أخبارصحة

اضرار المواد الحافظة في الأطعمة على الأمعاء وفوائد البروبيوتيك والألياف فى النظام الغذائى لرفع المناعة

د محمد حافظ ابراهيم

    اوضحت دراسة هيئة الغذاء والدواء الامريكية والدكتور جيري تشانغ من جامعة شيكاغو الأميركية، انه غالباً ما يضيف مصنّعو الأغذية موادّ حافظة للمنتجات لإبقائها طازجة لفترة طويلة لكن الدراسة ألاميركية كشفت أن تلك المواد يكون لها تأثيرات ضارة وغير متوقعة على ميكروبيوم الأمعاء. حيث أوضح الباحثون أن مادة شائعة الاستخدام لحفظ الأطعمة تؤثّر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يهدّد التوازن الصحي لميكروبيوم بالأمعاء واكدت هذة النتائج الجمعية الكيميائية الأميركية. واوضحت ان ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع معقد من البكتيريا التي تعيش في أمعائنا يُقدر عددها بمائة تريليون أي أكثر من عدد الخلايا في الجسم. ويلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً محورياً في صحة الإنسان، من خلال القيام بأدوار المُساعدة ومن أبرزها هضم وامتصاص الغذاء وتنظيم جهاز المناعة والوقاية من أمراض مثل السُّمنة وأمراض القلب والسّكري والسرطان.

 واوضحت الدراسة أن الغرض الأساسي للمواد الحافظة في الأغذية، هو قتل الميكروبات التي يمكن أن تتحلّل وتفسد الطعام. حيث استُخدمت اضافات المواد الحافظة مثل السّكر والملح والخل والكحول والمواد الكيميائية الحافظة لقرون طويلة؛ لكن حديثاً تُضاف مكوّنات أخرى لحفظ الأطعمة، منها مادة النيسين، وهو مكوّن شائع الاستخدام في أطعمة مثل الجبن والنقانق والصلصات، وهو أيضاً مضاد للجراثيم يُنتَج بشكل طبيعي بواسطة بكتيريا حمض اللاكتيك الموجودة في الألبان، ويُعدّ آمناً للاستخدام في الغذاء، وله خصائص مضادة للميكروبات واسعة النطاق، مما يجعله مادة حافظة فعّالة للأغذية، كما أنه مصرّح باستخدامه من قبل إدارة هيئة الغذاء والدواء الأميركية. وعلى الرغم من استخدام هذا المكوّن على نطاق واسع فلا يُعرف سوى القليل عن تأثيره على ميكروبيوم الأمعاء بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكونه في الطعام .

 و درس فريق الباحثين تأثير إضافة النيسين على توازن ميكروبيوم الأمعاء، وذلك باستخراج قاعدة بيانات عامة لجينوم بكتيريا الأمعاء البشرية. ووجد الباحثون أن هذه المادة تؤثّر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، عبر قتل مسببات الأمراض وميكروبيوم الأمعاء على حدّ سواء. وتعيش الميكروبات الموجودة في الأمعاء بتوازن دقيق؛ لكن إذا قُتل عدد كبير جداً من ميكروبيوم الأمعاء بشكل عشوائي بواسطة المواد الحافظة، فقد تحلّ البكتيريا المسببة للأمراض مكانها، وتعيثُ فساداً في الأمعاء. قال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور جيري تشانغ بجامعة شيكاغو الأميركية انه على الرغم من أن مكون النيسين قد يكون فعالاً جداً في منع تلوث الغذاء، فإنه قد يكون له تأثيرات ضار أكبر على ميكروبات الأمعاء البشرية لدينا. وأن هذه الدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي أظهرت أن هذا المكون النيسين يؤثر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، ومن المحتمل جداً أنه قد يؤثر أيضاً على صحة الأمعاء.  

 واوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ان البكتيريا النافعة في اللبن الرايب لها فوائدها للجسم والمعدة. واوضحت ان منتجات الألبان كثيرة ومن أبرزها اللبن الرايب الذي يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الضرورية للجسم فهو غنى بالكالسيوم والفسفور والمعادن التي يحتاجها الجسم لبناء العظام وتقويتها ونمو العظام والوقاية من الهشاشة والتهابات المفاصل. حيث إن اللبن الرائب يساعد في تعزيز صحة المعدة والأمعاء من خلال البكتيريا النافعة الجيدة وهى البروبيوتيك ، وهى نوع من البكتيريا النافعة الصحية يحتاجها الجسم وتساعد الجهاز الهضمي على تحسين حالته وتعزيز وظائفه، وتخلصه من الانتفاخات وتحد من اضطرابات متلازمات القولون العصبى والأعراض المصاحبة لها، وتخلص المعدة من اضطراباتها ومن آلام البطن والمعدة والارتجاع التي تصيب الكثيرين من الناس.

