د محمد حافظ ابراهيم
نشرت جمعية القلب الأوروبية تفاصيل دراسه هامه ولافتة للنظر، حيث أفادت نتائج هذه الدراسة بأنه لابد من الحفاظ على تروية جيدة للجسم طوال الحياة، بشرب الكميات اليومية الكافية من الماء، والالبان وملحقاتها. حيث يمكن أن يخفض ذلك من خطر الإصابة بعجز القلب. وكذلك اوضحت الدكتورة ناتاليا ديميتريفا، من المعهد القومي للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة والباحث الرئيسي في الدراسة ان النتائج تشير إلى أننا بحاجة إلى الانتباه إلى كمية السوائل التي نتناولها كل يوم، واتخاذ إجراءات لتعديلها إذا وجدنا أننا نشرب القليل جداً من المياه والالبان وغيرها من المشروبات.
وتتراوح التوصيات الخاصة بتناول السوائل يومياً من 1.6 (واحد فاصلة ستة) لتر إلى 2.1 (اثنين فاصلة واحد) لتر للنساء، و2 إلى 3 لترات للرجال. ومع ذلك، حيث أظهرت الدراسات الطبية الاستقصائية في جميع أنحاء العالم أن كثيراً من الناس لا يلبّون تروية أجسامهم بالماء حتى بالكميات الأدنى منها . وتفيد المصادر الطبية بأن نسبة الصوديوم في الدم هي مقياس دقيق لمستوى حالة تروية الجسم بالسوائل اللازمة، فعندما يشرب المرء كمية قليلة من السوائل يزداد تركيز الصوديوم في الدم. وحينئذ يحاول الجسم جاهداً الحفاظ على الماء المتوفر داخله، وتنشط في أثناء تلك المحاولات العمليات المعروف دورها السلبي في المساهمة في تطور حالة عجز القلب.
واوضحت دراسة الدكتورة ناتاليا دميتريفا بجامعة موسكو انه من الطبيعي أن نعرف ونعتقد أن الماء والصوديوم في الدم يجب أن يتغيرا يوماً بعد يوم، اعتماداً على الكمية التي نشربها كل يوم من الماء. ومع ذلك، يظل تركيز الصوديوم في الدم ضمن نطاق ضيق على مدى فترات طويلة، والذي من المحتمل أن يكون مرتبطاً بما هو مُعتاد من المرء في استهلاك السوائل.
وفحصت هذه الدراسة ما إذا كان تركيز الصوديوم في الدم في مراحل منتصف العمر، كمقياس لعادات المرء في تروية جسمه بالماء، بما يتنبأ بمدى احتمال تطور حصول حالة عجز القلب بعد 25 سنة تالية. وقام الباحثون أيضاً بفحص العلاقة بين مستوى تروية الجسم وسماكة جدران حجرة الضخ الرئيسية للقلب، وهي البطين الأيسر. ويسمى تضخم سماكة جدار البطين الأيسر وهو بالفعل مقدمة لتشخيص عجز القلب إكلينيكياً.
وفي مراحل إجراء الدراسة، تم إجراء التحليل على نحو 16 ألف شخص بالغ من المجتمع الأوربي، ضمن المشمولين في دراسة لمخاطر تصلب الشرايين في هذه المجتمعات. وكانت أعمار المشاركين تتراوح ما بين 44 و66 عاماً عند بدء المتابعة، وتم تقييمهم على مدار كل خمس زيارات حتى بلوغ سن 70 إلى 90 عاماً.
وتم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على متوسط تركيز الصوديوم في الدم، وعند زيارات المتابعة الأولى والثانية خلال الدراسة التى أُجريت في السنوات الثلاث الأولى لحساب كمية الصوديوم بالدم لكل مجموعة، ثم قام الباحثون بعد ذلك بتحليل نسبة الأشخاص الذين أُصيبوا بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر عند الزيارة الخامسة بعد 25 عاماً من بدء الدراسة.
ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن ارتفاع تركيز الصوديوم في الدم في منتصف العمر، ارتبط بشكل مباشر مع الإصابة بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر بعد 25 عاماً. كما ظل مستوى نسبة الصوديوم مرتبطاً بشكل كبير بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر حتى بعد تعديل تأثير العوامل الأخرى المعروف ارتباطها بالأصل في تطور حصول الإصابة بضعف القلب، مثل زيادة العمر، وارتفاع ضغط الدم، وتدهور وظائف الكلى، واضطرابات كوليسترول الدم، ومستويات نسبة جلوكوز الدم، ومؤشر كتلة الجسم، والجنس، وحالة التدخين.
