د محمد حافظ ابراهيم
أظهرت دراسة بحثية لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن المزارعين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الزراعية، قد يتعرضون لمستويات من المبيدات الحشرية تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان مقارنة بالتدخين . واوضحت ان المبيدات الحشرية تنافس التدخين في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. وفي العالم الحقيقي ليس من المرجح أن يتعرض الناس لمبيد حشري واحد بل لمجموعة من المبيدات الحشرية داخل منطقتهم لذلك تتبع التحليل الجديد التعرضات لـ 69 مبيد حشري شائع استنادًا لبيانات الاستخدام من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وأشار الباحثون إلى أن هذه المخاطر الإضافية كانت أكثر وضوحا بالنسبة لأنواع معينة من المرض الخبيث، مثل سرطان الغدد الليمفاوية ، وسرطان الدم، وسرطان المثانة.
وتوصل الباحثين من خلال النماذج التي كتبوها إلى تقديرات لمخاطر الإصابة بالسرطان، وكشفت أن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية غير الهوبكينزية وسرطان الدم وسرطان المثانة بسبب المبيدات الحشرية كان أعظم بين الأشخاص الذين يتعرضون للمبيدات الحشرية مقارنة بالذين كانوا مدخنين . أضرار المبيدات الحشرية على المياه حيث يؤدّي استخدام المبيدات الحشرية إلى تلوّث مصادر المياه التي تصل لها بعدّة طرق منها رشّ سطح مائي تعيش فيه حشرات ضارّة، أو ذوبان ما تبقى من المبيدات الموجودة في التربة الزراعية من خلال مياه الأمطار وتروية النباتات، وفي أحيان أخرى تعلق ذرات من المبيد في جزيئات الهواء، وبالتالي عند سقوط الأمطار تتلوّث بها، أو من خلال إلقاء مخلفات مصانع للمبيدات في البحر أو النهر.
واوضحت دراسة للدكتور روب جاكسون باحثون بجامعة ستانفورد مواد كيميائية مرتبطة بسرطانات قاتلة تنبعث من مواقد الغاز حتى بعد إيقاف تشغيلها. توصلت دراسة إلى أن مواقد الغاز قد تكون أكثر ضررا بصحتنا مما نتوقع، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات. ووجد الباحثون أن المواقد ترفع مستويات مادة كيميائية مرتبطة بعدة أنواع من سرطان الدم. وإن موقدا واحدا فقط يمكن أن يزيد من مستويات مادة البنزين المسرطنة والتى تفوق تلك التي يسببها دخان التبغ. وأوضحت دراسة البروفيسور روب جاكسون من جامعة ستانفورد ان البنزين يتحول إلى ألسنة اللهب ويخلق بيئات ذات درجات حرارة مرتفعة، مثل المشاعل الموجودة في حقول النفط والمصافي وكذلك أن البنزين يتشكل في ألسنة اللهب في مواقد الغاز في المنازل . وقد تساعد التهوية الجيدة على الخفض من تركيزات الملوثات، لكن وجدنا أن مراوح العادم غالبا ما تكون غير فعالة في التخلص من التعرض للبنزين.
