أخبارصحة

التوتر والغضب يزيدان من أمراض القلب والضحك والطعام الصحى أفضل دواء للانسان

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت دراسة للدكتور أزنيف بولاطيان بهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية ان الغضب يسمم الجسم، لان مشاعر الغضب والتوتر هي مكوّنات أساسية في علم النفس الانسانى ويتم علاجها بشكل شامل لفهم تأثيرها على السلوك والصحة النفسية للأفراد . واوصت الدراسة ببعض الطرق للانتصار على الغضب . ويُعرف الغضب على أنه شعور شديد بالاستياء أو الاحتقان ينشأ نتيجة تصوّر الفرد لتهديد أو إحساسه بالظلم أو الإهانة ويتراوح الغضب بين مشاعر القلق والتوتر العصبي، وهو ردّ فعل عادةً على المواقف المجهدة أو المحفزة . وتوجد طرق للتحكّم في الغضب والتوتر و تحسين المزاج وجلب السعادة ومن اهمها الاتى :

= تعاني الكثير من الناس من التسرّع في التعبير عن انزعاجهم أو غضبهم: ولكن لترويض الغضب فوائد هامة ليس في تحسين المزاج وجلب السعادة فقط، وإنما في تحسين صحة الجسد أيضاً. ويرتبط الضغط والغضب المستمرين بمجموعة كبيرة من المشاكل والامراض الصحية منها الإفراط في تناول الطعام والأرق والاكتئاب، كما انه من الممكن أن تزيد نوبات الغضب من مخاطر الإصابة بالازمات القلبية والسكتات الدماغية.

= تتراوح درجة الغضب من الاستياء الطفيف إلى الانفجار العنيف: قد يترافق مع تغيّرات في التنفس وضربات القلب والتعرق، بإلاضافة إلى التأثيرات النفسية السلبية على سلوك الفرد وتفكيره.

= تفهّم مشاعر الغضب والتوتر في علم النفس: يساعد  فهم مشاعر الغضب على تطوير استراتيجيات للتعامل معه بشكل صحيح وفعّال، ويساهم في تحسين جودة الحياة والعلاقات الشخصية.

 واوضحت الدراسة لأسباب ظهور مشاعر الغضب والتوتر حيث ان كل أسباب ةمشاعر الغضب والتوتر متنوّعة وتختلف من شخص إلى آخر ومن موقف لآخر، ومن بين الأسباب الشائعة الاتى :

= الضغوطات اليومية: تجارب الحياة اليومية مثل الضغط العملي والاسرى وضغط المشاكل المالية قد تسبّب مشاعر الغضب والتوتر.

= الاستجابة للمواقف الصعبة: المواقف التي تُشعر الشخص بالظلم أو الإهانة أو فقدان السيطرة على الأمور يمكن أن تثير مشاعر الغضب والتوتر.

= التفاعلات الاجتماعية: الصراعات في العلاقات الشخصية وعدم الفهم والانعزال الاجتماعي قد تؤدي إلى زيادة مشاعر الغضب والتوتر.

= العوامل البيولوجية: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لتجربة مشاعر الغضب والتوتر نتيجة للعوامل الوراثية أو التغييرات الهرمونية.

= الضغوطات النفسية: القلق والاكتئاب والشعور بعدم الرضا الذاتي عن الحياه قد تزيد من استجابة الفرد للمواقف بالغضب والتوتر.

 واوصت الدراسة باتباع بعض الطرق للتحكّم في مشاعر الغضب والتوتر حيث هناك عدة طرق طبيعية للتحكم في مشاعر الغضب والتوتر ولعل من أبرزها الاتى :

= التنفس العميق: يجب التركيز على التنفس العميق والبطيء لمدة عشر ثوانٍ على الأقل، مما يساعد في تهدئة الجسم وتخفيف التوتر.

= التفكير الإيجابي: يجب تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، والتركيز على الحلول العملية بدلاً من استعراض المشاكل.

