أخبارصحة

الصداع والسهر وقلة النوم تسبب أمراضًا مزمنة والوفاة ونصائح واغذية لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر الصحى

د محمد حافظ ابراهيم

أوضحت دراسة للدكتورة كاثلين مريكانغاس بهيئة الصحة والغذاء الامريكية أنّ هناك بعض التغيّرات الجسدية الطفيفة التي تَدلّ على أنّك ستُصاب بصداع نصفي قريبًا، قبل يوم أو اثنين. حيث الدراسة توّصلت إلى أنّ التغيّرات في نوعية النوم والطاقة في اليوم السابق ارتبطت بشعور الصداع في اليوم التالي حيث يعد الصداع النصفي المزمن سببًا رئيسًا للإعاقة عالميا وللعديد من الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا. ووفق الدراسة وجد فريق البحث أن نوعية النوم والطاقة تُعد مؤشّرات مهمة لحدوث نوبة الصداع النصفي في اليوم التالي. وأظهرت أنّ أولئك الذين يعانون من نوعية نوم سيئة وانخفاض الطاقة هم أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي في صباح اليوم التالي. وقال الدكتور ستيوارت تيبر، رئيس معهد نيو إنجلاند لطب الأعصاب والصداع في مدينة ستامفورد بولاية كونيتيكت الأمريكية إنها دراسة مثيرة للاهتمام بسبب مدى جودة تنفيذها ومدى تفصيلها وحجمها. حيث تشير الاختلافات إلى أهمية إيقاع الساعة البيولوجية لدى الشخص التي تُنظّم دورات النوم واليقظة، في كيفية ظهور الصداع. وتساعد نتائج الدراسة على الوقاية والعلاج من نوبات الصداع النصفي.

واكدت الدراسة الى إن معرفة موعد ظهور الصداع النصفي يُحدث فرقًا كبيرًا، خصوصًا مع الاهتمام المتزايد بمعالجة الصداع النصفي قبل حدوثه. لكنّ الدكتور ستيوارت تيبر أوضحت أنه ليس متأكدًا ممّا إذا كانت التغييرات السلوكيّة ستمنع حدوث نوبة الصداع النصفي . وذلك لان نوبة الصداع النصفي ليست مجرّد صداع ولكن لها علامات تحذيرية، مثل التعب وألم الرقبة واضطراب النوم. ويوجد هناك علامات نموذجية لصداع نصفي وهى الحساسية للضوء والتعب وآلام الرقبة والدوخة.وغالبًا ما يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا للمساعدة على إدارة التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبات الصداع النصفي . واكدت الدكتورة كايلي بتراركا بجمعية اضطرابات الصداع النصفي إلى أنّ تناول الفيتامينات والمكمّلات الغذائية مثل المغنيسيوم والريبوفلافين، قد تكون فعّالة للحدّ من تكرار الصداع النصفي.

واوضحت دراسة لمؤسسة النوم الوطنية البريطانية وهيئة الصحة الأوروبية الى أضرار السهر لوقت متأخر والتى تسبب أمراضًا مزمنة قد تقود للوفاة. حيث نصح الخبراء المؤسسه والهيئة بضرورة الانتباه لساعات السهر لوقت متأخر بسبب تأثيرها على الصحة بشكل عام، حيث أن هناك تأثيرات سلبية عديدة للسهر لوقت متأخر ومنها الاتى :

