دمحمد حافظ ابراهيم
وجدت دراسة جديدة للدكتور دبليو تايلور كيمبرلي، بمركز الرعاية العصبية الحرجة في مستشفى ماساتشوستس الأميركية أن تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر التدهور المعرفي والسكتة الدماغية حتى لو كان الشخص يحاول الالتزام بنظام غذائي صحي. وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة الحساء المعبَّأ والصلصات والبيتزا المجمدة والوجبات الجاهزة والنقانق والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية والكعك والآيس كريم . واوضحت الدراسة إن هذه الأطعمة تحتوي عادةً على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون المهدرجة والسكريات والملح والقليل من الألياف والفيتامينات ، وكلها يمكن أن تساهم في مشكلات صحية تتعلق بالقلب، وزيادة الوزن، والسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم وشيخوخة الدماغ .
وقد قامت الدراسة الأميركية بتحليل بيانات 30 ألف شخص شاركوا في الدراسة للبحث في أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية والمشاكل الإدراكية، وتمت متابعتهم لمدة تصل إلى 20 عاماً. ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية كان أعلى بنسبة 8 في المائة للأشخاص الذين أضافوا الأطعمة فائقة المعالجة فى نظامهم الغذائي مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا هذه الأطعمة.كما أشار الباحثون إلى أن احتواء النظام الغذائي الصحي على 10 في المائة فقط من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 16 في المائة. وقال طبيب الأعصاب الدكتور دبليو تايلور كيمبرلي، إن هذه النتائج قد تكون مرتبطة بسبب هذه الأطعمة في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، وكلها عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات الدماغ .
وكشفت نتائج الدراسات عن مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة والسريعة والاطعمة المحفوظة . ووفقاً لمراجعة أُجريت لـ45 بحثاً سابقاً شمل ما يقرب من 10 ملايين شخص، اظهرت إن احتواء النظام الغذائي على 10 في المائة فقط من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر الوفاة المبكرة وتسبب اكثر من الحالات الصحية الضارة والامراض المزمنة. وحيث الدراسة انه كلما زادت هذه النسبة زادت المخاطر. وذكرت دراسة أخرى أن الرجال الذين تناولوا الأطعمة فائقة المعالجة من أي نوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بنسبة 29 في المائة.
اكتشاف عالم الأعصاب الدكتور آرون باربي، من جامعة إلينوي رابط هام بين بعض العناصر الغذائية وتباطؤ شيخوخة الدماغ . حيث كشفت الدراسة جديدة عن رابط هام بين سرعة تقدّم الدماغ في السن والعناصر الغذائية الموجودة في تناول الوجبات السريعه والمحفوظة يوميا . حيث قام الباحثون فى جامعتي إلينوي ونبراسكا لينكولن، بمسح خرائط الدماغ مقابل المدخول الغذائي لـ 100 متطوع تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاما، بحثا عن روابط بين ألانظمة الغذائية الصحية وشيخوخة الدماغ البطيئة. وتبين أن الشيخوخة الأبطأ ارتبطت بتناول العناصر الغذائية المماثلة لما يمكن أن يحصل عليه الانسان من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والذي أظهرت الدراسات أنه أحد أفضل الأنظمة الغذائية للجسم .
واوضح الدكتور آرون باربي من جامعة إلينوي ان الدراسة قامت بالتحقق من مؤشرات حيوية مغذية محددة، مثل الأحماض الدهنية المعروفة في علم التغذية بأنها تقدم فوائد صحية محتملة. وهذا يتماشى مع مجموعة واسعة من الدراسات في هذا المجال، التي توضح الآثار الصحية الإيجابية للنظام الغذائي المتوسطي، والذي يركز على الأطعمة الغنية بهذه العناصر الغذائية المفيدة. حيث حلل الباحثون عينات دم المشاركين للبحث عن مؤشرات حيوية مغذية وهى بمثابة دليل علمي قوي على ان ما يأكله ويشربه هؤلاء الأفراد المسنون. وحدد الباحثون المؤشرات الحيوية المفيدة من الأحماض الدهنية مثل تلك الموجودة في الأسماك الدهنية وزيت الزيتون ومضادات الأكسدة مثل فيتامين E الموجودة في السبانخ واللوز، وكذلك الكاروتينات والأصباغ النباتية الموجودة في الجزر واليقطين، والتي سبق أن وجدت أنها تخفض من الالتهابات في الجسم وتحمي الخلايا من التلف. وكذلك إلى الكولين، الموجود بتركيزات عالية في صفار البيض ولحوم الحمراء الغير دهنية وفول الصويا الخام. وتتزايد الأدلة على أن التغذية تلعب دورا مهما في كيفية شيخوخة الدماغ وتاثيرها على الخرف والزهايمر، وتساعد الدراسة في توفير المزيد من المعرفة حول كيفية ارتباط ألدماغ بشكل وثيق بكل ما يتناولة الانسان وأن النظام الغذائي يؤثر على شيخوخة الدماغ.
