أخبارصحة

عوامل وعلامات خطر الخرف والزهايمر وطرق واغذية لتحسين الذاكرة

د محمد حافظ ابراهيم

   اوضحت دراسة للدكتور هينك سوانبويل كبير علماء النفس العصبي بهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ان الخرف والزهايمر هو مدمر لكل من الشخص المصاب بة والمحيطين به وهو متلازمة من مجموعة من الأعراض التى تتعلق بالتدهور المستمر لخلايا الدماغ. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في الذاكرة والسلوك وحتى الحركة، ويعتقد أن ما يقرب من مليون بريطاني يعيشون حاليا مع هذه الحالة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بسبب شيخوخة السكان فى المملكة المتحدة . واوضحت الدراسة الى ثلاث علامات خطيرة للخرف والكثير من الناس على علم ببعض الأعراض المعروفة للخرف وتشمل فقدان الذاكرة وانخفاض سرعة التفكير وصعوبة القيام بالمهام اليومية ويوجد علامات أقل شهرة والتي يمكن أن تكون مؤشرات مبكرة لهذه الحالة . وحذرت دراسة الدكتور هينك سوانبويل من نوع معين من الخرف الذي يسبب تغيرات ملحوظة في الشخصية‌، والتى تشمل الإدلاء بعبارات باردة أو غير حساسة وإلقاء نكات غير لائقة او نسيان الكلمات المعبرة عن المواقف بالمحادثة . لذلك اوصت الدراسة ببعض النصائح للوقاية من الخرف والزهايمر وهى:

 = السيطرة على ارتفاع ضغط الدم: إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم وينسى الأشياء بسرعة فيمكن يحاول إبقاء ضغط الدم تحت السيطرة وذلك لخفض تدفق الدم إلى الدماغ ، وخفض تكوين لويحات الأميلويد حتى لا يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تفاقم مرض الزهايمر.

= إدارة سكر الدم والحفاظ على الوزن: يوجد ارتباط بين السكر واضطربات خلايا الدماغ، لذلك من الأفضل الحفاظ على مستوى السكر في الدم بالمستوى الصحي، مع محاول خفض الوزن و يجب اتباع نظام غذائي مغذي وممارسة التمارين الرياضية الكافية.

= الابتعاد عن التدخين والكحوليات: تجنب التدخين وتعاطي الكحوليات لمنع الاضطرابات المرتبطة بالدماغ، وكذلك السرطان وأمراض القلب، حيث ان التدخين يضعف الأعصاب في الدماغ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مرض الزهايمر. 

اوضحت دراسة للدكتورة كيمبرلي يونغ وعلماء الأعصاب بجامعة بيتسبرغ ان الروائح الطيبة يمكن أن تساهم بعلاج الخرف والزهايمر والاكتئاب كذلك. حيث تتم معالجة حاسة الشم لدى الإنسان في نفس الجزء من الدماغ الذي تتم فيه معالجة العواطف والذكريات العاطفية. واوضحت الدراسة إلى أن الروائح الطيبة والجميلة يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب والخرف والأمراض التي تصيب الدماغ عند الشيخوخة. حيث اوضحت نتائج الدراسة لعلماء الأعصاب من جامعة بيتسبرغ أن شم الروائح الطيبة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والخرف حيث تابع الباحثون 32 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً يعانون من الاكتئاب الشديد، وقد تم تعريضهم لـ12 رائحة مختلفة كانت معبأة في علب محكمة الإغلاق مع دليل مكتوب عن الرائحة. واستذكر المشاركون ذكريات محددة من حياتهم عندما شموا الروائح مثل رائحة القهوة وورنيش الأحذية الشمعي ومستخلص الفانيلي وصابون اليد الخزامى وبعض الأدوات المنزلية الشائعة. واتضح أن الروائح أثارت ذكريات محددة من حياتهم أكثر من الكلمات.

