أخبارصحة

اخطار صحيه لعدم كفايه النوم الليلى وخاصه المهن الليليه

د محمد حافظ ابراهيم

اوضح الباحث الدكتور سولفي إلمستول أستاذ طب الشيخوخة بهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية لوجود علاقة واضحة بين مدة نوم الليلى للشخص وعدد من المؤشرات الجسمانيه الحيوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني. ويقول الدكتور سولفي إلمستول، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة انه مع زيادة المعرفة بالآليات الفعلية لتطور المرض، تزداد احتمالات العلاج الأكثر تحديدا واستهدافا.

حيث تظهر الأبحاث السابقة أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة. وفي كثير من الحالات، يشكك الباحثون في أن المرض هو الذي يسبب اضطرابات النوم، ولكن قد يكون أيضا أن قلة النوم أو كثرة النوم تساهم في إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة.

ويعتبر ذلك نمط معقد حيث يحتاج مجتمع البحث إلى مزيد من المعرفة حول الصلة بين اضطرابات النوم وأمراض القلب والسكرى الثانى والسمنه والأوعية الدموية المختلفة. ويقول الدكتور سولفي إلمستول منسق مجال البحث الاستراتيجي في مركز طب الشيخوخه بجامعة لوند اننا نعلم بالفعل أن هناك بروتينات أو مؤشرات حيوية في الدم ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الأيضية. وهى من أولى الدراسات التي تبحث في العلاقة بين المؤشرات الحيوية واضطرابات النوم لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط ونمط معقد وراء تطور المرض.

واستخدمت الدراسة الجديدة بيانات بالتعاون بين الباحثين من جامعة لوند وجامعة أوبسالا من المسؤولة عن الدراسة السكانية لـ 25 ألف شخص يعيشون في مالمو وأوبسالا في الفئة العمرية 45-75. ووقع إجراء تحليل لعينات الدم المخزنة في بنك حيوي من 2430 شخصا أجابوا عن أسئلة حول نومهم. ونحو 90% من المشاركين ناموا لمدة عادية من 6 الى 8 ساعات، بينما نام 8% أقل من ست ساعات في الليلة و 2% ناموا أكثر من تسع ساعات.

وبمساعدة التكنولوجيا الجديدة المصممة خصيصا لهذه الدراسه، أصبح من الممكن الآن دراسة العديد من البروتينات في بلازما الدم في نفس الوقت. وفحصت الدراسة 243 بروتينا مختلفا مرتبطا بأمراض القلب والأوعية الدموية. وكانت مستويات المؤشرات الحيوية مرتفعة في الأشخاص الذين يعانون من قصر مدة النوم، ولكنها انخفضت أثناء النوم الطبيعي، وزادت مرة أخرى في أولئك الذين لديهم أكثر من تسع ساعات من النوم.

وفي الابحاث السابقه، وجد الباحثون رابطا بين بروتينات مصفوفة ميتالوبيبتيداز 9، والفوليستاتين، ومستقبلات أوروكيناز، والنشاط الالتهابي في القلب. وتم ربط جزيء إصابة الكلى بوظيفة القلب، بينما تم ربط البروتين الأدرينوميدولين بتوقف التنفس أثناء النوم وخطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب وأوضح الدكتور سولفي إلمستول أستاذ طب الشيخوخة ان النتائج لدراستنا المقطعية تتناسب بشكل جيد مع نتائج الابحاث السابقة حيث لدينا مرشحون يمكنهم شرح الآليات الممكنة لكيفية تطور أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة.

ودراسة اخرى لهيئة الصحة الوطنية البريطانية تدق ناقوس الخطرلأصحاب “المهن الليلية” حيث كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة باضطراب نظم القلب، الأمر الذي يحدث فيه خفقان القلب على نحو سريع جدا، أو بطيء جدا أو غير منتظم، وهو ما يسمى الرجفان الأذيني. وتعد هذه الدراسة الحديثه في مجلة القلب الأوروبية، هي الأولى من نوعها التي تبحث في الروابط بين العمل الليلى والرجفان الأذيني، وذلك باستخدام معلومات من قرابة 300 ألف شخص في قاعدة بيانات البنك الحيوي في بريطانيا .

ووجد الباحثون مخاطر محتملة فى حاله عمل الناس في نوبات ليلية أطول وأكثر تكرارا على مدار حياتهم، يزداد خطر إصابتهم بالرجفان الأذيني، كما تم ربط العمل في النوبات الليليه بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن ليس بالسكتة الدماغية أو قصور القلب. وبحث العلماء في إذا ما كان الاستعداد الوراثي للرجفان الأذيني يمكن أن يلعب دورا في زيادة المخاطر، حيث قاموا بتقييم المخاطر الجينية الشاملة على أساس 166 اختلافا جينيا معروفا بأنها مرتبطة بهذه الحالة. لكنهم وجدوا في المقابل أن مستويات المخاطر الجينية لم تؤثر على الارتباط بين نوبات العمل الليلية ومخاطر الرجفان الأذيني.

