د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتورة شارلوت كلارك أستاذة علم الأوبئة في جامعة “سانت جورج” في لندن إن التلوث الضوضائي يرتبط بحالات تهدد الحياة، بما في ذلك مشاكل القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني والخرف. والكثير من الناس لا يعتقد أن الضوضاء ضارة، ولكن لها تأثير كبير على صحة السكان. حيث ربط الدراسات بين سوء الحالة الصحية والتلوث الضوضائي واضطرابات النوم. حيث تستمر ألاذن في الاستماع إلى الأصوات حتى عندما يكون الانسان نائما، وإذا كان هناك ضجيج، فقد يوقظه من النوم، وهو أمر غير صحى ويرتبط بالعديد من الامراض المزمنة مثل أمراض القلب والسمنة والصحة العقلية. ومن اهم الامراض والاثار الغير صحية للضوضاء على الجسم هى:
= فقدان السمع: ان التعرض للضوضاء الشديدة ثاني أكبر سبب لفقدان السمع بعد الشيخوخة، وقد لا يلاحظ التأثيرات إلا بعد مرور سنوات على التعرض للضوضاء. حيث يحدث الضرر طوال الحياة.
= صحة القلب: وجد علماء “إمبريال كوليدج لندن” أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مطار هيثرو أكثر عرضة لدخول المستشفى بسبب مشاكل في القلب. ويُعتقد أن الضوضاء خاصة أثناء الليل يمكن أن ترفع مستويات التوترما يؤثر على القلب. وتوضح الدراسة انه إذا حدث شيء صاخب أثناء النوم، تحدث تغيرات في ضغط الدم ويرتفع معدل ضربات القلب .
= صحة الدماغ: اوضحت دراسة دنماركية، أن الأشخاص الذين يتعرضون لضوضاء مرورية عالية يزداد لديهم خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 27%. حيث الضوضاء العالية تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ، وهو عامل خطر للإصابة بالخرف. حيث ان الضوضاء قد تسبب التهابا في الجسم وتؤدي إلى الإجهاد التأكسدي وهو عامل خطر للإصابة بالخرف.
= القاتل الصامت السكري: التلوث الضوضائي له دورا في تطور مرض السكري. وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا للضوضاء العالية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 22% للإصابة بمرض السكري كما أن التعرض للضوضاء المزمنة يؤدي إلى مقاومة هرمون الأنسولين ويسبب مرض السكري.
= السمنة: وجدت دراسة بين جامعتي أكسفورد وليستر، وجود صلة بين الضوضاء المرورية العالية والسمنة. وتبين أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من طريق مزدحم، تزداد إصابتهم بالسمنة. حيث ان الضوضاء الغير مرغوب فيها تؤثر على نوعية الحياة وتضر بالنوم وتسبب مستويات التوتر إلى زيادة الوزن.
= الصحة النفسية: يمكن أن تؤدي الضوضاء غير المرغوب فيها إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية. وأن احتمالات الإصابة بالاكتئاب تزداد في ظروف التعرض لضوضاء حركة المرور على الطرق وأن التعرض لضوضاء الطائرات والطرق والسكك الحديدية يرتبط بمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق ويبدأ الجسم في إطلاق هرمونات التوتر التي تؤدي إلى تدهور الصحة العقلية.
واكتشفت دراسة للدكتور ثانوس تزونوبولوس، طبيب الأذن والأنف والحنجرة من جامعة بيتسبرغ الأمريكية ان خفض عنصر الزنك قد يوقف الآثار السيئة للضوضاء على السمع. وأجرى فريق جامعة بيتسبرغ الأمريكية اختبارات لإثبات أن الضوضاء مرتبطة بارتفاع مستويات الزنك في الأذن الداخلية، وأن انتشار الزنك قد يكون المسؤول عن ضرر خلايا الأذن وتعطيل الاتصال بينها. وأوضح الباحثون أن التعرض للضوضاء يؤدي إلى سرعة انتشار الزنك والبروتين الخاص به، خاصة في خلايا شعر قوقعة الأذن السليمة والحوف الحلزوني خارج الغشاء الدهليزي. وباستخدام التعديلات الجينية تمكن الباحثون من خفض مستويات الزنك واستعادة فقدان السمع إلى حد ما وتوفير الحماية ضد التعرض للضوضاء بمستويات عالية. وقد يكون لبعض الأدوية والتى أن تعمل كـ”إسفنجة” للتخلص من الزنك الزائد واستعادة السمع. واوضح الدكتور ثانوس تزونوبولوس ان فقدان السمع الناتج عن الضوضاء يؤثر على حياة الملايين من البشر وذلك لعدم فهم بيولوجيا فقدان السمع بشكل كامل.