وربطت ألابحاث السابقة للدكتور روب جاكسون والباحثون بجامعة ستانفورد مواقد الغاز بـ 21 ملوثا خطيرا للهواء، بما في ذلك البنزين، المرتبط بالعديد من أنواع سرطانات الدم مثل اللوكيميا والعيوب الخلقية. وركزت الدراسات السابقة حول الآثار الصحية والبيئية لمواقد حرق الغاز على التسريبات عند إيقاف تشغيل المواقد. ولكن في الدراسة الحديثة قام الباحثون بقياس مقدار زيادة المستويات عند تشغيل المواقد. وتتبع الباحثون انبعاثات البنزين عبر 87 منزلا في كاليفورنيا وكولورادو. ووجدوا أن مواقد وأفران الغاز والبروبان وهى مادة كيميائية تستخدم كوقود ضمن الغاز النفطي المسال تنتج انبعاثات تزيد بنحو 10 إلى 25 مرة عن المواقد الكهربائية. وتوصل الباحثون إلى أن البنزين الناجم عن المواقد ينتقل عبر المنزل، ويصل إلى غرف النوم حتى بعد ساعات من إيقاف المواقد . وحذرت الدراسة من أن الاحتراق لحلقة غاز واحدة بأعلى درجة حرارة أو فرن غاز على حرارة 176 درجة مئوية يمكن أن يرفع المستويات الداخلية من المادة المسرطنة تفوق تلك الموجودة في دخان التبغ الغير مباشر اى التدخين السلبى. وأكدت الدراسة من أن البنزين يمكن أن ينجرف في أنحاء المنزل، ويبقى لساعات مما يؤثر على البيئة المحيطة بالمنزل ويسبب امراض السرطانات.
واصت دراسة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية باتباع نظام البحر الابيض المتوسط الغذائي الذي أنقذ 12 مليون شخص من امراض السرطانات. ويوجد الكثير من الدراسات التي تُعدد فوائد هذا النظام للصحة وطول العمر، وتأثيراتة الصحية المفترضة لتناول اغذية نظام البحر الأبيض المتوسط. وهى تحتوى على الخضروات والفواكة والحبوب الكاملة وزيت الزيتون. حيث قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 12 مليون شخص، لتحديد نمط الأكل الأكثر صحة على الإطلاق أظهرت نتائج البحث أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد على خفض الوفيات والعيش لفترة أطول وتجنب امراض السرطان، وأمراض القلب والسكري وألزهايمر. وان النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يُعد الأفضل للصحة العامة لانة ليس مجرد نظام للأكل بل هو ثقافة اجتماعية تعتمد على مجموعة من الممارسات والتقاليد السائدة في بعض البلدان المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، وخصوصا اليونان وإيطاليا، والتى تبدأ بالاهتمام بالطبيعة، وتنتهي بالمطبخ الصحى.
وقد اوضح عالم الأحياء الأميركي الدكتور أنسيل كيز والدكتورة مارغريت كيز انه يعتبرة أسلوب حياة فريد من نوعه. فهو نظام غذائي فعال في الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض السرطانات ويساعد في الحفاظ على الوزن الصحي، كما يحد من التدهور المعرفي والاكتئاب، ويدعم الصحة على المدى الطويل. وذلك لاعتماده على نمط اغذية منخفضة السكر واللحوم الحمراء الغير دهنية، ومزيد من زيت الزيتون والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك والبيض والفواكه والخضروات الطازجة، والمكسرات والأعشاب والتوابل. وحاليا أصبح النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أحد أكثر الأنظمة الغذائية العالمية شعبية. واحتل المرتبة الأولى كأفضل نظام غذائي صحي للقلب، وأفضل نظام غذائي لصحة العظام والمفاصل وأفضل نظام غذائي لمرض السكري وأفضل نظام غذائي للأكل الصحي كما تم تصنيفه في المرتبة الثانية كأفضل نظام غذائي نباتي عالمى .
واوضحت نتائج الدراسة التي توصلت إليها الورقة البحثية انها ليست الدليل الأول على أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط له فوائد صحية مثيرة للإعجاب، حيث سبقتها دراسة أجريت بجامعة هارفارد ، تابعت ما حدث عندما تحول أشخاص يعيشون في أماكن باردة كالمملكة المتحدة، وامكنهم الاستفادة من اتباع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. وخلص الباحثون إلى أن أولئك الذين قاموا بهذا التحول انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 29% خلال فترة الدراسة، كما انخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 28%. وقبلها وجدت دراسة أن التحول إلى نظام غذائي متوسطي يُحدث فرقا حقيقيا في صحة القلب والأوعية الدموية، وفي الوفيات الناجمة عن جميع الامراض وفي الوقاية من خطر الخرف ومن مرض السكري والحفاظ على الوزن الصحي.