= صعوبة التركيز: الذى يؤدي لظهور أمراض بالمعدة وأزمة قلبية والسكتة الدماغية انخفاض ضغط الدم.
= انخفاض جهاز المناعة: في الجسم والتعرض للإصابة بالاكتئاب وهناك العديد من الحالات التي توفي فيها شخص بسبب السهر على منصات التواصل الاجتماعي.
= توقيت النوم: أن مدة النوم الليلى المثالية للبالغين يجب أن تستمر من سبع إلى تسع ساعات، وخلصت دراسة هيئة الصحة الأوروبية إلى أنه يجب على الشخص الذهاب إلى السرير في وقت ما من الساعة 10 إلى 11 مساءً للحفاظ على صحة القلب.
= انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية: وجد الباحثون صلة مباشرة بين السهر وانتشار أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين وإن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من الراحة أثناء الليل يعانون امراض القلب.
= تعطل عمل الكبد: دراسة أجرتها جامعة جنيف حيث اكتشف العلماء في سويسرا أن الكبد يتكيف مع دورة النوم والاستيقاظ ويعمل وفقًا لها، حيث يعمل الكبد حسب إيقاع الساعة البيولوجية للجسم. ولهذا السبب يتوسع الكبد أثناء النهار وينكمش إلى حجمه الأصلي أثناء الليل، والسهر يعطل عمل الكبد. كما وجدت الدراسة أن عدم كفاية النوم الليلي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد. ووفقًا للطب الصيني التقليدي فإن النوم في وقت متأخر يعطل أداء الكبد، حيث تركز الدورة الدموية على الكبد بين الساعة 11 مساءً و3 صباحًا وإذا بقينا مستيقظين فسيتعين على الكبد أن يعمل بجهد أكبر.
= اضرار الجلد: أن نوعية النوم السيئة تسبب العديد من المشكلات المتعلقة بالجلد، حول العينين والفم. ووجدت دراسة أجراها باحثون في مجال الصحة في كوريا الجنوبية أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف نوعية النوم لديهم ارتباط ببعض أمراض الكلى واكدتها الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى.

واوصت دراسة للدكتورة نيروسا كوماران بعيادة لندن لطول العمر ببعض النصائح لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر الصحى وخفض مخاطر قلة النوم. حيث اوضحت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم الليلى يواجهون خطرا أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب. واوضحت عدد من النصائح لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر والحفاظ على النشاط . حيث أن هناك أسس بسيطة تُمكّن الناس من العيش لفترة أطول وبصحة أفضل وهى:

= النظام الغذائي الصحى: ينصح باستبدال اللحوم بالنباتات الغنية بالفوائد الصحية، والتي تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتساعد بتحسين صحة الأمعاء لكونها مضادة للأكسدة والالتهابات. ويُعد الالتهاب المزمن سمة مميزة للشيخوخة، وأنه مسؤول عن الأمراض المرتبطة بالعمر. وأن الإكثار من تناول النباتات يعزّز تنوع الميكروبيوم المعوي وهى التي تعيش داخل الامعاء. وتم ربط الميكروبيوم المتنوع بتعزيز قدرة الجسم على هضم الطعام، وتقوية جهاز المناعة وتحسين وظائف المخ وخفض الإصابة بالسرطان. وأن الفواكه والخضروات تحتوي بشكل طبيعي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والكوليسترول وذلك بدلاً من الوجبات السريعة واللحوم المصنعة والمحفوظة يساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية .
= ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة كالمشي والسباحة ولعب التنس تساعد على التخلص من السمنة المفرطة التي تُشكّل خطرًا للإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض المزمنة. وتعمل التمارين الرياضية على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات والعظام وخفض الالتهابات وتدعم ممارسة الرياضة الصحة العقلية من خلال تحسين الحالة المزاجية وخفض مستويات التوتر والقلق.
= الإقلاع عن التدخين والكحوليات: يعد التدخين أكبر أسباب الامراض في العالم، ويرتبط 76 ألف حالة وفاة سنويا، بما في ذلك سرطان الرئة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لذلك فإن الإقلاع عن التدخين والكحوليات أمر مهم لتعزيز فرص العيش بصحة أفضل ولفترة أطول.
= التواصل الاجتماعي: إن عيش حياة أكثر صحة لا يقتصر فقط على الرياضة وتناول الخضروات والفواكة بل من المهم البقاء على اتصال مع الآخرين، ويعتبر التواصل الاجتماعي أمرا حيويا لصحة الشخص الجسدية والعقلية، وهو يخفف من الاكتئاب والقلق والتوتر ويحسن المزاج.
= النوم الليلى الكافي: يعد الحصول على قسط كاف من النوم الليلى وإدارة مستويات التوتر أمرا حيويا للعيش لفترة أطول. فخلال الدورة النوم يقوم الجسم بإصلاح نفسه جسديا مما يعزز جهاز المناعة والعظام والعضلات والأنسجة.

