د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتور سانجاي سيسوديا أستاذ علم الأعصاب والدكتور مارك ماسلين أستاذ العلوم الطبيعية في جامعة لندن أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم أعراض بعض حالات الدماغ، مثل الجلطة الدماغية والصداع النصفي والتهاب السحايا والصرع والتصلب المتعدد والفصام ومرض ألزهايمر وباركنسون. وتعد أدمغتنا مسؤولة عن إدارة التحديات البيئية التي نواجهها، خاصة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، عن طريق تحفيز التعرق على سبيل المثال. ويعمل الجسم وجميع مكوناته، بشكل جيد ضمن الحدود البيئية التي تكيفنا معها على مدى آلاف السنين. ولكن عندما تتغير الظروف البيئية بسرعة إلى نطاقات غير معتادة، كما يحدث مع درجات الحرارة والرطوبة القصوى المرتبطة بتغير المناخ، فإن الدماغ يكافح من أجل تنظيم درجة حرارة الجسم، وهنا يبدأ الخلل بالدماغ والجسم .
واوضحت الدراسة انه يمكن لبعض الأمراض أن توقف عملية التعرق الضرورية للحفاظ على برودة الجسم، أو الوعى بأن الانسان يشعر بالحرارة الشديدة. وتزيد بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات العصبية والنفسية من تعقيد المشكلة من خلال تقويض قدرة الجسم على الاستجابة الطبيعية، مما يخفض من التعرق أو يعطّل آلية تنظيم درجة الحرارة في الدماغ. وتتفاقم هذه التأثيرات بسبب موجات الحر التي تضر بانوم، كما أن النوم المضطرب يزيد من تدهور بعض الحالات، مثل الصرع. وقد تتفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد في ظروف الحرارة الشديدة . كما أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يجعل الدم أكثر كثافة وأكثر عرضة للتجلط بسبب الجفاف أثناء موجات الحر، مما يؤدي إلى الجلطات الدماغية.
واوضحت الدراسة إن تغير المناخ يؤثر على العديد من الأشخاص المصابين بأمراض عصبية وبعدة طرق مختلفة. حيث يمكن أن تؤدي درجات الحرارة غير الموسمية، والتقلب الأكثر من المعتاد في درجات الحرارة على مدار اليوم والأحداث الجوية المعاكسة مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات إلى تفاقم الحالات العصبية. لذلك اوصت هيئة الصحة العالمية بانه يوجد هناك حاجة كبيرة لمعالجة تغير المناخ بخفض نواتج احتراق الغاز والبترول، ولكن الأمر قد يستغرق سنوات قبل ان تحدث الجهود الجادة فرقا حقيقيا فى المناخ. وفي غضون ذلك، يمكن مساعدة الأشخاص المصابين بأمراض عصبية من خلال توفير معلومات مخصصة حول مخاطر الأحداث المناخية المعاكسة ودرجات الحرارة القصوى وتجنب التلوث البيئى واخطار اشعة الشمس والامطار والفيضانات .
واوضحت دراسة لباحثون من جامعة أنجليا روسكين ان المشي البطيء يفيد الصحة العقلية كالذهاب للصالة الرياضية . حيث كشفت الدراسة أن المشي البطيء يفيد صحة الدماغ حيث أجرى الباحثون من جامعة أنجليا روسكين، مراجعة شاملة لدراسات للتحقيق في إمكانات ان النشاط البدني يتدخل في مجال الصحة العقلية. ووجدت الدراسة أن التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة لها خصائص وقائية أكثر فعالية ضد الاكتئاب، وتم العثور على هذا الارتباط القوي من خلال المشاركة في أنشطة مثل الجولف والمشي وحتى اجراءات البستنة التى ادت الى انخفاض أعراض الاكتئاب كذلك. وأكدت الدراسة أن تدريب القوة له تأثير قوي معادل لادوية الاكتئاب، واستكشفت الورقة مدى فعالية برنامج تدريب القوة لمدة ثمانى أسابيع في خفض أعراض الاكتئاب لدى الشباب الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق. ووجدت الدراسة انخفاضات كبيرة وذات معنى سريريًا وكبيرة الحجم في خفض أعراض الاكتئاب لدى المشاركين.
واوضحت نتائج الدراسة أن الحركة مفيدة للانسان ولكن من السهل الخلط بين الاختلافات بين التمرين والتدريب، ففى التدريب هناك وقت ومكان لتحقيق أهداف للياقة البدنية السامية، لكن لا يدعوا لانقاص من أي حافز قد يكون لدى الشخص للقيام بشيء اخر، بغض النظر عن شدته ومدته. حيث هذا لا يعني أن الجلسات ذات الكثافة العالية مثل التوجه إلى صالة التدريب الخاص بالشخص ليست مفيدة، بل على العكس من ذلك، ولكن يمكن أن نرى الفوائد من الحركة الأقل إرهاقًا، مما يشجع الناس أيضًا على التخلص من عقلية كل شيء أو لا شيء عندما يتعلق الأمر بلياقتنا البدنية.
