الخضراء الغنية بالفواكه والخضروات وزيت الزيتون اظهرت أفضل النتائج الصحية . حيث انها أدىت إلى زيادة البكتيريا المعززة للصحة بالأمعاء، وخفض من وفرة الاخرى الضارة المرتبطة بتلف الخلايا. حيث لا يحظى النظام الغذائي بالألياف، أو النظام الذي يتضمن الكثير من الحبوب الكاملة. والنظام الغنى بالالياف يحظى بشعبية كبيرة بين أولئك الذين يعانون من الإمساك المزمن أو الذين يهدفون إلى فقدان الوزن. وأشارت النتائج إلى أن الالياف لها تأثيرات وقائية ضد سرطان القولون والسكري والالتهابات على وجه التحديد، لأنها غيّرت مزيج البكتيريا داخل ميكروبيوم الأمعاء.
واوضحت نتائج الدراسة أن المواد النباتية الغنية بالألياف المستهلكة تؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد بكتيريا الأحماض الدهنية الضرورية لخفض الالتهاب في الأمعاء والتى تطلق مركبات يمكن أن تخفض الالتهابات . كما وُجد أن النظام الغذائي النباتي يخفض من خطر الإصابة بسرطان القولون، لأن مادة البوليفينول الموجودة في النباتات تحفز نمو البكتيريا الصحية المفيدة. وأثارت المراجعة أيضا العديد من الشكوك تجاه الفوائد الصحية للأنظمة الغذائية عالية البروتين وكذلك ألانظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، والتي غالبا ما تحظى بشعبية لدى الرياضيين المهتمين بالصحة .
وأظهرت الدراسات أن أنظمة الكيتو يمكن أن تسبب انخفاضا مفاجئا في أعداد 19 نوعا مختلفا من البكتيريا المفيدة، التي تلعب دورا حاسما في تنظيم جهاز المناعة، من خلال الحد من نمو البكتيريا المعدية. وقالت الدكتورة كاثرين ستانتون، المعدة الرئيسية للدراسة انها تسلط الضوء على التأثير العميق للأنظمة الغذائية المختلفة على ميكروبيوم الأمعاء. من الرائع أن نرى كيف يمكن أن تؤثر الخيارات الغذائية على توازن الكائنات الحية الدقيقة في أمعائنا، ووظائفها الأيضية.
واوصت دراسة الدكتوره جولييت كيلو والدكتورة سارة برور بهيئة الصحية الوطنية البريطانية بتناول بعض التوابل السحرية لتجنب امراض السرطانات. حيث كشف علماء عن نوع من التوابل يمكن أن يلعب دورا مهما في تجنيب الناس من الإصابة بسرطان المبيض الذي يعد أحد أخطر أنواع الأورام . و خص العلماء الجنزبيل بالاهمية إذ أن تناوله يحسن صحة الأمعاء ويخفض فرص الإصابة بالمغص وأنه يساعد على تجنب سرطان الأمعاء القاتل . ويعتبر سرطان الأمعاء من أكثر أنواع السرطانات شيوعا لا سيما في المملكة المتحدة . حيث كشفت الدراسات أن الزنجبيل يمكن أن يحد من التهابات المعدة والقولون والمبيض التي يعاني منها ملايين البشر حول العالم، والتى تعتبر أمرا مزعجا للكثيرين. وأن الدراسة أظهرت أن الزنجبيل يحارب الغثيان، ويحفز إنتاج الصفراء ويخفف الشعور بعدم الراحة في المعدة ويسهل عمل الجهاز الهضمي، ويساعد على امتصاص الغازات المعوية لمواجهة الانتفاخ. واوضحت الدراسة لأهمية التوابل الأخرى مثل الكركم في تعزيز صحة الإنسان ومكافحة سرطان المعدة والامعاء، لأن الاعشاب تحتوي على مضادات للالتهابات التى يمكن أن تحمي الإنسان من آلام المفاصل. والتوابل المجففة تعد مصدرا أساسيا لمضادات الأكسدة. حيث قد وجدت الدراسة أن تناول الاعشاب تخفض الألم بنسبة الثلث وتخفف من آثار الشيخوخة بنسبة 22 بالمائة.
