أخباراقتصاد عربي

مسيرة الكفاح لعبقري الصناعة الوطنية د / نادر رياض

كتبت- إيمان الواصلى

يعد الدكتور نـادر ريـاض رئيس مجموعة بافاريا القابضة أحد رواد الصناعة في مصر منذ لا يقل عن نصف قرن من الزمان وخاصة لارتباط اسمه بصناعة تخصصية وطنية شقت طريقها من المحلية إلي العالمية، وحققت نجاحاً علي المستوي الدولي رغم تعدد المواصفات العالمية المتعلقة باشتراطات كل دولة علي حده، كما أنه لم يُعرف عنه الخلط بين أنشطة التصنيع والاستيراد في مجال تخصصه أو العمل في مجال الاستيراد والتصدير بديلاً عن التصنيع مع تعارض اتجاه كل منهما والأخر.

د. نادر يتوسط ابنائة امير وماجي وساندرا
د. نادر يتوسط ابنائة امير وماجي وساندرا

د. نادر يتوسط ابنائة امير وماجي وساندرا
له العديد من الإسهامات في مجال الخدمة العامة والعمل التطوعي . من أبرز ما كتب عنه “حافر الصخر ” … “فلسفة ناجحة في التنمية البشرية ” … “خبرة نادرة ” … “أشعل الحماس في وجدان الألمان “. يرى أن صناعة روح الفريق وتنمية أدواته هي القاعدة وراء كل نجاح

سعدت جدا عندما حظيت بنسخة من كتاب (محطات في حياة رجل الصناعة نادر رياض) موقع من الدكتور مهندس نادر رياض .

نادر رياض مرحله الروضه

نادر نصحي رياض - مرحلة الروضة
نادر نصحي رياض – مرحلة الروضة

بين دفتي الكتاب الذي كتب بطريقة سلسة مشوقة،وجاء على واحد وعشرون فصلاً عنوان كل فصل مترجم للغة الانجليزية والألمانية ، هى مسيرة حياة، ومراحل عمرية، ، حياة من عقود وسنوات وشهور وأيام، كل يوم يرسم غداه، وكل عقد يضيف منجزًا فى بناية عنوانها انتصار للحياة بمن يمكن تسميته بصديق الحياة.

الدكتور نادر رياض صاحب صناعة ظلت خير سفير لبلده بالمحافل الدولية ولاقت احترام العالم ،وفيا محبًا لوطنه ‘ له العديد من الكتابات والدراسات المتخصصة المنشورة فى الاقتصاد الصناعي.

يؤمن بقيمة الإنسان وأنه القضية والحل في صعود الأمم والاقتصاد، ورفع شعار الكفاءة والجودة فاستجاب السوق المحلى والعالمي ومنحه الثقة الكاملة من أوسع أبوابها .

فصول الكتاب بداية من الفصل الأول (ما تيسر عن سيرة آل رياض) وانتهاء بالفصل

( الحادي والعشرين – مقتنياتي ) هى محطات فارقة حافلة بالتفاصيل الصغيرة التي ترسم لوحة حياة رائعة.

أبناء الدكتور نادر رياض ، أمير - ماجي - ساندرا
أبناء الدكتور نادر رياض ، أمير – ماجي – ساندرا

إصرار وعزيمة

كم تجلت قدرة المصري وإصراره على النجاح والتأنق فيما جاء بالفصل السابع تحت عنوان الاستحواذ تحت علم مصر.

الدكتور نادر رياض خلال تقلده وسام الاستحقاق الألماني من الطبقة الاولي
الدكتور نادر رياض خلال تقلده وسام الاستحقاق الألماني من الطبقة الاولي

يقول الدكتور نادر رياض ،في ليلة قمرية اكتمل فيها البدر سطوعا، وأنا غارق في بحر التأملات في غرفة مكتبي والذي تتوسطه مكتبة كبيرة بها ثروة من النفائس من الكتب بما تحويه من نظريات وبحوث لا تحدها أي أسقف أو قمم، جاءتني فكرة في الهزيع الأخير من الليل، مفادها الاستحواذ على أنصبة الشركة الألمانية .

