أخبارصحة

القلق والاكتئاب تزيد الجلطات والخرف واغذية وأنماط صحية تخفّض مخاطر السكتة الدماغية وتعزز المناعة

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للباحثة الدكتورة راشيل روسوفسكي مديرة أبحاث الجلطات الدموية في مستشفى ماساتشوستس الامريكى انه في حالة جلطات الأوردة العميقة، تتكون جلطة دموية في وريد عميق، عادة في الساقين. يمكن أن تسبب جلطات الأوردة العميقة أضرارًا عن طريق الحد من تدفق الدم إلى موقع الجلطة وزيادة الضغط في الأوردة. ينشأ خطر أكبر إذا انفصل بعض أو كل تلك الجلطات ثم انتقلت إلى الرئتين او الدماغ، حيث يمكن أن تمنع تدفق الدم مما يسبب ضيق التنفس وألم الصدر حتى الموت. اكتشف العلماء روابط بين الصحة العقلية للأشخاص وخطر الإصابة بجلطات الدم، لكن بسبب تضارب نتائج الدراسات السابقة والعوامل الاخرى مثل استخدام بعض المشاركين للأدوية وتاريخ ارتفاع ضغط الدم، كان من الصعب تحديد كيفية الارتباط بين الاثنين. ولكن اوضحت الدكتورة راشيل روسوفسكي بفحص مدى ارتفاع خطر الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة بسبب القلق أو الاكتئاب تم على حالات واقعية وعندما تبين وجود ارتباط بين القلق والاكتئاب على المدى الطويل والجلطات الدموية، حيث اثبتت هذه الحالات انه يمكن أن تؤثر على خطر إصابة المريض بالجلطات.

ونظر الباحثون بأثر رجعي إلى بيانات ما يقرب من 119000 شخص حيث تضمنت البيانات قياسات لنشاط الدماغ والنشاط العصبي المرتبط بالتوتر للتحقق من الارتباط، بين زيادة الجلطات والتوتر وتم الحصول عليها باستخدام التصوير المقطعي التي تكشف عن مستويات النشاط واستخدام الطاقة لأجزاء مختلفة من الدماغ. ثم قارن الباحثون نشاط اللوزة الدماغية، وهي منطقة في الدماغ تعالج التهديدات المحتملة وتستجيب لها، بنشاط القشرة الجبهية الأمامية البطنية، والتي تساعد في تنظيم اللوزة الدماغية والتحكم في الاستجابات العاطفية. بهذه الطريقة، حصل الباحثون على صورة سريعة للنشاط العصبي المرتبط بالتوتر. واوضحت الدراسة التداخل بين القلق والاكتئاب. واوضحت انه كلما زاد تقلب معدل ضربات القلب، كان الجسم قادرًا بشكل أفضل على التعامل مع المواقف العصيبة. وكان من بين المجموعة الإجمالية، تم تشخيص نحو 106450 شخصًا مصابًا بالقلق، بينما كان 108790 شخصًا يعانون من الاكتئاب، وكان العديد من المشاركين يعانون من كلتا الحالتين القلق والاكتئاب معا. وكان أولئك الذين لديهم تاريخ من القلق أو الاكتئاب أكثر عرضة بنسبة 53٪ و48٪ لتجربة الجلطات الوريدية العميقة على التوالي، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم تاريخ من أي من الحالتين.

واوضحت نتائج الدراسة أن من بين 1520 شخصًا خضعوا للفحوصات أظهر أولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب مستويات أعلى من الجلطات العميقة من أولئك الذين لا يعانون من أي من الحالتين التوتر والقلق مع الجلطات العميقة. وكان الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الطبيعي من هذا النشاط أكثر عرضة بنسبة 30٪ للإصابة بالجلطات من أولئك الذين لديهم مستويات طبيعية. واوضحت الدكتورة راشيل روسوفسكي انه تم إثبات أولاً أن القلق والاكتئاب مرتبطان بشكل كبير بزيادة النشاط العصبي ثم توصل الباحثون إلى أن الجلطات كانت مرتبطًة بزيادة نشاط كريات الدم البيضاء، مما يعني تكوين خلايا الدم البيضاء، هى محرك الالتهابات، والتي ثبت سابقًا أنها تعزز الجلطات. واوضحت أن هناك ثلاث آليات محتملة تربط بين القلق والاكتئاب وبين ارتفاع مستويات النشاط العصبي والجلطات الوريدية العميقة وارتفاع الالتهاب وانخفاض تقلب معدل ضربات القلب. وخلص الباحثون إلى أنه كلما زاد الضغط الذي يتعرض له الشخص، زاد خطر إصابته بجلطات الأوردة العميقة. واوضح الدكتور كامران ميرزا ان الدراسة كشفت عن وجود ارتباط بين الصحة العقلية وزيادة خطر الجلطات حتى يمكن علاج القلق والاكتئاب لخفض تأثيرهم على معدلات جلطات الأوردة العميقة وخفض المخاطر.