واوضح العلماء لاهمية خفض القلق والارهاق والحصول على النوم الليلى الهادئ. ومن الضروري التأكيد على أنه إلى جانب تناول الزنجبيل والاعشاب لا بد من تناول مجموعة كبيرة من المأكولات الطازجة، بما في ذلك الفواكه والخضروات الموسيمية والحبوب الكاملة والأطعمة النشوية ومنتجات الألبان الخالية الدسم وتناول البروتينات من اللحوم وخاصه اللحوم البيضاء من الاسماك والفراخ بدون الجلد . كما أنة لابد من ممارسة الرياضة التى تعد أمرا حاسما لتعزيز متوسط العمر المتوقع، إذ ينصح بأن يمارس الشخص الرياضة لمدة لا تقل عن 90 دقيقة كل أسبوع. ومن اهم الاعشاب الاخرى يكون للكركم أهمية عالية ويعود السبب في ذلك إلى عنصر الكركمين الموجودة فيه إذ أثبتت الدراسات أن هذا العنصر يمنع تشكل ونمو وانتشار الأورام السرطانية، ما يجعله من التوابل المهمة في علاج السرطانات والوقاية منها. ومن الاعشاب الهامة الاخرى هى الفلفل الأسود الثوم والبصل والقرنفل الفلفل الاخضر الحار والخردل والزعفران.
واوصت هيئة السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية باتباع بعض الطرق وتناول الاغذية الطبيعية لتقوية جهاز المناعة لدى الانسان . واهم الاغذية الطبيعية والطرق الصحية لبناء النظام المناعي الصحي هى:
= الخضروات والفواكه: مثل الفلفل الاخضر الحامى وبعض الخضروات الصليبية مثل البروكلي والكرنب والقرنبيط ومن الفاكهه مثل الفروله والبطاطا بيضاء.
= فيتامين الشمس (د): يوجد الكثير مما يستطيع فيتامين (د) فعله لتحسين صحة العظام وخفض نمو الخلايا السرطانية وخفض الالتهابات ومساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم ويساعد فيتامين (د) في محاربة البكتيريا والفيروسات والسرطانات .
= الأحماض الدهنية أوميجا 3: أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في المصادر البحرية من الأسماك الدهنية مثل التونة والسلمون والسردين يمكن أن تزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
= الياف البيتا جلوكان: حيث تعتبر الألياف عنصرًا غذائيًا مهمًا لنظام المناعة الصحي وفقا لجامعة هارفارد فإن تناول نظام غذائي غني بالألياف النباتية مع أطعمة مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة يساعد في تعزيز صحة ميكروبيوم الأمعاء لمناعة أقوى. وهناك العديد من مصادر الالياف للحصول على البيتا جلوكان فى حبوب الشوفان وحبوب الشعير وقمح الكامل.
= اغذية البروبيوتيك: تعمل البروبيوتيك كبكتيريا صحية في الجهاز الهضمي وأنها توفر فوائد صحية وتساعد في حماية الجهاز الهضمي، أظهرت الأبحاث أن سلالات من البروبيوتيك تساعد في تعزيز جهاز المناعة وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وتوجد أطعمة البروبيوتيك فى الزبادي واللبن الرائب.
= العلاج السلوكي الإدراكي: العلاج السلوكي الإدراكي هو نوع شائع من العلاج بالكلام خلال جلسة العلاج السلوكي الإدراكي بتعاون المعالج النفسي لاستعراض المواقف الصعبة بالوضوح وبطريقة أكثر فعالية. ويفيد العلاج السلوكي الإدراكي في التخلص من مشاكل النوم لدى مرضى السرطان.
= ممارسة الرياضة: تساعد ممارسة الرياضة على التخلص من مؤشرات مرض السرطان وأعراضه أثناء العلاج وبعده. فممارسة الرياضة برفق تعمل على تخفيف الشعور بالتعب والتوتر، وتساعد على النوم الصحى وتؤكد الدراسات أن الرياضة تساعد الأشخاص المصابين بمرض السرطان في العيش مدة أطول وفي تحسين جودة الحياة .
= التأمل: التأمل هو حالة من التركيز العميق عندما تركز بعقلك على إحدى الصور أو الأصوات أو الأفكار إلايجابية. ومع التأمل، يمكن ممارس التنفس العميق وتمارين الاسترخاء حيث يساعد التأمل الأشخاص المصابين بالسرطان على تخفيف القلق والتوتر وتحسين الحالة المزاجية.