أخبارصحة

التدخين والسمنة وتلوث الهواء تسبب مرض السرطان وقواعد واغذية وقائية لتعزيز المناعة

د محمد حافظ ابراهيم

 

أوضحت دراسة للبروفيسور الدكتور كفاح مقبل دكتور وجراح الثدي في هيئة الخدمات الصحية البريطانيا عن وجود علاقة مثيرة للقلق بين تلوث الهواء واحتمال الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الثدي والبروستات. ووجدت مراجعة شملت 27 بحث أن التعرض طويل الأمد للهواء الملوث يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 45% وسرطان البروستات بنسبة تتراوح بين 20 و28%. وحدد فريق الباحثين للدراسات التى شملت ملايين المرضى الذين تمت متابعتهم على مدى عقود من قاعدة بيانات هيئة الخدمات الصحية البريطانيا والتى تبحث في دور التلوث في الأمراض التي تصيب الإنسان. وأوضحت نتائج الدراسة أن تلوث الهواء يزيد من خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 80% وأي نوع من السرطان بنسبة 22%، مما يجعله عامل خطر كبير مثل التدخين والسمنة والكحول.

واظهرت الدراسة ان مادة تلوث الهواء الجسيمية 2.5 (PM2.5) اثارت قلقا طبيا، فهي شظايا صغيرة من التلوث وهى أرق من شعرة الإنسان وتأتي من أبخرة العوادم والتصنيع ومواقد حرق الأخشاب والطهي والتدخين واستخدام السجائر الإلكترونية، وتدخل إلى الرئتين ثم إلى مجرى الدم. وهذة المادة الجسيمية PM2.5 تسبب السعال ويمكن أن تسبب تلفا صامتا في الحمض النووي عندما تدخل الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى السرطان. ويمكن أن تسبب الالتهابات والإجهاد التأكسدي، حيث يصبح التوازن بين الجذور الحرة المرتبطة بالمرض ومضادات الأكسدة التي تتخلص من الجذور الحرة غير متوازن مما يتسبب في تلف الحمض النووي للخلايا. وكلاهما من عوامل الخطر المعروفة للإصابة بالسرطان. كما تعطل المادة الجسيمية PM2.5 الغدد في جميع أنحاء الجسم التي تنتج الهرمونات وهى مصدر قلق لسرطان الثدي والبروستات. وإن التعرض طويل الأمد لتلوث المادة الجسيمية PM2.5 لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي فقط بل يبدو انه مرتبطا بالامراض المناعية ألاكثر عدوانية من امراض السرطان .

واوصت دراسة الدكتور كفاح مقبل باتخاذ خطوات لحماية الانسان من الآثار الضارة لتلوث الهواء، وذلك بتجنب المناطق ذات التلوث العالي كلما أمكن ذلك وعدم الاعتماد على الأقنعة، فهي توفر القليل من الحماية ضد هذا النوع من التلوث. وأوصي بتناول نظام غذاء البحر الابيض المتوسط الذى يحتوى على مضادات الأكسدة لتحييد تأثير المادة الجسيمية PM2.5، وهذا يعني تناول الاسماك الدهنية والخضروات والفاكهة الطازجة مثل الرمان والفراولة والتوت والطماطم، واللفت والقرنبيط وشرب الشاي الأخضر. وكذلك ينبغي أن يدرك الناس أيضا أن السجائر الإلكترونية ليست بديلا آمنا للتدخين، وذلك لوجود أدلة متزايدة تشير إلى أنها تنقل المادة الجسيمية PM2.5 مباشرة إلى الرئتين.

واوضحت دراسة للدكتور فلاديمير بوندارينكو الاستاذ بجامعة موسكو لبعض القواعد التى يجب مراعاتها لإطالة العمر الصحى حيث إن جودة حياتنا وسر طول العمر يتوقفان على الصحة النفسية والجسدية. وانه لا يمكن إطالة العمر فقط بل وجعل الحياة نشيطة وممتعة في حال اتباع بعض النصائح المفيدة والتى منها الاتى :

أولا: يجب الاعتناء بالصحه النفسية والبحث عن التفاؤل والسعادة من خلال العلاقات العائلية والاهتمام بالأهل والأصدقاء، وممارسة العمل الذي تحبه والهوايات المفضلة.
ثانيا: الجسم السليم يعتمد على التغذية السليمة والروتين اليومي الصحي. حيث تعتبر الأطعمة النباتية أكثر ملاءمة للجهاز الهضمي لدى الجميع وخاصة لكبار السن.
ثالثا: تحقيق توازن بين النوم والاستيقاظ للمحافظة على الصحة ومساعدة الجهاز العصبي على عمله.
رابعا: النظر إلى الأمور الحياتية بإيجابية والحد من التواصل مع الأشخاص السلبيين.
خامسا: العناية الشديدة بصحة الكبد لانه العضو الذي يحدد متوسط العمر الصحى المتوقع للإنسان.

