د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لمنظمة الصحة العالمية انه يوجد حوالى 1.28 مليار شخص فى عمر بين 30 و79 عاماً مصابون بارتفاع ضغط الدم عالميا. وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم عادة ما يكون أكثر وضوحا لدى كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما فاعلى ، إلا أن الدراسات الحديثة تظهر أن معدلات ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين الأصغر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 44 عاما آخذة في الارتفاع. حيث يتعرض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لخطر متزايد للعديد من الأمراض المزمنة ، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية وفشل القلب ومشاكل الكلى ومشاكل الرؤية ثم الخرف والزهايمر. ووفقاً لدراسة بمعهد ابحاث الضغط البريطاني وجدت أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يزيد أيضا من خطر الإصابة بالخرف بين من هم في منتصف العمر.
وقام الدكتور أوغوستو فيكاريو استاذ القلب ورئيس وحدة القلب والدماغ في معهد القلب والأوعية الدموية في بوينس آيرس بالأرجنتين مع معهد ابحاث الضغط البريطاني بتحليل بيانات 1279 مشارك من المجتمع الاوربى والارجنتين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وتتراوح أعمارهم بين 21 و95 عاما. وتم أخذ جميع البيانات من دراسة القلب والدماغ من هيئة الصحة الاوربية والأرجنتين، وتحتوى على ضغط الدم والضعف الإدراكي. ثم حدد العلماء درجة الإصابة بالخرف مع عوامل الامراض القلبية والشيخوخة لكل مشارك في الدراسة. وتم تسجيل عوامل المعلومات المتعلقة بضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسمنة والنشاط البدني والعمر والمستوى التعليمي. واظهرت النتائج ان28 % لديهم خطر الإصابة بالخرف من الأشخاص في الفئة العمرية المتوسطة، الذين تتراوح أعمارهم بين 47 و53 عاما لديهم خطر متزايد للإصابة بضغط الدم ثم الخرف.حيث إن عوامل الخطر كلها لها التأثير الأكبر في منتصف العمر، هذا ما اكدته دراسة الدكتور أوغوستو فيكاريو بمعهد القلب والأوعية الدموية بالأرجنتين.
واضافت نتائج الدراسة انه تبين أن ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر يزيد من الإصابة بالخرف والزهايمر في وقت لاحق من الحياة، ولكن عندما يبدأ ارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق اى بعد عمر الخمسين، يتناقص هذا الخطر. ويحدث هذا لأن امراض الأوعية الدموية في الدماغ بطيئة التطور وتتطلب أكثر من 10 أو 15 سنة ليتم التعبير عنها سريريا على أنها حالة مرضية بالخرف والزهايمر. ووجد العلماء أيضا أن ما يقرب من 40% من جميع المشاركين في الدراسة، بغض النظر عن العمر، لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف. ونصح الدكتور أوغوستو فيكاريو بمعهد القلب والأوعية الدموية نصح الأطباء الاخريين بضرورة تضمين كشف الدماغ في التقييم السريري لمرضى ارتفاع ضغط الدم من أجل تصنيف المخاطر القلبية الوعائية والدماغية. واوضح الدكتور أوغوستو فيكاريو إنه على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر للإصابة بالخرف إلا أن هذا الارتباط يتطلب مزيدا من الكشف حيث ان الدماغ هى أحد الأعضاء الثلاثة المستهدفة لارتفاع ضغط الدم، جنبا إلى جنب مع الكلى والقلب، وأظهرت الدراسة كذلك أن 30% من مرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون من تلف في الدماغ دون تلف في الكلى أو القلب. لذلك فإن دماغ مرضى ارتفاع ضغط الدم هو الجزء الأكثر عرضة للخطر.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية باجرء بعض التغييرات فى نمط الحياة لتنظيم وضبط ضغط الدم بدون أدوية. حيث اوضحت الدراسة ان ارتفاع ضغط الدم، هو حالة يبذل فيها الدم ضغطًا متزايدًا على جدران الشرايين، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة مستويات ضغط الدم . ويسمى ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت لأن الحالة عادة لا تظهر عليها أي أعراض ولكنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الكلى إذا تركت دون علاج. واوصت الدراسة ببعض التغيرات فى نمط الحياة لتنظيم ضغط الدم بدون أدوية. ومن اهمها الاتى:
= فقدان الوزن: يميل ضغط الدم إلى الارتفاع مع زيادة الوزن لذلك فان فقدان الوزن أفضل الطرق لإدارة مستويات ضغط الدم. إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فإن فقدان الوزن يمكن أن يفيد ويخفض مستويات ضغط الدم.
= ممارسة الرياضة: الحياة النشطة وممارسة الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم بحوالي 5 إلى 8 ملم زئبق. حيث تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على منع تحول ضغط الدم المرتفع بشكل عرضى إلى مرض ارتفاع ضغط الدم الدائم .