 واوضحت الدراسة لفوائد اللبن الرائب المتعددة، وخاصة في إدارة الوزن والحد من زيادته بشكل مفرط، فاللبن الرائب يساعد على زيادة جودة هضم واستقلاب الطعام، وامتصاصه وتمثيل العناصر والفيتامينات في الجسم بشكل مثالى، وبالتالي يساعد على  توزيع الدهون في الجسم ، لذلك فتناول الرائب يساعد على تعزيز التحكم في الوزن، مع إمداد الجسم أثناء انظمة الدايت الغذائية بالكالسيوم والفيتامينات المطلوبة والشعور بالشبع والامتلاء لفترة طويلة، حيث بمكن تناوله بين الوجبات كمشروب ويساعد على التئام قرح والتهابات المعدة والامعاء. واكدت الدراسة أن البروبيوتيك  الذى يدعم صحة الجهاز الهضمي، يخفض من حدوث الاضطرابات المرتبطة بالمناعة، كما أنها تعزز الصحة العقلية وتساعد على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية للجسم، وأن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك طريقة صحية لتحسين صحة الجسم. ومن فوائد الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك هى: 

= تحافظ البروبيوتيك على التوازن الصحي للبكتيريا في الأمعاء، فهى تعزز نمو البكتيريا المفيدة و الضرورية لعملية الهضم السليم وامتصاص العناصر الغذائية.

= تعزيز عمل الجهاز المناعي، بقوة وكفاءة من خلال تعزيز إنتاج الأجسام المضادة ونشاط الخلايا المناعية، والتى تخفض من خطر الإصابة بالعدوى.

= تمنع مشاكل الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات والإمساك.

= يؤثر استهلاك مكملات البروبيوتيك على إنتاج الناقلات العصبية وهى علاقة بين صحة الأمعاء والصحة العقلية وتنظيم الحالة المزاجية.

= يساعد البروبيوتيك في إدارة الوزن، حيث تؤثر الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء على الوزن عن طريق تعديل بكتيريا الأمعاء المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي وتوازن الطاقة.

= تعمل البروبيوتيك على تحسين صحة البشرة فهى تخفض الالتهاب وتعزز توازن الكائنات الحية الدقيقة في الجلد.

= تؤثر البروبيوتيك على صحة القلب والأوعية الدموية لأنها تساعد على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. 

واوصت دراسة لهيئة الصحة الاوربية بفوائد النظام الغذائي الغني بالألياف للمعدة وضبط مستويات السكر ورفع المناعة. حيث يساعد النظام الغذائى الغنى بالالياف على تنظيم حركة المعدة والأمعاء، وتقديم عدد من الفوائد الصحية الأخرى للجسم، وتوجد الألياف في الفواكه والخضراوات والحبوب والبذور، وتظهر في أشكال الياف قابلة للذوبان والياف غير قابلة للذوبان، ولكل منها فوائد للجسم . واوضحت الدراسة لفوائد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف فى تعزيز حركة الأمعاء والتخفيف من التهابات الأمعاء ومنع الإمساك وإدارة الوزن وموازنة مستويات السكر في الدم وخفض مخاطر امراض القلب والأوعية الدموية وخفض خطر الإصابة بسرطان القولون. ومن اهم الأطعمة الغنية بالألياف هى: 

= العدس: مصدر غذائي قوي غنى بالألياف حيث يحتوي على 20.5 جرام من الألياف لكل كوب.

= الشوفان: يحتوي على 16.5 جرامًا من الألياف لكل كوب.

= الفاصوليا: توفر 13.1 جرامًا من الألياف لكل كوب.

= الحمص: من الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف ويساهم بـ 12.5 جرام من الألياف لكل كوب.

= الأفوكادو: غني بالعناصر الغذائية، ويحتوي على 10 جرامات من الألياف لكل كوب.

= بذور الشيا: مصدر للألياف القابلة للذوبان، ويحتوي على 9.75 جرام من الألياف لكل 30 جم مجففة.

= التوت: يحتوي على 8 جرام من الألياف لكل كوب.