= التعبير بشكل صحيح: تعلّم كيفية التعبير عن المشاعرِ بشكل واضح وصحى ومحترم، دون اللجوء إلى العنف أو العدوانية.

= ممارسة التمارين الرياضية: ممارسة التماريين الرياضية والحياه النشطة تساعد في تحسين المزاج وتخفيف التوتر.

= العناية بالنفس: خصّص وقتاً للقيام بالأنشطة التي تستمتع بها وتهدء الجسمِ، مثل القراءة والرسم والتأمّل والسباحة واليوجا .

= البحث عن الدعم من الاهل والاصدقاء: يمكن التحدث مع الاهل والأصدقاء أو أحد المقرّبين حول مشاعرك الشخصية.

= التخطيط للتفاعلات المستقبلية: يمكن تحديد طرق جديدة التي يمكنِ من خلالها التعامل مع المواقف المحتملة التي قد تثير مشاعر الغضب والتوتر مسبقًا.

= تقنية العلاج بالجدول الزمني للتخلص من الغضب والتوتر: تعتمد على استخدام التخيل والاسترجاع لمساعدة الأفراد على استعادة السيطرة على مشاعرهم وتغيير السلوكيات السلبية . وتعمل تقنية العلاج بالجدول الزمني على استكشاف وفهم الأحداث والتجارب السلبية التي قد تكون مسبّبة للغضب والتوتر في الماضي، ثم تساعد الأفراد على معالجة هذه الأحداث عن طريق تصوّر التجارب بشكل جديد وتغيير الإدراك السلبي لها، ويمكن تخفيف المشاعر السلبية المرتبطة بالغضب والتوتر وتحرير الشخص من العواطف السلبية المتراكمة.

 واوضحت دراسة للباحثة ألالمانية فى علم النفس الدكتورة  يني روزندال من مستشفى “ينا” الجامعي بالمانيا انه يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية صحيه وواعدة. حيث يبدو أن الضحك ليس فقط لغة عالمية تربط الناس بعضهم ببعض بل يحمل أيضا فوائد صحية كثيرة. حيث ترى الباحثة ألمانية أنه يمكن استخدام الضحك كوسيلة علاجية صحية بصورة أكبر مما هو عليه الحال اليوم. واوضحت انها لا تعتقد أن الإمكانات قد استنفذت، حتى لو كان الضحك لا يكتب له روشيته كوصفة طبية، مشيرة إلى أن بعض العروض قد تكون مفيدة للوقاية من التوتر وخاصة للأشخاص الذين يعانون من الوحدة.

 واوضحت دراسة الباحثة ألمانية الدكتورة  يني روزندال أن ما يعرف باسم “حركة المهرج الطبي” وصلت أيضا إلى المستشفيات الالمانية. حيث اكدت على أن الضحك ليس له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية فقط بل يستفيد منة نظام القلب والاوعية الدمويه والجهاز المناعى،وأن الدراسات لم تكتف برصد التأثير الإيجابي للضحك عبر مزحة أو لسبب آخر، بل وجدت أيضا أن الضحك المصطنع مثل يوجا الضحك له أيضا تأثيرات قابلة للقياس. واوضحت أن الضحكة السريعة ليست كافية،وان الانسان بحاجة إلى جرعة من الضحك لتحقيق تأثيرات تعزز الصحة. وكذلك قام باحثون هولنديون بتحليل العديد من الدراسات حول تأثيرات العلاج بالضحك وجاء استنتاجهم أنه ربما يكون للضحك المصطنع كذلك تأثيرات أكثر إيجابية من الضحك النابع من الفكاهه الطبيعية. واكد الباحثون أن العلاج بالضحك يمكن أن يكون وسيلة علاجية واعدة، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن الأبحاث الجيدة حول هذا الأمر لا تزال محدودة.