واوصت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية بطرق واغذية تحافظ على صحة القلب وتطهر الشرايين من الترسبات وصحية للدماغ . حيث يعد الحفاظ على صحة القلب والدماغ أمرا مهمًا لنمط الحياة الصحي، وأحد الجوانب المهمة لذلك هو ضمان نظافة الشرايين لدى الانسان، والتي تؤدى دورًا مهمًا في نقل الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ولكنها قد تصبح مسدودة بتراكم الترسبات بمرور الوقت، مما يؤدي إلى مشاكل مختلفة في القلب والأوعية الدموية. وإن اتباع نظام غذائي صحي للقلب والدماغ يمكن أن يساهم في نظافة الشرايين ويخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والزهايمر، ومن اهم الاغذية التى يجب تناولها لتعزيز نظافة الشرايين وصحة الدماغ هى :
= الأسماك الزيتية: مثل السلمون والماكريل والسردين غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي ثبت أنها تخفض الالتهاب ومستويات الكوليسترول الضار في مجرى الدم، وتساعد هذه الأحماض الدهنية على منع تكون جلطات الدم، وبالتالي خفض خطر انسداد الشرايين.
= الخضروات الورقية: مثل السبانخ واللفت والكرنب تحتوى على بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة القلب والدماغ لانها غنية بفيتامين K، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في منع تراكم الكالسيوم في الشرايين.
= التوت والعنب: يحتوى على مضادات الأكسدة التي تسمى الفلافونويد، والتي تم ربطها بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتساعد مضادات الأكسدة على خفض الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الشرايين والحماية من تطور اللويحات الشريانية.
= المكسرات والبذور: مثل اللوز والجوز وبذور الشيا وبذور الكتان، وكلها مصادر للدهون الصحية المفيدة لصحة القلب والدماغ كما أنها غنية بمركبات مثل حمض ألفا لينولينيك والفيتوستيرول، والتي ثبت أنها تخفض مستويات الكوليسترول الضار وتخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب.
= حبوب الشوفان: هو قوة غذائية عندما يتعلق الأمر بصحة القلب، فهي تحتوي على نسبة عالية من الألياف البيتاجلوكان القابلة للذوبان، مما يساعد على خفض الكولسترول الضارعن طريق الارتباط بالكوليسترول في الجهاز الهضمي وإخراجه من الجسم، ويمكن أن يساعد تناول الشوفان بانتظام في الحفاظ على نظافة الشرايين وخفض الإصابة بتصلب الشرايين وتضييقها بسبب تراكم الترسبات.
= الثوم والبصل: لقد تم استخدام الثوم لعدة قرون لخصائصه الطبية، وقدرته على تعزيز صحة القلب، ووفقًا للدراسة فانه يحتوي على مركبات مثل الأليسين والكبريت، والتي ثبت أنها تخفض ضغط الدم، وتخفض مستويات الكوليسترول الضار وتمنع تكوين الترسبات في الشرايين.
= الكُركُم: هو أحد التوابل التي تم تقديرها منذ فترة طويلة لخصائصها المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، فهو يحتوي على مركب الكركمين، والذي يحسن وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وصحة الطبقة الرقيقة من الخلايا التي تبطن الجزء الداخلي من الأوعية الدموية، من خلال خفض الالتهاب والإجهاد التأكسدي، ويساعد الكركم في الحفاظ على سلامة جدران الشرايين ومنع تراكم الترسبات الضارة .