أخبارصحة

اطعمه وتغييرات الطقس تسبب الصداع والعلاج بالتغذية الطبيعية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضح دراسة للدكتور دانييل ويلهور طبيب الأعصاب فى الولايات المتحدة الأمريكية ان الشوكولاتة التى تتميز بمذاقها اللذيذ، تعتبر محفزًا للصداع النصفي بشكل قوي، برغم مما يعتقده البعض أنها تخفف الألم. وأضافت الدراسة أنه من المعتقد أن الكاكاو بها يؤثر على إطلاق هرمون السيروتونين، مما قد يساهم في الإصابة بنوبات الصداع النصفي . ونصحت الدراسة بضرورة تجنب التوتر والحفاظ على ترطيب الجسم عن طريق شرب كمية وفيرة من المياه، والتأكد من الحصول على قسط كافي من النوم وتجنب الأضواء الساطعة، وذلك للحد من خطر الإصابة بالصداع النصفي. ولا يعرف الاطباء حتى الآن الأسباب الكاملة وراء الإصابة بنوبات الصداع النصفى لدى بعض الأشخاص دون غيرهم، في حين يشيرون إلى وجود بعض الأدلة حول وجود تاريخ عائلي مرضي من الجينات الوراثية قد يزيد مخاطر التعرض للصداع النصفى بجانب الضغط العصبي والتوتر المستمر. وغالبًا ما يؤدى الصداع النصفى الى الشعور بألم شديد على شكل إحساس بالخفقان في الرأس، ويمكن أن يستمر إلى ثلاثة أيام. وتشمل الأعراض المبكرة للتعرض لنوبة صداع نصفي فى الشعور بالدوار وصعوبة التحدث وتغيرات في الحالة المزاجية وذلك اعتمادًا على نوع الصداع الذى يعاني منه الشخص.

واوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الى ان تغييرات الطقس يمكن أن تسبب الصداع. حيث يمكن أن يحدث الصداع بسبب سوء الأحوال الجوية وقد يكون الصداع مزعجا ويسبب الألم نفسى لذلك يمكن اتخاذ بعض الخطوات لخفض هذه المخاطر. وتوضح الدراسة لبعض الاسباب إذا كان الشخص مصابا بالصداع، فقد تكون بسبب ان السماء غامقة اللون أو ان الرطوبة عالية أو ارتفاع فى درجات الحرارة البيئة أو وجود عواصف وكل هذة الاسباب يمكن أن تسبب الصداع وآلاما في الرأس. واضافت الدراسة انه يُعتقد أن تغيرات الضغط الجوى والتي تسبب تغيرات الطقس تؤدي إلى تغيرات كيميائية وكهربائية في الدماغ. وإن هذا يزعج الأعصاب ويؤدي إلى الصداع. وبالطبع، ليس هناك الكثير مما يمكن فعله لتغيير الطقس. ولكن بالنظر إلى توقعات الطقس يمكن التنبؤ بالوقت الذي يحتمل أن يتصاب فيه الشخص بالصداع .

واوضحت دراسة لهيئة هارفارد هيلث الامريكية لأسباب أخرى للصداع حيث ثبت أن العديد من عوامل نمط الحياة الغير صحية وراء الصداع. فقد يؤدي تناول أطعمة معينة إلى الإصابة بالصداع، لذلك فإن الخفض من تناولها قد يوفر الراحة. وتوضح دراسة هارفارد هيلث انه يمكن أن يكون نوعا واحدا فقط من الطعام مثل الفول أو المكسرات أو الأفوكادو او الموز او الشوكولاتة والحمضيات والرنجة ومنتجات الألبان والبصل والثوم من ضمن تلك الاغذية الضارة وتسبب الصداع. ووفقا للهيئة هارفارد هيلث تعد الكحوليات من الاسباب الشائعة للصداع. حيث انه بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن بضعة أوقيات من النبيذ الأحمر هي كل ما يتطلبه الأمر لإثارة الصداع، على الرغم من أن أي نوع من الكحول يمكن أن يكون محفزا. وليس من الواضح ما إذا كان اللوم على الكحول نفسه، أو ما إذا كان مكوّن آخر في المشروب يسبب المشكلة. وتشمل الأسباب الأخرى المحتملة فى الهرمونات و انسحاب الكافيين و قلة النوم الصحى الليلى .

واوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية لبعض علامات الصداع التى تعتبر حالة كامنة خطيرة. وقد يشير الصداع اليومي المزمن إلى حدوث مرض خطير كذلك . ووفقا لابحاث هيئة مايو كلينك، تشمل الحالات التي يصاحبها الصداع كأعراض ما يلي:
= التهاب أو مشاكل في الأوعية الدموية داخل وحول الدماغ، بما في ذلك السكتة الدماغية.
= الالتهابات مثل التهاب السحايا.
= الضغط داخل الجمجمة إما أن يكون مرتفعا جدا أو منخفضا جدا.
= ورم دماغي.
= إصابات وخبطاط في الدماغ.
= الإفراط في استخدام وتناول الأدوية يسبب حدوث الصداع.

واوضحت دراسة للدكتور كريس رامسدن وخبراء المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة بالتعاون مع المعاهد الوطنية للصحة البريطانيه وجامعة نورث كارولينا لبعض الطرق والاغذية لعلاج الصداع النصفي . حيث أثبت علماء أمريكيون وبريطانيون، أن الحمية المحتوية على نسبة عالية من الأسماك الدهنية ونسبة محددة من الزيوت النباتية تخفف من شدة الصداع النصفي الذي يعاني منه الكثيرون. وتشير الدراسة إلى أن الصداع النصفي هو مرض عصبي مزمن وشائع . ووفقا لتقديرات خبراء منظمة الصحة العالمية وخبراء المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة اوضحت انه يعاني أربعة ملايين شخص في العالم من الصداع النصفي المزمن، الذي لا تقل نوباته عن خمسة عشر مرة في الشهر، وخلال النوبة التي تستمر من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، لا يمكن للمريض القيام بأي عمل بصورة طبيعية. واوضحت الدراسة الى ان النساء بعمر 18-44 عام هم ألاكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. والأدوية المستخدمة في علاج الصداع النصفي قد تخفف جزئيا من شدة الألم، ولكن لها آثار جانبية سلبية كثيرة بما فيها الإدمان .

وأجرى خبراء المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة بالتعاون المعاهد الوطنية البريطانية للصحة وجامعة نورث كارولينا الدراسة على 182 الف بالغً، 88 بالمائة منهم نساء، يعانون من الصداع النصفي من خمس إلى عشرين يوما في الشهر. وعند بداية الدراسة، قسم الباحثون المشتركين إلى ثلاث مجموعات اتبعت خلال 16 أسبوعا نظاما غذائيا مختلفا. كان نظام المجموعة الأولى غنيا بالأسماك الدهنية ومنخفض الزيوت النباتية وخاصة حمض اللينوليك. ونظام المجموعة الثانية، كان غنيا بالأسماك الدهنية وحمض اللينوليك. والمجموعة الثالثة كان نظامها الغذائي غنيا بحمض اللينوليك ونسبة الأسماك الدهنية فيه قليلة . حيث أن حمض اللينوليك، موجود في زيوت الذرة وفول الصويا والزيوت النباتية الأخرى والمكسرات والبذور وينسب إلى مجموعة أحماض أوميجا-6 الدهنية غير المشبعة، التي هي جزئيات الأكسيليبينات وهى جزئيات تشارك في تنظيم الألم والالتهابات. وقد أظهرت نتائج البحوث أن الاكسيليبينات المشتقة من أحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية لها خصائص مخففة للألم، في حين المشتقة من أوميجا-6 من الذرة وفول الصويا والزيوت النباتية الأخرى والمكسرات والبذور على العكس تزيد شدة الصداع .

و قرر الباحثون التحقق من صحة هذه النتائج بالنسبة للصداع النصفي. حيث أثبتوا سابقا، أن حمض اللينوليك يسبب التهاب الأنسجة المرتبطة بالصداع النصفي ومسارات العصب ثلاثي التوائم، وهو أكبر أعصاب الجمجمة في الجسم وأكثرها تعقيدًا. وقد أظهرت النتائج أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من حمض اللينوليك وأعلى من أحماض أوميجا 3 الدهنية يمكن أن يخفض من الألم و التهابات مسارات هذا العصب، بنسبة 30-40 بالمائة من فترة استمرار الصداع النصفي. واوضح الدكتور كريس رامسدن ، ان هذه الدراسة أثبتت أن تغيير النظام الغذائي وخاصة حمض اللينوليك الموجود فى اوميجا 6 بالذرة وفول الصويا والزيوت النباتية والمكسرات والبذور الى اوميجا 3 الموجود فى الاسماك الدهنية يمكن أن يساهم في تخفيف ألم الصداع النصفي الذي يعاني منه الملايين. وهذا إثبات على أن الطعام الذي يتناوله الانسان يمكن أن يؤثر في مسار الألم بالدماغ والجسم وحالات الألم المزمن الأخرى.