خبراء ل( رجال الأعمال )الدولة المصرية قادرة على حل اى أزمة فى وقتها واينما كانت
مصر أمة عظمى بين الأمم
كتب : فتحى السايح
وصلني هذا التحليل والله اعلم .. من خبراء وضعوا سؤال جواب لما تمر به مصر من ازمات ومن أخطرها انقطاع الكهرباء ( تخفيف الاحمال ) وكيف يمكن حلها
? لا يوجد إنسان لا ينزعج ولا يغضب من انقطاع الكهرباء ولو لدقائق.. ولا يوجد أيضا إنسان عاقل لا يدرك التداعيات السلبية لانقطاع الكهرباء أو كما تسميه الحكومة تخفيف الأحمال
تكرار هذه الانقطاعات واللي وصل لأربع ساعات في بعض المناطق حدث جلل.. بل أصبحت أزمة قومية من الدرجة الأولى لا تتحمل التبرير أو المتاجرة بيها، وتستوجب المصارحة مهما كانت العواقب.
أعلم علم اليقين لماذا هذه الأزمة مستمرة وستستمر لفترة، وحقك أن تعلم، بقدر ما أستطيع أن أقول دون تعريض الامن القومي لتهديد
ولكن لكي تفهم يجب أن تتخلص أولا من الغضب، وتكون على استعداد للفهم، وإجابة أسئلة أخرى.
? أولا: ما هو السبب لانقطاع الكهرباء؟
هل هو سبب تقني بسبب عطل؟ الإجابة لا
هل هو بسبب عدم وجودة محطات كافية للتوليد؟ الإجابة لا فما تم خلال السنوات القادمة مع عمل أكبر محطات في العالم محطات سيمنز وبنبان وجبل الزيت
طيب هل هو بسبب مشكلة في النقل؟ الإجابة لا فالشبكة تم تحديثها خلال السنوات الماضية بشكل كامل لتؤهل الدولة للربط الكهربي مع كل دول الاقليم
إذن مشكلة الكهرباء ليست تقنية أو متعلقة بمنظومة الطاقة في البلاد أو البنية التحتية، ولكنها مشكلة مرتبطة بتوافر الغاز!
? اذن السؤال الثاني: لماذا لا توفر الدولة الغاز المطلوب؟
لأن العالم بيشهد احترار عالمي أدى لزيادة الطلب بالإضافة للتوسع العمراني الكبير والدولة لم تشتري غاز يلبي الطلب المتزايد!
? طيب هل الدولة ليس لديها سيولة لشراء الغاز؟
بالعكس الدولة آخر شهرين فقط بيزيد الاحتياطي النقدي بمعدل ٥ مليار دولار شهريا حتى وصل إلى ٤٦ مليار دولار وهو أكبر رقم في تاريخ مصر على الإطلاق!
كان ١٥ فقط عام ٢٠١٤!
? إذن: لماذا لا تشتري الدولة الغاز من الاحتياطي، فالاحتياطي دوره أن تستخدمه الدولة عندما تواجه أزمة
كما حدث في كرونا عندما سحبت الدولة ١٠٠ مليار جنيه لمواجهة تداعيات الوباء
وكما حدث في أول الحرب الروسية عندما سحبت الدولة ١٠ مليار دولار لسد العجز الناتج عن انسحاب الأموال الساخنة
هذا الكلام يعني أن الدولة اختارت تراكم الاحتياطي النقدي على حل أزمة الكهرباء!
أو يمكن أن نقولها بطريقة أخري الدولة تقطع الكهرباء عن الشعب لترفع الاحتياطي؟!
وضع معكوس!
الاحتياطي دوره تحويش الفائض من أجل حل الازمات
وليس صناعة أزمة من أجل زيادة الاحتياطي!!!
? اذن السؤال الثالث لماذا
لماذا تقرر دولة التضحية بشعبيتها، والقبول بالتداعيات السلبية وخصوصا الاقتصادية لقطع الكهرباء، وتوفير ثمن الغاز لزيادة الاحتياطي ٥ مليار شهريا بدل من ٤؟!!!!
المليار اللي كنت هتسحبه هو المشكلة انك تضحي بكل ده؟!
