أخبارصحة

الوقاية من الوزن الزائد لأصحاب جينات السمنة وتدابير واغذية وقائية من الكوليسترول والسرطان

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتور إيفان بريتين، بالمركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي الامريكية أن بعض الناس قد يكونون معرضين لخطر أكبر للإصابة بالسمنة بسبب جيناتهم الوراثية، ولذلك، يتعين عليهم بذل جهد ونشاط أكبر من أي شخص اخر ليس لديه استعداد وراثي لفقدان الوزن. وبحسب نتائج الدراسة فإنه يتعين على أولئك الذين يملكون جينات السمنة المشي أكثر من 2200 خطوة إضافية يوميا لفقدان الوزن الزائد. ووجد الباحثون الأميركيون أن نحو 43% من المشاركين الأصحاء الأكثر عرضة للخطر أصيبوا بالسمنة خلال الدراسة التي استمرت خمس سنوات، مقارنة بـ 13% في المجموعة الأقل عرضة للخطر الجينات الوراثية. واوضحوا إن النتائج جديدة ومهمة لأنهم تمكنوا من تحديد رقم للتمارين الإضافية التي يحتاجها الأشخاص الأكثر عرضة لخطر السمنة.

أوضح الدكتور إيفان بريتين،انه يعتقد أن هذه النتائج تكون مفيدة للمرضى السمنه لأن إرشادات النشاط البدني الحالية تتبع نهجا واحدا يناسب جميع الناس وليس لمرضى السمنه الجينيه . وأنه اعتمادا على المخاطر الجينية فقد تخفض الإرشادات من مقدار النشاط المطلوب لحفض خطر الإصابة بالسمنة. ولكن الأهم الذى يجب أن يعرفه مرضى السمنة الجينية أن المخاطر الخاصة بهم تحدد خطر الإصابة بالسمنة بشكل عام. ويمكن التغلب على هذا الخطر من خلال كون الشخص أكثر نشاطا. حيث ويعاني أكثر من مليار شخص من السمنة في جميع أنحاء العالم. وترتبط السمنة الجينيه بمجموعة من الحالات القاتلة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وأشكال مختلفة من السرطانات. ويوصي الخبراء بممارسة نحو 150 دقيقة من التمارين المعتدلة الشدة مثل المشي للحفاظ على لياقتهم.

واوضحت الدراسة لمقدار النشاط الذي يحتاج الأشخاص إلى القيام به لخفض احتمال زيادة الوزن بناء على مخاطرهم الجينية. وقام الباحثون بتحليل جينات مشاركين ل 3052 شخصا بالغا كانت أوزانهم طبيعية في بداية الدراسة لتحديد خطر إصابتهم بالسمنة. كما أعطوهم أجهزة تتبع متوسط خطواتهم يوميا على مدار الخمس سنوات. ووجدت أن الذين يشكلون نسبة 25% الأكثر عرضة لخطر السمنة يجب عليهم المشي نحو 11020 خطوة يوميا لتجنب الإصابة بزيادة الوزن. ويحتاج 50% من المشاركين إلى المشي نحو 8740 للحصول على نفس النتائج. واوضحت الدكتورة كاثرين جينر من مؤسسة صحة البدناء الامريكية ان السمنة هي حالة مزمنة ومنتكسة ولها أسباب عديدة، بما في ذلك الجينات الوراثية والتاريخ العائلي. واوضحت نتائج الدراسة انه بمجرد أن يتعايش الشحص مع السمنة، يكون من الصعب جدا عكسها، لذا فإن الوقاية هي المفتاح لخفض الوزن .

حذّرت دراسة دنماركية للدكتور جيرمان كاراسكيلا بجامعة كوبنهاغن من أن التدخين يؤدي إلى زيادة الدهون في منطقة البطن، خصوصاً الدهون الحشوية. وأوضحت الدراسة أن الدهون غير الصحية داخل البطن مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية والخرف. وتقدم هذه الدراسة أدلة داعمة على أن التدخين يتسبب في زيادة الدهون الحشوية ، وهي الدهون العميقة التي تلتفّ حول أعضاء البطن. وراجع الباحثون، بيانات 1.2 مليون شخص بالمجتمع الاوربى بدأوا التدخين، وكان منهم أكثر من 450 ألف مدخن مدى الحياة، بالإضافة إلى دراسة توزيع الدهون في الجسم لدى أكثر من 600 ألف شخص. واستخدم الباحثون التحليل الإحصائي، لتحديد إذا كان التدخين يسبب زيادة في الدهون في البطن. وجمع الفريق نتائج الدراسات الجينية للبحث عن العلاقات السببية بين التدخين وزيادة الدهون الحشوية في البطن كما جمعت نتائج دراسات وراثية اخرى حول التعرض للتدخين ومقاييس توزيع الدهون في الجسم ونسبة الخصر إلى الورك ومحيط الخصر والورك.

واستخدم الباحثون الدراسات الجينية السابقة لتحديد الجينات المرتبطة بعادات التدخين وتوزيع الدهون في الجسم، كما استخدموا هذه المعلومات الجينية لتحديد ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم جينات مرتبطة بالتدخين يميلون إلى أن تكون لديهم توزيعات مختلفة للدهون في الجسم. أخذ الباحثون في الاعتبار تأثيرات أخرى تسبب دهون البطن الحشوية مثل استهلاك الكحوليات والخلفية الاجتماعية والاقتصادية. وتوصل الباحثون إلى أن الدهون الزائدة في البطن لدى المدخنين كانت في الغالب دهوناً حشوية، من خلال دراسة المتغيرات الوراثية بعادات التدخين وارتباط دهون البطن بأجزاء الدهون المختلفة بالجسم. وكانت النتيجة الرئيسية هي أن العوامل الوراثية ترتبط بقوة أكبر بزيادة الأنسجة الدهنية الحشوية، مقارنةً بالدهون المخزَّنة تحت الجلد. ووجد الباحثون أن تأثير التدخين على دهون البطن يحدث بغضّ النظر عن عوامل أخرى مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية، وتناول الكحوليات . واوضحت الدراسة أن البدء بالتدخين والتدخين على مدى العمر يسبب زيادة في دهون البطن، كما يتضح من قياسات نسبة الخصر إلى الورك. ونوع الدهون الذي يزداد هو الدهون الحشوية وليست الدهون الموجودة تحت الجلد مباشرةً. وتعزز النتائج جهود منع التدخين والحد منه بين عامة السكان الذى يساعد على خفض الدهون الحشوية في البطن وجميع الأمراض المزمنة المرتبطة بها.

واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية باتباع بعض التدابير الوقائية لتحسين مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم. حيث يتطلب مرض القلب التاجى المرتبط بالدهون المشبعة وغير المشبعة التي تسبب انسداد الشرايين، أسلوب حياة صحي واختيار الدهون الغير مشبعة للعلاج الفعال، ولكي يكون العلاج فعال يجب على المريض اعتماد نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن . واوضحت الدراسة انه عادة ما يأتي الكوليسترول الزائد الموجود في جسم الإنسان من الطعام الغني بالدهون المشبعة، وأن الدهون غير المشبعة الموجودة في الخضروات وبعض الأسماك صحية للجسم. وأن الدهون المشبعة، توجد في اللحوم الحيوانية ومنتجات الألبان، والأحماض الدهنية المنتجة صناعيًا الموجودة في الطعام المقلي، تؤدي إلى انسداد الشرايين وتحد من تدفق الدم، وتسبب مشاكل صحية مثل أمراض القلب ، واوصت الدراسة ببعض التدابير الوقائية لتنظيم مستويات الكوليسترول في الدم وهى:

= اتباع نظام غذائي متوازن: يزيد النظام الغذائي المتوازن الغني بالدهون الأحادية وغير المشبعة، من الدهون الصحية، ويواجه الآثار السيئة للدهون الضارة وعادة ما يشمل النظام الغذائي الصحى الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح والشعير والأرز البني والخضروات والبقوليات والأفوكادو والفواكه والمكسرات والزيتون والمأكولات البحرية الدهنية مثل السلمون والماكريل.
= الحد من اتباع العادات غير الصحية: يشير ارتفاع الكوليسترول إلى فشل صحة القلب، وهو علامة للتخلي عن العادات الغذائية غير الصحية مثل تناول الوجبات السريعة والمعجنات المصنوعة من الدهون المشبعة وغير المشبعة، وهذه الأطعمة تزيد وزن الجسم مما يؤدي إلى سوء صحة الأمعاء ومشاكل صحية للقلب، كما يزيد التدخين من تراكم الكوليسترول في الدم مما يتسبب في تجمع رواسب البلاك داخل الشرايين ويمنع تدفق الدم.
= ممارسة التمارين الرياضية: يساهم النشاط البدني في تحسين صحة الجسم، والحد من مستويات الكوليسترول في الدم، لذلك ينصح بممارسة التمارين منخفضة الكثافة مثل التمارين الرياضية الخفيفة والمشي السريع لمسافات قصيرة والسباحة وركوب الدراجات.