واوضحت الدراسة ان الزنك كمعدن له دورًا ضروري في العديد من وظائف الجسم، مثل دعم المناعة والتمثيل الغذائي وتنظيم الهرمونات ونمو الخلايا. ومن خلال تناول الأطعمة الغنية بالزنك يمكن أن يساعد الزنك في ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية. ويوجد الزنك فى المكسرات وبذور اليقطين والحمص ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة و البيض والعدس وبذور دوار الشمس. حيث ان الأشخاص النباتيين وكبار السن والشيخوخة تضعف امتصاص الزنك من الأنظمة الغذائية النباتية التى تفتقر إلى المصادر الحيوانية الغنية بالزنك، والحل يكون في التركيز على البذور والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان واللحوم الخالية من الدهون.
واوصت دراسة للدكتور وي تشينغ، من جامعة فودان بالصين وهيئة الخدمات الصحية البريطانية بتناول اغذية لتحسين صحة الجسم والدماغ. حيث أن اتباع نظام غذائي متوازن له انعكاسات إيجابية على صحة الدماغ والجسم. واوضح الدكتور وي تشينغ،ان الأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً أكثر توازناً كانت لديهم قدرة أكبر على حل المشكلات وذاكرة أفضل ووظائف تنفيذية أفضل، مثل المهارات التنظيمية والاهتمام بالاعمال. ومن افضل الاغذية التى تعمل على تحسين صحة الدماغ هى :
= اسماك السالمون السردين والماكريل: كل الأسماك الزيتية تحتوى على أحماض أوميجا3 الدهنية، وهي نوع من الدهون لا يستطيع الجسم إنتاجها ، لذلك يجب الحصول عليها من النظام الغذائي. إنها مهمة للقلب والمناعة ولصحة الدماغ. واوضحت دراسة الجمعية الدولية لأبحاث الطب النفسي الغذائي أن أوميجا3 تحسن أعراض الاكتئاب والوقاية من القلق والتوتر.
= المكسرات والبذور: اوضحت الدكتورة سارة بيري أستاذة علوم التغذية في «كينغز كوليدج» بلندن، ان المكسرات والبذور مصدراً قوياً للتغذية وتحتوى على البوليفينول والمواد المغذية التي تؤثر على صحة الدماغ. البوليفينول هو مغذيات دقيقة توجد بشكل طبيعي في النباتات، وقد تم ربطها بالوظيفة الإدراكية وصحة الدماغ. واوضحت الدكتورة فيديريكا أماتي أن تناول الجوز يؤدى إلى تحسين الذاكرة وعمل الدماغ وتباطؤ التدهور المعرفي .
= جميع الخضروات الورقية الخضراء: مثل الكرنب البروكلي والملفوف تحتوى على الألياف، وقد رُبطت بتباطؤ التدهور المعرفي. وجدت دراسة في جامعة إلينوي شملت بالغين في منتصف العمر أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من اللوتين، وهو عنصر غذائي موجود في اللفت والسبانخ، كانت لديهم استجابات دماغية أكبر من أقرانهم الذين لا يتناولون الخضراوات الورقية الخضراء، حيث أن اللوتين لة دوراً وقائياً ضد التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
= الكافيين والقهوة: وجدت الدراسة أن تناول ثلاث أكواب من القهوة أو الشاي يومياً يخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28 في المائة. حيث ان الكافيين يحتوى على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية في ألدماغ من التآكل اليومي.
= الشاي الأخضر: إن الدماغ ينتج بشكل طبيعي الناقلات العصبية، التي صُممت لتحسين المزاج، لكنه يحتاج إلى المساعدة. وأن مغذيات الثينين تحفز الهدوء عن طريق تحفيز هرمون السيروتونين ليهدئ القلق ويزيد السعادة. يحتوي الشاي على الثينين الذى يحسن نوعية النوم ويعزز صحة الدماغ.
= الأطعمة التي تحتوي بروبيوتيك: يوجد علاقة وثيقة بين صحة الأمعاء والصحة العقلية وأن الذين تناولوا مزيداً من الأطعمة التي تحتوي البروبيوتيك وهو نوع من البكتريا الصديقة للأمعاء كانوا أقل عرضة لنوبات الاكتئاب. وجدت دراسة لجامعة كوليدج كورك في آيرلندا أن تناول الأطعمة المخمرة، تعمل على تحسين صحة الأمعاء، وتخفف من التوتر وتشمل اغذية البروبيوتيك الصديقة للأمعاء فى الكِفِير والمخلل الملفوف والكيمتشي والكومبوتشا.
= جميع الحبوب: وجد الباحثون فى الدراسة أن أولئك الذين تناولوا ثلاث حصص من الحبوب الكاملة يومياً كان لديهم معدل أبطأ من التدهور المعرفي في الذاكرة مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل من حصة واحدة يومياً. حيث تعدّ الحبوب الكاملة إحدى الاغذية المفضلة لصحة الدماغ الجيدة.
= زيت الزيتون: إن زيت الزيتون البكر الغني بالبوليفينول مفيد لصحة الدماغ. وجدت دراسة أجرتها جامعة ييل أن النوع البكر يعزز الاتصال بالدماغ. ووفقاً لدراسة كلية هارفارد للصحة العامة فإن تناول نصف ملعقة صغيرة من زيت الزيتون يومياً يكفي لخفض الوفاة بسبب الخرف بنسبة 28 في المائة.