هو ده مربط الفرس
إجابة السؤال ده تستدعي الذهاب للخريطة
منذ أكتوبر الماضي وتفجير الإقليم بعملية طوفان الأقصى وبدأ أخطر عدوان على الدولة المصرية نتج عنه غلق الملاحة بنسبة ٩٠٪ في البحر الأحمر بما يشمل قناة السويس والمنافذ البحرية والموانئ المطلة على البحر الأحمر السخنة والسويس ونويبع وسفاجا
تم عزل مصر عن آسيا بالمعنى الحرفي وضرب الصادرات والواردات مع آسيا وخصوصا الصين في مقتل
أصبحت البضائع القادمة من الصين تأتي من رأس الرجاء الصالح ما يأخذ وقت وتكلفة أكبر وفاتورة دولار أعلى
وأصبحت الصادرات المصرية مع آسيا أقل تنافسية لارتفاع تكلفة شحنها ما قلل التصدير وانعكس طبعا على تقليل الموارد الدولارية
بالإضافة طبعا لانخفاض إيراد قناة السويس ٩٠٪ المورد الدولاري السيادي الأكبر للحكومة المصرية
? لم ينتهي المشهد عند ذلك، بل ما فعله الحوثيين في البحر الأحمر بيستعد الآن حزب الله لتكراره في البحر المتوسط وتحويل شرق المتوسط لمسرح عمليات عسكرية
يعني إكمال الخناق على مصر بحزام من الحروب والنزاعات المسلحة
يعني بوضوح عزل مصر عن العالم بحزام من نار مكتمل الخناق!
لأنه طبعا ومن قبلهم تم تفجير ليبيا والسودان وقطع الطريق أمام مصر مع عمقها الإفريقي!
وبكل وضوح هذا أخطر تهديد وجودي يواجه الدولة المصرية في العصر الحديث
وهذا الحصار والخنق بصناعة النزاعات المفتعلة له أسباب متعددة ليس وقتها الآن لكن على رأسهم رفض مصر مشروع القرن الأمريكي بتوطين ٢.٥ مليون غزاوي في سيناء! وتفجير مسار طريق الحرير الصيني المتطابق مع مسار الملاحة الدولي في البحر الأحمر وقناة السويس وشرق المتوسط في اطار الصراع الدولي الدائر بين أمريكا والصين
? إذن لم نجيب على السؤال بعد
ما علاقة كل هذا بقطع الكهرباء، ولجوء الدولة لزيادة الاحتياطي بدل من شراء الغاز والقبول بتداعيات القرار التي ذكرناها؟
الإجابة ببساطة تكمن في جزئيتين
الأولى أن حصار مصر بهذه الطريقة هو عدوان مباشر علي وجود الدولة المصرية ولا ينبغي أن يستمر
والدولة المصرية تستخدم التصعيد المتدرج في أدواتها للتصدي لهذا العدوان
أولا الحلول السياسية والتفاوض
ثانيا التحرك العسكري لفرض السيادة المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط وحماية خط الملاحة الدولي وتدمير كل من يحاول الوقوف أمام القوة المصرية
? طيب بردوا إيه علاقة ده بالاحتياطي
للاحتياطي النقدي ارتباط وثيق بالحلين
الحرب لا تعني فقط أن يكون لديك جيش قوي، ولكن أن يكون معك تمويل كاش قادر علي تمويل عملية عسكرية بهذا الحجم لفترة طويلة تتجاوز عدة سنوات
وهنا الكاش بيلعب دور رئيسي في المستويين السياسي والعسكري
في المستوى السياسي تحقيق الردع وموقف القوة في التفاوض لمنع اللجوء للخيار العسكري لأنك بتوصل رسالة انك بتمتلك القدرة على تنفيذ تهديداتك ولفترة طويلة
وخلال المستوى العسكري هذه المعركة معركة وجود وتستدعي أكبر احتياطي استراتيجي في كل شيئ، وحشد كل موارد الدولة في كل شيء
كل مليار زيادة في الاحتياطي يعني القدرة على تحمل ٣ شهور زيادة على الأقل من العملية العسكرية
يعني تخفيف الأحمال كل ٤ شهور بيمنح جيشنا القدرة على الحرب لـ ٣ شهور أطول
بمعنى أننا فعليا داخل اقتصاد حرب بشكل غير معلن
ليس فقط في تخفيف الاحمال ولكن في تقشف الحكومة التي اعلنت عنه في وقت سابق، وترشيد الدعم ، وملء الصوامع والمخازن الاستراتيجية للسلع، تأجيل المشاريع التي لم تبدأ، وكل هذا اعلنت عنه الحكومة بالفعل
وهو المعنى الحرفي لاقتصاد الحرب، حشد موارد الدولة للمجهود الحربي ولكن بشكل ناعم غير معلن!
