أخبارصحة

تباطؤ عملية التمثيل الغذائي والعلاج باغذية الألياف الطبيعية والتوابل الحارة لتقوية جهاز المناعة

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتور أليكسي بيريزنيكوف خبير التغذية بجامعة موسكو للأسباب المؤدية إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي لدى الأشخاص البالغين . حيث اوضحت الدراسة انه يمكن اكتساب الوزن الزائد بسبب الاستعداد الوراثي كما أن أمراض الغدد الصماء تؤثر أيضا على زيادة الوزن وبالتالي فإن نقص الهرمونات النباتية أو نقص هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي. وكذلك توجد أنواع من السمنة ترتبط بالجنس. فيمكن أن يزداد وزن الرجل بسبب نقص الهرمونات الجنسية، لأن هرمون التستوستيرون يضمن نمو عضلات الجسم وفي نفس الوقت هو محفز جيد لعملية التمثيل الغذائي ويحمي من تصلب الشرايين. أما بالنسبة للنساء، فيمكن أن يؤدي هرمون الاستروجين الزائد إلى السمنة الأنثوية وهذه الزيادة لا علاقة لها بالإفراط في تناول الطعام.

واشارت الدراسة إلى أن معظم الأشخاص يزداد وزنهم بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي وانخفاض النشاط البدني لأن عملية التمثيل الغذائي تتسارع لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، وعلى العكس من ذلك، تتباطأ لدى الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة خامل. فمثلا يمكن أن تكون 3500-3700 سعرة حرارية ضرورية بالنسبة للرياضيين في حين للأشخاص الذين يعيشون نمط حياة خامل أو عديمى الحركة والنشاط يجب ألا تزيد السعرات الحرارية عن 1700 سعرة حرارية يوميا. وتوصي الدراسة لتسريع عملية التمثيل الغذائي بضرورة تحقيق توازن بين كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص من تناول الطعام وبين التي ينفقها فى العملية الايضية، لذلك يجب التحرك أكثر والمشاركة بنشاط في العمل والمنزل والحياة الاجتماعية قدر الإمكان اى الحياة النشطة .

واوصت دراسة لباحثون من جامعة أريزونا الامريكية بتناول الألياف البيتاجلوكان الطبيعية التى تماثل حقن التخسيس. سلّط الباحثون من جامعة أريزونا الضوء على بديل سهل لأدوية التخسيس، هو نوع من الألياف الغذائية يسمّى بيتاجلوكان، وهو نوع يوجد بشكل طبيعي في الشوفان والشعير. واوضحت الدراسة أن جميع الألياف ليست متساوية عندما يتعلق الأمر بالفوائد المتعلقة بالتنحيف. وفي الدراسة التي تمت في المعمل تبين أن ما يجعل الياف البيتاجلوكان مميزاً من غيرها هو أنها زادت من إنفاق الطاقة، أي أنها أعطت عملية التمثيل الغذائي دفعة لطيفة وأكثر نشاطاً. وان التغذية على نظام غذائي عالي الدهون مضافاً إليه الياف البيتاجلوكان اظهرت انخفاضاً كبيراً في زيادة الوزن والدهون بالجسم مقارنة بتلك التي تتبع نفس النظام الغذائي بدون الياف البيتاجلوكان . ولم تتوقف الفوائد عند هذا الحد، فقد ظهر ان تناول بيتاجلوكان تحسناً في تحمل الجلوكوز وحساسية الأنسولين، وهما عاملان حاسمان في صحة التمثيل الغذائي.

وكان الأكثر إثارة للاهتمام فى الدراسة ما وجده الباحثون داخل ألجسم وخاصة في ميكروبيوم ألامعاء حيث أدى تناول الياف البيتاجلوكان إلى تغييرات في أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وأبرزها زيادة مستويات الزبدات، وهو مركب مفيد ينتج عندما تخمر بكتيريا الأمعاء أليافاً معينة. والزبدات هي بمثابة غذاء خارق للخلايا التي تبطن الأمعاء. وتشبه تأثيرات استهلاك ألياف البيتاجلوكان الموجودة في الشوفان والشعير ببعض الفوائد التي شوهدت مع تناول بعض ادوية خفض الوزن. وتعمل أدوية التخسيس هذه عن طريق محاكاة هرمون يسمى ببتيد وهو شبيه الجلوكاجون الذي يساعد في تنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم. حيث وجد الباحثون أن ألياف بيتا جلوكان تحفز إطلاق هرمون ببتيد الطبيعي في الأمعاء.

