د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة الدكتورة سوزان ألبرز عالمة النفس في كليفلاند كلينك الامريكية وعلماء بجامعة إسبانيا أن الأحداث والذكريات المؤلمة في الحياة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر فى العمر المبكر . وقال العلماء إنه إذا مر شخص ما بتجربة مؤلمة، مثل الطلاق أو الوفاة، او اى تجارب اخرى فإنه يكون أكثر عرضة لأعراض ألزهايمر في السن المبكر . وأوضحت الدراسة أنه عندما يصاب شخص ما بمرض ألزهايمر، يبدأ جسمه في إنتاج كمية أكبر بكثير من نوعين من البروتينات الطبيعية للجسم وهى الأميلويد وتاو. وبما أن الدماغ متصل بالحبل الشوكي، أخذ فريق البحث عينات من السائل الشوكي للمشاركين البالغ عددهم 1290 حيث وجد أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المفرط لديهم كميات أكبر من الأميلويد والتاو والتى تطفو حول أجسادهم. ولاحظ أيضا أن هذا الأمر ينطبق فقط على الأشخاص الذين شهدوا أحداثا مؤلمة في الطفولة أو منتصف العمر. وقالت الدكتورة سوزان ألبرز إنه عندما يشعر الشخص بالتوتر، يتحفز الجهاز المناعي كما لو كان مريضا، ويصاب بالالتهاب في جميع أنحاء الجسم مما قد يؤدي إلى تسريع عملية الشيخوخة. وكذلك يمكن للأحداث المجهدة أن تجعل الجسم يفرز نوعا معينا من الستيرويد، يسمى الغلايكور تيكويدات، والذي ثبت أن إطلاقه بكميات كبيرة يضر بخلايا الدماغ ويسبب مرض الزهايمر .
واوضحت دراسة الدكتورة أمينة كينداروفا أخصائية طب الأعصاب بجامعة موسكو لطرق التمييز بين الخرف والنسيان. حيث تشير الدراسة إلى أنه إذا كرر الشخص المسن وضع شيئا ما في غير مكانه عدة مرات فقد يشار الية انه مصابا بالخرف. ولكن الدراسة اوضحت ان النسيان هو في الواقع أمر طبيعي بالنسبة لكبار السن، حيث يمكن أن يظهر ذلك في فقد أشياء من وقت لآخر، مثل الهاتف أو النظارات أو جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفزيون. كما قد ينسى كبار السن ما قيل لهم منذ فترة. وتنخفض لديهم قدرة تذكر مهام متعددة، لأنهم يركزون عادة على شيء واحد. كما قد يجد كبار السن صعوبة أكبر في وضع الخطط وقد يحتاجون إلى مزيد من الوقت لإكمال المهام الجديدة. أما الخرف فيتميز بمشكلات أكثر وضوحا في الذاكرة حيث ينسى الشخص ما قيل له مؤخرا وقد يكرر السؤال عن شيء ما مرارا. وغالبا ما يتم العثور على الأشياء المفقودة في أماكن غير معتادة، مثل مفاتيح المنزل في خزانة الحمام. كما من الصعب على المصاب بالخرف أن ينظم جهازا ما أو يعده للعمل. بالإضافة على ذلك لا يتمكن المصاب بالخرف من التركيز حتى على مهمة واحدة. كما أنه يشعر بارتباك شديد عند التخطيط أو التفكير في أمر ما.
وتشير الدكتورة أمينة كينداروفا إلى أنه مع تقدم العمر، ولكن ليس دائما تضعف الذاكرة، ويمكن أن تتحسن بعض وظائف الدماغ مثل الذاكرة طويلة الأمد، المهارات والمعرفية. وأثبت العلماء أن ما يصل إلى 40 بالمائة من حالات الخرف يمكن تأخيرها أو حتى الوقاية منها ومنعها. ومن أجل ذلك يجب الاستمرار بالتعلم والعمل والتواصل واتباع نظام غذائي صحي من الخضروات والفواكة والحبوب الكامل وممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن الصحي والسيطرة على الأمراض المزمنة من السكري وضغط الدم والحصول على قسط كاف من النوم الليلى والامتناع عن تناول الكحوليات والتدخين .
واشارت دراسة لجامعة اسبانيا وكلية هارفارد الامريكية بتناول زيت الزيتون لخفض فرص الإصابة بالخرف. وتشير الدراسة إلى أن إضافة المزيد من زيت الزيتون إلى النظام الغذائي يمكن أن يحدُّ من فرص الإصابة بالخرف لما له من تأثير إيجابي في القدرات المعرفية وصحة الجسم. وأشارت الدراسة إلى مجموعة أخرى من الأطعمة التي يجب أن ندرجها في النظام الغذائي لتحسين القدرات المعرفية من الخضروات والفواكة والحبوب الكاملة، والتي تؤثر في الدماغ. حيث قام باحثون من كلية هارفارد للصحة العامة بتحليل بيانات صحة السكان لأكثر من 92000 بالغ على مدى 28 عاماً. وكان متوسط عمر المشاركين 56 عاماً ولم يكن أي منهم مصابا بمرض القلب او السرطان ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من سبعة جرامات يومياً من زيت الزيتون كانوا أقل عرضة للوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28% مقارنة بأولئك الذين نادراً ما تناولوه أو لم يتناولوه مطلقاً. كتب الباحثون في نتائج الدراسة إن تناولوا زيت الزيتون بدلا من السمن أو أنواع الزيوت الأخرى يخفَّض خطر الوفاة بالخرف؛ لذلك فانها طريقة صحية لتحسين القدرات المعرفية. واوضحت الدراسة الاسبانية الى فوائد زيت الزيتون وهي:
= غني بمضادات الأكسدة: تعود قيمة زيت الزيتون إلى خصائصه المضادة للأكسدة، حيث إن تلف الخلايا الناتج عن الإجهاد التأكسدي هو أحد الأسباب الجذرية للأمراض. ولهذا السبب نتحدث دائماً عن استهلاك الكثير من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة التي لديها القدرة على الحد من الجذور الحرة أو التي تسبب ضرراً لخلايانا.
