د محمد حافظ ابراهيم
اكتشف البروفيسور الدكتور ريتشارد موريس ألاستاذ بجامعة نوتنغهام وباحثون بريطانيون لإمكانية تحفيز الدماغ بالنبضات المغناطيسية عبر الجمجمة لعلاج الاكتئاب الشديد، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، واستهداف المناطق المرتبطة بالاكتئاب في الدماغ. وقال البروفيسور ريتشارد موريس، إن استخدام فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد المنطقة الدقيقة من الدماغ، يضاعف وقت هدأة المرض، وكشفت النتائج، أن ثلثي المرضى الذين خضعوا للتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، تحسنت لديهم الذاكرة وأعراض القلق ونوعية الحياة. وخضع للتجربة 255 مريضاً يعانون الاكتئاب المقاوم للعلاج، وأكملوا 20 جلسة من العلاج والتي استمر لمدة نصف ساعة ومن أربعة إلى ستة أسابيع. وبدأ بالفحص بالرنين المغناطيسي قبل بدء تشغيل نظام علاج الذاكرة، لتحديد منطقة الاجتماع لأنظمة الدماغ المختلفة المسببة للاكتئاب وذلك باستخدام الملاحة العصبية، وهو نظام تتبع محوسب يستخدم الضوء لتوصيل نظام تتبع العصب، ويعمل على تحديد منطقة التحفيز بدقة. ويكون المرضى مستيقظين أثناء العلاج ويتلقون نبضات مغناطيسية قوية على الجانب الأيسر من الرأس أمام المنطقة الزمنية لفروة الرأس مباشرة، ونظراً لتركيز النبض المغناطيسي عادة تكون هناك آثار جانبية طفيفة قصيرة الأمد، ولكن يمكن للمريض مزاولة أنشطته اليومية فور خروجه من المستشفى.
واوضحت الدراسة لأبرز معلومات عن الاكتئاب الذى يعد من الاضطرابات العاطفية الموسمية، حيث هو نوع من الاكتئاب يحدث خلال فصول معينة من السنة، وغالبًا في الخريف أو الشتاء، ويعتقد أن ضوء النهار الأقل يؤدي إلى تغير كيميائي في الدماغ . وتستمر الأعراض حوالي 4 – 5 أشهر في السنة، تشمل علامات وأعراض اضطراب القلق الموسمي المرتبطة بالاكتئاب بالإضافة إلى الأعراض الخاصة بالاضطراب، والتي تختلف بالنسبة لنمط الشتاء عن نمط الصيف. وليس كل شخص مصاب بالاضطراب العاطفي الموسمي يعاني من جميع اعراضها وهى:
= استمرار الحالة المزاجية الحزينة أو القلقة معظم اليوم.
= مشاعر اليأس أو التشاؤم.
= مشاعر الإحباط، أو الأرق.
= الشعور بالذنب أو العجز.
= فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالهوايات والأنشطة.
= انخفاض الطاقة أو التعب أو الشعور بالتباطؤ.
= صعوبة في التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
= تغيرات في النوم أو الشهية أو تغيرات غير مخطط لها في الوزن.
= آلام جسدية وصداع وتشنجات ومشاكل في الجهاز الهضمي.
= أفكار الموت أو التخلص من النفس.
واوضحت الدراسة الى أسباب اكتئاب الشتاء الذى يبدأ خلال مرحلة البلوغ، ويزداد خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي مع تقدم العمر، وهو نادر عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، وتتأثر النساء أكثر من الرجال. ويُعتقد أن قلة ضوء الشمس وقصر الأيام مرتبطان بتغيرات كيميائية في الدماغ، كما تم ربط هرمون الميلاتونين، وهو هرمون مرتبط بالنوم، بالاضطراب العاطفي الموسمي، وينتجه الجسم بشكل طبيعي الميلاتونين عندما يكون فى الظلام، لذلك عندما تكون الأيام قصيره وأكثر قتامة يتم إنتاج المزيد من الميلاتونين. ومن اهم أعراض الاكتئاب الموسمي هى :
= زيادة النوم خلال النهار.
= فقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة التي كان يتمتع بها سابقًا.
= الانسحاب الاجتماعي وزيادة الحساسية للرفض.
= الشعور بالذنب واليأس والتعب وانخفاض مستوى الطاقة.
= انخفاض القدرة على التركيز وصعوبة في التفكير بوضوح .
= زيادة الشهية وخاصة للحلويات والكربوهيدرات وزيادة الوزن.
= مشاكل جسدية مثل الصداع.
واوضحت الدراسة الى انه غالبًا ما يحدث الاكتئاب مع امراض أخرى مثل أمراض القلب أو السرطان، وقد يحدث مع اضطرابات مثل اضطراب تعاطي المخدرات أو القلق. لهذه الأسباب التشخيص المبكر والعلاج هو مفتاح الشفاء. ويمكن إجراء تشخيص بعد إجراء فحص دقيق للصحة العقلية والتاريخ الطبي من قبل طبيب نفسي متخصص فى الصحة العقلية. ولعلاج اكتئاب بالاتى:
= التعرض لأشعة الشمس عن طريق قضاء الوقت خارج النافذة.
