د محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة حديثة للبروفيسور جون كريان بهيئة كليفيلاتد كلينيك الامريكية عن وجود صلة محتملة بين اضطرابات القلق الاجتماعي واضرار صحة بكتيريا الأمعاء. وقارن فريق البحث البكتيريا المعوية لدى 6 أشخاص يعانون من القلق والتوتر، مع 6 اخريين نظراء لهم وأصحاء من خلال تحليل الحمض النووي حيث وجدوا اختلافات كبيرة بينهم . وبعد تناول المضادات الحيوية لـ 72 مشارك للقضاء على البكتيريا الامعاء الخاصة بهم، حقنوهم ببكتيريا مأخوذة من براز الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور استجابات خوف اجتماعي متزايدة لديهم، خاصة عند جمعهم مع مشاركين أخرين على عكس تلك التي أعطيت لهم بكتيريا صحية. واكتشفت الدراسة أن التجربة غيرت الاستجابات الهرمونية والمناعية لدى المشاركين مما يشير إلى أن بكتيريا الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على الخوف الاجتماعي والقلق المتزايد. وقال الدكتور جون كريان ان النقطة الأساسية هي أننا بحاجة إلى الاهتمام بصحة بكتيريا الأمعاء لدينا، خاصة طوال فترة نمو الجسم وحتى مرحلة البلوغ للحفاظ على عمل الدماغ الاجتماعي بشكل مناسب. ويجب زيادة كميات الألياف من الفواكة والخضروات مع الأطعمة المخمرة في النظام الغذائي التى يكون لها آثار مفيدة.
وحذرت دراسة لهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية من ان الغضب الشديد قد يدمر صحة الانسان . فعندما يغضب الشخص، تتزايد مستويات هرمونات التوتر الادرينالين والكورتيزول مما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات، وتهدف هذه الاستجابة الفسيولوجية قصيرة المدى إلى المساعدة في القيام والتعامل مع التهدئة الفورية. ومع ذلك، فإن مستويات الغضب المرتفعة وبشكل مزمن يمكن أن تسبب دمارًا لاعضاء الجسم بمرور الوقت. حيث اوضحت الدراسة لتفاصيل بعض الأسباب الشائعة كالاتى :
= الحالات الصحية العقلية الكامنة: قد تكون نوبات الغضب من أعراض حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات ثنائى القطب وفي مثل هذه الحالات، يعد التعامل مع الحالة الأساسية أمرًا بالغ الأهمية لإدارة الغضب.
= ضغط العمل والضغوط المالية: يؤدي التوتر المزمن إلى جعل الشخص سريع الانفعال وعرضة لردود فعل غاضبة، ويمكن أن تساهم ضغوط العمل والضغوط المالية والعلاقات الاجتماعية الى ارتفاع مستويات التوتر.
= الافتقار إلى مهارات إدارة الغضب: قد لا يكون لدى بعض الأشخاص آليات تأقلم صحية للتعامل مع الغضب، وقد يؤدي هذا إلى تصاعد الغضب بسرعة وظهور نوبات غضب لا يمكن السيطرة عليها.
= العوامل العصبية: يمكن لبعض الحالات العصبية أن تؤثر على التنظيم العاطفي مما قد يؤدي إلى مشاكل الغضب.
= تعاطي المخدرات: يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى خفض القدرة على التحكم في النفس وزيادة العدوانية مما يجعل إدارة الغضب أمراً صعباً.
= تاريخ الصدمات: قد يكون الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة في الماضي أكثر عرضة للغضب كآلية للتكيف. وعدم القدرة على التحكم في الغضب قد يعرض صحة الشخص للامراض المزمنة.
= أمراض القلب: الغضب المزمن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم.
= اضرار الجهاز الهضمي: يمكن أن يؤدي الغضب إلى تفاقم مشاكل بالجهاز الهضمى مثل القرحة والارتجاع الحمضي.
= ضعف الجهاز المناعي: الغضب المستمر يمكن أن يضعف قدرة الجسم على محاربة الامراض.
= مشاكل الصحة العقلية: غالبًا ما يرتبط الغضب بالقلق والاكتئاب والتوتر.
واوصت دراسة هيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية باتباع بعض النصائح لإدارة الغضب. حيث إذا وجد الشخص نفسة يعاني من الغضب، فان بعض النصائح قد تساعد على إدارته بطريقة صحية ومن اهمها الاتى:
= تعرف على المحفزات الخاصة بالشخض: حدد المواقف أو الأشخاص الذين عادة ما يجعلوا الشخص غاضبًا.
= خذ قسطًا من الراحة: امنح نفسك وقتًا للتهدئة قبل الرد وخذ أنفاسًا عميقة أو ابتعد عن الموقف.
= عبر عن نفسك بشكل حازم: قم بتواصل احتياجاتك وإحباطاتك بهدوء ووضوح مع الاخريين.
= ممارسة الرياضة: النشاط البدني هو وسيلة رائعة للتخلص من التوتر المكبوت وتحسين المزاج.
= ممارسة تقنيات الاسترخاء: يمكن لتقنيات مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق أن تساعد في خفض التوتر والغضب.
= اخيرا طلب المساعدة من المتخصصين: إذا كان الشخص يواجه صعوبة في إدارة الغضب بمفردة، فيمكن طلب المساعدة من معالج نفسى .
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى لها دور في تنظيم المشاعر والمزاج. حيث أثبتت الدراسات الحديثة العلاقة الوثيقة بين ما نتناوله وصحتنا النفسية كما هو الحال مع صحتنا الجسدية، حيث يلعب النظام الغذائي دورًا هامًا في تهدئة المشاعر وتحسين المزاج. ومن اهم الأطعمة الخارقة لتهدئة المشاعر ولتحسين المزاج هى :
= الأسماك الدهنية: غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية والتي تُعرف بتأثيرها الإيجابي على صحة الدماغ وتعزيز وظائفه.
= الشوكولاتة الداكنة: مصدر غني بمضادات الأكسدة والثيوبرومين، الذي يُحفز إفراز هرمون السعادة “السيروتونين”.
= الموز: غني بفيتامين بى 6، الذي يلعب دورًا هامًا في إنتاج السيروتونين والدوبامين وهى الناقلات العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة.
= المكسرات والبذور: غنية بفيتامين E والمغنيسيوم اللذان يُساعدان على خفض التوتر والقلق.
= التوت: غني بمضادات الأكسدة والفلافونويد التي تُحسّن وظائف الدماغ وتعزز المزاج.
= الأطعمة المخمرة: مثل الزبادي والكمبوتشا، غنية بالبروبيوتيك التي تُحسّن صحة الأمعاء، والتي بدورها تُؤثّر إيجابًا على الصحة العقلية.
= البيض المسلوق: غني بفيتامين (د) الذي له دور هام في تنظيم المزاج وخفض أعراض الاكتئاب.
= الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة الثيىانين والتى تساعد على الاسترخاء وتحسين التركيز.
= الكركم: غني بمادة الكركمين التي تُعد مضادًا قويًا للالتهابات، وتُساعد على تحسين وظائف الدماغ وتعزيز المزاج.
= الأفوكادو: غني بالدهون الصحية وفيتامين بى اللذان يُساعدان على تنظيم المزاج وخفض التوتر.