أخبارصحة

صور ترسخ في الذاكرة وأخرى تُمسَح بسبب انواع الزهايمر واغذية تحسن الذاكرة والوظيفة الإدراكية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة أجراها باحثون في جامعة ييل الأميركية لماذا لا ننسى بعض الصور بينما تُمسَح صور أخرى من ذاكرتنا. حيث اوضحت الدراسة أن العقل يعطي الأولوية للأشياء التي لا يستطيع تفسيرها بشكل جيد وتكون غريبة بالنسبة له، أما إذا كان المشهد متوقعا ونمطيا وليس مفاجئا فقد يقوم العقل بتجاهله تماما. وهذا الاكتشاف الذي توصلت اليه الدراسة ينعكس على جوانب مختلفة في حياتنا، لتفسير عمل الذاكرة وتجميع العقل للبيانات واحتفاظه بها والذى يتعلق بالقدرة على التعلم والمناهج الدراسية كما يرتبط بالعملية التسويقية حيث يمكن ان تجعل علامة تجارية او صوره ترسخ فى الذاكرة . وأن الباحثون ربطوا النتائج بتطوير أداء أنظمة الذاكرة فى الذكاء الاصطناعى . حيث اوضحت الدراسة الاتى:

= في الخلايا الدماغية يوجد 90 مليار خلية وقدرة المخ على التخزين تصل إلى 2.5 مليون غيغابايت.
= ذاكرة الإنسان تخزن الأشياء بطرق مختلفة كالاتى:
+ هناك ذاكرة تخزن الذكريات على المدى القصير.
+ وهناك الذاكرة الطويلة وفي الذاكرة الطويلة نجد الجزء الواعي والجزء اللاوعي.
+ الجزء الواعي يحتفظ بما نشاهده من أمور غريبة، والجزء اللاوعي يحتفظ بما تعلمته في الحياة .
+ الأمور التي تكون مرتبطة بالمشاعر تظل محفوظة في ذاكرتنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

واوضحت دراسة للدكتورة نيكي آن ويلسون الباحثة بعلوم الأعصاب في جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني في أستراليا ان الزهايمر مجرد واحد من أنواع متعددة للخرف . حيث ان الخرف هو مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من المتلازمات التي تؤدي إلى تغييرات في الذاكرة والتفكير والسلوك بسبب تنكس الخلايا في الدماغ. حيث يمكن أن تحدث تغييرات في التفكير والذاكرة مع التقدم في السن لأسباب متنوعة، ولا تكون التغييرات دائما سببا للقلق، لكن القلق يبدأ عند التأثير على نشاط الحياة اليومية، يمكن أن تشير إلى العلامة الأولى لإصابة الشخص بأحد أنواع الخرف. ومصطلح الخرف هو مصطلح شامل يستخدم لوصف مجموعة من المتلازمات التي تؤدي إلى تغييرات في الذاكرة بسبب التنكس في الدماغ. ولتلبية معايير الخرف يجب أن تكون هذه تغييرات واضحة بما يكفي للتدخل في الأنشطة المعتادة وأن تكون موجودة في جانبين مختلفين على الأقل من التفكير أو الذاكرة، فيمكن أن يواجه شخص ما صعوبة في تذكر دفع الفواتير أو لا يستطيع التعرف على العناوين في مناطق مألوفة له سابقًا. وفي حالات نادرة يمكن أن يصاب الأطفال بالخرف، بسبب تلف الدماغ التدريجي المرتبط بأكثر من 100 اضطراب وراثي نادر، مما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات معرفية مماثلة لتلك التي تصيب بعض البالغين.

واوضحت الدراسة أن مرض الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعًا من الخرف، ويمثل حوالي 60-80% من الحالات. لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يستخدم العديد من الأشخاص مصطلحي الخرف ومرض الزهايمر بالتبادل. وتعتبر التغيرات في الذاكرة العلامة الأكثر شيوعًا لمرض الزهايمر وهي ما يربطه العامة به في أغلب الأحيان. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يواجه الشخص المصاب بمرض الزهايمر صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة أو تتبع تواريخ اليوم أو الشهر. وما زال غير معروف بالضبط سبب الإصابة بمرض الزهايمر ولكن يرجح العلماء أنه مرتبط بتراكم نوعين من البروتين في الدماغ هما بيتا أميلويد وتاو. وأن جميع الناس لديهم بروتين بيتا أميلويد في المخ، لكن عندما يتراكم الكثير منه في الدماغ فإنه يتكتل ويشكل لويحات فيما بين الخلايا وتسبب هذه اللويحات تلفًا والتهابًات للخلايا الدماغية المحيطة وتؤدي إلى خلل في بروتين تاو. ويشكل بروتين تاو جزءًا من بنية خلايا الدماغ ولكن في مرض الزهايمر تصبح بروتينات تاو “متشابكة”، وتؤدي إلى تأثير سام للخلايا، مما يتسبب في موتها. ويُعتقد أن تناول الاغذية المعالجة تسبب إنتاج المزيد من بيتا أميلويد والمزيد من تاو غير الطبيعي، وبالتالي تتزايد عملية تلف خلايا الدماغ. يمكن أن يحدث مرض الزهايمر مع أشكال أخرى من الخرف مثل الخرف الوعائي وهو ما يعتبر المزيج الأكثر شيوعًا للخرف المختلط.

