أخبارصحة

الإكزيما والوجبات السريعة تسبب تلف الدماغ والزهايمر والوقاية بعادات ونمط الحياه الصحية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة أجرتها جمعية الإكزيما الوطنية في كاليفورنيا الأمريكية أن التهاب الجلد التأتبي اى الإكزيما يؤثر سلباً في الصحة العقلية، وارتبط كذلك بحدة مرض الزهايمر، وشمل التحليل نتائج من 954 مشاركاً. واوضحت النتائج ان التهاب الجلد التأتبي هو مرض يجعل الجلد جافاً ومثيراً للحكة وملتهباً، وهو أكثر شيوعاً لدى الأطفال الصغار، ولكن يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، ويستمر لفترة طويلة. ووجد الباحثون أن 26% من المشاركين أبلغوا عن أعراض تدهور بالصحة العقلية، منها الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، وتجنب ممارسة الأنشطة التي كان يمارسها الشخص في السابق، زيادة أو قلة النوم، والأكل بشكل كبير أو قليل، الشعور باليأس، انخفاض الطاقة بصورة مستمرة لمدة 10 أيام شهرياً، وسجل معظم البالغين اى حوالى 65.5% علامات في نطاق غير الطبيعي على مقياس القلق والاكتئاب بمستشفى جمعية الإكزيما ، وشعر سبعة من كل 10 مشاركين أن صحتهم العقلية تأثرت سلباً بأعراض مرض الزهايمر خلال اثنى عشر شهراً. واوضحت نتائج الدراسة ان المرضى على دراية بالعلاقة بين أعراض مرض الزهايمر لديهم او لدى اطفالهم بمرض الإكزيما وكذلك له علاقة بنقص المناعة بالجسم .

واوضحت دراسة لباحثون من جامعة شيكاغو الامريكية ان طريقة طهي الوجبات السريعة ترتبط بتلف الدماغ للأفراد وكذلك نسلهم. حيث وجدت الدراسة أن تناول رقائق البطاطس والوجبات السريعة قد يسبب تلفا طويل الأمد في الدماغ للشخص ولأطفاله مستقبلا. ودرس الباحثون من جامعة شيكاغو تأثير الطعام المقلي في أوعية كبيرة من زيت الطهي القديم، وهي الطريقة التي يتم بها تحضير الطعام في مطاعم الوجبات الخفيفة غالبا. واكتشفوا أن الزيت القديم الذي يستخدم لقلي الطعام ويعاد تسخينه لاستخدامه مرة أخرى يحتوي الاكراميد وهى خصاصه ضارة بالدماغ وتتسرب إلى الطعام المتناول. وكذلك أظهرت الدراسة ان المشاركون الذين تناولوا الوجبات الغنية بالزيت المعاد استخدامه اظهرت المزيد من علامات الالتهاب في الكبد، والذي يسبب ويسرع من التدهور المعرفي وهو مقدمة للخرف. واكتشف الباحثون أيضا أن نفس الضرر الدماغي ينتقل إلى ألاطفال الذين تناولوا هذة وجبات غذائية. وقال الباحثون من جامعة شيكاغو انه قد تم ربط القلي العميق وهى طريقة طهي يتم فيها غمر الطعام في الزيت الساخن وعلى درجات حرارة عالية بالعديد من الاضطرابات الأيضية وتزيد من التنكس العصبي. وعادة ما تعيد سلاسل الوجبات السريعة استخدام الزيت على مدار يوم أو بضعة أيام أو حتى أسابيع . ويعد قلي الطعام بالزيت القديم أمرا شائعا في العديد من المطابخ حول العالم، وفي بعض الأسر أيضا.

واوضحت دراسة لجمعية فرامنغهام الامريكية ان النوم الجيد وقاية من الخرف والزهايمر. والخرف هو فقدان تدريجي للقدرات المعرفية، مثل الذاكرة وله تأثير على الأنشطة اليومية للشخص. ويمكن أن يكون سبب مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف الدماغى بسبب فقدان الخلايا العصبية على مدى فترة طويلة من الزمن، ونظراً لأنه بحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، تكون العديد من التغييرات في الدماغ قد حدثت بالفعل، ويركز العديد من العلماء حاليا على دراسة اهم عوامل الخطر والحماية من الخرف. وعامل الحماية هو حالة أو سلوك يزيد أو يخفض من خطر الإصابة بالمرض ، لكنه لا يضمن أياً من النتائج . واوضحت لبعض عوامل الخطر لمرض الزهايمر والخرف مثل العمر والوراثة، وهو غير قابلة للتعديل . وتشمل عوامل الخطر كذلك الاكتئاب وقلة النشاط البدني والعزلة الاجتماعية وارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والإفراط في التدخين، فضلاً عن ضعف النوم.