واوضحت دراسة اخرى للدكتورة صوفيا تسفيتيكوفا استاذة علم الأحياء بجامعة موسكو لطرق بسيطة لتعزيز المناعة والوقاية من الأمراض . حيث يتعرض الكثيرون للأمراض، مثل نزلات البرد والزكام بسبب ضعف المناعة في الفترات الانتقالية ما بين فصول السنة. وانه يمكن تعزيز جهاز المناعة بشكل عام بتعديل النظام الغذائي والحرص على الحصول على اغذية البروبيوتيك والتى تسمى اغذية المعززات الحيوية، واغذية البروبيوتك لها تأثير على البكتيريا المعوية المفيدة التي تساهم في تعزيز مناعة الجسم . وان أضافت الخضروات والفواكه والأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف، لها تأثير إيجابي على البكتيريا المعوية، وتساهم فى دعم مناعة الجسم، ويمكن دعم الجهاز المناعي بالأطعمة الغنية بفيتامين سى مثل الحمضيات والتفاح . وأشارت إلى أهمية العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية لدعم المناعة مثل الزنك والسيلينيوم، حيث يمكن الحصول عليهما في الحبوب ولحم البقر الخالى الدهون والثوم والبصل، وكذلك الأطعمة الغنية بفيتامين A وE مثل الجزر والسبانخ وزيت الزيتون البكر كما أكدت على أهمية رياضة المشي لمدة 30 إلى 40 دقيقة يوميا للحفاظ على صحة القلب والدورة الدموية ودعم جهاز مناعة الجسم .

واكدت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية على أدلة علمية على دور اغذية طبيعية في كبح امراض السرطانات. حيث يتأثر تطوّر مرض السرطان بالنظام الغذائي، ويوجد دراسات كثيرة تظهر أن تناول كميات أكبر من بعض الاغذية النباتية الصحية الطازجة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالامرض المزمنة والسرطانات ومن اهمها الاتى:
= البروكلي: هو من اهم الاغذية لأنه يحتوي على مركب نباتي يسمّى سلفورافان له خصائص قوية مضادة للسرطان. وقد أظهرت دراسات معملية أن السلفورافان يخفض حجم ورم سرطان الثدي بنسبة 75%، وحجم سرطان البروستاتا بنسبة 50%..
= الجزر: أفاد تحليل الدراسة أن تناول الجزر يخفض من الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 26%. . وكذلك تناول كميات كبيرة من الجزر يرتبط بانخفاض سرطان البروستاتا بنسبة 18%، وأن من لم يتناولوا الجزر كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بثلاثة أضعاف مقارنة بمن تناولوه أكثر من مرة واحدة في الأسبوع.
= التوت والعنب: اوضحت إحدى الدراسات انه تم علاج 25 مصاباً بسرطان القولون والمستقيم بمستخلص التوت لمدة 7 أيام، وتبين أنه يخفض من نمو الخلايا السرطانية بنسبة 7%. .
= زيت القرفة: وأظهرت دراسة معملية أن زيت القرفة يثبط نمو خلايا سرطان الرأس والرقبة، كما يخفض بشكل كبير من حجم الورم، وأن مستخلص القرفة قادر على قتل الخلايا السرطانية.
= زيت الزيتون: اوضح تحليل لـ 19 دراسة أن الذين تناولوا زيت الزيتون لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي والجهاز الهضمي مقارنة بمن لن يتناولوا اى كمية منة. واوضحت الدراسات لمعدل الإصابة بالسرطان في 28 دولة اوربية، ووجدت أن المناطق التي تتناول زيت الزيتون البكر شهدت انخفاض معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
= الكركم والطماطم والبصل: وفي دراسة بمشاركة 44 مريضاً كانوا يعانون من اصابات في القولون والتى يمكن أن تصبح سرطانية. أدى تناولهم لـ 4 جرام من الكركم لمدة 30 يوماً إلى خفض عدد الآفات الموجودة بنسبة 40%. . كما أن تناول كميات أكبر من الطماطم النيئة والمطبوخة ارتبطت جميعها بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. كذلك يرتبط تناول الثوم والكراث والبصل بتراجع مخاطر عدة أنواع من السرطان تصيب الجهاز الهضمي والبروستاتا والثدي والمسالك التنفسية.