واوضح دراسة لخبراء تغذية فى هيئة الصحة الهندية والجامعات الامريكية لبعض الفوائد الصحية لتناول التوابل الحارة. حيث يعتمد الكثيرون على تناول الصلصة الحارة كفاتح للشهية ومصدر لإضفاء مذاق لذيذ على وجبات بعينها، في حين يمكن أن يمتنع البعض عن تناولها بسبب معاناتهم لمشاكل في المعدة أو لا يحبون المذاق الحريف. واوضح اختصاصيي التغذية حول الآثار الإيجابية والسلبية لإضافة القليل من التوابل إلى الوجبات الغذائية وهى كالتالى:

= مصدر للفيتامينات والمعادن: يمكن أن تكون الصلصة الحارة مصدرًا جيدًا للفيتامينات والمعادن، فبحسب دراسة الدكتورة ليزا أندروز فإن الصلصة الحارة، التي تحتوي عادةً على أنواع مختلفة من الفلفل الحار، هي مصدر للأصباغ النباتية مثل الكلوروفيل والأنثوسيانين واللوتين، وهي مضادات أكسدة، ومصدرًا للفيتامينات والمعادن والفلافونويدات.

= إنقاص الوزن: يساعد تناول التوابل الحارة في كبح الرغبة الشديدة لتناول الطعام وزيادة التمثيل الغذائي. واوضحت الدكتورة برينا وودز، إن تناول التوابل الحارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي بسبب توليد الحرارة. ويمكن أن يمنع الكابسيسين الموجود في الصلصة الحارة تراكم الدهون في الجسم إلى جانب زيادة الشعور بالشبع.

= مكافحة الالتهابات: يساعد تناول المواد الحارة في تسكين الآلام بشكل مؤقت ومكافحة الالتهابات، الذي يتم تعريفه بأنه الألم والحرارة والاحمرار والتورم وارتباك الوظائف في جميع أنحاء الجسم. حيث إن مركب الكابسيسين، سبق استخدامه في الطب التقليدي الهندى لخفض الألم والالتهابات.

= خفض ضغط الدم والكوليسترول: اوضحت الدكتورة نيكول ليندل، بجامعة إيفرليوول الامريكية إن مادة الكابسيسينويدس هي من مركبات اللاذعة والمسؤولة عن الطعم المميز للفلفل الحار والتي ثبت أن لها فوائد مثل تحسين الحد من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتحسين صحة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم وخفض السيتوكينات الباطنية بالإضافة إلى خفض عوامل الخطر الالتهابية.

= مشاكل المعدة: يمكن ان تسبب التوابل الحارة اضرار في المعدة ولكنها ليست هي السبب المباشر في آلام المعدة، ولكن ربما تكون المواد الكيميائية، التي تنتج في الجسم بسبب تناول الكابسيسين هي المسؤولة عن مشاكل المعدة. حيث يتم إطلاقها بشكل طبيعي عندما يشعر الجسم بالتهاب. لكن تناول التوابل الحارة يخدع الجهاز العصبي ليعتقد أن هناك ضررًا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالحرقان أو الألم في المعدة .

= متلازمة القلب والأوعية الدموية: تساعد التوابل الحارة في تعديل عوامل خطر متلازمة القلب والأوعية الدموية. فوفقًا لإدارة الصحة العامة بولاية جورجيا الأميركية، يتم تصنيف متلازمة القلب والأوعية الدموية على أنها إصابة بأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. واوضحت الدكتورة نيكول ليندل إن كل هذه الآثار المفيدة للتوابل الحارة مجتمعة تساعد على تعديل عوامل خطر متلازمة القلب والأوعية الدموية. ويساعد التحديد المبكر لعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في محاولة منع السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

اوصت دراسة للدكتورة أناستاسيا تاراسكو، خبيرة التغذية بجامعة موسكو بتناول اغذية تساعد على تقوية المناعة. واوضحت الدكتورة أناستاسيا تاراسكو، إلى أهمية اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الصحية لتعزيز مناعة الجسم، خاصة خلال مواسم تغيرات الطقس التي تُعرض الناس للإصابة بالأمراض. واوصت بتناول بعض ألاطعمة التى تساعد على تقوية جهاز المناعة وتشمل:

= الدجاج بدون الجلد: لأنه مصدرًا غنيًا بالبروتينات وهى عنصر اساسي لتكوين خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة العدوى.
= البطاطس والبرتقال: بسبب احتوائهما على النسب اليومية التي يحتاجها الجسم من فيتامينات B وC الضرورية للجسم، والتي تعمل على تسريع العمليات الايضية في الجسم وتساعد في بناء مناعة قوية.
= الحبوب الكاملة: غنية بالألياف الغذائية التي تُسهم في تحسين من صحة ميكروبيوم الأمعاء، وهى بكتيريا الأمعاء الغليظة لأن استقرارها وتنوعها يؤثر بشكل مباشر على مناعة الإنسان.
= الزيوت النباتية: كل الزيوت النباتية الغير مكررة، مثل زيت الزيتون، غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات، كما أنها مضادة للالتهابات وتحسن عمل الأمعاء.
= الفواكه والخضروات الطازجة: تحتوي أيضا على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة والفيتامينات الضرورية التي تعمل على تقوية جهاز المناعة وتحسين صحة الامعاء .