واوضحت الدراسة ان الخرف الوعائي هو ثاني أكثر أنواع الخرف شيوعًا ، الذي ينتج عن اضطراب تدفق الدم إلى الدماغ. نظرًا لأن التغيرات في تدفق الدم يمكن أن تحدث في جميع أنحاء الدماغ، فربما تكون علامات الخرف الوعائي أكثر تنوعًا من تغييرات الذاكرة التي تُرى عادةً في مرض الزهايمر. وتوضح الدراسة ان الخرف الوعائي ربما يظهر على هيئة ارتباك عام أو تباطؤ في التفكير أو صعوبة في تنظيم الأفكار والأفعال. إن خطر الإصابة بالخرف الوعائي يكون أكبر إذا كان الشخص يعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم. واما الخرف الجبهي الصدغي لا يدرك الناس أنة يمكن أن يؤثر على السلوك واللغة، وهو ما يظهر في أشكال مختلفة من الخرف الجبهي الصدغي. حيث يعد الشكل السلوكي للخرف الجبهي الصدغي ثاني أكثر أشكال الخرف شيوعًا بعد مرض الزهايمر.

واوضحت الدراسة بان الخرف الجبهي الصدغي يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا. يمكن أن يواجه مرضى الخرف الجبهي الصدغي صعوبات في تفسير المواقف الاجتماعية والاستجابة لها بشكل غير مناسب. حيث يمكن أن يدلوا المصابون بتعليقات وقحة أو مسيئة غير معتاد أو يغزون المساحة الشخصية للأشخاص. إما الخرف الدلالي هو أيضًا نوع من الخرف الجبهي الصدغي ويؤدي إلى صعوبة في فهم معنى الكلمات وتسمية الأشياء اليومية. واوضحت الدراسة الى ان الخرف مع أجسام لوي تحدث نتيجة لخلل في تنظيم نوع مختلف من البروتين المعروف باسم ألفا سينيوكلين، والذي يظهر غالبًا في الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. لذلك ربما يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الخرف من تغيرات في الحركة، مثل وضعية الانحناء والمشي المتثاقل والتغيرات في خط اليد وتشمل الأعراض الأخرى تغيرات في اليقظة والهلوسة البصرية واضطراب كبير في النوم.

واوضحت الدراسة انه لا يوجد اختبار وفحوصات للخرف ولكن يظهر بوضوح ما إذا كان الشخص يعاني من الخرف أو نوع الخرف. يأتي التشخيص بعد اختبارات متعددة، بما يشمل فحوصات الدماغ، واختبارات الذاكرة والتفكير، والنظر في كيفية تأثير هذه التغييرات على الحياة اليومية . والخرف المتنوع هو اكثر الأشكال المختلفة للخرف حيث يعاني جميع الناس من الخرف بطرق مختلفة. على سبيل المثال، تختلف سرعة تقدم الخرف كثيرًا من شخص لآخر. وربما يستمر بعض الأشخاص في العيش بشكل جيد مع الخرف لبعض الوقت بينما يمكن أن يتدهور آخرون بسرعة أكبر. وما يهم هو إنشاء مجتمع أكثر ملاءمة للخرف وألا يتم التعامل معه على أنه وصمة عار كبيرة. لذلك فإنه من خلال معرفة المزيد عن الأنواع المختلفة من الخرف وفهم الاختلافات في كيفية تقدم الخرف، يمكن للجميع أن يقوم بدور أكثر إيجابية نحو رعاية وحماية مرضى الخرف والزهايمر .

واوصت دراسة لجامعة سنغافورة الوطنية بتناول اغذية صحية التى يمكن ان تساعد على تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية. حيث أكد خبراء التغذية أنه يوجد تغذية تعزز قوة الدماغ وتحسن الذاكرة والتركيز، نظرًا لأنها تحتوى على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المواد المغذية المفيدة. ووفقًا لابحاث جامعة سنغافورة الوطنية أوضح الخبراء أن هناك بعض الأطعمة التي لها تأثير أكثر أهمية على وظائف المخ بسبب محتواها الغذائي. ومن اهم ألاغذيه النى لتحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية هى:

= التوت: من أبرز الأطعمة لأنه غني بمضادات الأكسدة، وخاصة الفلافونويد، وتساعد هذه المركبات في خفض الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الدماغ، وحماية خلايا الدماغ من التلف، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية .
= الشوكولاتة الداكنة: الشوكولاتة الداكنة من الأصناف التي تحتوي على 70٪ كاكاو وتحتوى على الفلافونويد والكافيين ومضادات الأكسدة، هذه المركبات تعزز وظائف المخ عن طريق تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وخفض الالتهابات..
= المكسرات: والمكسرات مثل الجوز واللوز تعتبر مصادر ممتازة للدهون الصحية ومضادات الأكسدة وفيتامين E، وهذه العناصر الغذائية تحمي خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، مما يعزز صحة الدماغ، وتوفر الدهون الصحية في المكسرات مصدرا ثابتا للطاقة.
= البيض المسلوق: أوصت الدراسة بتناول البيض لأنه مصدر صحى للعناصر الغذائية المرتبطة بصحة الدماغ، بما في ذلك الفيتامينات B6 وB12 وحمض الفوليك والكولين، وهما من المغذيات الدقيقة التي يستخدمها الجسم لإنشاء أستيل كولين الناقل العصبي الذى يساعد على تنظيم المزاج والذاكرة.
= الأفوكادو: إلى جانب تناول الأفوكادو الغني بالدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تساهم في تدفق الدم الصحي، فانه يؤدي إلى تحسين الوظيفة الإدراكية، حيث يحتاج الدماغ إلى إمدادات ثابتة من الدم للعمل بفعالية، ويحتوي الأفوكادو على فيتامين K وحمض الفوليك، مما يساعد على منع تجلط الدم في الدماغ وتحسين الوظيفة الإدراكية وخاصة الذاكرة والتركيز.