وقال البروفيسور ينجلي لو، رئيس الدراسة انه على الرغم من أن دراسة مثل هذه الحالات لا يمكن أن تظهر علاقة سببية بين النوبات الليلية والرجفان الأذيني وأمراض القلب، فإن نتائجنا تشير إلى أن العمل في النوبات الليلية الحالية وعلى مدى طويل فى الحياة يزيد من مخاطر مرض الرجفان الأذيني. وان النتائج التي توصلنا ترشدنا إلى اتباع بعض الإجراءات للوقاية من الرجفان الأذيني، إذ أن خفض وتيرة ومدة العمل الليلي قد يكون مفيدا لصحة القلب والأوعية الدموية.

واظهرت الابحاث ان هناك نتائج صادمة حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعملون حاليا في نوبات ليلية على أساس عادي أو دائم لديهم خطر متزايد بنسبة 12 بالمائة للإصابة بالرجفان الأذيني مقارنة بالأشخاص الذين عملوا خلال النهار فقط، بينما زاد الخطر إلى 18 بالمائة بعد عشر سنوات أو أكثر بالنسبة لأولئك الذين لديهم نوبات ليلية مستمرة مدى الحياة. في الوقت نفسه زاد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني إلى 22 بالمائة بين الأشخاص الذين عملوا في المتوسط من ثلاث إلى 8 نوبات ليلية في الشهر لمدة عشر سنوات أو أكثر، مقارنة بالعاملين في النهار.

من بين المشاركين الذين يعملون حاليا في نوبات ليلية، أو يعملون في نوبات ليلية لمدة عشر سنوات أو أكثر، أو يعملون مدى الحياة من ثلاث إلى ثماني نوبات ليلية شهريا، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 22 بالمائة و37 بالمائة و35 بالمائة على التوالي مقارنة بالعاملين نهارا. وقال البروفيسور تشي انه كانت هناك نتيجتان أكثر إثارة للاهتمام، وجدنا أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني من الرجال عند العمل في نوبات ليلية لأكثر من عشر سنوات، حيث زادت مخاطر الإصابة بشكل ملحوظ، حين وصلت إلى نسبة 64 بالمائة مقارنة بالعاملين في الفترة الصباحية.

وأضاف البروفيسور تشي الى الأشخاص الذين يمارسون قدر مثالي من النشاط البدني يبلغ 150 دقيقة أسبوعيا أو أكثر من الشدة المعتدلة، كان لديهم خطر أقل للإصابة بالرجفان الأذيني من أولئك الذين يمارسون نشاطا بدنيا غير مثالي عند التعرض لنوبات عمل ليلية مدى الحياة. لذا ينصح العلماء على وجه الخصوص النساء والأشخاص الذين يمارسون نشاطا بدنيا بخفض العمل في النوبات الليلية وكذلك خفض مده العمل الليلى بقدر الامكان .

فإذا حرمت نفسك من النوم الليلى الكافي فهناك أعراض خطيرة ستواجهها وخاصه لأصحاب المهن الليلية . فللنوم أهمية كبيره للإنسان وقد تتجاوز موضوع النشاط والتركيز خلال اليوم، وهو ما أكدته مصادر طبية بهيئة الصحة الوطنية البريطانيه حيث كشفت عن نتائج خطيرة لمن يحرمون أنفسهم من النوم الليلى الكافي كالاتى :

= الحوادث: إن الدراسات أشارت إلى أن النوم لأقل من 4 ساعات يوميا، يجعل الشخص عرضة للحوادث المرورية 15 مرة أكثر من الشخص الطبيعي.
= ضبابية الذهن: قلة النوم تؤدي كذلك لصعوبة في التركيز، والمعاناة من الذاكره الضعيفة.
= الإبداع: إن النوم العميق يضاعف الجانب الإبداعي لدى الانسان .
= الاكتئاب: الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم، هم عرضة للاكتئاب، 10 مرات أكثر من الشخص العادي.
= المناعة: النوم لأقل من 6 ساعات يوميا، يجعل الشخص 4 مرات أكثر عرضة للتعرض للأمراض مثل نزلات البرد والحمى.
= السكري: الحرمان من النوم يؤدي لانخفاض حساسية الإنسولين في الجسم بنسبة 25 بالمائة، مما يضاعف فرصة الإصابة بمرض السكري.
= الوزن: النوم من أهم عوامل خفض الوزن، لأنها الفترة التي تؤدي لحرق الدهون والهضم، والحرمان منها يتلاعب بالهرمونات ويبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما قد يؤدي لزيادة الوزن.
= القلب: تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 70 بالمائة.

ووفقا لاحدث الدراسات، فانه اثبتت الاحصائيات الدوليه انه لا يحصل واحد من كل ثلاثة بالغين فى اغلب دول العالم على قسط كاف من النوم وخاصه النوم الليلى، ومن المؤكد انهم قد يعانون مستقبلا من مضاعفات صحية خطيرة بالقلب والسكرى والاوعيه الدمويه نتيجة عدم الحصول على قسط كاف من النوم .