? طيب لماذا لا تعلن الدولة هذا الكلام للناس صراحة؟ والمصريين خير من يقف بجانب دولتهم بس يفهموا؟
الإجابة ببساطة لأن إعلان حالة الطوارئ رسميا أو إعلان اقتصاد الحرب رسميا او إننا بنتعرض لكارثة قومية تهدد وضعنا وقد تستدعي حرب ضخمة، سيؤدي لتداعيات سلبية أكبر من غضب الناس!
هروب الاستثمار المتبقى، وتعطيل المفاوضات الجارية حول الاستثمار الجديد، وهروب السياحة،
وهو ما سيزيد الطين بلة، سيزيد من الأزمة وقد يؤدي لنتائج اقتصادية أكثر قيمة مما وفرناه في تخفيف الاحمال!
هنا قررت القيادة السياسية أو الرئيس السيسي التضحية بشعبيته والقبول بالوضع الحالي متحملا العواقب في سبيل تأمين الدولة المصرية من الانهيار.
انا كحكومة استحمل الهجوم لكن انا كدولة مستحملش هد الثقة في استقراري امام العالم
وده احد الاسباب اللي مخليني كدولة بتعامل بحكمة وصبر شديد واستخدام كل ما هو متاح سياسيا ودبلوماسيا واستخباراتيا لتجنب الصدام لان فاتورته كبيرة
اللي احد عناصر انجاحها، سياسة الردع، اللي بتتحقق لما يكون عدوي مدرك لقدرتي على خوض حرب طويلة لو قفلت
? طيب.. لم يكن هناك بديل لقطع الكهرباء؟
هناك بديل واحد وهو إلغاء الدعم
أحد أسباب الأزمة أن ارتفاع الدولار وزيادة الاستهلاك المتسارع نتيجة الاحترار العالمي من جهة والتوسع العمراني من جهة أدى لارتفاع فاتورة دعم الكهرباء لأرقام قياسية
فكل كيلو وات تدفع فيه ٥٠ قرش تدفع الدولة أمامه جنيه!
إلغاء الدعم سوف يوفر السيولة الكافية لشراء العجز من الغاز الذي يمنع تخفيف الأحمال، ولكن
هل سيتحمل الفقير والأقل دخلا هذا الوضع في ظل أساسا أزمة اقتصادية وتضخم غير مسبوق؟!
انحاز الرئيس للأقل دخلا بتثبيت الأسعار مع تخفيف الأحمال عن زيادة الأسعار ووقف تخفيف الأحمال!
تتفق او تختلف حولين ده الصح ولا ده الاصح
انا بقولك واقع
? وهنا نوصل للسؤال الأخير.. متى تنتهي الأزمة؟
للاسف تقديري الأزمة لن تنتهي، ويجب أن نستعد للأسوأ، ونشد الحزام، ونتكاتف
دورنا كمصر في المخطط الشيطاني قد أتي
تم التخلص من الجيش العراقي والسوري والليبي أكبر الجيوش العربية بعد المصري ولم يتبقى غيره
والآن الدولة المصرية تواجه منفردة تكتل أهل الشر اللي حاصروا كل حدودها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا
عطلوا قناة السويس أمس، وبيغرقونا بسيل من الاماذيب والتحريض اعلاميا كل يوم، وغدا بيهددوا بمنعنا من استخراج غازنا في المتوسط لو اشتعلت الحبهة اللبنانية
كل ده مع حصار اقتصادي ناعم وغير معلن بمنع الاستثمار اللي بتبعهم عن مصر
بس اللي تبقى لازم تكون متأكد منه الدولة المصرية لن تصبر على هذا الوضع كثيرا
لانها لن تتحمله كثيرا
العقيدة العسكرية المصرية لها محددات للأمن القومي بتتحرك وفقها
وأحد تلك المحددات التصعيد التدريجي
وهناك خط أحمر زمني لانتهاء الحلول السياسية وبعدها سيتحرك الجيش المصري لحماية المصالح المصرية في البحرين مجهزا بأحدث الأسلحة والتمويل الكافي لحرب ممتدة
ومستعدا بتكتيكات مفاجئة لن يشهد الإقليم مثلها من قبل
وخد بالك الحرب انهاردة مش بيخوضها الجيش لوحده
احنا كمان علينا دور ومسؤولية لاننا بقينا مستهدفين زيه في معركة الوعي وحرب العقول
عدونا الغضب والجهل
دورك تحافظ على نقاء وطنيتك، وسلامة وعيك، وصحة روحك، ورجاحة عقلك، وحبك لوطنك
حفظ الله مصر من كل سوء
وجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم