أخبارصحة

الإقامة بجوار مطاعم الوجبات الجاهزة ضارة بالصحة ونصائح واغذية لخفض الإصابة بالنوبات القلبية

د محمد حافظ اببراهيم

 

اوضحت دراسة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية أُجريت على نصف مليون بالغ أن العيش بالقرب من مطاعم الوجبات السريعة يمكن أن يضر بصحة القلب. وأوضح الباحثون أن البيئات القريبة من مطاعم الوجبات الجاهزة توفر عادة أطعمة ومشروبات غير صحية وترتبط بأمراض القلب والأوعية الدّموية، خصوصاً قصور القلب. واكدت هذة النتائج جمعية القلب الأميركية. واوضحت الدراسة ان قصور القلب أو فشل القلب هو حالة لا تستطيع فيها عضلة القلب ضخّ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم من الدم والأكسجين. وعند حدوث ذلك، يمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، مما يُسبب الإصابة بضيق التنفس. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ضيق شرايين القلب، وارتفاع ضغط الدم. وأن هذه الدراسة هي الأولى التي تقيم العلاقة بين البيئة الغذائية المحيطة بالسكن وفشل القلب .

وأُجريت الدراسة على أكثر من 500 ألف بالغ، تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاماً في بريطانيا. وخلال الدراسة راقب الفريق علاقة العيش على بُعد كيلومتر واحد، من 3 أنواع من البيئات الغذائية، هي المطاعم والكافيتريات ومنافذ بيع الوجبات السريعة والحانات. ووثّقت الدراسة ما يقرب من 13 ألف حالة إصابة بقصور في القلب بين المشاركين في الدراسة، خلال فترة متابعة استمرت 12 عاماً. ووجدت نتائج التحليل أن القرب، والكثافة الأكبر لمنافذ الأطعمة الجاهزة للأكل ارتبطا بارتفاع الإصابة بقصور القلب بنسبة 16 في المائة، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم منافذ للأطعمة الجاهزة بالقرب من منازلهم. كما أظهرت النتائج، أن من يعيشون في المناطق القريبة من الحانات ارتفع لديهم خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 14 في المائة، في حين ارتفع خطر قصور القلب لدى من يعيشون بالقرب من منافذ الوجبات السريعة بنسبة 12 في المائة.وكذلك كان خطر الإصابة بقصور القلب أقوى بين المشاركين الذين لم يحصلوا على شهادة جامعية، والبالغين في المناطق الحضرية الذين لا يستطيعون الوصول إلى مرافق النشاط البدني مثل الصالات الرياضية أو مراكز اللياقة البدنية.

ووفق للدراسة، فإن الأبحاث اوضحت إلى أن العيش بالقرب من البيئات القريبة من المطاعم وأماكن الوجبات الجاهزة يرتبط بمخاطر الإصابة باضطرابات، مثل مرض السكري من النوع الثاني، والسمنة مما قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات صحية أخرى والامراض المزمنة ومنها السكتة القلبية. وأشار الباحثون إلى أن النتائج تشير إلى أنه يجب تحسين الوصول إلى بيئات غذائية صحية ومرافق اللياقة البدنية في المناطق الحضرية بعيدا عن المطاعم إلى جانب مساعدة الناس على تحقيق مستوى أعلى من التعليم، وهذا يمكن أن يخفض من زيادة خطر الإصابة بالامراض المزمنة وقصور القلب المرتبط بزيادة تناول الوجبات السريعة .