وبعد سلسلة من المباحثات والعراقيل الواردة بالكتاب تم توقيع عقد شراء بافاريا الألمانية، ويضيف الدكتور نادر رياض (في اتصال تليفوني تم بيني وبين رئيس البنك الأهلي العظيم “محمود عبد العزيز” (رحمه الله)، وفي الليلة السابقة لتوقيع العقد، استطلعت رأيه في إتمام التوقيع على الصفقة، وفيما إذا كانت الجدارة الاقتصادية لـ (بافاريا مصر) تسمح للبنك الأهلي بتمويل هذه الصفقة التى بلغت(1.3مليون) مارك .
ولم يحتاج الأمر منه إلا (5 دقائق) ليعطيني الحل العبقري في ذات المكالمة ومفاده: يتعذر ويمتنع على البنوك في مصر أن تمول مشروعات خارج نطاقها الجغرافي أي خارج البلاد، إلا أنه من سلطتها إصدار خطابات ضمان تسمح لعملائها بالاقتراض من بنوك أجنبية بالخارج على قوة خطابات الضمان تلك، على أن يتم تخفيض قيمة خطابات الضمان بموجب الأقساط التي يتم سدادها تباعاً من ثمن الشراء بموجب التعاقد الذي يبرم بين العميل والبنك المصدر لخطاب الضمان.

وكانت ليلة لم أنم خلالها من فرط الفرحة والتفاؤل وعرفان بالجميل لهذا الرجل الوطني الذي قبل أن يضع سمعته بهذا الإجراء في كفة وثقته بأدائي المالي في الكفة الأخرى.وشاءت الأقدار أن يتم سداد كامل قيمة شراء الصفقة بأقساط شهرية على ثلاث سنوات لم نتخلف في أي قسط منهاعن الوفاء بالتزاماتنا.

تحية وفاء وتقدير لاسم هذا الرجل العظيم الذي تمكنا بفضله وبرعاية من الخالق جل قدره أن نخرج من المحلية إلى العالمية داخلين لها من أوسع الأبواب وذلك مستظلين بجناح التمسك بالعمل الجاد والانضباط واحترام الذات والتمسك بوسائل وأدوات الجودة وخدمات ما بعد البيع والوفاء بالعميل أيا كان موقعه باعتبارنا الخبير المخلص له في كافة احتياجاته.

فخر الصناعة الوطنية

زيارة تفتيشية من إدارة الإطفاء للقوات المسلحة للتحقق من أن الإنتاج سيفى بمعدلات الوفاء في مواعيدها في الأسابيع السابقة لموعد العبور في معركة الكرامة 6 أكتوبر 1973 ، رأس وفد الزيارة اللواء / يكن أمين محرز رئيس فرع الإطفاء للقوات المسلحة ونائبه العميد/ مصطفى فريد ، ولفيف من المسئولين من جهات عليا.
زيارة تفتيشية من إدارة الإطفاء للقوات المسلحة للتحقق من أن الإنتاج سيفى بمعدلات الوفاء في مواعيدها في الأسابيع السابقة لموعد العبور في معركة الكرامة 6 أكتوبر 1973 ، رأس وفد الزيارة اللواء / يكن أمين محرز رئيس فرع الإطفاء للقوات المسلحة ونائبه العميد/ مصطفى فريد ، ولفيف من المسئولين من جهات عليا.

يعد ما جاء بالفصل الثالث عشر تحت عنوان (مواقف مضيئة) فخر للصناعة الوطنية ، حيث جاء فيه علامات بارزة يؤكد دون أدنى شك أن مصر عظيمة برجالها على مر العصور، نذكر من تلك المواقف أهمها هو اختيار القوات المسلحة المصرية لجهاز الإطفاء من إنتاج بافاريا ليكون ضمن تسليح الجيش المصري في معركة “العبور” واستعادة الأرض .

يقص الدكتور نادر رياض مسترجعا ذكرياته (جاء يوم الاختبارات لعقد مقارنة بين أجهزة الإطفاء المستعملة في سوريا وهي فرنسية الصنع وفي ليبيا وهي إيطالية الصنع والقوات المسلحة المصرية وهي مصرية الصنع معبأة بالمسحوق الجديد.

