د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لباحثون من جامعة ميتشغان الامريكية انه لطالما ربطنا حاسة الشم بتجاربنا اليومية، مثل الاستمتاع برائحة الطعام أو الزهور، أو التحذير من مخاطر المواد الضارة، لكن قد تخبرنا حاسة الشم على أدلة قيّمة حول صحة القلب. حيث وكشف الباحثون أن فقدان حاسة الشم يساعد في التنبؤ بخطر إصابة الشخص بقصور القلب وبافى الامراض المزمنة، ولكن لم يجد العلماء رابطاً بين فقدان حاسة الشم وأمراض الإصابة بالسكتة الدماغية التى ارتبطت بارتفاع ضغط الدم . وتبعا للدراسة يقدر المتخصصون أن حوالي 64 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من قصور القلب وهي حالة طبية لا يستطيع القلب ضخ ما يكفى من الدم الى جميع أنحاء الجسم . يمكن أن يحدث قصور القلب بسبب أمراض أخرى مثل ضعف عضلة القلب والقلب التاجى واتباع نمط حياة غير الصحى والتدخين والإفراط في تعاطي الكحوليات.
وتشير الدراسات الى أن اى خلل لحاسة الشم يبدأ في الزيادة بمجرد بلوغ سن الستين. حيث فسر الباحثون بيانات من حوالي 2500 مشارك في دراسة للشيخوخة، وكان المشاركون الذين التحقوا بهذه الدراسة من كبار السن الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً. وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين كانوا يعانون من فقدان حاسة الشم لديهم خطر متزايد بنسبة 30% للإصابة بقصور القلب الاحتقاني مقارنة بمن لم يفقدوا حاسة الشم وكذلك ضغط الدم . وتبعا لنتائج البحث فإن فقدان الشم يشير إلى ضعف أكبر لعوامل الضغط فى عضلة القلب بخلاف تصلب الشرايين والضغط والاوعية الدموية.
واوصت دراسة للدكتورة دارينا كوربانوفا ، أخصائية أمراض القلب بجامعة موسكو باتباع بعض النصائح البسيطة لخفض من مخاطر تجلط الدم. حيث اوصت بمراقبة مستوى ضغط الدم بانتظام. أن تجلط الدم هو حالة خطيرة تتشكل فيها جلطة دموية اى خثرة على الجدار الداخلي للوعاء الدموي، وقد تنفصل في أي لحظة وتمنع تدفق الدم، مما يعرض الحياة للخطر. لذلك اوصت الدراسة بالاتى:
= نظام شرب قبل الشعور بالعطش: لخفض خطر حدوث جلطات الدم، تنصح الدكتورة كوربانوفا بضرورة اتباع نظام شرب صحى وتوصي باستهلاك 1.5 لتر من الماء يوميًا، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة الاهتمام بشرب الماء بانتظام.
= النشاط البدني والرياضه: توصي الدراسة بتجنب البقاء في وضعية الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة. تنصح بأخذ فترات راحة كل 40-50 دقيقة للقيام بتمارين إحماء خفيفة مما يساعد في تحسين الدورة الدموية ومنع تشكل الجلطات .
= تجنب تأثيرات الحرارة على ضغط الدم: تشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط بالشخص يكون له تأثير مزدوج على الذين يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم الشرياني. ويؤدي ارتفاع الحرارة إلى فقدان السوائل من خلال التعرق وتوسع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى ضغط الدم.
= ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس الحارقة: يجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة وخاصة الاشعة فوق البنفسيجية. كما يجب مراقبة مستوى ضغط الدم بانتظام ومع الحفاظ على هذه العادات يمكن أن يساهم في خفض الإصابة بجلطات الدم والحفاظ على صحة القلب.
