فن

” كنوز الحديث ” سيدى الشيخ داود الكبير بن ماخلا .. زينب على درويش

 

وهو شيخ سيدي محمد وفا، ولقد كان شاذليا وعمل شرطيا في بيت الوالي بالاسكندرية وتزوج ابنة سيدى ياقوت العرش حفيدة سيدى المرسى أبو العباس،ولقد ظهرت عليه علامات الولاية في سن مبكرة فهو رغم عدم انتظامه في مدرسة إلا أنه كان من عباد الليل أي من الذين يقضون القسط الأوفر من ليلتهم في العبادة والذكر

طالبين رضاء رب العالمين ولقد كان الشيخ داود الكبير عذب الحديث لا يمل سامعه وكان رحيما بالناس يغض الطرف عن نواقصهم ويدعو لهم بالهداية وكان رضى الله عنه يؤمن مثل أغلب المتصوفة أن القلب وما وقر فيه هو الأساس في التقرب لله سبحانه وتعالى وفلاح العبد في الدين والدنيا وفى فوزه بالقرب وعين القرب من رب العالمين، وقد كان يقول «إقبال القلب مع لا إله إلا الله خير من ملء الأرض عملا مع الإعراض عن الله عز وجل». وذلك لأن أى فعل يفقد في الدنيا وفي الآخرة قيمته إن لم يرتبط بالله فبركة الفعل ونورانيته وتأثيره تنعدم إذا لم تنعقد النية على أن كل الفعل لله وقد كان يقول الذنب الأعظم هو شهود ماسوى الله أى شهوده ثابتا بنفسه. وهذا خطأ يقع أغلب الناس فيه لأنهم قد يرون الأفراد أو الأشياء أو الأحداث وكأنها ذوات قادرة على الوجود أو البقاء أو القيام بدون الله ومشيئته، وهذا جرم كبيريبعد الإنسان عن ربه ويفسد عقيدته.

ولقد وصف المتصوفة بقوله أهل التصوف قوم ساروا من الأجساد إلى ما وراءها فنزلوا في حضرة الوفاء وصلوا في محل الصفاء، وكان ينيه ويحذر أولاده في الطريق بقوله . من أعجب العجب محب وقف بیاب غير باب الحبيب وكثيرا ما كان يقول لتلاميذه في السلوك وإن لم يسمعك الغيب بالتجليات والأنوار فاسمعه أنت بالطاعة والأذكاره، وكان يصف
علامات الترقى بقوله من تجددت له يقظات في وقت فذلك دليل الله على أن له غفلات وأهل التخصيص (أي الخاصة) لا يقظة لهم لأن الذي لا غفلة لهم ».

ومن أقواله «ان الجنة مطلوبة والنار طالبة ولهذا تعامل هذه بالطلب والثانية بالهرب. إنه رضى الله عنه كان يرى أن أعظم الذنوب القلبية هي الإعراض عن الله.

ومن أقواله رضي الله عنه: كلما ازداد علم العبد زاد افتقاره ومطلبه وعلت همته، لأنه في حال جهله يطلب العلم وفى حال علمه يطلب جلاء العلوم. والمعلومات درجات لا غاية لمنتهاها ولا حد لعلو مرماها، فوا عجباً من لوعة كلما ارتوت زاد تأجهها وضرامها.
وكان يقول : القلوب ثلاثة : قلب أرضي : فالشيطان يأوي إليه وربما استحوذ بالإغواء عليه. وقلب سماوي: فهو يلقى إليه ويسترق السمع من نواحيه، فهو ينال من سماع أخباره وربما رجم بشهاب أنواره. وقلب عرشي: فهو أبداً لا يدانيه، ولا يصل أبداً إليه

ولقد توفی سیدی داود الكبيرسنة 733ه‍، 1331م ومقامه في شارع متفرع من شارع الحجاري في رأس التين بالإسكندرية

ولقد ترك كتابا أملاه لتلاميذه أسماه «عيون الحقائق». نفعنا الله بعلمه

و ببركته.. آمین.