واوصت دراسة هيئة الصحة الهندية بتناول الشاي الأخضر الذى يخفض الكوليسترول ويقي من امراض السرطانات. وذلك لان الشاي الأخضر يحتوى على الكاتيشين التي لها الكثير من الفوائد الصحية للجسم، كما أنه غني بنسبة عالية من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. ومن اهم فوائد الشاى الاخضر هى:

= دعم صحة القلب: يساعد الشاى الاخضرفى تعزيز صحة القلب والشرايين، وذلك لاحتوائه على مادة البوليفينول وهي من اهم مضادات الأكسدة الموجودة به.
= مفيد للبشرة: يمتلك الشاى الاخضر خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد على الحصول على بشرة أكثر صحة.
= خفض الكوليسترول الضار: الشاي الأخضر له دورا في زيادة الكوليسترول الصحى ومحاربة الكوليسترول الضار وذلك خلال احتوائه على نسبة عالية من مركبات الكاتيكين.
= تسهيل عملية الهضم: يؤدي تناول الشاى الاخضرل تهدئة أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ، عن طريق تحسين بيئة القولون، وتعزيز نمو البكتيريا المفيدة.
= خفض مستويات السكر: يساهم استهلاك الشاى الاخضر في ضبط مستويات السكر في الدم وذلك بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة.
= خفض خطر الإصابة بالسرطان: تؤدي مضادات الأكسدة وخاصة مركبات البوليفينول دورا مهما في منع تكوين الجذور الحرة وإصلاح الاضرار الذي تسببه مما يخفض من الإصابة بالسرطان.
= دعم صحة الدماغ: تساعد الأحماض الأمينية الموجودة في الشاي الأخضر على تحسين وظائف الدماغ وتعزيز الذاكرة وخفض التوتر والقلق.

واوضحت دراسة لعالم الأحياء الدكتور ألكسندر سوزيكين الأستاذ بقسم علم وظائف الأعضاء والبيئة البشرية والمعرفة الطبية الحيوية بجامعة التعليم الحكومية الروسية ان المكسرات قادرة على خفض مستوى الكوليسترول في الدم بطريق طبيعى. وان وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، احتلت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبة الأولى. وان أحد اهم الأسباب هو تصلب الشرايين اى سماكة وضييق التجويف والأوعية الدموية في الدماغ والشرايين التاجية للقلب وأوعية الكلى. ويرتبط هذا بالأخطاء المنتشرة في النظام الغذائي المتمثلة في تناول أطعمة غنية بالكوليسترول الضار مما يؤدي إلى ترسبه على الجدران الداخلية للأوعية الدموية . وتشير الدراسة ، إلى أنه يمكن خفض خطر تكون لويحات الكوليسترول بالتحكم بنوع الأطعمة المحتوية على الكوليسترول السيء التي يتناولها الانسان، وكذلك بتناول ألاطعمة التى تزود الجسم بالبروتينات الدهنية عالية الكثافة اى الكوليسترول الجيد مثل الأسماك وزيت الزيتون والمكسرات.

وثبت الدراسة أن تناول 100- 150 جرام من الجوز يوميا بانتظام يؤدي إلى خفض الكوليسترول السيئ في الدم. لأن المكسرات تحتوي على ألياف غذائية، بعضها غير قابل للذوبان ولا تتأثر بعصير المعدة الحمضي وأنظمة الإنزيمات في الأمعاء الدقيقة. وعند مرورها عبر الجهاز الهضمي تمنع امتصاص الدهون السيئة. وكذلك ينقل الجهاز العصبي الودي والهرمونات الخاصة مشاعر الشبع إلى الدماغ ما يمنع الإفراط في تناول الطعام. وأن الدهون المتعددة غير المشبعة وأحماض أوميجا 3 في المكسرات تجدد مستوى الكوليسترول الصحى ويتم امتصاص مضادات الأكسدة والفيتامينات والمواد المغذية الأساسية الأخرى بسهولة. ولا يوجد مقارنة حول تنافس المكسرات مع بعضها البعض لان جميع المكسرات المتوفرة من الجوز والبندق والكاجو والصنوبر تساعد على خفض الكوليسترول من خلال التغذية الطبيعية. ولكن يجب تناولها باعتدال وبكميات صغيرة .