و راقب الباحثون نوم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر لمعرفة من أصيب بالخرف أو لم يصاب به، حيث يعد النوم عامل خطر ولكنة وقائىً ضد الخرف. والنوم يلعب دوراً أساسياً في عدد من وظائف ذاكرة المخ وبالتالي يمكن أن يلعب النوم الجيد دوراً حيوياً في الوقاية من الخرف والزهايمر . حيث اوضحت الدراسة ان النوم مهم للحفاظ على اتصالات جيدة في الدماغ، وكشفت الأبحاث انه يمكن أن يكون النوم العميق حاسماً للتخلص من النفايات الأيضية من الدماغ، وإزالة بروتينات ضارة مثل تلك المعروفة بتراكمها في الدماغ، من الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.

واوضحت الدراسة انة أثناء النوم العميق ليلاً، يمر الانسان بعدة مراحل نوم تتعاقب بعضها بعضاً وتتكرر. وينقسم إلى نوم حركة العين غير السريعة الخفيف ونوم حركة العين غير السريعة العميق، ويسمى أيضاً نوم الموجة البطيئة، ويرتبط هذا الأخير بالعديد من الوظائف الصحية. ومرحلة نوم حركة العين السريعة هي المرحلة المرتبطة بأكثر الأحلام حيوية، ويقضي الشخص البالغ عموماً نحو 15 إلى 20 في المائة من كل ليلة في نوم عميق. وهناك تغيرات في النوم شائعة عند البالغين، مثل الذهاب إلى السرير والاستيقاظ مبكرا والنوم لفترات زمنية أقصر وأقل عمقاً والاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل. وأظهر العديد من الأشخاص انخفاضاً في نومهم العميق البطيء على مر السنين، كما هو متوقع مع تقدم السن. وعلى العكس من ذلك، ظلت كمية النوم العميق لدى بعض الأشخاص ثابتة أو حتى زادت.

وقام الباحثين في دراسة فرامنغهام بمتابعة 346 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً وأكثر لمدة 17 عاماً لمراقبة من أصيب بالخرف ومن لم يُصب به. حيث ارتبط الفقدان التدريجي للنوم العميق مع مرور الوقت بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وخاصة الخرف الناتج عن مرض الزهايمر، وكانت هذه النتائج مستقلة عن العديد من عوامل الخطر الأخرى للخرف. ويساعد اعتماد عادات نوم جيدة، مثل الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في أوقات ثابتة أو تجنب الضوء الساطع أو الأزرق في السرير، مثل ضوء الشاشات، وتجنب الكافيين، والحفاظ على الوزن الصحي، وممارسة النشاط البدني أثناء النهار، والنوم في بيئة مريحة ومظلمة وهادئة في تحسين الصحة والوقايه من الخرف والزهايمر.

اوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية ان نمط الحياة الصحى والعادات الصحية تغير خلايا الدماغ وتحمي من الخرف والزهايمر. اوضحت الدراسة أن نمط الحياة الصحي، يمكن أن يحمي كبار السن من الخرف، ومن التدهور المعرفي ويعزز الاحتياطي المعرفي لديهم، حيث استخدم الباحثون بيانات من مشروع “رش ميموري آند إجين”، وهي دراسة رصدت أنماط حياة المرضى وصحتهم وحللت بياناتهم . وأن الباحثين قاموا بفحص المعلومات الديموغرافية، ونمط الحياة ، لـ 586 مشارك، بما في ذلك تفاصيل عن نظامهم الغذائي وأدائهم الإدراكي ، بجانب عوامل لنمط الحياة، مثل تناول الكحوليات والنشاط البدني. وركز الباحثون على فحص وتشريح أدمغة المرضي،الذين عاش منهم اى 70.8% حتى عمر 90.9 عاما، وذلك بهدف البحث عن العلامات الجسدية المرتبطة بالخرف، بما في ذلك تراكم الأميلويد الضار، الذي يعطل وظيفة الخلايا في الدماغ ويرتبط بمرض الزهايمر. ووفق الدراسة فقد ارتبط النمط الصحي الأعلى، بوظيفة الإدراك الأفضل عند العينات التي تم بحثها وظهر ذلك في خمسة مجالات هي النظام الغذائي والنشاط المعرفي في أواخر العمر والنشاط البدني والإقلاع عن التدخين وعدم تناول الكحوليات.

واشار تحليل الدراسة إلى أن نمط الحياة الصحي يعزز الاحتياطي المعرفي لدى الناس جميعا ويسمح للمرضى بالبقاء منتبهين على الرغم من التغيرات في أدمغتهم .واوضح الباحثون أن عوامل نمط الحياة الصحية مثل النظام الغذائي تحمي الدماغ من الالتهابات والإجهاد التأكسدي. وأشاروا إلى أن معظم المرضى في عينات الدراسة، وهم من اصحاب البشرة البيضاء، أبلغوا ذاتيا عن معلومات نمط الحياة الخاصة بهم . وأن هذا التحليل يعد خطوة حاسمة إلى الأمام للوقاية من الخرف والزهايمر بسبب الروابط بين نمط الحياة الصحى وبين تغيرات الدماغ والإدراك. واقترح الباحثون على جميع الناس، وصف أهمية عوامل نمط الحياة الصحى للوقاية من المرض الى جانب أدوية مرض الزهايمر كمرحلة اخيرة من طرق الوقاية والعلاج.