د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة أجرها باحثون في جامعة كوبنهاجن وقاموا بتحليل دراسات عالمية لبحث العلاقة بين حساسية هرمون الأنسولين لدى مرضى السرطان. ووجدوا أن مرضى السرطان يظهرون مقاومة شديدة للأنسولين مقارنة بالأفراد الأصحاء. وكان معدل تخلص هؤلاء المرضى من الجلوكوز أقل بشكل ملحوظ، مما يشير إلى ضعف وظيفة الأنسولين. وكان هذا المستوى من مقاومة الأنسولين مشابهاً أو يتجاوز ما شوهد لدى مرضى السكري من النوع الثانى . واوضحت انه يمكن أن تسبب مقاومة هرمون الأنسولين تكاثر الخلايا السرطانية بسرعة. حيث يعمل الأنسولين كهرمون النمو، مما يعني أن ارتفاع مستويات هرمون الانسولين يغذي نمو الخلايا السرطانية، وتفاقم الحالة الى الاصعب . كما قد تؤدي مقاومة الأنسولين إلى انهيار بروتين العضلات، مما يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات وقوتها. وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة لمرضى السرطان. حيث يعد النشاط البدني وسيلة لمواجهة مقاومة الأنسولين. وتؤكد الدراسة على إمكانية ممارسة التمارين الرياضية في إدارة مقاومة الأنسولين لدى مرضى السرطان، وأكدت الدراسة أن الخلل الأيضي المرتبط بالسكري يرتبط بنتائج أقل للسرطان، مثل ارتفاع معدل تكرار وانتشار المرض والوفاة.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية بتناول الألياف والدهون الصحية للوقاية من مرض السرطان. واوضحت بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطانات مثل الجينات الوراثية والبيئة المحيطة بالانسان وهى خارجة عن السيطرة، والأبحاث تشير إلى أن حوالي 70٪ من خطر الإصابة بالسرطان مدى الحياة تكون في قدرة الانسان على التغيير من النظام الغذائي وتجنب التبغ والكحوليات والوصول إلى الوزن الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وذلك للوقاية من مرض السرطان. واوصت بطرق لبناء النظام الغذائي الوقائى من السرطان وذلك بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة والمكسرات والفاصوليا والحبوب الكاملة والدهون الصحية، والحد من كمية الأطعمة المصنعة والمقلية والدهون غير الصحية والسكريات والكربوهيدرات المكررة التي يستهلكها الانسان. ويمكن خفض المخاطر بتناول الأطعمة النباتية الغنية بمضادات الأكسدة التي تعزز جهاز المناعة وتساعد على الحماية من الخلايا السرطانية. والوجبات الغذائية الغنية بالفاكهة قد تخفض من الإصابة بسرطان المعدة والرئة. وتناول خضروات التي تحتوي على الكاروتينات مثل الجزر والكرنب والقرع، قد يخفض من خطر الإصابة بسرطان الرئة والفم والبلعوم. وتناول الخضروات غير النشوية مثل البروكلي والسبانخ والفاصوليا تساعد في الحماية من سرطان المعدة والمريء، وتناول البرتقال والتوت والبازلاء والفلفل الحلو والخضروات الورقية الداكنة التي تحتوي على فيتامين سى يحمي من سرطان المريء. والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من اللايكوبين مثل الطماطم والجوافة والبطيخ تخفض من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
واوضحت الدراسة بتواجد الألياف، في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والتى لها دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي. فهى تساعد على إبقاء المركبات المسببة للسرطان تتحرك عبر الجهاز الهضمي قبل أن تسبب أضررًا، ويساعد تناول نظام غذائي غني بالألياف في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وغيره من أنواع سرطان الجهاز الهضمي الشائعة، بما في ذلك المعدة والفم والبلعوم. وان تناول نظام غذائي غني بالدهون المشبعة يزيد خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات. لكن الأنواع الصحية من الدهون الغير مشبعة قد تحمي من مرض السرطان. ولذلك يجب تجنب الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة الموجودة في الأطعمة المعبأة والمقلية مثل البسكويت والمقرمشات والكعك وقشور الفطائر وعجينة البيتزا والبطاطس المقلية والدجاج المقلي ، وتناول الأسماك الدهنية وزيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو. حيث يمكن للأحماض الدهنية أوميجا 3 الموجودة في سمك السلمون والتونة وبذور الكتان أن تحارب الالتهابات وتدعم صحة الدماغ والقلب.