وتوصلت دراسة لأستاذ الفيزياء الحيوية والتخدير بجامعة “إمبريال كوليدج” لندن الدكتور نيك فرانكس الى نتائج غير متوقعة بشأن نشاط الدماغ أثناء النوم. حيث كشفت الدراسة عن نتائج غير متوقعة بشأن حركة “الدماغ أثناء النوم”، حيث دحضت وجهة النظر السائدة في علم الأعصاب بأن الدماغ يغسل السموم بكفاءة أكثر أثناء النوم فقط بحسب نتائج الدراسة البريطانية. ووجدت الدراسة التي أجريت على بعض المشاركين، أن إزالة السموم قد لا يكون سببا رئيسيا للنوم، حيث إن تصفية وحركة السوائل في أدمغة المشاركين انخفضت بشكل ملحوظ أثناء النوم والتخدير. حيث انه لا يوجد سوى دليل غير مباشر على أن نظام إزالة السموم في الدماغ يزيد من نشاطه أثناء النوم. ومع ذلك، اوضح الدكتور نيك فرانكس أن الحرمان من النوم قد يؤدي إلى أن تسوء عددا من الأشياء. وفكرة أن عقلك يقوم بتدبير ذلك أثناء النوم تبدو منطقية. حيث استخدم الباحثون “صبغة الفلورسنت” لدراسة أدمغة المشاركين التى سمحت لهم ذلك بمعرفة مدى سرعة انتقال الصبغة من التجاويف المملوءة بالسوائل، والتي تسمى بطينات الدماغ، إلى مناطق أخرى في الدماغ، ومكنهم من قياس معدل إزالة الصبغة مباشرة.
وأظهرت الدراسة أن معدل إزالة الصبغة انخفض بنحو 30 بالمائة في المشاركين النائمون و 50 بالمائة في المشاركين التي كانوا تحت تأثير التخدير، مقارنة بالمشاركين التي ظلوا مستيقظين. وقال الدكتور نيك فرانكس ان الدراسة ركزت بشكل كبير على فكرة التوصل إلى أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الشخص ينام، حيث اوضحت نتائج الدراسة انها وجدت أن معدل إزالة الصبغة من الدماغ انخفض بشكل ملحوظ في المشاركين الذين كانوا نائمين أو تحت التخدير. واوضح الدكتور بيل ويسدن بمعهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة وجامعة “إمبريال كوليدج” لندن، ان هناك العديد من النظريات حول سبب نومنا، وعلى الرغم من أننا أظهرنا أن إزالة السموم قد لا تكون سببا رئيسيا للنوم. لكن لا يمكن الجدال في أن النوم مهم. وإن لهذه النتائج أهمية بالنسبة لأبحاث الخرف بسبب الأدلة المتزايدة على وجود صلة بين قلة النوم وخطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ولم يكن من الواضح فى نتائج الدراسة ما إذا كانت قلة النوم قد تسبب مرض الزهايمر، أم أنها مجرد أعراض مبكرة، إذ افترض البعض أنه دون الحصول على قسط كاف من النوم، ربما لا يتمكن الدماغ من التخلص من السموم بشكل فعال، لكن هذه الدراسة تثير الشكوك حول مدى معقولية هذا التفسير، واوضح الدكتور بيل ويسدن إن النوم المتقطع هو أحد الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالخرف والزهايمر. ومع ذلك، ما زل عدم معرفة ما إذا كان هذا نتيجة أو عامل دافع لتطور المرض. وربما يساعد الحصول على نوم جيد في خفض خطر الإصابة بالخرف لأسباب أخرى غير إزالة السموم. وأضافت الدراسة أن إزالة السموم من الدماغ تكون ذات كفاءة عالية أثناء حالة اليقظة. وبشكل عام، فإن الاستيقاظ والنشاط وممارسة الرياضة قد ينظف الدماغ بشكل أكثر كفاءة.
واوضحت دراسة للدكتور جيان فينغ وباحثون من جامعة وارويك البريطانية ان الوجبة المتوازنة تحافظ على الصحة العقلية. حيث كشفت دراسة علمية أجريت في بريطانيا أن تناول وجبات صحية متوازنة يحافظ على سلامة المخ ويعزز الوظائف الإدراكية والقوى العقلية للإنسان. وسلطت دراسة جامعة وارويك البريطانية الضوء على أن الوجبات الغذائية التي يختارها الانسان لا تؤثر فقط على صحته البدنية بل أيضاً على صحتة العقلبة. حيث تم تحليل بيانات تخص عينة واسعة تضم 181 ألف و990 شخصاً من بنك البيانات الحيوية البريطاني وتناولت مؤشرات حيوية ووظائف عقلية ودلالات أيضية وعوامل وراثية من أجل سير العلاقة بين التغذية والصحة العامة للإنسان. وتم جمع بيانات تخص طبيعة الأغذية التي يتناولها المشاركون في التجربة من خلال استبيانات أجريت على الانترنت، حيث تم تقسيم المتطوعين إلى 10 فئات حسب نوعية الأطعمة التي يفضلها كل شخص.
واستخدمت الدراسة لمنظومة الذكاء الاصطناعى لتحليل وتصنيف هذه المجموعات الضخمة من البيانات لاستخلاص النتائج. حيث تبين من الدراسة أن تناول وجبات متوازنة من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يزيد من حجم المادة الرمادية في المخ التي تقترن بالذكاء مع تحسن القدرات العقلية والإدراكية بشكل كبير مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون وجبات أقل تنوعا. وبالنسبة لمن لا يحرصون على تناول الوجبات الصحية مثل الوجبات المحفوظه والمعلبة، أكدت الدراسة انه من الضرورى أن يقوموا بتعديل عاداتهم الغذائية تدريجياً وخفض محتويات السكريات المكرر والدهون المهدرجة فى المأكولات التي يتناولونها. وأكد الدكتور جيان فينغ الى ضرورة الاهتمام بتناول أغذية صحية منذ الصغر، وأنه يتعين على الأسر والمدارس توفير وجبات غذائية متنوعة للأبناء والطلاب من أجل تهيئة بيئة صحية تدعم الصحة البدنية والعقلية لصغار السن.