والتقينا في يوم مشهود بمدرسة الحريق للقوات المسلحة بالجبل الأحمر وبحضور خبير إيطالي وآخر فرنسي والعبد لله بعماله ومعداته ممتطيًا جناح الأمل بعد أن قوى قلبي بما أتيت به من نصر علمي رأيته مؤزرا أمام عيني، قام الجميع لإطفاء حرائق الأخشاب والبنزين وإطارات السيارات بنجاح،وجاء دور إطفاء “حرائق النابالم”، حيث تم تغطية مجنزرة تالفة بأرض الطابور بكمية من النابالم في حدود 4 جرادل وإشعالها، بمجرد أن عرف الخبير الفرنسي أنها مادة نابالم انسحب مبتعدًا عن أرض التجارب، وأما الإيطالي فقد أقدم على الإطفاء مستعملًا عديدًا من الأجهزة بلغ سبعة أجهزة في حضرة قائد أرض الاختبارات ومعه الرائد “بيومي فتحي” بوجود مدير مدرسة الإطفاء العقيد “مصطفى فريد” تحت إشراف اللواء “يكن أمين محرز” رئيس فرع الإطفاء للقوات المسلحة.

وجاء دورنا في التعامل مع ذات الحريق حيث استعنت بالله ونجحت في الإطفاء باستعمال جهاز إطفاء واحد لكامل جسم المجنزرة وإن بقيت بعض من النابالم المنصهر مشتعلاً على الأرض، وبذا تعتبر تجربة ناجحة نجاحًا ساحقًا.

وهنا سمعت مجندي إدارة الإطفاء وأحسبهم بالمئات والذين كانوا بمدرج المتفرجين يتابعون الحدث حيث أطلقوا صيحة “الله أكبر” التى زلزلت المكان وكانت بشرة خير لما تلاها من صيحة “الله أكبر” التي بدأت بها حرب استعادة الكرامة المصرية.

وبذا فقد وقع اختيار القوات المسلحة آنذاك لجهاز الإطفاء من إنتاجنا ليكون ضمن تسليح الجيش المصري في معركة “العبور” واستعادة الأرض السليبة، معركة الكرامة،لاعتبارات فنية بمقياس الكفاءة،أهمها القدرة على إطفاء حرائق “النابالم” بجانب التعامل مع نوعيات الحرائق المعروفة الأخرى.

وتتوالى المواقف المضيئة والتى نذكر منها :-

الكفاءة الفائقة لأجهزة إطفاء بافاريا في إخماد حريق الطائرة الأوكرانية الذي اندلع فى مجموعة عجلاتها مساء السبت 9 نوفمبر 2019 بمطار شرم الشيخ وذلك في غضون 45 ثانية ، الأمر الذي أنقذ أرواح الركاب فى لحظاتها الحرجة وأنقذ سمعة مصر وأثبت قدرتها على مواجهة الأخطار .

التعاقد عام 2022مع سكك حديد ألمانيا لاستيفاء احتياجاتها لفترة 4 سنوات قادمة بغرض استيفاء كافة احتياجاتهم من أجهزة الإطفاء اللازمة للقطارات ومحطات السكك الحديدية والفنادق التابعة لها على امتداد شبكة السكك الحديدية الألمانية والتي تعتبر الأكبر عالمياً وتتصل بجميع العواصم الأوروبية على امتداد الرقعة الجغرافية وذلك بموجب دراسات تحليلية للمستوى الفني لأجهزة الإطفاء إنتاجنا وكذا المفاضلة السعرية فى مواجهة نسب تحقيق تقييمات الجودة بمختلف عناصرها .
توريدات أجهزة إطفاء بافاريا مصر للقوات المسلحة الألمانية (أجهزة إطفاء تعمل بالمسحوق الكيماوي الجاف سعة 6 كجم ، 12 كجم وكذا أجهزة إطفاء بالمادة الرغوية وذلك لثلاث سنوات متتالية من عام 2009 حتى عام 2013 ).

القطار الكهربائي الألماني المورد لمصر والمزود بأجهزة الإطفاء الموردة من شركة بافاريا المصرية

لم أجد من الكلمات اختم بها سوى ما اختتم بها الدكتور نادر رياض عبقرى الصناعة المصرية حينما كتب

(عندما يمتد الحلم لما بعد النوم إلي اليقظة ويصبح له من المقومات ما تجتمع حوله العقول والسواعد الجادة التي توفر له إمكانية التطور والتنامي الذاتي بمفاهيم الجودة المستدامة،وبذا يتحول الحلم إلى واقع ملموس وحقيقة لها ركائز ..

فيا كل حالمي اليوم هلموا واشحذوا الهمم لتصبحوا عما قريب من واقعي الغد.وضعوا نصب أعينكم شعار” إنه اليوم اليوم وليس غداً”)