وقالت الدكتورة ناتاليا دميتريفا ان هذه النتائج تشير إلى أن التروية الجيدة للجسم بالمياه وبالسوائل الاخرى طوال اليوم وطوال الحياة، تخفض من خطر الإصابة بتضخم البطين الأيسر وفشل القلب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن اكتشافنا أن تجاوز الصوديوم في الدم مقدار 142 مليمول/ لتر يزيد من مخاطر الآثار الضارة في القلب، مما قد يساعد في تحديد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من تقييم مستوى التروية بالماء لديهم.
وهناك دراسه اخرى من الباحثون بجامعة نابولي اوضحت ان منتجات الألبان والاغذيه الطبيعيه الاخرى يساعد تناولها في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث تشير الأبحاث بجامعه نابولى إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي في الغالب يمكن أن يحسن صحة القلب. وكذلك تشير الدلائل إلى أن بعض الأطعمة الحيوانية الغير دهنيه لها فوائد للقلب أيضا. حيث أفادت الدراسة أن تناول بعض منتجات الألبان كاملة الدسم باعتدال او الخاليه الدسم يمكن أن يساعد في حماية القلب.
واستعرض الباحثون من جامعة نابولي ما يقارب 100 دراسة حول العلاقة بين مرض قلبي ومخاطر العادات الغذائية. وركزوا على فئات معينة من الطعام، مثل اللحوم الحمراء الخاليه الدهن والدواجن البيضاء بدون الجلد والبيض المسلوق ومنتجات الألبان الخاليه الدسم والمكسرات والحبوب.
حيث تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن تناول الزبادي والجبن بكميات قليلة بانتظام، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ربما بسبب عملية التخمير التي تنطوي عليها تلك الأطعمة. كما تم ربط كميات صغيرة من الشوكولاتة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن تكون منتجات الألبان مفيدة للقلب، حتى الأصناف كاملة الدسم.
ووجد الباحثون أن تناول ما يصل إلى 200 جرام من منتجات الألبان يوميا لم يكن مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، على الرغم من وجود بيانات محدودة حول الاستهلاك العالي. وعلى عكس النظريات الاخرى القائلة بأن ارتفاع نسبة الدهون المشبعة يشكل خطرا على صحة القلب، وجدت الدراسة الحالية أن أنواعا معينة من منتجات الألبان الخالية الدسم يبدو أن لها تأثيرا وقائيا.
حيث اوضحت الدراسه ان الأشخاص الذين تناولوا 200 جرام على الأقل من الوجبة، أو ثلاثة أرباع كوب من الزبادي يوميا، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين لم يتناولوا الزبادي. ووجد الباحثون أيضا أن الجبن مفيد بكميات معتدلة، تصل إلى 50 جرام اى حوالي شريحتين ونصف أو ثلث كوب من الجبن المبشور يوميا.
ووجدت الدراسة أيضا ارتباطا صغيرا ولكنه مهم بين تناول الشوكولاتة بانتظام وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل طفيف. حيث توصل الباحثون إلى أن تناول ما بين 20جرام إلى 45 جرام من الشوكولاتة الداكنه يوميا، له الكثير من الفوائد. ولم يكن تناول المزيد منها مرتبطا بصحة قلب أفضل. ومع ذلك، يوصي الباحثون بـ10 جرامات من الشوكولاتة يوميا، لتجنب استهلاك الكثير من السكر المضاف أو السعرات الحرارية الزائدة التي يمكن أن تعوض الفوائد الصحية للقلب.
وتشير الدلائل إلى وجود مركبات معينة في الكاكاو تسمى الفلافانول ترتبط بالفوائد الصحية للقلب من الشوكولاتة. وفي حين أن الدراسة الأخيرة لم تفرق بين أنواع الشوكولاتة، حيث تشير الدراسات السابقة إلى أن الشوكولاتة الداكنة قد تكون الخيار الأفضل لصحة القلب، لأنها غنية بالفلافانول ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية المفيدة الأخرى. وعلى النقيض من ذلك، تميل شوكولاتة الحليب إلى أن تكون أعلى في السكر المضاف والدهون المصنعة والمشبعه، والتي يمكن أن يكون الكثير منها ضارا بصحتك وخاصه صحه القلب .