واوصت دراسة لجامعة كاليفورنيا بالتمارين الرياضية البسيطة التى تعزيز المناعة. حيث توصلت الدراسة إلى أن فترات قصيرة من التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تعزيز جهاز المناعة. حيث يرتبط ذلك بإنتاج الخلايا “القاتلة الطبيعية” وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التى تحارب عدوى الفيروسات والخلايا السرطانية. واشارت الدراسة إلى أن عدد الخلايا القاتلة الطبيعية يزداد بعد دقائق فقط من ممارسة النشاط البدني. حيث شملت الدراسة 10 مشاركين أعمارهم بين 18 و40 عاماً، وتم توجيه كل مشارك لركوب دراجة ثابتة لمدة 30 دقيقة بكثافة متوسطة. وسحب الباحثون عينات دم من المشاركين قبل بدء ركوب الدراجات، ومرة أخرى بعد 15 و30 دقيقة. ووجدوا أن مستويات الخلايا القاتلة الطبيعية زاد بعد 15 دقيقة من ركوب الدراجات، لكنها لم تستمر في الزيادة بعد 30 دقيقة من النشاط. وقال الباحثون ان هذا يشير إلى أن ممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة تقريباً تعزز بشكل كبير الخلايا القاتلة الطبيعية، والتي قد توفر حماية ضد الأمراض. وأضافوا ان الهدف هو الشعور بالتحدي أثناء التمرين وليس الإرهاق. وتشمل بعض الخيارات الاخرى من المشي السريع والتمارين المائية، والتنس والبستنة وتسلق السلالم والسباحة.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى تحمي من مرض السرطان. حيث يعد النظام الغذائي المتوازن أفضل ضمانة للتمتع بصحة جيدة، وأنة يوجد بعض الأطعمة التي تمنع الإصابة بأمراض كثيرة وتكافح مضاعفاتها، لا سيما الأمراض التي باتت شائعة مؤخرا، مثل السرطان. وتنصح الدراسة بالإكثار من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف والتي تساعد الجسم على محاربة نمو الخلايا السرطانية ومن اهمها الاتى:
= تناول البروكلي: يمنح البروكلي المسلوق مجموعة من العناصر المغذية التي يمكن أن تعمل مع الإنزيمات بالجسم على مكافحة السرطان، ويحتوى البروكلي كذلك بعض الفيتامينات مثل C وK..
= تناول الطماطم: تشير الدراسة إلى أن مادة الليكوبين الموجودة في الطماطم، لديها خصائص مضادة للسرطان، كما أن الطماطم مصدر جيد لفيتامين سى .
= البصل والثوم: يحتوي الثوم على مركبات الكبريت التي يمكن أن تساعد في الحد من مخاطر تطوّر أنواع مختلفة من أمراض السرطانات وكذلك الثوم مصدر جيد لفيتامين B6 والمنجنيز.
= الذرة: تحتوي الذرة على بيتا كريبتوكسانثين وحمض الفيروليك وكلاهما يثبط نمو السرطان ويمكن استخدام الذرة بأي شكل من الأشكال، سواء كانت مسلوقة أو مشوية .
= تناول البنجر: أن النترات هى المادة الغذائية التي تعطي البنجر لونه الأحمر المميز هي المادة ذاتها التي لديها خصائص مضادة للسرطان.
= تناول الجزر: يحتوى الجزر على عناصر غذائية التي تمنحه اللون البرتقالي، وتسمى بيتا كاروتين، التي تعد مضادة للسرطان. والجزر من الخضار التي يمكن عصرها أو أكلها نيئة أو مطبوخة.
= تناول الشاي الأخضر: الشاي الأخضر غنى بمادة البوليفينول، التي يعتقد أنها تساعد في منع نمو الخلايا السرطانية. وأن الأوراق المجففة منة تعزز نظام المناعة وتزيل السموم.
= الكركم: يعتبر الكركم أحد التوابل التي تشتمل على خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. ويحتوي الكركم على مادة الكركمين، التي تمنحه اللون الأصفر البرتقالي، ولها تأثيرا إيجابيا في القضاء على الخلايا السرطانية.
= تناول الفراولة: الفراولة بها عناصر غذائية مضادة للالتهابات، وهي أيضا مصدر مهم لفيتامين سى والمنجنيز، وكلاهما لهما دور فعال في مكافحة السرطان.
= تناول السبانخ: السبانخ غنية بالمغذيات الكاملة، وتكمن أهميتها في مكافحة السرطان. ويمكن الحصول على أفضل الفوائد من السبانخ عند تناوله في السلطة أو إضافتها للحساء.