التجارة الصينية والأنثروبولوجيا الاجتماعية
د/ اشرف حنفى اكاديمية الشروق
استطاعت الصين ان تقوم بعمل دراسات تسويقية شامله مرتبطة بالواقع عن طريق ارسال الباعة الجائلين للعديد من الدول لدراسة الاذواق ومتطلبات السوق في هذه الدول .
ليس عن طريق البحوث التسويقية التقليدية المبنية على عدد من النظريات الاقتصادية، ولكن عن طريق الاحتكاك المباشر وعن طريق الأنثروبولوجيا الاجتماعية من معرفة العادات والتقاليد والاذواق المختلفة للمجتمعات واستخدام نظم البيع التقليدية القديمة ( تاجر الشنطة – الدلالة – وبحسب عدد من الباحثين، تعد مهنة “الدلالة” من المهن التراثية القديمة، والتي عرفت منذ مئات السنين في مصر، وفى عدة مناطق عربية ، ولا يزال هناك من يمتهنها من المواطنين خاصة من عاصرها وورثها أبا عن جد كما أنها تعد مصدر رزقه الوحيد، إلا أنها أصبحت تواجه شبح الانقراض، خاصة أن الأجيال الجديدة أصبحت تعزف عن العمل بتلك المهنة.- وبائع الكانتو )
ومن هذه الدراسات استطاعوا الدخول الى البيوت المختلفة (مصر كنموذج ) بتصنيفها المباشر ريف وحضر عن طريق الكلمة السحرية – عندك عروسة – ومن خلال هذه الكلمة البسيطة استطاعوا الدخول الى البيوت وهذا على عكس ما اعتاد عليه المصريين من السماح للأغراب بدخول منازلهم وبذلك استطاعوا بيع العديد من المستلزمات من ملابس وخلافة وأيضا اجهزه الكترونية ( وساعدهم ذلك في نشر الموبايلات الصينية المقلدة )واستطاعوا معرفة الاحتياجات الفعلية من داخل البيوت التي ساعدت المطورين الصناعيين من انتاج العديد من المنتجات التي يحتاجها كل سوق من الأسواق العالمية المختلفة والتي تتناسب مع المناسبات الاجتماعية والدينية وليس اعتمادا على المستوردين فقط، ولكن عن طريق معرفة احتياجات حقيقة ليس عن طريق الاستبيانات والاجابة عن الأسئلة، ولكن عن طريق بيع مباشر وكان بالإضافة الى الأرباح التي تم الحصول عليها جعلوا انتشار المنتجات الصينية تتزايد.