أخبارصحة

الحياة الخاملة تسبب شيخوخة الدماغ والوفاه المبكرة والعلاج بتناول أغذية البحر الابيض المتوسط

د محمد حافظ ابراهيم

حذرت دراسة لهيئة الصحة الهندية للدكتور سودهير كومار، استاذ طب الأعصاب فى مستشفيات إندرابراسثا بالهند من أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية وزيادة خطر الوفاة بشكل مماثل للسمنة والتدخين. واوضحت الدراسة انه إذا كان الشخص يجلس لأكثر من ثمانى ساعات يوميا ولا يمارس أي نشاط بدني، فإن خطر الوفاة لدية يشبه تماما خطر التدخين والسمنة وشيخوخة الدماغ . وأشار الدكتور سودهير كومار إلى أن المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة تتمثل في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة في منطقة البطن وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم؛ الدهون الثلاثية، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، والسرطان، ثم الوفاة المبكرة.

ولمواجهة الآثار السيئة للجلوس لفترات طويلة، اقترح الدكتور سودهير كومار ممارسة النشاط البدني المعتدل الشدة لمدة 30-50 دقيقة يوميًا مثل المشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجات. ومع ذلك، حذر من أن الجلوس لأكثر من 13 ساعة يوميا، مع ممارسة التمارين الرياضية أيضا لا يمكن أن يعالج الآثار السيئة الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة. ونصحت الدراسة بأخذ استراحة لمدة خمس دقائق للوقوف أو المشي بعد كل 30-45 دقيقة من الجلوس، واوضح الدكتور سودهير كومار ان من يفضلون مكاتب العمل الدائمة، اوعقد الاجتماعات اواستراحات القهوة يجب ان تكون في وضعية الوقوف، وخفض الجلوس في أوقات الفراغ مثل مشاهدة التلفزيون والهواتف المحمولة والأدوات الإلكترونية الأخرى، وعمل جدول لمدة 45-60 دقيقة من المشي يوميًا.

اوضحت دراسة لباحثون من جامعة بنسلفانيا سر إبطاء شيخوخة الخلايا لصحة قوية لمدى الحياة. حيث اوضحت الدراسة ان النظام الغذائي هو مفتاح الصحة، فهو لا يؤثر على الوزن فقط إنما على الصحة العامة للجسم. حسب أحدث الدراسات فإن ما يتناوله الشخص من سعرات حرارية يؤثر على سرعة أو إبطاء شيخوخة الخلايا. وكشف الباحثون عن أدلة علمية جديدة مدعومة تربط بين الرجيم وشيخوخة الخلايا. واعتمدت الدراسة على ملاحظة مسارات التيلوميرات، وهي الأغطية النهائية الجينية التي تحمي الكروموسومات بالخلايا. وأشارت إلى أن خفض السعرات الحرارية من شأنه إحداث تأثير على شيخوخة الخلايا والتي تسبب لاحقاً كل تبعات الشيخوخة سواء على الجلد والشكل أو الصحة العامة للجسم . حيث فحص الباحثون بيانات تمَّ جمعها حول خفض السعرات الحرارية لدى البشر، ووجد الباحثون أن أولئك الذين قاموا بخفض السعرات الحرارية فقدوا التيلوميرات بمعدلات أقل مقارنة بالمجموعة التي تناولت سعرات حرارية أعلى. ووفقاً للنتائج فإن تقييد السعرات الحرارية بنسبة 20 إلى 60 في المائة أدى إلى إبطاء شيخوخة الخلايا بين عينة البحث.

واوضحت الدراسة الى الطرق التى تحمي الخلايا من الشيخوخة. واوضحت انه في كل مرة تنقسم فيها خلايا الشخص، يتم فقدان بعض التيلوميرات عندما يتم نسخ الكروموسومات إلى خلية جديدة، وبعد ذلك، يتم تقصير الطول الإجمالي للتيلوميرات في الخلية. و بمرور الوقت، ومع استمرار الخلايا في الانقسام، يختفي غطاء التيلوميرات تماماً وتصبح المعلومات الوراثية الموجودة في الكروموسوم أكثر عرضة للتلف، مما يمنع التكاثر في المستقبل وهى الوظيفة الأساسية للخلية. وهذا يسمى الشيخوخة الخلوية. بمعنى آخر، تعد الخلايا ذات التيلوميرات الأطول “أصغر سناً” من الخلايا ذات التيلوميرات الأقصر. لذلك، يمكن لشخصين في نفس العمر أن تكون لهما أعمار بيولوجية مختلفة بناءً على طول التيلوميرات.