أثبتت دراسة للدكتور تاملين كونر وباحثون من جامعة أوتاغو قدرة فاكهة الكيوي على تحسين المزاج وتعزيز الصحة العقلية. ووجد الباحثون أن فاكهة الكيوى تحسن الحيوية والمزاج في أقل من أربعة أيام. ويقول البروفيسور تاملين كونر إن النتائج توفر طريقة ملموسة ويمكن الوصول إليها بسهولة لدعم الصحة العقلية.ومن الرائع أن يعرف الناس أن التغييرات الصغيرة في نظامهم الغذائي، مثل إضافة فاكهة الكيوي يمكن أن تحدث فرقا في شعورهم بالصحة والمزاج كل يوم . حيث ارتبط تناول فيتامين سي بتحسن المزاج والحيوية والرفاهية وانخفاض الاكتئاب، بينما يرتبط نقص هذا الفيتامين بارتفاع الاكتئاب والضعف الإدراكي .

وسعى الباحثون إلى تدخل غذائي لمدة ثمانية أسابيع لـ 155 شخصا بالغا يعانون من نقص فيتامين سي . وتناول المشاركون يوميا إما اطعمة فيتامين سي، أو دواء وهميا، أو حبتين من فاكهة الكيوي. ثم أبلغوا عن حيويتهم، ومزاجهم، والازدهار النفسي وهى الحالة التي يشعر فيها الأشخاص بمشاعر إيجابية وأداء نفسي واجتماعي إيجابي ونوعية النوم وكمية النوم والنشاط البدني باستخدام الهاتف الذكي . ووجد الباحثون أن فاكهة الكيوي حسنت الحيوية والمزاج خلال أربعة أيام، وبلغت ذروة هذا التحسن نحو 14-16 يوما، وعززت من الازدهار النفسي من اليوم 14. وحسّن فيتامين سي الحالة المزاجية بشكل طفيف حتى اليوم 12. واكد الدكتور بن فليتشر، من جامعة أوتاغو إن فهم الفروق الدقيقة حول متى وكيف تحدث هذه التأثيرات يوميا يساهم في معرفتنا بالفوائد المحتملة للأطعمة والمكملات الغنية بفيتامين سي على الصحة العقلية ويساعدنا على رؤية أن ما نأكله يمكن أن يكون له تأثير سريع نسبيا على ما نشعر به. كان المشاركون يتمتعون بصحة عقلية جيدة نسبيا في البداية، لذلك لم يكن لديهم مجال كبير للتحسن لكنهم ما زالوا يتحدثون عن فوائد فاكهة الكيوي أو تدخلات فيتامين سي.

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية مضادة للالتهابات من أبرزها الفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة. فعند التعرض للإصابة بالتهابات في الجسم نتيجة عدوى بكتيرية او فيروسية، فبعض الأطعمة تساعد فى عملية الشفاء وتساعد الجهاز المناعي للحد من الإصابات أو العدوى. ولكن الالتهاب المزمن ارتبط بالعديد من الاضرار الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل، ولكن يمكن إضافة الأطعمة المضادة للالتهابات في النظام الغذائي للمساهمة في الصحة العامة وخفض الالتهابات بالجسم . واهم هذة الاغذية هى:

= الفواكه والخضراوات الطازجة: تساعد الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن في مكافحة الالتهاب، ولذلك يمكن تناول التوت والخضروات الورقية والطماطم والبرتقال.
= الأسماك: بها أحماض أوميجا 3 مثل السلمون والماكريل والسردين لها تأثيرات مضادة للالتهابات، وتساعد هذه الأحماض الدهنية على خفض الالتهابات والأمراض المزمنة.
= المكسرات والبذور: يعد اللوز والجوز وبذور الكتان وبذور الشيا مصادر جيدة للدهون الصحية ومضادات الأكسدة وتساعد في خفض الالتهابات ودعم صحة القلب.
= الحبوب الكاملة: تحتوي الأطعمة مثل الأرز البني والقمح الكامل والشوفان على الألياف، ولها خصائص مضادة للالتهابات وتعمل الألياف على تعزيز صحة الأمعاء وخفض الالتهابات .
= الاعشاب والتوابل: تحتوي التوابل على مركبات مضادة للالتهابات، ومنها الكركم الذي يحتوي على الكركمين الذي يكون له تأثيرات مضادة للالتهابات وأيضا الزنجبيل والثوم من مضادة للالتهابات.