د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية انه يوجد العديد من العناصر الغذائية الطبيعية والتى لها دوراً مهماً في تعزيز الصحة لجسم النساء والرجال على حد سواء. ومن أبرزها عنصر معدن اليود فى الاطعمه الطبيعية. وعنصر اليود يُعرف بالدور الذي يلعبه في صحة الغدة الدرقية؛ فهو عنصر غذائي يتم نسيانه كثيراً عندما يتعلق الأمر بصحة المرأة، رغم دوره المهم في العمليات حيوية داخل الجسم ، مثل استقلاب الإستروجين، وتطور أنسجة الثدي، والإباضة، ونمو الجنين. وبالإضافة إلى الغدة الدرقية، حيث يتركز اليود بشكل كبير في الثدي والمبيض وعنق الرحم .
ويعزز عنصر اليود نمو أنسجة الثدي الطبيعية والحماية من تكوين الخلايا غير الطبيعية التى قد تؤدى الى السرطان. حيث أثبتت الدراسات أن لليود خصائص مضادَّة للأكسدة؛ مما يعني أنه يساعد في الحماية من تلف الخلايا، وهو ما يفسر سبب ارتباط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كمية كافية من اليود بخفض خطر الإصابة بسرطان الثدى. ويرتبط نقص اليود بزيادة خطر الإصابة بأمراض الثدي الليفية، وهي حالة تتميز بتورم في أحد الثديين أو كليهما، كما يصيب مرض الثدي الكيسي الليفي ما يصل إلى 50% من النساء في سن الإنجاب، ولكن لحسن الحظ، ثبت أن مكملات اليود ايضا مفيدة في علاج هذه الحالة. وإذا كانِ يوجد تكتل أو انزعاج في أحد الثديين أو كليهما، فمن المفيد إجراء فحص لهما، وإذا تمَّ تحديد مرض الثدي الليفي الكيسي باعتباره السبب؛ فقد يكون من المفيد التحقق في نقص اليود المحتمل باعتباره عاملاً مساعداً في ظهور هذا المرض.
واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية الى أهمية اليود للصحة الإنجابية. حيث يلعب اليود كذلك العديد من الأدوار المهمة في الصحة الإنجابية ؛ فهو ضروري للتبويض وانتاج وأيض البروجسترون، كما يبدو أن عنصر اليود يؤثر في الجينات المشاركة في استقلاب الإستروجين، والجينات المنظمة اللازمة لإزالة هذا الهرمون، بينما يخفض من تنظيم الجينات المستجيبة له. يُعتبر عنصر اليود مفيداً بشكل خاص لبعض النساء اللواتي يعانين من أعراض صحية في النصف الثاني من الدورة الشهرية، مثل ألم الثدي قبل الحيض وانخفاض هرمون البروجسترون والمتلازمة السابقة للحيض.
واوضحت أهمية اليود في الخصوبة والحمل والرضاعة. حيث يرتبط نقص اليود الحاد بزيادة مخاطر الإجهاض والتشوُّهات الخلقية للجنين. فعنصر اليود ضروري للغاية لنمو الجنين فى الرحم، وكذلك لنموه في السنوات الأولى من العمر، وأن الأبحاث تشير إلى أن النساء ذوات مستوى اليود المنخفض لديهن وقت أطول لحدوث الحمل مقارنة بالنساء اللائي لديهن مستويات كافية من اليود. يرتبط نقص اليود الحادُّ في الرحم أيضاً بزيادة مخاطر الإجهاض، وولادة جنين ميت، والتشوُّهات الخلقية، وانخفاض الوزن عند الولادة، كما ادرك الباحثون جيداً أن اليود ضروري لنمو الطفل وتطور الغدة الدرقية وتطور الدماغ لديه. ويرتبط نقص اليود الخفيف في أثناء الحمل بالضعف العصبي والإدراكي عند الأطفال حيث تشير الأبحاث إلى أن أطفال الأمهات اللاتي يعانين من نقص اليود يكونون أكثر عرضة لانخفاض معدل الذكاء اللفظي ودقة وفهم القراءة بحلول سن الثامنة، مقارنة بأولئك الذين كانت لدى أمهاتهم مستويات كافية من اليود في أثناء الحمل. واثبتت الابحاث انه من الضروري أن تستهلك النساء الحوامل والمرضعات 220- 270 ميكروجراماً من اليود يومياً .
واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية الى أهمية اليود للغدة الدرقية للانسان. حيث تحتوى الغدة الدرقية على أعلى تركيز لليود من أي نسيج في الجسم لدى الرجال والنساء، وهو ما يمثل 70-80% من مخزون اليود في الجسم، ويتم استخدام أكثر من نصف المدخول اليومي الموصى به من اليود فقط لإنتاج هرمون الغدة الدرقية، ومن الممكن أن تنتفخ الغدة الدرقية في محاولة لاحتجاز المزيد من اليود من الدم؛ ما قد يسبب عدم الراحة أو بحة في الصوت أو صعوبات في البلع. وعندما يستمر نقص اليود في الجسم؛ سيبدأ إنتاج هرمون الغدة الدرقية في الانخفاض ، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل التعب وزيادة الوزن والإمساك وعدم انتظام الدورة الشهرية وتساقط الشعر. ويُعتبر قصور الغدة الدرقية أكثر شيوعاً عند الإناث بخمس مرات مقارنة بالرجال. واهم علامات نقص اليود في الجسم هى:
= تورم الرقبة: التورم في الجزء الأمامي من الرقبة هو أكثر أعراض نقص اليود شيوعاً، وتستخدم الغدة الدرقية اليود لإنتاج الهرمونات، لذلك عندما تنخفض مستويات اليود في الجسم، فإنَّ هذه الغدة لا تتمكن من إنتاج ما يكفي من الهرمونات، لذلك تعمل بجديّة أكبر لمحاولة إنتاج المزيد منها، مما يؤدي إلى نمو الخلايا وتكاثرها، وهو ما يتسبب في النهاية إلى تضخم الغدة الدرقية.
= زيادة الوزن غير المتوقعة: وهي علامة أخرى على نقص اليود، وقد يحدث إذا لم يكن لدى الجسم ما يكفي من اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية؛ لأنَّ هذه الهرمونات تساعد في التحكم في سرعة التمثيل الغذائي، وهي العملية التي من خلالها يقوم الجسم بتحويل الطعام إلى طاقة وحرارة، وعندما تنخفض مستويات هرمون الغدة الدرقية، يحرق الجسم سعرات حرارية أقل أثناء الراحة، مما يعني أن المزيد من السعرات الحرارية من الأطعمة التي يتناولها الإنسان يتم تخزينها على شكل دهون.
= التعب والضعف العام: وهما من الأعراض الشائعة لنقص اليود، وأن ما يقرب من 80% من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، نتيجة نقص اليود يشعرون بالتعب والضعف، وتحدث هذه الأعراض لأنَّ هرمونات الغدة الدرقية تساعد الجسم على إنتاج الطاقة.
= تساقط الشعر: تساعد هرمونات الغدة الدرقية بالتحكم في نمو بصيلات الشعر، وعندما تنخفض مستوياتها، قد تتوقف بصيلات الشعر عن التجددويعاني الأشخاص الذين يواجهون نقص اليود وإنَّ الحصول على ما يكفي من هذا المعدن يساعد في تصحيح مستويات هرمون الغدة الدرقية، ووقف تساقط الشعر.
= الشعور بالبرودة أكثر من المعتاد: الشعور بالبرد هو عرض شائع لنقص اليود، حيث وجد بعض الدراسات أن أكثر من 80% من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يشعرون بحساسية أكبر لدرجات الحرارة الباردة أكثر من المعتاد. ونظراً إلى أن هرمونات الغدة الدرقية تساعد في التحكم في سرعة التمثيل الغذائي، فقد يؤدي انخفاض مستويات هرمونها إلى إبطاء هذه العملي. وتساعد هرمونات الغدة الدرقية على تعزيز نشاط الدهون البنية، وهي نوع من الدهون متخصصة في توليد الحرارة، مما يعني أن مستويات هرمون الغدة الدرقية المنخفضة بسبب نقص اليود في الجسم، يمكن أن تمنع الدهون البنية من أداء وظيفتها.
= التغييرات في معدل ضربات القلب: معدل ضربات القلب هو مقياس لعدد ضربات القلب في الدقيقة، وقد يتأثر بمستويات اليود، حيث يتسبب نقص اليود في جعل القلب ينبض بشكل أبطأ من المعتاد، في حين أن الكثير منه قد يتسبب في خفقان القلب بشكل أسرع ويتسبب نقص اليود في بطء معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، مما ينتج عنه الشعور بالضعف والتعب والدوار والإغماء.