واوضحت دراسة الدكتور لإيدان شاليف الأستاذ في الصحة السلوكية في جامعة بنسلفانيا والدكتور ايلون هاستينغز لبعض العوامل التى تؤثر على العمر البيولوجي للإنسان بالإضافة إلى الشيخوخة الطبيعية حيث يؤثر الإجهاد والمرض والجينات الوراثية والنظام الغذائى على عدد مرات تكاثر الخلايا ومقدار التيلومير المتبقيه. واوضح الدكتور ايلون هاستينغز، ان هناك العديد من الأسباب التي تجعل خفض السعرات الحرارية سلوكاً يحمي صحة الإنسان. وأضاف ان إحدى الآليات لإبطاء شيخوخة الخلايا هي عملية التمثيل الغذائي. عندما يتم استهلاك الطاقة داخل الخلية، تسبب النفايات الناتجة عن هذا عملية الأكسدة، مما يؤدي إلى تلف الحمض النووي وتلف الخلية. عندما تستهلك خلايا الشخص طاقة أقل بسبب تقييد السعرات الحرارية، يكون هناك عدد أقل من النفايات، ولا تتحلل الخلايا بالسرعة نفسها.

اختبر فريق الدراسة لطول التيلومير لـ 175 مشاركاً في البحث باستخدام البيانات من بداية الدراسة، وهي أول تجربة تقيس التأثير العلمى الدقيق لخفض السعرات الحرارية لدى البشر على الخلايا والعمر البيولوجي ، وحتى انتهائها على مدى 24 شهراً. وشارك حوالي ثلثي المشاركين في خفض السعرات الحرارية بينما كان المشاركون الباقون جزءاً من المجموعة الحرة. وأظهرت النتائج أنه خلال السنة الأولى، فقد المشاركون الذين كانوا يقيدون السعرات الحرارية الوزن، وكذلك فقدوا التيلوميرات بشكل أسرع من المجموعة الحرة. ولكن بعد مرور عام استقر وزن هؤلاء المشاركين، واستمر التقييد لمدة عام آخر. وخلال العام الثاني فقد المشاركون الذين يقيدون السعرات الحرارية التيلوميرات بمعدل أبطأ من المجموعة الحرة. وقال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور لإيدان شاليف إن النتائج أثارت العديد من الأسئلة وكانت الإجابة الدقيقة هى تأثير النظام الغذائي على عمر التيلوميرات بالخلية وأدائها. لكن يعتقد أنه هناك فوائد صحية كبيرة لتقييد السعرات الحرارية لدى البشر مع تقيد شيخوخة الدماغ.

واوضحت الدراسة لكيفية تأثير النظام الغذائي على شيخوخة الخلايا وهى خفض السعرات الحرارية الذى يؤثر بشكل صحى جيد على الوزن، من ثم يحسِّن معدلات ضغط الدم والسكر في الدم ومستويات الكوليسترول. لذلك يتوقع العلماء أن تقييد السعرات الحرارية من شأنه إبطاء شيخوخة الخلايا بالدماغ كما أنه يحد من الالتهابات بالجسم. أشار الباحثون القائمون على الدراسة إلى أن تقييد السعرات الحرارية ليس من الضروري أن يكون شديداً. إن فكرة تناول سعرات أقل مألوفة فيما يخص إنقاص الوزن، لكن الأمر وفقاً للأبحاث تخطى هذه الأهمية؛ لذلك ينصح الخبراء بخفض السعرات الحرارية حتى وإن كان محدوداً من خلال تخطي الوجبات الخفيفة المليئة بالسكريات المكررة والدهون .