واوصت دراسة لهيئة مايو كلينيك الطبية الامريكية ببعض النصائح لخفض خطر أمراض القلب. حيث ان الأمراض القلبية هى السبب الرئيسي للوفاة في العالم، إذ تتسبب في وفاة نحو 17.9 مليون شخص كل عام وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية. ويرجع أكثر من أربعة أخماس وفيات الأمراض القلبية إلى النوبات القلبية والسكتات، ويحدث ثلث هذه الوفيات مبكرا، عند أشخاص تقل أعمارهم عن 60 عاما. ورغم أن إحصائيات أمراض القلب مخيفة، فإنها يمكن الوقاية منها. حيث هناك العديد من عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها مثل تاريخ العائلة أو الجنس أو العمر، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص لا يتمكنون من الوصول إلى الأطعمة الصحية للقلب ولا تتاح للآخرين الفرصة لرؤية الطبيب والحصول على معلومات بشأن حالتهم الصحية الحالية للتعامل معها. لكن الجزء الأكبر من الناس، يمكنهم أن يخفضوا من خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة. ومن اهم النصائح التي يمكن اتباعها لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب هى:

= الحياة النشطة والمشي يوميا: أن التمرينات الرياضية والحياة النشطة تعتبر حائط الدفاع الأول لمواجهة أمراض القلب. ويعد المشي طريقة سهلة لعلاج القلب ويمكن المشى في أي مكان بالخارج أو في داخل المنزل وكذلك ركوب الدراجات.
= الاغذية الصحية للقلب: أن اتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبروتين الخالي من الدهون والمكسرات والبذور والأسماك أمر يعزز صحة القلب ويجب خفض كمية الملح المتناوله يوميا.
= الابتعاد عن الأطعمة الضارة: يوجد العديد من الأطعمة لها علافة مباشرة بأمراض القلب ولخفض الإصابة بأمراض القلب، تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر المكرر ورقائق البطاطس المقلية والحلويات والأطعمة المعالجة والمحفوطة لان بها مكونات ضارة بالقلب.
= الإقلاع عن التدخين والكحوليات: أن التدخين مضر بالصحة وبالقلب حيث يعد تدخين سببا رئيسيا لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وان الإفراط في شرب الكحوليات يضر بجميع أجهزة الجسم. وربطت الدراسة الكحوليات بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
= خفض التوتر والقلق: أن التوتر يخفض قدرة الجسم على الراحة والنوم ويسبب امراض القلب والاوعية الدموية. رغم أن التوتر أمر لا مفر منه ولا يمكن تجنبه إلا أنه من المفيد الحصول على الراحة واليوجا لتخفيف التوتر.
= الحصول على النوم الصحى الليلى: اوضحت الدراسة إنه كلما قل عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الانسان زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأن مدة ونوعية النوم لهما تأثير مباشر على ضغط الدم .

اوضحت دراسة للبروفيسور الدكتور فيمال كاراني اختصاصي التغذية في جامعة ريدينغ وهي من الجامعات البريطانية في بيركشاير والتي تأسست عام 1892 ان تناول كوب من الحليب يومياً يخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية القاتلة. وجدت الدراسة ان تناول الحليب كل يوم يمكن أن يساعد على تجنب مشاكل القلب الخطيرة. واوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يشربون الحليب بانتظام لديهم مستويات أقل من الكوليسترول الضار، مما يخفض من خطر الإصابة بجلطات الدم. ويقول العلماء إن شرب الحليب خفض من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 14%. واستند الدراسة لبيانات ما يقرب من مليوني شخص في بريطانيا والولايات المتحدة .

واوضحت الدراسة لفوائد منتجات الألبان حيث كان يُنظر إلى منتجات الألبان على أنها ضارة بالصحة. لكن الأدلة تشير إلى أن هذه الفكرة خاطئة. ووجدت أن المشاركين الذين لديهم تباين وراثي مرتبط بزيادة تناول الحليب، كان لديهم مؤشر كتلة الجسم ودهون أعلى بالجسم ولكن الأهم من ذلك أن لديهم مستويات أقل من الكوليسترول الجيد والسيئ. كما وجدت أن أولئك الذين لديهم تباين جيني لديهم خطر أقل بكثير للإصابة بأمراض القلب التاجية. وكل هذا يشير إلى أن خفض تناول الحليب قد لا يكون ضرورياً للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وقام الفريق البحثى بتجميع البيانات من دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ومجموعة المواليد البريطانية ودراسة بيانات الصحة والتقاعد بالولايات المتحدة ولم يجدوا أي صلة بين الاستهلاك المنتظم للحليب وزيادة مستويات الكوليسترول الضار. وكان لدى الذين تناولوا كميات كبيرة من الحليب مستويات أقل من الدهون في الدم. وهي تشمل النوع السيئ من الكوليسترول الضار الذي يسد الشرايين والنوع الصحى الجيد الذي يزيل الكوليسترول الضار الى الكبد، اكتشفت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون الكثير من الحليب لديهم فرصة أقل بنسبة 14% للإصابة بأمراض القلب.