= نظام غذائى صحى: يساعد اتباع نظامً غذائى صحى غنى بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان الخالية الدسم وتناول الدهون المشبعة فى خفض ضغط الدم. كما أن البوتاسيوم الموجود في الحبوب والفواكه والخضروات يمكن أن يخفض من آثار الملح على ضغط الدم.
= خفض تناول الملح: خفض تناول املاح الصوديوم يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بحوالي 5 إلى 6 ملم زئبق.
= الإقلاع عن التدخين والكحوليات: يؤدي التدخين والكحوليات إلى ارتفاع ضغط الدم لذلك من المهم التوقف عن التدخين الذى يساعد في خفض ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب.
= تحسين النوم الليلى: النوم هو جانب مهم من صحة الجسم. لان النوم أقل من ست ساعات كل ليلة لفترة طويلة من الزمن، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويسبب العديد من المشكلات الصحية الأخرى مثل توقف التنفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساق والامراض المزمنة.
= خفض القلق والتوتر: الإجهاد المزمن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. ولخفض ضغط الدم يجب اتباع التقنيات التي تساعد في خفض مستويات التوتر مثل المشى واليوجا لتحسين ضغط الدم.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى تعزز المناعة وتخفض ضغط الدم. ويساعد كذلك النظام الغذائي الصحي على مكافحة الأعراض المزعجة لبعض الأمراض المزمنة الاخرى مثل نزلات البرد والإنفلونزا. ولذلك، يمكن تناول بعض الاغذية بشكل يومي لتعزيز نظام المناعة. واوصت الدراسة ببعض الاغذية التى يمكن دمجها في النظام الغذائي اليومي وتساعد على تقوية جهاز المناعة بشكل طبيعي والحفاظ على الصحة العامة. ومن اهم هذه الاغذية هى:
= الفطر: يحتوي الفطر على السيلينيوم الذي قد يؤدي نقصه إلى زيادة التعرض للإصابة بالفيروسات، وامراض الضغط والقلب حيث يعد الريبوفلافين والنياسين الموجودين في الفطر مهمين لنظام المناعة.
= البطاطا الحلوة: تحتوي البطاطا الحلوة والأطعمة البرتقالية مثل الجزر واليقطين على البيتا كاروتين المضاد للأكسدة، وهو أحد أشكال فيتامين (أ) الضروري للحفاظ على الجسم والبشرة وعلى محاربة البكتيريا والفيروسات. ويساعد فيتامين (أ) في تنظيم جهاز المناعة ويحمى من العدوى بدعم خلايا الجهاز المناعي. وتحتوي البطاطا الحلوة على أكثر من 380% من القيمة اليومية لفيتامين (أ).
= المكسرات واللوز: اللوز مصدر ممتاز لفيتامين E، وهو أحد مضادات الأكسدة المسؤولة عن دعم جهاز المناعة. ويمكن تناول ربع كوب لتحصل على 50% من الكمية الموصى بها من فيتامين E.
= الزبادي: يحتوي على خمائر نشطة تسمى البروبيوتيك. ويمكن أن تساعد في تحفيز جهاز المناعة والحفاظ على صحة الأمعاء والجهاز المعوي وخلوه من البكتيريا المسببة للأمراض. وتميل منتجات الألبان إلى أن تكون مصادر جيدة لفيتامين (د)، حيث أن نقص فيتامين (د) يرتبط بزيادة الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وضغط الدم .
= الخضروات الورقية الخضراء: تعد الخضروات الورقية مثل السبانخ واللفت غنية بمجموعة كاملة من العناصر الغذائية، بما في ذلك الألياف ومضادات الأكسدة والفولات وهى مهمة لوظيفة المناعة.
= الشاي الاخضر والاسود: يحتوي الشاي الأخضر والأسود على الاحماض الأمينيه من البوليفينول والفلافونويد، وهي مضادات الأكسدة تساعد في مكافحة الأمراض. ويوصي بشرب الشاي غير محلى يوميا لجني الفوائد.
= الملفوف: تعتبر خضروات الملفوف مصدرا للجلوتامين، والذي وجدت العديد من الدراسات أنه يعزز جهاز المناعة.
= البصل والثوم: يحتوي الثوم على عنصر الأليسين النشط الذي يحارب العدوى والبكتيريا بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات وكذلك خفض ضغط الدم .
= حبوب الشعير والشوفان: تحتوي هذه الحبوب على الياف البيتاجلوكان، وهو نوع من الألياف ذات القدرات المضادة للميكروبات ومضادات الأكسدة التي وجد أنها تحفز جهاز المناعة. ويمكن أن يساعد الياف البيتاجلوكان على تقوية جهاز المناعة ودعم مقاومة الأمراض وخفض الكوليسترول.
= الأسماك الدهنية: يساعد السيلينيوم المتوفر قى الاسماك الدهنية وفي المحار خلايا الدم البيضاء على إنتاج السيتوكينات، وهى بروتينات تساعد على إزالة فيروسات الإنفلونزا. وإن سمك السلمون والماكريل والرنجة غنية بدهون أوميجا 3، التي تخفض الالتهابات وتحمي الرئتين من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي وتخفض ضغض الدم .