 وشرحت الدكتورة كيمبرلي يونغ أن مشاكل ذاكرة السيرة الذاتية السلبية هي المميزة لاضطرابات الاكتئاب والزهايمر، مما يعني أن المرضى يركزون فقط على الأحداث السلبية أو يفسرون الأحداث في ضوء سلبي. لكن الذكريات التي تثيرها الرائحة تميل إلى أن تكون أكثر وضوحاً وحقيقية وأكثر فعالية في إثارة الأحداث الإيجابية والتي تقطع أنماط التفكير السلبية. وأضافت انه إذا قمنا بتحسين الذاكرة، فيمكننا تحسين حل المشكلات وتنظيم العواطف والمشكلات الوظيفية الأخرى التي غالباً ما يعاني منها الأفراد المصابون بالاكتئاب. واكدت الدكتورة راشيل هيرز عالمة الأعصاب الإدراكية وعلم نفس إنه لا يوجد نظام حسي آخر غير الشم يتمتع بنفس القدر من القوة العاطفية والإثارة. حيث تتم معالجة حاسة الشم لدى غالبية الناس في نفس الجزء من الدماغ الذي تتم فيه معالجة العواطف والذكريات. لذلك عند شم شيء ما، إذا كان هناك ارتباط مسبق بة، فإنه ينشط على الفور عاطفة هذا الارتباط. وإن حاسة الشم تخبرنا بالمكان الآمن للعيش فيه، وتساعد في العثور على الطعام وتساعد على اختيار الشريك المناسب والتعرف على اطفالنا.

 واوضح الدكتور البروفيسور جيمس جودوين مدير العلوم وشبكه صحة الدماغ انه كانت للرائحة آلية أساسية لبقاء البشر على مدار 1.5 مليون سنة فإن امتلاك حاسة الشم التي تعمل بشكل جيد أمر مهم لصحتنا العقلية. حيث يستخدم الناس عطر الخزامى على الوسادة للمساعدة على النوم والتخلص من التوتر والأرق، ولقد ثبت أنه مزيل للقلق، وبالتالي فهو يذيب مخاوفنا، يمكن أن تكون هذه الخصائص المهدئة مفيدة في اعدادات النوم السريرية. كما يتم استخدام العلاج بالروائح بشكل متزايد في علاج السرطان ، لكن الأمر الأكثر إثارة هو أن العلاج بالروائح يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الخرف والزهايمر، حيث ان الزيوت الأساسية التي يمكن أن تتغلغل في الدماغ تنتج تغييرات كيمياوية قوية في مزاجنا. وعادةً ما تكون خلايا الأوعية الدموية في الدماغ متشابكة بإحكام شديد لمنع مرور المواد عبر ما يسمى حاجز الدم في الدماغ . لكن الزيوت العطرية عبارة عن جزيئات عطرية صغيرة جداً تتبخر بسهولة في الهواء ويمكن استنشاقها، وتدخل الدورة الدموية العامة وتمر إلى الدماغ. ويوجد أدلة علمية على أن زيت اللافندر يمكن أن يخفض من حدوث السلوك العدواني في الخرف، وكذلك يمكن استخدام مجموعة من الزيوت العطرية لعلاج مرض الزهايمر.

 واوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الطبيه الامريكية لبعض طرق تحسين مرض الخرف والذاكرة . حيث الذاكرة القوية تعتمد على صحة وحيوية الدماغ، سواء كنت طالبًا يدرس للامتحانات أو أحد كبار السن الذى يتطلع إلى الحفاظ على ذاكرته وتعزيزها مع التقدم في العمر، اوضحت لبعض النصائح التى يمكن القيام به لتحسين الذاكرة والأداء العقلي ومن اهمها الاتى:

 = تمارين الذاكرة: الذاكرة مثل القوة العضلية تتطلب استخدامها أو خسارتها كلما قام الشخص بتمرين الذاكرة أكثر كلما تمكن من معالجة المعلومات وتذكرها بشكل أفضل. لذلك فان افضل التمارين هو كسر الروتين وتطوير مسارات تفكير جديدة مثل التعليم وتطوير المهارات.  

= ممارسة الرياضة البدنية: أن التمارين الذهنية مهمة لصحة الدماغ وكذلك التمارين البدنية تساعد العقل على البقاء حادًا. فهو يزيد الأوكسجين إلى الدماغ ويخفض خطر الاضطرابات التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة، مثل امراض السكري والقلب والأوعية الدموية. حيث تعمل التمارين أيضًا على تعزيز تأثيرات المواد الكيميائية المفيدة في الدماغ وخفض هرمونات التوتر. وأن التمرين يلعب دورًا مهمًا في المرونة العصبية من خلال تعزيز عوامل النمو وتحفيز الاتصالات العصبية الجديدة.

= الحصول على النوم الليلى الكافى: يوجد فرق بين مقدار النوم الذي يمكن الحصول عليه والمقدار الذي تحتاجه للأداء ألافضل. وأن أكثر من 95% من البالغين يحتاجون ما بين 7.5 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة لتجنب الحرمان من النوم. حتى التقصير في بضع ساعات يحدث فرقًا، حيث يتسبب قلة النوم في  تعرض الذاكرة والإبداع وقدرات حل المشكلات ومهارات التفكير للخطر حيث ان النوم أمر بالغ الأهمية للتعلم والذاكرة .