وبالاستعانة بعلم الوراثة ,استخدام فريق الباحثين الجينات الوراثبة في دراستهم. وقاموا بفحص التغير في الجين المتعلق بكيفية تحطيم اللاكتوز، وهو السكر الموجود في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى. واوضحت النتائج لحقيقة أن الأشخاص الذين يمكنهم تفكيك اللاكتوز بشكل فعال يميلون إلى شرب المزيد من الحليب. وأكد البروفيسور الدكتور فيمال كاراني أنه على عكس ما قد يعتقد الكثيرون، انه لا يوجد دليل على أن شرب الكثير من الحليب يزيد من فرص الإصابة بمرض السكري أو الالتهابات وظهر الدراسة أن استهلاك الحليب ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على الرغم من وجود ارتفاع طفيف في مؤشر كتلة الجسم والدهون في الجسم بين متناولى الحليب. واختتمت دراسة الدكتور فيمال كاراني بملاحظة حذرة، إلى أن يقضل تناول الحليب الخالى الدسم بدل الحليب المحتوى على الدهون في منتجات الألبان والذي قد يساهم في انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم.

واوضحت دراسة هيئة الغذاء والدواء الامريكيه بأفضل الاغذية التى يوصى بها خبراء التغذية. حيث ان الاغذية الخارقة هى الأطعمة والمشروبات التى تحتوى على الفيتامينات الغذائية الأساسية والفوائد الصحية الوظيفية، وقد أطلق عليها العلماء اسم الاغذية الخارقة والتى أوصى بها الخبراء والتى يمكن أن تضاف الى قائمة طعام لتحسين صحة الانسان. وقد أطلقت هيئة الصحة البريطانية استطلاع سنوى أجرته على 564 من اختصاصيي التغذية المسجلين في بريطانيا حول الاتجاهات السائدة في التغذية وكشفت عن قائمة أفضل ألاطعمة الغنية بالعناصر الغذائية أى أطعمة خارقة والتى تضم البقوليات و المشروم وسمك السلمون والتوت والبذور مثل الكتان والشيا والأفوكادو والمكسرات والشاي الأخضر والحبوب مثل الشوفان والقمح والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي والرايب ومخلل الكرنب. واوضحت الدراسات فوائد بعض هذة الاغذية كالاتى:

= البقوليات: مثل الحمص إلى الفول والعدس وهى غنية بالكربوهيدرات الكاملة والألياف الصحية للأمعاء والبروتينات والحديد والمغنيسيوم وحمض الفوليك والبوتاسيوم. البقول تعد مصادر صحية للألياف القابلة للذوبان، والتي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول في الدم. تتخمر الألياف القابلة للذوبان بواسطة البكتيريا الموجودة في القولون، وتنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة لها تأثيرات مضادة للالتهابات ووقائية للصحة.
= عيش الغراب أو المشروم: الذى يحتوى على المغذيات الدقيقة القوية والمركبات النباتية، بما في ذلك فيتامين (أ) والعديد من فيتامينات بى وفيتامين (د).
= سمك السلمون والرنجة: اسماك السلمون والرنجة تحتوى على الدهون الصحية وهى مصدر هام للبروتينات وتحتوي الأسماك على أحماض أوميجا 3 الدهنية الصحية للقلب وتفيد الصحة العصبية وأغشية الخلايا وتخفض مستويات الدهون الثلاثية. حيث ان ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية إلى جانب المستويات العالية من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة الضارة وانخفاض مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة الصحية يرتبط بتراكم الدهون داخل جدران الشرايين، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبة القلبية والسكتة الدماغية.