وتشيد نتائج الأبحاث بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط باعتباره الحل الأمثل لحياة صحية وطويلة، حيث ينصب التركيز فيه أكثر على ما يجب تناوله من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الوزن الصحي، بدلا من الاستغراق فيما يجب الامتناع عن تناوله. وهو ما يمكن أن يساعد في الحفاظ على القلب والأوعية الدموية، والهيكل العظمي، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، وخفض خطر الإصابة بالامراض، أو تكرار المرض، بحسب ابحاث هيئة مايو كلينك. وذلك من خلال تضمين جميع المجموعات الغذائية بدلا من استبعادها، كما في معظم الأنظمة الغذائية الأخرى. ويوفر النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط التغذية الشاملة والاستدامة، التي تسمح باتباع نهجه إلى الأبد. واوضحت أسرار النظام الغذائي المتوسطي الدكتورة الأميركية ألكسندرا فروست، بذكر أسرار النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، بعد أن عاش أجدادها المقدونيون حتى عمر 90 عاما بتمسكهم بهذا النظام كالاتى :
= لا تخف من استعمال الخل: فالأجداد على مائدة العشاء في حوض البحر الأبيض المتوسط، يحملون زجاجة خل في يد وقطعة خبز في اليد الأخرى، حيث يعد الخل وزيت الزيتون من العناصر الأساسية لمنح طعامهم نكهة أخف وألذ.
= استبدل الأطعمة المغرية بالسلطة اليونانية أو المخللات: فبدلا من الوجبات الخفيفة السهلة مثل الشيبس والبطاطس المقلية، يمكن للسلطة اليونانية أن تجعلك تشعر بالرضا تماما، وهي عبارة عن قطع صغيرة من البصل والخيار والطماطم والفلفل الحامى، يُسكب عليها زيت الزيتون والخل الأبيض أو الأحمر، ثم جبنة الفيتا التى يمكن استخدامها كطبقة علوية على كل وجبة، من البيتزا والسندويشات والمكرونة والأرز.
= المخلل أو الطُرشي: هى تشكيلة شعبية من الخضروات المخللة في الملح الخفيف والخل وبعض الماء وهى معروفة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
= استبدال الساندويتشات بالحساء: رغم أنه من السهل تحضير ساندويتش برتيب سريع من شرائح السلامي والجبن أثناء فترة الغداء، الا ان تناول حساء الدجاج أو العدس مع الليمون هو طريقة سهلة لتعبئة الطبق بالبروتينات والخضروات .
= يمكن الاستمتاع بالحلوى: اتباع نظام غذائي متوسطي، لا يعني عدم الاستمتاع بالحلوى، بل يمكن وضع الآيس كريم مع الكثير من الفواكه والمكسرات، أو تناول كوب من مجموعة متنوعة من الفاكهة المقطعة، ضمن مكونات وجبة الإفطار.
= الفلفل: عنصر متعدد الاستخدامات واوضحت الدكتورة ألكسندرا فروست كان الاجداد يُرجع الفضل لهم في ألامعاء الصحية بتناول الفلفل، فهو يُعد أحد المفضلات لدى الاجداد للطهي، حيث يمكن حشوه باللحم المفروم والأرز، كما يمكن لمزيج من صلصة الطماطم والفلفل، رفع مستوى الوجبات السريعة التي قد لا تشمل الخضروات مثل البرغر والجبن والبيتزا، باضافة الفلفل المشوي الذي يُخلط بزيت الزيتون والخل بعد تقشيره.
= لا تحتاج إلى التوقف عن تناول منتجات الألبان: فالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط لا يُحد من تناول الجبن ومنتجات الألبان، فهو يتضمن الاستمتاع بالجبن خالى الدسم والحليب والزبادي، ويسمح بإضافة الكريمات الحقيقية إلى القهوة الصباحية، ويجعل من جبن الفيتا دعامة أساسية في كل وجبة وكذلك على وجبة الإفطار.