أخبارصحة

نقص الاغذية والإجهاد يقوض صحة الدماغ والقدرات المعرفية واغذية لحماية الذاكرة وتخفيف أعراض الزهايمر

د محمد حافظ ابراهيم

اكتشف دراسة لعلماء معهد كارولينسكا في السويد أن الإجهاد الفسيولوجي وارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول يضعف قدرة الدماغ على أداء الوظائف الطبيعية. واشارت إلى أن الاحتياطي المعرفي هو قدرة الدماغ على التعامل مع آثار المرض والتغيرات المرتبطة بالعمر والحفاظ على الوظائف الطبيعية. ووفقا للدراسة فان التحفيز المعرفي وإثراء التجارب والسلوكيات الحياتية، مثل التعليم العالي، والعمل الصعب والأنشطة البدنية والترفيهية المستمرة، والتفاعلات الاجتماعية تساعد في بناء الاحتياطي المعرفي. ولكن مستوى الإجهاد العالي أو المستمر فينهك الدماغ ويسبب الزهايمر. وقد اتضح للعلماء من نتائج الدراسة التى شارك فيها 113 متطوعا من اوروبا، قيموا خلالها الإجهاد الفسيولوجي لكل متطوع الذي عاني منه أو يعاني منه، من خلال تقييم مستوى هرمون الكورتيزول في الدم. كما تم تحديد مستويات الضغط النفسي للمشاركين. وتبين أن الإجهاد الفسيولوجي الشديد يرتبط بالمؤشرات الحيوية الأكثر وضوحا لمرض ألزهايمر. ويعتقد العلماء أن الإجهاد يستنزف الاحتياطي المعرفي، مما يؤثر سلبا على نوعية النوم. ووفقا لنتائج الدراسة انه بخفض ممارسة تمارين اليقظة الذهنية والتأمل ومستوى الكورتيزول يمكن ان تمنع التغيرات غير المرغوب فيها في الدماغ وبالتالي تأثيرها على النفس ومرض الزهايمر .

واوضحت دراسة للبروفيسور كيريل بروشايف أخصائي طب الشيخوخة ان نقص بعض الفيتامينات يؤدي إلى انخفاض القدرات المعرفية. وأن نقص فيتامينات بى و دى لفترة طويلة يشكل خطورة على الدماغ. ويزيد نقص هذه المواد من خطر الاضطرابات المعرفية بما فيها الخرف والزهايمر. واوضح ان الدماغ تحتاج إلى مجموعة كاملة من فيتامينات بى وفيتامين دى. وتوجد فيتامينات بى في الحبوب والبقوليات بالنسبة لفيتامين دى، الوضع مختلف، فيجب فحص الشخص لتحديد فيتامين دى في الدم. لأن الكثيرين يعيشون في مناطق لا يحصلون فيها على ما يكفي من الشمس ، ولا توجد دائما أطعمة تساعد في الحفاظ على هذا الفيتامين. والمجموعة الثانية التي يحتاجها الدماغ هي العناصر المعدنية مثل الزنك لأنه يدعم الوظائف الإدراكية ويساعد على الوقاية من الاكتئاب. حيث يوجد الكثير من الزنك في المكسرات مثل الصنوبر والجوز والفول السوداني واللوز والبندق وبذور اليقطين. كما أن الحديد مهم لصحة الدماغ لأنه يضمن تكوين الدم. وإذا لم تعمل منظومة تكوين الدم بشكل جيد، فسيصاب الشخص بفقر الدم مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ. وينبغي الحصول على الكربوهيدرات من خلال الكربوهيدرات الكاملة مثل الحبوب والفواكه. وان هناك قاعدة تفيد بأن كل ما هو مفيد للقلب فهو جيد للدماغ، وكل ما هو ضار للقلب فهو سيئ للدماغ أي أن نقص للمواد التي تؤدي إلى اختلال نشاط القلب مثل نقص البوتاسيوم والمغنيسيوم، سيؤثر في النهاية سلبا على نشاط الدماغ.

