تقرير ديلويت عن القطاع العقاري في السعودية يكشف عن اتجاهات النمو بالسوّق السعودي
ايه حسين
اصدرت ديلويت، الشركة الرائدة عالمياً في مجال الخدمات المهنية، تقريرها الشامل لعام 2023 حول القطاع العقاري في المملكة العربية السعودية، مقدمة رؤيتها لاتجاهات سوق العقارات في المملكة وآفاقه المستقبلية.
ويسلط التقرير الضوء على تأثير الظروف الاقتصادية المشجعة في المملكة على أداء سوق العقارات، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي 10.1 تريليون ريال سعودي (2.6 تريليون دولار أمريكي) في عام 2023 ومن المتوقع أن ينمو إلى 11.6 تريليون ريال سعودي (3 تريليون دولار أمريكي) بحلول عام 2030. ويستند ذلك إلى معدل النمو السنوي المتوقع بنسبة 1.6%، وفقًا للبيانات الصادرة عن أكسفورد إيكونومكس.
كما يحدد التقرير اتجاه الطلب في السوق السعودي للعقارات السكنية نحو المنازل المناسبة للعمل عن بعد والتي تضم أيضاً ميزات إضافية متعلقة بالترفية والصحة. كما أنّ الطلب على المكاتب ذات مساحات العمل المرنة يشهد ارتفاعًا كبيراً، مما يدفع المطورين إلى الابتكار في التصميم خصيصًا لنماذج العمل الهجينة الرائجة اليوم. ويبرز في مجالات التجزئة والضيافة الحاجة للتكيف مع التغيرات الحاصلة بسلوك المستهلكين، مع ازدياد تركيز العلامات التجارية على التجربة الشخصية لكل من عملائهم.وفي هذا الإطار قال ستيفان بورش، الشريك المسؤول عن قطاع العقارات في ديلويت الشرق الأوسط: “شهد عام 2023 استمرارًا لزخم الطلب الكبير على مساحات المكاتب التجارية من الشركات على مختلف أحجامها، مما يعكس النشاط الكبير في قطاع الأعمال بظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية في المملكة. بينما بالنسبة لسوق العقارات السكنية، تحول زخم الطلب إلى الشقق المبنية المتاحة بأسعار مقبولة، حيث أنَ ثمن الشراء يبقى العامل الرئيسي المتحكم بمستويات الطلب، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة. ومع التطور المستمر في السوق، يبدو أنّ عام 2024 سيتمحور حول تسليم مشاريع عقارية متعددة الاستخدام عالية الجودة تستجيب بشكل أدق لنوع الطلب الحالي سواء من حيث التسعير أو النوعية.”
وقال أوليفر مورغان، الشريك ورئيس فريق التطوير العقاري في ديلويت الشرق الأوسط: “إنّ القطاع العقاري في المملكة هو الآن في مرحلة التسليم، حيث شهد السّوق في العام الماضي إطلاق عدد من مشاريع التطوير التي تتسم بالكثير من الابتكار. ومع الازدياد العام بمستوى العناية في عملية اتخاذ القرارات عند المستثمرين وتقدّم التكنولوجيا والأنظمة والقوانين، وكذلك ازدياد أهمية موضوع الاستدامة لدى الجهات الرقابية، فإنّ طريقة تخطيط المستثمرين وعملائنا تتغير بشكل كبير ويزداد اعتمادها على النهج المؤسسي. وتتمحور توقعاتنا هذا العام للسوق باستمرار النمو خاصة مع صفقات التمويل الكبرى الحاصلة، وازدياد تأثير الحوكمة البيئية والاجتماعية، وتطور قطاع التجزئة ليتماشى مع متطلبات المستهلك الحالي.”
السّوق السكني أسعار البيع والإيجار للفلل والشقق استمرت في الارتفاع في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، مع نمو ملحوظ بالأسعار في الرياض وجدّة. أمّا بالنسبة لعدد معاملات البيع والشراء في القطاع السكني فقد شهد انخفاضًا، إذ سجلت الرياض وجدة والدمام مجتمعة 67,233 معاملة بيع وشراء سكنية في عام 2023، بإجمالي قيمة بلغت 79 مليار ريال سعودي (21 مليار دولار أمريكي)، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 15% مقارنة بعام 2022.
سوق الضيافة مع النشاط السياحي الكبير في السعودية وجذب مناطق المملكة لـ53.6 مليون زائر في النصف الأول من عام 2023 فقط، بوصول 14.6 مليون سائح دولي و 39 مليون سائح محلي، ليسهم هذا الارتفاع في تدفق السياح بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي للملكة العربية السعودية في عام 2023.
وساهم أيضاً بتعزيز قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية في مرحلة ما بعد الجائحة جهود تسهيل إجراءات التأشيرات السياحية للمقيمين في مجلس التعاون الخليجي، وكذلك تمديد تأشيرة الوصول لمواطني المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
كما بلغ معدل الإشغال في المملكة العربية السعودية متوسط 63% في عام 2023، ممّا يشكل زيادة عن معدل 58.2% خلال عام 2022. وبلغ معدل الإشغال في الرياض 64.7% بينما بلغ في جدة متوسط 63.2% في عام 2023.
وكذلك ارتفع متوسط السعر اليومي للفنادق في الرياض بنسبة 18% خلال عام 2023 مقارنة بالعام 2022، ليصل إلى 797 ريال سعودي (213 دولار أمريكي). وسجلت فنادق الرياض أعلى معدلات إشغال في نوفمبر حيث بلغت 80%، بينما سجلت فنادق جدّة أداءها الأعلى في مايو بنسبة 79%.
سوق المكاتب بلغت مساحة المكاتب المتاحة مع نهاية عام 2023 في الرياض وجدة والدمام 5.9 مليون متر مربع، و2.1 مليون متر مربع، و1.4 مليون متر مربع على التوالي. كما شهدت أسعار الإيجار لمساحات المكاتب الفاخرة زيادة بنسبة 11% على أساس سنوي في الرياض، و7% في جدة، و4% في الدمام. وتمّ تسليم جزء كبير من المكاتب في مدينة الملك عبدالله المالية بنجاح، بمعدلات أسعار إيجار تعتبر عالية.
السّوق الصّناعي واللوجستي
يتوقع ازدياد فرص نمو الأعمال بشكل أكثر استدامة مع افتتاح أربعة مناطق اقتصادية خاصة في عام 2023 تشمل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وجازان، ورأس الخير، ومنطقة الحوسبة السحابية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن تصبح هذه المناطق وجهات استثمارية عالمية في مختلف القطاعات، ومنها توريد السيارات والسلع الاستهلاكية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة الأدوية واللوجستيات.