= تخصيص وقتًا للأصدقاء: تظهر الأبحاث أن وجود صداقات هى نظام دعم قوي وأمر حيوي للصحة العاطفية ولصحة الدماغ . بحسب دراسة أجرتها كلية الصحة بجامعة هارفارد وجد الباحثون ان بعض الأشخاص الذين يتمتعون بحياة اجتماعية أكثر نشاطًا لديهم أبطأ معدل لتدهور الذاكرة.

= الحفاظ على التوتر تحت السيطرة: الإجهاد والتوتر هو أسوأ أعداء الدماغ ومع مرور الوقت يؤدي الإجهاد المزمن إلى تدمير خلايا الدماغ كما ربطت الدراسات التوتر الإجهاد بفقدان الذاكرة.

= الضحك: أن الضحك هو أفضل دواء وينطبق على الدماغ والذاكرة والجسم وعكس الاستجابات العاطفية التي تقتصر على مناطق معينة بالدماغ، لكن الضحك يشغل مناطق متعددة كاملة بالدماغ .

 ووضحت الجمعيه الدوليه لمرضى الزهايمر انه يمكن تجنّب حالة واحدة من كل ثلاث حالات الخرف والزهايمر وذلك من خلال مراعاة عوامل الخطر الرئيسية، وذلك وفقًا لنتائج دراسات مركز توب سانتيه الفرنسى. حيث انه يجب منذ الطفولة، الانتباه إلى التعليم والعناية بالسمع طوال الحياة وعدم التدخين او تناول الكحوليات . واوصت الدراسه بعادات بسيطة لتجنب مرض الزهايمر والخرف ومن اهمها الاتى :

 = ممارسة الرياضة: وذلك وفقًا لدراسة برازيلية – أمريكية ، فإنَّ القيام بجلسات الرياضية من شأنها حماية الذاكرة والقدرات المعرفية وزياده المادة الرمادية بالمخ والحفاظ عليها من مرض الزهايمر الذى سيكون تحت السيطرة . ومن اهمها رياضه اليوجا والمشي وركوب الدراجات والسباحه.

= اتباع حمية البحر الابيض المتوسط: تعنى حمية البحر المتوسط الغذائية بالتركيز على تناول الفواكه والخضراوات الورقية الخضراء مثل الملفوف والسبانخ والحبوب والجوز والبندق واللوز والكاجو والتوت والعنب والمشمش والبقوليات مثل العدس والحمص والأسماك الدهنية. ويُنصح بتجنّب اللحوم الحمراء الدهنية والزبدة والحلويات والأطعمة المقلية والدهون المتحوله.

= تناول الشاي الأخضر: كوب من الشاى الاخضر  يحتوي على ما يصل إلى 400 ملجم من مركّبات الفلافونول. ووفقًا لدراسة أمريكية، فإنَّ تناول الفلافونول سيجعل من الممكن منع مرض الزهايمر والخرف حتى بعد سن الثمانين.

= السباحة والاستحمام بالماء البارد: اوضحت الدراسة إنَّ الأشخاص الذين يسبحون بانتظام في الماء البارد يتمتعون بحماية إضافية ضدّ مرض الزهايمر. هذه العادة الجيدة تعزز تخليق بروتينات قادرة على حماية الخلايا العصبية من التلف والزهايمر .

= العناية بالنوم الليلى: ان النوم الليلى الجيد يقي من الزهايمر. ان قلة النوم مضرّة بالصحة حيث يمكن أن يؤدي النوم السيئ أو قلة النوم المزمنة إلى ظهور مرض الخرف والزهايمر، وذلك من خلال تسريع تكوين لويحات الأميلويد المسؤولة عن اعراض مرض الزهايمر .

 = تناول زيت الزيتون: تناول زيت الزيتون البكر الممتاز مزايا وقائية ضدّ مرض الزهايمر، حيث إنَّ الجزيئيات الموجودة في زيت الزيتون من أوميجا 3 و 9، ومضادات الأكسدة تساهم في إذابة لويحات الأميلويد المسؤولة عن أعراض مرض الزهايمر.

= تناول الاغذية الطبيعيه الطازجة: يمكن لفيتامينات الكولين وهو جزيء ينتمي إلى عائلة فيتامينات (بى) أن يساعد في الوقاية من مرض الزهايمر ويخفف من أعراضه. ويوجد الكولين في صفار البيض واللحوم الحمراء الغير دهنية والخضروات والفواكه الموسيمية .