واوضحت دراسة لمستشفى ماساتشوستس الامريكى عن ان أنماط الحياة الصحية يمكن ان تخفّض مخاطر السكتة الدماغية والخرف والاكتئاب. وبحثت الدراسة عن تأثير بعض عوامل نمط الحياة على الاكتئاب في أواخر العمر والخرف وخطر السكتة الدماغية. وأظهرت النتائج أن أنماط الحياة الصحية كانت مرتبطة بانخفاض حالات الاكتئاب في الشيخوخة، وكذلك انخفاض خطر النتائج المتداخلة، التي تجمع مخاطر السكتة الدماغية والخرف والاكتئاب. حيث فحصت الدراسة بيانات أكثر من 355 ألف مشارك بداية من سن الـ50، من سجلات البنك الحيوي البريطاني. وتبين أنه مقابل كل زيادة بمقدار 55 نقطة في إجراءات نمط الحياة الصحية والتي كانت تعتني بصحة الدماغ انخفض خطر الاكتئاب بنسبة 33% في الشيخوخة. ووجد فريق البحث أنه مقابل كل زيادة بمقدار 55 درجة في رعاية صحة الدماغ انخفض بنسبة 27% خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف والاكتئاب في أواخر العمر. وقد شملت عوامل نمط الحياة التي توفر رعاية لصحة الدماغ من التغذية الصحية والنوم الليلى وتجنب الكحوليات والنشاط الاجتماعى والعاطفى مثل مستويات التوتر والعلاقات. كما تضمنت رعاية صحة الدماغ جوانب اخرى مثل متوسط سكر الدم ومستويات الكوليسترول وضغط الدم وحالة التدخين والكحوليات وقياس النشاط البدني والعناصر العقلية لخفض مستويات التوتر.

واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية بتناول اغذية غنية بالزنك لتعزيز المناعة والحماية من الجلطات والفيروسات والبكتيريا وكذلك السرطانات. واوضحت الدراسة ان الزنك هو معدن أساسي وضروري لصحة الجهاز المناعي، ويلعب دورًا مهمًا في مكافحة العدوى لأنه يساعد في نمو الخلايا المناعية ويعزز عملها، ويمكن تعزيز جهاز المناعة عن طريق إضافة الاغذية الغنية بالزنك إلى النظام الغذائي، للوقاية من الأمراض التى تسببها الجراثيم والفيروسات وتساعد على مقاومة التوتر والاكتئاب وعلاج الجلطات . ومن اهم الاغذية الغنية بمعدن الزنك هى:
= بذور اليقطين: بذور اليقطين هي مصدر هام للزنك، حيث تحتوي الحصة التي تزن 30 جرامًا على حوالي 2.2 ملجم من الزنك، وهذه البذور يسهل إضافتها إلى السلطات مع الشوفان للنظام الغذائي، كوجبة خفيفة، حيث يمكن لهذه البذور دعم صحة البروستاتا وإدارة مرض السكري بسبب محتواها العالي من الزنك والعناصر الغذائية الأخرى.
= حبوب الشوفان: الشوفان مصدر للزنك، حيث يوفر حوالي 2.3 ملجم في الكوب الواحد. والشوفان ليس غنيًا بالزنك فقط، بل أنه غني أيضًا بالياف البيتاجلوكان التي تدعم صحة الجهاز الهضمي ويمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول.
= اللحوم الحمراء الغير دهنية: تشتهر اللحوم الحمراء مثل لحم الماعز، بمحتواها العالي من الزنك، ويمكن أن تساهم الحصة النموذجية منها في تلبية الاحتياجات اليومية من الزنك، وأن اللحوم الحمراء غنية بالبروتين والأحماض الأمينية التي تدعم نمو العضلات وإصلاحها، ويجب تناول اللحوم الحمراء بتوازن واختيار القطع الخالية من الدهون للحفاظ على صحة القلب.
= البقوليات: البقوليات مثل الحمص والعدس والفاصوليا غنية بالزنك، ويوفر 100 جرام من العدس المطبوخ 12% من القيمة اليومية للذكور و16% للإناث، والبقوليات غنية أيضًا بالألياف والبروتين والفيتامينات والمعادن ، مما يجعلها إضافة صحية لنظام غذائي متوازن، ويرتبط الاستهلاك المنتظم للبقوليات بتحسين صحة الجهاز الهضمي وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
= البذور: مثل بذور القنب غنية بالعناصر الغذائية ويمكن أن تساعد في زيادة تناول الزنك، وتحتوي 3 ملاعق كبيرة فقط اى 30 جرامًا من بذور القنب على 27% من الاحتياجات اليومية للذكور و37% للإناث، فهى من البذور متعددة الاستخدامات ويمكن إضافتها إلى العصائر والسلطات والمخبوزات، كما أنها توفر الدهون الصحية والألياف .
= منتجات الألبان خالية الدسم: تُعرف منتجات الألبان مثل الجبن والحليب هى مصادر معروفة للزنك، مما يعني أن ألجسم يمكن امتصاص معظم الزنك الموجود فيها، حيث يحتوي كوبًا واحدًا اى 240 مل من الحليب على 9% من الاحتياجات اليومية للذكور و13% للإناث، وتوفر منتجات الألبان الكاليسيوم وفيتامين (د)، وهما مهمان لصحة العظام ووظيفة المناعة.
= البيض المسلوق: يحتوي البيض على كمية متوازنة من الزنك، وتوفر بيضة واحدة كبيرة 5% من الاحتياجات اليومية للذكور و7% للإناث، والبيض متعدد الاستخدامات كما أنه مصدر جيد للبروتين عالي الجودة والفيتامينات والمعادن، مما يجعله إضافة هامة لأي نظام غذائي.
= الشيكولاتة الداكنة: بالنسبة لأولئك الذين يحبون الحلويات، تقدم الشوكولاتة الداكنة طريقة لتعزيز تناول الزنك، حيث تحتوي قطعة 100 جرام من الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70 إلى 85% على 3.31 ملجم من الزنك، أو 30% من الاحتياجات اليومية للذكور و41% للإناث، والشوكولاتة الداكنة غنية بالزنك ومضادات الأكسدة، وتحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر لذلك يجب تناولها باعتدال لدعم جهاز المناعة .