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية الى أهم مصادر عنصر معدن اليود الطبيعية. حيث يتعرض العديد من النساء والرجال لخطر الإصابة بنقص اليود وذلك بسبب قلة المصادر الغذائية الطبيعية والغنية به. ويعتبر اليود عنصر نادر يتوفر في بعض الأطعمة ويمكن ان يتوفر كمكمل غذائي في الصيدليات،ولكن مصادره الطبيعية اكثر افادة من المكملات. وتحتاج خلايا الجسم الى عنصر اليود لتحويل الأطعمة إلى طاقة، للقيام بوظائف الغدة الدرقية وإنتاج هرموناتها التي تنظم النمو والتمثيل الغذائي. ويسبب النظام الغذائي الذي يفتقر الى معدن اليود إلى خطر نمو الدماغ المتخلف لدى الأطفال والبطء العقلي، وارتفاع الكولسترول والخمول، والتعب، والاكتئاب، وزيادة الوزن، وتضخم الغدة الدرقية. ويحتاج الإنسان يوميًا إلى 150ميكروجرام من اليود وتزداد الحاجة عند النساء الحوامل والمرضعات. ومن أهم مصادر معدن اليود الآتي:
= الأطعمة المختلفة من الأعشاب البحرية: حيث تُعتبر الأعشاب البحرية مصدر جيد للفيتامينات والمعادن وتعتبر من أفضل مصادر اليود الطبيعية، على الرغم أن كمية اليود تختلف بشكل كبير اعتمادًا على نوع الأعشاب البحرية والمنطقة التي نمت فيها وطريقة تحضيرها.
= سمك القد: يعتبر سمك القد هو سمك أبيض رقيق الملمس له العديد من الاستخدامات، حيث يحتوي على العديد من المعادن والعناصر الغذائية بما في ذلك اليود، حيث يوفر إلى ما يصل إلى 66% من القيمة اليومية ويتميز باحتوائه على كميات منخفضة من الدهون والسعرات الحرارية. وتختلف كمية اليود في سمك القد اعتمادًا على مكان ترتيبها والمنطقة التي يتم الصيد منها.
= منتجات الألبان: تُعتبر منتجات الألبان مثل الحليب والجبن واللبن الزبادى مصدر رئيسي لليود وتختلف كمية اليود بشكل كبير اعتمادًا على محتوى اليود في علف الماشية.
= منتجات الحبوب الكاملة: مثل خبز القمح او الشوفان الكامل والفاصولياء السوداء، حيث تُعتبر الفاصولياء مصدر جيد للألياف والمغنيسيوم وحمض الفوليك، وتُعتبر مصدر نباتي جيد لليود، وتختلف كمية اليود في الحبوب اعتمادًا على التربة ومياه الري والسماد.
= الخضروات والفواكه: تحتوي الخضروات و الفواكه على كميات من اليود مثل البرقوق وتختلف بإختلاف محتوى اليود في التربة والأسمدة وممارسات الري، ويتراوح تركيز اليود في الأطعمة النباتية من 10 ميكروجرام لكل كلج من الوزن الجاف إلى 1 مكج لكل كلج من الوزن الجاف.
= البيض: يوجد اليود في البيض وتحديدًا يكون في صفار البيض، حيث يعتبر صفار البيض مصدرًا جيدًا للفيتامينات والمعادن وتعتبر مصدرًا منخفض البروتين والدهون الصحية، وفي المتوسط تحتوي بيضة واحدة على 12 ميكروجرام من اليود أي ما يعادل 16% من القيمة اليومية.
= الجمبري: يعتبر الجمبرى من المأكولات الغنية باليود والبروتين، ويوفر عددًا من العناصر الغذائية الرئيسية مثل السيلينيوم والفسفور، كما تُعتبرالمأكولات البحرية مصدر جيد لليود لأنه يمتص اليود الموجود بمياه البحر بشكل طبيعي.
= سمك التونة الطبيعى: يوجد اليود، والبروتين، والبوتاسيوم، والحديد وغيرها في سمك التونة الطبيعى الغير معلب ويوجد به كذلك احماض اوميجا 3 الصحية.
= ملح اليودى: يتوفر الملح في الأسواق على شكل ملح معالج باليود، حيث تحتوي ربع معلقة صغيرة من الملح على 71 ميكروجرام من اليود وهو يعادل 47% من الإحتياج اليومي.
= حليب الأم: تعتمد كمية اليود في حليب الأم على طبيعة غذاء الأم حيث يحتاج الطفل من عمر(0-6) أشهر إلى 110 ميكروجرام من اليود.