= حماية الخلايا العصبية: زيت الزيتون يحتوي على نسبة عالية من المركبات الفينولية، التي تعمل بوصفها مضادات أكسدة قوية في الجسم، ولها دور في حماية الخلايا العصبية من التلف.
= مصدر لأوميجا 3: تناول كميات من أوميجا 3 يخفض من الخرف والتدهور المعرفي. يُعد زيت الزيتون مصدراً رائعاً لأحماض أوميجا 3 الدهنية.
= تحسين صحة القلب: يوجد أدلة على أن تناول المزيد من زيت الزيتون وخفض الدهون الحيوانية له فوائد صحية، وخاصة لصحة القلب.
= الحياه النشطه والرياضة: يجب على التاس ممارسة التمارين الرياضة واستهلاك الأطعمة الصحية الأخرى للحصول على أكبر قدر من الحماية ضد الإصابة بالخرف.
واشارت دراسة كلية هارفارد الامريكية إلى مجموعة أخرى من الطرق الهامه للوقاية من الخرف والزهايمر كالاتى:
= ضبط ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم، له آثار ضارة في القلب والأوعية الدموية والدماغ، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف الوعائي. ويساعد علاج ارتفاع ضغط الدم وتغيير نمط الحياة الصحي، مثل ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين، في خفض خطر الإصابة بالخرف.
= التحكم في سكر الدم: يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى الإصابة بمرض السكري، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وضعف الإدراك والخرف؛.
= الحفاظ على الوزن الصحي: زيادة الوزن والسمنة تزيد من الإصابة بالمشكلات الصحية مثل مرض السكري والقلب والخرف؛ لذلك يجب التحكم في الوزن وتناول الأطعمة الصحية في الحفاظ على وزن صحي وذلك بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون.
= النشاط العقلي: ليس النشاط البدني وحده هو السبيل للحفاظ على صحة الجسم والدماغ لكن النشاط العقلي من خلال ممارسة القراءة وألعاب الشطرنج، وتعلم مهارة جديدة، والتواصل الاجتماعي.
= التواصل مع الاخريين: التواصل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتغلب على الوحدة والعزلة برتبط بخفض مخاطر التدهور المعرفي ومرض الخرف.
= علاج مشكلات السمع: يؤثر فقدان السمع في الإدراك ومخاطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن ويمكن أن يزيد من صعوبة التفاعل مع الآخرين .
= النوم الليلى الكافي: النوم الجيد مهم للعقل والجسم وذلك بالحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة.
واوضحت دراسة لجمعية امراض الخرف والزهايمر الامريكية الفرق بين الخرف و الزهايمر. حيث ان الخرف هو مصطلح يشمل مجموعة من الأعراض الناجمة عن الاضطرابات الجسدية التي تؤثر في الدماغ، أما مرض الزهايمر فهو السبب الأكثر شيوعا للخرف. كما أن الزهايمر هو مرض يؤثر في معظم أجزاء الدماغ، في حين الخرف يؤثر فقط الفص الجبهي والفص الصدغي للدماغ، وهي المناطق المرتبطة عموماً بالشخصية والسلوك. واوصت الدراسة بتناول اغذية تساعد على النوم والحماية من الخرف والزهايمر وهى:
= الموز: الموز غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما مركبان يساعدان في الاسترخاء وتهدئة الجهاز العصبي. كما أن الموز يحتوي على السيروتونين، وهي مادة كيميائية طبيعية تعزز الشعور بالراحة والاسترخاء.
= اللوز: اللوز يحتوي على مستويات عالية من المغنيسيوم، وهو معدن يساعد على تحسين جودة النوم. كما يحتوي اللوز على البروتينات والدهون الصحية التي تساعد في الشعور بالشبع والاسترخاء وخفض التهابات الدماغ والزهايمر.
= الزبادي اليونانى: خالى من الجلوكوز يوفر نسبة كبيرة من البروبيوتيك وهي البكتيريا الجيدة التي تساعد في تحسين وظائف الجهاز الهضمي وخفض امراض المعدة وتعزيز الجهاز المناعي ويحتوي على نسبة أقل من سكر الجلوكوز وهو وغني بالكالسيوم والمغنيسيوم والتربتوفان الذي يحفز إفراز السيروتونين والميلاتونين، وهما هرمونان مسؤولان عن تنظيم النوم والاسترخاء ويساعد في تهدئة الجسم والعقل وخلايا الدماغ .