واشارت الدراسة الى نظرية الجذور الحرة حيث تفترض هذه النظرية أن الشيخوخة تنتج عن الأضرار الخلوية المتراكمة التي تسببها الجذور الحرة و هي جزئيات شديدة التفاعل يتم إنتاجها أثناء عملية التمثيل الغذائي. حيث يمكن أن يؤدي تقييد السعرات الحرارية إلى خفض إنتاج الجذور الحرة وبالتالي خفض تلف الخلايا وإبطاء الشيخوخة. وتسلط كلتا النظريتين الضوء على العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي والتمثيل الغذائي والشيخوخة، وتعتبر تقييد السعرات الحرارية على أنه ليس مجرد اتجاه غذائي فقط،لخفض الوزن بل هو مفتاح محتمل لحياة أكثر صحة وتاخير الشيخوخة .

واوضحت دراسة أجراها الدكتور آرون باربي وفريق من الباحثين من جامعتي إلينوي ونبراسكا لينكولن في الولايات المتحدة لأدلة جديدة على دور حمية البحر الابيض المتوسط في إبطاء شيخوخة الدماغ. حيث اكتشف العلماء ألادلة التى تربط العناصر الغذائية من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة الموجودة في حمية البحر الابيض المتوسط بإبطاء شيخوخة الدماغ . ووجدت أن بعض العناصر الغذائية، بما في ذلك بعض أنواع الأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة والأصباغ النباتية، تلعب دوراً رئيسياً في الشيخوخة الصحية للدماغ. ويأملون أن تؤدي أبحاثهم إلى رعاية أفضل لأولئك المعرضين لحالات مثل الامراض المزمنة والخرف وألزهايمر.

وفي الدراسة، خضع 100 مشارك يتمتعون بصحة معرفية، تتراوح أعمارهم بين 65 و75 عاماً، لمجموعة من الاختبارات، بما في ذلك التقييمات المعرفية، وتصوير الدماغ، وتحليل الدم. حيث وجد العلماء مجموعة غذائيهً محدداً في دماء أولئك الذين كان أداؤهم المعرفي أفضل. وأشار الدكتور آرون باربيإلى أن الدراسة الحالية تحدد أنماطاً معينة من المؤشرات الحيوية للمغذيات التي تعد واعدة، ولها ارتباطات إيجابية مع مقاييس الأداء المعرفي وصحة الدماغ. وتضمنت العناصر الغذائية المفيدة مزيجاً من الأحماض الدهنية، مثل الغوندويك والألفا لينولينيك وهى من مضادات الأكسدة والأصباغ النباتية بالإضافة إلى فيتامينات «إي» والكولين. وترتبط هذة المجموعة الغذائيه بدورها بالعناصر الغذائية الموجودة في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، والذي ربطته الأبحاث السابقةً بشيخوخة الدماغ الصحية.

وقال الدكتور آرون باربي انه بحث في مؤشرات حيوية مغذية محددة اخرى، مثل الأحماض الدهنية، المعروفة في علوم التغذية بأنها قد تقدم فوائد صحية. حيث إن هذا يتماشى مع مجموعة واسعة من الأبحاث في هذا المجال التي توضح الآثار الصحية الإيجابية للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. وقد أظهرت أن خصائص الدماغ هذه ترتبط ارتباطاً مباشراً بالنظام الغذائي والتغذية، كما يتضح من الأنماط التي لوحظت في المؤشرات الحيوية للمغذيات.

وتعد هذه الدراسة الجديدة من أوائل الأبحاث وأكبرها التي تجمع بين تصوير الدماغ والمؤشرات الحيوية للدم والتقييمات المعرفية المعتمدة. وأن الدراسة مترابطة وتشير بشكل مباشر إلى أن التحول إلى نظام غذائي البحر المتوسط الذى يتضمن هذه العناصر الغذائية قد يؤدي إلى تحسين شيخوخة الدماغ. ويأمل الباحثون في إجراء تجارب سريرية خاضعة للرقابة لتحديد العناصر الغذائية التي لها ارتباطات إيجابية بالوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ على وجه التحديد، وتحديد مدى النجاح عندما يتم تناول مواد غذائية معينة من اغذية حمية البحر الابيض المتوسط من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة حتى يتم إجراء تقييم إذا كان زيادة مستويات هذه العناصر الغذائية ، تؤدي بشكل موثوق إلى تحسينات في أداء الاختبارات المعرفية ومقاييس بنية الدماغ ووظيفته والتمثيل الغذائي.