واوضحت دراسة لجامعة أوسلو بالنرويج ان الوظائف الصعبة عقليا تحمي الذاكرة عن طريق تحدي العقل. أفادت دراسة جديدة بأن الذين كانت أعمالهم صعبة عقلياً فيما بين عمر 30 و60 عاماً، هم أقل عرضة بكثير للإصابة بضعف الإدراك الخفيف حتى بعد الـ 70. وقاس فريق البحث تأثير 305 مهنة على سبعة آلاف شخص، بعد تقسيم المهن حسب المهام اليدوية والإدراكية والتحليلية مع نوع الشخصية المطلوبة لكل وظيفة. وخضع المشاركون لاختبارات الذاكرة والتفكير بعد تخطي عمر 70. وبينت النتائج أن أصحاب الوظائف ذات المتطلبات المعرفية الأعلى، شخص لديهم ضعف إدراكي خفيف، بنسبة 2%، بينما بلغت النسبة 27% بين أصحاب الوظائف ذات المتطلبات المعرفية الأقل. حيث لاحظ فريق البحث من جامعة أوسلو أن وظائف التعليم ارتبطت بأفضل أداء للذاكرة مع التقدم في السن. واوضحت النتائج ان التعليم، وأداء عمل يتحدى العقل خلال الحياة المهنية يلعبان دوراً حاسماً في خفض خطر الإصابة بضعف الإدراك في وقت لاحق من الحياة.

واوضحت دراسة لعلماء في جامعة إدنبرة فى اسكتلندا ان رائحة النعناع تساعد في تخفيف أعراض الزهايمر. واكتشف العلماء أن رائحة المنثول التي يشتهر بها النعناع، يمكن أن تخفّف من أسوأ أعراض مرض الزهايمر. ويعمل الباحثون الآن على ما يسمى بالأدوية المعدلة للمرض بالمنثول والتي يمكن أن تبطئ أو تعالج الزهايمر، بينما معظم العلاجات الحالية تدير الأعراض فقط . وفحص فريق الدراسة التفاعلات بين الجهاز الشمي والجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي لدى المشاركين ولديهم اعراض معدّلة وراثياً لتظهر مرض الزهايمر. وخلال الدراسة، تعرض المشاركين للمنثول بشكل متكرر لمدة 6 أشهر. قام الباحثون بتحليل استجابتهم المناعية وقدرتهم المعرفية، وقارنوها بالاشخاص السليمة. والمدهش أن المصابين بالزهايمر أظهرت تحسناً كبيراً، بعد التعرض القصير للمادة ذات الرائحة النعناعية. وتظهر البيانات أن 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع مرض الزهايمر والخرف ومع تقدم السكان فى العمر عالميا فمن المتوقع أن يرتفع هذا العدد. حيث ان هناك 10 ملايين حالة جديدة من مرض الزهايمر والخرف كل عام. وقد دفع هذا الخبراء إلى تقدير أن أكثر من 150 مليون شخص سيصابون بالمرض بحلول عام 2050. ويعد الزهايمر أحد أكبر التحديات التي تواجه الصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين. وأثبتت ألابحاث السابقة وجود روابط بين الروائح وجهازنا المناعي والجهاز العصبي، و أن الروائح يمكن أن تؤثر على إدراك، من خلال إثارة المشاعر والذكريات.