اوصت دراسة للدكتورة ميلاني مورفي ريختر اختصاصية التغذية بهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية غنية بمضادات الأكسدة التى يمكن أن تساعد على العيش لحياة أطول. وينسب الباحثون ذلك الفضل إلى المغذيات النباتية والمُركّبات الموجودة فى النباتات والتي تحمي من البكتيريا والفيروسات والفطريات وإعطاء الأطعمة النباتية قدراتها المعززة للصحة. فعندما يستهلك البشر المغذيات النباتية من خلال الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة، فإنها تلعب أدواراً قوية كمضادات للأكسدة لمساعدة في مكافحة الأضرار الناجمة عن البيئة والإجهاد التأكسدي واضرار الاشعه فوق البنفسجية والامراض البكيترية والفيروسيه. اوضحت الدراسة لأنواع المغذيات النباتية الغنية بمضادات الأكسدة هي الفلافونويدات والكاروتينات والبوليفينولات والفيتوستيرولات، والفيتوإستروجينات والجلوكوزينولات حيث يمكن أن تساعد على إطالة العمر. وان كل فئة من هذة المغذيات النباتية لها قوى عظمى مفيدة خاصة بها وتتراوح من التأثيرات المضادة للالتهابات وفوائد الصحة المناعية وتحسينات في صحة القلب وخصائص محتملة لمكافحة السرطان، ويمكن أن تؤثر أيضاً بشكل إيجابي على صحة الجهاز الهضمي والجلد والعظام .
واوضحت الدراسة ان المغذيات النباتية ومضادات الأكسدة تتشابه إلا أنهما ليستا متماثلتين. وتوجد المغذيات النباتية حصراً في الأطعمة النباتية، في حين يمكن العثور على مضادات الأكسدة أيضاً في مصادر غير نباتية. وتقترح الدراسة بتناول أكبر قدر ممكن من الأطعمة الغنية بالمغذيات النباتية لدعم الصحة الجسدية. ويمكن القيام بها من خلال اختيار نظام غذائي قائم على النباتات والتركيز على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة كل يوم. حيث كلما زاد التنوع الذي نستهلكه حصلنا على فوائد صحية أفضل وشاملة كالاتى:
= الكاروتينات: الكاروتينات موجودة في القرع والطماطم والجزر والفلفل وتعطي الأطعمة النباتية البرتقالية والحمراء والصفراء لونها الزاهي. وتدعم مضادات الأكسدة الملونة صحة العين وقد تخفض خطر الإصابة بالسرطان.
= الفلافونويدات: الفلافونويدات الموجودة في الحمضيات والشاي الأخضر والتوت والتفاح والبصل والكاكاو تعمل على خفض ضغط الدم والكوليسترول مما يجعلها مفيدة للقلب والضغط .
= الغلوكوسينولات: الغلوكوسينولات هي مواد هامة لإزالة السموم من الجسم. أن الغلوكوسينولات تساعد في إزالة المواد الضارة وخفض خطر الإصابة بالسرطان وتحمي من الأمراض الالتهابية توجد مركبات الغلوكوسينولات في الخضروات الصليبية مثل البروكلي والقنبيط وبراعم بروكسل والكرنب.
= الفيتويستروجينات: يمكن للفيتويستروجينات الموجودة في بذور الكتان والشعير وفول الصويا، أن توازن مستويات الهرمونات، ما يجعلها مفيدة للنساء . وعند استهلاكها يمكن أن تلعب دور هرمون الاستروجين في الجسم مما يساعد النساء على تنظيم دوراتهن بشكل أفضل.
= الفيتوستيرولات: إن الفيتوستيرولات الموجودة في المكسرات والبذور والبقوليات تعمل بقوة ضد مستويات الكوليسترول غير الصحية، ما يجعلها مفيدة للقلب. واوضحت الدراسة أن تناول 2 جرام من الفيتوستيرول يومياً يساعد في خفض الكوليسترول السيئ منخفض الكثافة بنسبة تصل إلى 10 % .
= البوليفينولات: البوليفينولات الموجودة في الشوكولاته الداكنة والتوت والكمثرى والعنب هي مضادات أكسدة قوية تخفض الالتهابات. وتحمي البوليفينولات من أضرار الجذور الحرة وتدعم صحة الدماغ وتساعد في منع الأمراض العصبية التنكسية.