 واوضحت دراسة للدكتور جايوون ريو مؤسس برنامج “جيسينجر” ان الطعام أفضل دواء للانسان. حيث شعر توم شيكويش بألم في إصبع قدمه ، فاكتفى بنفضه كعلاج مؤقت ، وتجاهل الذهاب إلى الطبيب. ولكن حالته ساءت، وأصبح إصبعه مصابا بالتهاب شديد، ولم يغادر الفراش معتقدا أن الأمر سينتهي سريعا، لكن الألم تفاقم مما أجبره على الذهاب إلى الطبيب. وبعد عدة أيام في الطوارئ، بتر الجراحون إصبع قدم توم، وإثر ذلك ظل في المستشفى لمدة شهر حتى تعافى، وتبين أنه كان يعانى من مضاعفات داء السكري من النوع الثاني، وكان يكافح لإبقاء مستوى السكر في الدم تحت السيطرة دون جدوى. وكان توم شيكويش يعاني من زيادة في الوزن مع داء السكري لكن المشكلة الأكبر لديه، وفق ما اكتشف الأطباء، أن النظام الغذائي التي يعتمده وهو من الوجبات السريعة واللحوم المصنعة والمجمدة والمحفوظه، مما رفع خطر السكري إلى مستويات مهددة للحياة. 

وإزاء ذلك اوضح الطبيب المسؤول عن حالته بنصيحه باعتماد برنامج “جيسينجر”، الذي انطلق في الولايات المتحدة عام 2017. ويسعى البرنامج إلى تحسين صحة البالغين الذين يعانون من السكري عبر تزويدهم بالأطعمة الصحية والمفيدة، مثل الفواكه والخضروات واللحوم الخالية من الدهون وتلك التي ينخفض فيها الصوديوم، مع دمج هذه الأطعمة في النظام الغذائي للمرضى. وبعد اتباع برنامج “جيسينجر” الذى يعيش توم شيكويش علية بعد سنة ونصف من التزامه بالبرنامج، وقد فقد الرجل الأميركي، 27 كيلوجراما، وانخفض مستوى السكري لديه، ليصبح خارج نطاق الخطورة المهددة للحياة. واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية إن الغذاء الصحي فى برنامح جيسينجر أصبح محط اهتمام الأطباء والمستشفيات وحتى الذين يشعرون بالإحباط إزاء التقدم الطبي الذي لم تحرزه العلاجات الدوائية للحد من أمراض مرتبطة بالأغذية مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب وضغط الدم. 

ويعتبر القائمون على برنامج “جيسينجر” أنه واحدا من الجهود الرائدة، التي تعتبر الغذاء جزء هاما من الرعاية الطبية للمريض، مؤكدين أن للغذاء الصحي قدرة في شفاء الإنسان توازي قدرة الأدوية، معتمدين على الدراسات التي تكشف أن صحة البشر تتأثر بعوامل أكثر من تناول الدواء، ولعل أبرزها تناول اغذية طبيهية من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. واوضح الدكتور جايوون ريو الرئيس التنفيذي للبرنامج، إنه عندما تحدد أولوية الغذاء يجب تعلم المرضى كيفية المواظبة على الوجبات الصحية، فقد تكون الأكثر تأثيرا من الأدوية ذاتها. وكذلك اوضح انه عندما تحدد أولوية الغذاء يجب ان تعلم الناس كيفية إعداد الوجبات الصحية، والتى قد ينتهي الأمر بأن تكون أكثر تأثيراً من الأدوية نفسها هذا هو الفوز الكبير. ولكن المشكلة في الطعام الصحي أن الالتزام به ليس سهلا، كما أن مكوناته لا تتوفر ببساطة وبعضها باهظ الثمن، لذلك تعمل المستشفى الامريكية في المشروع على توفير هذه الأطعمة بأسعار معقولة للمرضى، الذين يقدمون وصفة طبية مكتوبة من قبل الاجهزة الطبيه الامريكية .