واوصت دراسة للدكتور ريانون لامبرت بهيئة الخدمات الصحية البريطانية ان لدى جميع الناس فكرة جيدة عن الأطعمة التي يجب أن الحد منها إذا أردنا خسارة بعض الوزن ومكافحة الخرف والزهايمر مثل البسكويت والكعك ورقائق البطاطس والبيتزا. لكن الجميع لا يفكر في الأطعمة التي يجب أن ندرجها في النظام الغذائي لتحسين عملية الهضم ومكافحة الامراض المزمنة للوصول إلى الوزن الصحي. وهناك كثير من الحميات الغذائية التي تقدم حلولاً سريعة غير مستدامة، مما يؤدي إلى قيام معظم متبعيها إلى استعادة الوزن مرة أخرى وذلك عندما يتوقفون عن اتباعها. وبدلاً من ذلك، توصى الدراسة بتناول الاغذية الصحية الاتية وهى:
= اللحوم الخالية من الدهون: تشير الأبحاث إلى أن تناول البروتين يساعد على فقدان الوزن على المدى الطويل. اللحوم الخالية من الدهون هي بروتين كامل وتحتوي على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم، دون المستويات العالية من الدهون المشبعة والصوديوم الموجودة في اللحوم الدهنية والمعالجة.
= الخضروات الورقية: أن الأشخاص الذين زادوا من استهلاكهم للخضروات الورقية الغنية بالالياف وتناولوا تلقائياً عدداً أقل من الأطعمة والحلويات والاغذية المقليه ساعد على إنشاء ميكروبيوم صحي والذي بدوره يؤثر على طريقة عمل التمثيل الغذائي . وأن المحتوى العالي من الألياف في الخضروات الورقية يبطئ عملية الهضم عن طريق إبطاء إفراغ المعدة لعبور الطعام عبر الجهاز الهضمي . وان الأطعمة الغنية بالألياف تعمل على تأخير إطلاق السكر من الأمعاء إلى الدم وهذا يخفض من الارتفاع الكبير ثم الانخفاض اللاحق في مستويات الجلوكوز في الدم.
= الأسماك الزيتية: مثل السلمون والسردين والرنجة لها عدد من الفوائد، بدءاً من دعم صحة القلب وحتى خفض الالتهابات والامراض المزمنة. وقد وجد الباحثون أن تناول الأسماك الزيتية والمأكولات البحرية يحسن حساسية الإنسولين ويساعد على فقدان الوزن، ويساعد في خفض الشهية عن طريق زيادة الشعور بالامتلاء. وتساعد الأسماك الزيتية في خفض الالتهاب وتنظيم مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي عند ارتفاعه يضعف عمليات التمثيل الغذائي ويساهم في زيادة الوزن والامراض المزمنة .
= الخضروات الصليبية: تشير الدراسة إلى أن تناول الخضروات الصليبية يكون له فوائد عدة للصحة الأيضية، بما في ذلك تحسين حساسية الإنسولين وخفض الالتهاب وانخفاض الشهية. وأن هذه الأطعمة تحتوي على نسبة عالية من الألياف وتحتوي على السلفورافان، وهو مركب يساعد على خفض الالتهاب ودعم إزالة السموم من هرمون الاستروجين وهذا مفيد للتوازن الهرموني والتمثيل الغذائي، وتنظيم الشهية وتخزين الدهون.
= البطاطا الحلوة: البطاطا الحلوة تحافظ على الشعور بالشبع لفترة أطول ويمكنها المساعدة لخفض وزن الجسم ومنع تكوين الدهون الحشوية التي تتشكل حول الأعضاء وترتبط بالحالات الصحية مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطانات وتوفر هذه الأطعمة ذات الحمل الجلايسيمي المنخفض طاقة ثابتة وتدريجية، مما يساعد على استقرار مستويات السكر وتسمح نسبة السكر المستقرة في الدم للجسم بإطلاق الدهون المخزنة بأمان، مما يعزز فقدان الوزن الصحي.
= الفول والبقوليات: تعد الفاصوليا والبقوليات جزءاً أساسياً من النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ويشير الدراسة إلى أن الفاصوليا تساعد في إنقاص الوزن. أثبتت الدراسة الأميركية وجود صلة بين استهلاك الفول والبقوليات وانخفاض وزن الجسم ومحيط الخصر والامراض المزمنة لإنها غنية بالبروتين والألياف مما يساعد على الشعور بالشبع وهى ضرورية للتمثيل الغذائي الصحي وهذه الأطعمة تدعم بكتيريا الأمعاء المفيدة وتوفر العناصر الغذائية مثل الحديد والمغنيسيوم والفولات، مما يدعم مستويات الطاقة.
= الأفوكادو: بحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون الصحية، ولكن تشير الدراسة إلى أن تناول الأفوكادو يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن. وأن استهلاك الأفوكادو يرتبط بانخفاض دهون البطن ويخفض خطر السمنة. والأفوكادو غني بالدهون الصحية التي تخفض نسبة الكولسترول السيئ وتحسن صحة القلب، والدهون الصحية ضرورية لإنتاج الهرمونات بالجسم وإدارة الوزن.
= التون والفرولة: يحتوى على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، ولكن له تأثيرا مضادا للسمنة. وجدت الدراسة الأمريكية أن التوت الأزرق يساعد في حرق الدهون في الجسم ويحسن التحكم في السكر في الدم، وهناك بعض الأدلة على أن الفراولة لها تأثير مماثل . ويعد التوت والتوت الأزرق والفراولة خياراً صحيا للوجبات الخفيفة لأنه منخفض السعرات الحرارية غني بالألياف ومضادات الأكسدة.