= العلاج بالضوء إذا لم يكن من الممكن زيادة ضوء الشمس.
= العلاج النفسي والسلوكي المعرفي .
= حاول أن تكون مع أشخاص آخرين ويكون ذلك أفضل من أن تكون وحيدًا وسريًا.
= افعل الأشياء التي تجعلك تشعر بالتحسن مثل الذهاب إلى فيلم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية ،
= احصل على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
= توقع أن يتحسن المزاج ببطء وليس على الفور.
= تناول وجبات صحية ومتوازنة.
= الابتعاد عن الكحوليات والمخدرات.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية ببعض النصائح للوقاية من التوتر وتحسين صحة الغدة الدرقية. حيث ان اضطرابات الغدة الدرقية شائعة والإجهاد هو أحد عوامل الخطر، حيث يؤثر التوتر على الغدة الدرقية عن طريق زيادة هرمون الكورتيزول والأدرينالين، وهذا يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية وفرط نشاطها. ويمكن أن يؤثر الإجهاد المزمن على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى ضعف في إنتاج الهرمونات، مما يؤدي إلى تفاقم المرض، وتعد إدارة التوتر من خلال تغييرات نمط الحياة وتقنيات الاسترخاء أمرًا بالغ الأهمية لدعم صحة الغدة الدرقية ، واوضحت بعض النصائح لإدارة التوتر للحفاظ على صحة الغدة الدرقية وهى:
= ممارسة تمارين التنفس: التى تساهم في إدارة التوتر والإجهاد يمكن من خلال قضاء بعض الوقت للتنفس اليقظ، مع التركز على الشهيق والزفير والتأمل.
= ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تؤدي التمارين الرياضية إلى إطلاق هرمون الإندورفين وهو هرمون السعادة وان التمارين الرياضي وسيلة للتخلص من التوتر وتقليل التعب.
= الغذاء الصحي: يساعد تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة الغنية بمضادات الأكسدة، في خفض مستويات التوتر ويعد طريقة لخفض الالتهابات في الجسم.
= ممارسة الرياضة: الرياضة وسيلة للتخلص من التوتر والإحباط واكتساب طاقة إيجابية.
= تناول نظام غذائي صحي متوازن: يؤثر النظام الغذائي على كل جوانب الصحة عامة والعقلية حيث أن عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية يزيد من التوتر والقلق.
= تخصيص وقت لممارسة الهوايات: اوضحت دراسة لعالم الأعصاب الدكتور روبرت سابولسكي بإن بعض الأنشطة ليست مجرد طرق لقضاء الوقت، وإنما بإمكانها أن تكون وسيلة فعالة لتخفيف التوتر، مثل صنع الفخار أو البستنة أو الرسم أو لعب الموسيقى.
= مساعدة الآخرين: إن مساعدة الآخرين والقيام بأعمال تطوعية يمكنها أن تساهم في خفض التوتر من خلال تعزيز الشعور بالرضا والإنجاز.
= التأمل واليوغا: التأمل واليوغا وتمارين الاسترخاء تساعد بشكل كبير بالتخلص من التوتر.
واوصت الدراسة كذلك بتناول وجبات غذائية تخفض التوتر وتدعم صحة الدماغ. حيث يعمل النظام الغذائي الصحى على دعم قوة عمل الدماغ، بتناول الفيتامينات والمعادن، مثل المغنيسيوم السيلينيوم الزنك الكربوهيدرات الكاملة. حيث تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا في صحة الدماغ . وأن الفيتامينات التي تمثل أهمية كبيرة للعقل والتي تعزز قوة الدماغ وتخفض من التوتر والقلق تشمل فيتامين (سي) فيتامين (د) وفيتامينات (بى) والأحماض الأمينية اللازمة لبناء البروتينات، كما أنها ضرورية لإنتاج الناقلات العصبية في الدماغ، وهى نوع من الرسائل الكيميائية التي تحمل الإشارات بين الخلايا العصبية. أن هناك الأحماض الدهنية تعد ضرورية لصحة الدماغ، حيث يتكون جزء كبير من الدماغ من الدهون بما في ذلك أحماض أوميجا 3 وأوميجا 6 الدهنية، ويمكن الحصول عليها من الطعام من خلال الأسماك الدهنية والمكسرات والمكملات الغذائية، ولا يستطيع الجسم من إنتاج هذه الأحماض الدهنية الأساسية بمفرده. واوصت الدراسة بشرب الماء وهو أحد العناصر الغذائية المهمة للعقل فهو يشكل غالبية كتلة الدماغ، حيث ان الجفاف الخفيف يمكن أن يؤدي إلى أعراض الصحة العقلية مثل التهيج وفقدان التركيز . تعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مصدرا لشعور الشخص بالهدوء وتشمل الخضراوات الورقية مثل السبانخ والسلق والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة. والأطعمة الغنية بالزنك مثل المحار والكاجو والكبد ولحم البقر وصفار البيض تخفض القلق مع تجنب مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة، والمشروبات الغازية والأطعمة السكرية والمقليات، والأطعمة المكررة والمعالجة لأنها لا تحتوى على الكثير من العناصر التي تدعم قوة الدماغ.