د محمد حافظ ابراهيم
حذر خبراء الصحة بهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من أن الوجبات الغذائية السريعة يمكن أن تؤدي إلى تصلب شرايين والسرطان خاصة عند صغار العمر. وان الاشخاص إن الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة لا يصابون بتصلب الشرايين وامراض القلب. وحذرت الدراسة من أن أزمة تكلفة المعيشة جعلت من الصعب تناول الطعام الصحى. كما إن تصلب الشرايين يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والسرطانات . حيث اجريت الدراسة على ما يقرب من 5000 شاب من بريستول في التسعينيات، واوضحت أن أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا للبحر الأبيض المتوسط الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقول كانت شرايينهم أقل تصلبًا. وهذا يظهر أهمية تطوير العادات الغذائية ، واوضحوا أن إجراء فحوصات مبكرة للشباب يمكن أن يمنع مشاكل القلب والامراض المزمنة في المستقبل، واكدت هيئة القلب البريطانية، من أن أزمة تكلفة المعيشة هى التى جعلت من الصعب على الأسر تناول طعام الصحى الجيد.
واوضحت دراسة لخبراء من جامعة إكستر وجامعة بريستول وجامعة شرق فنلندا ان الشرايين هي الأوعية الدموية الرئيسية التي تنقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى خلايا الجسم، ويعد تصلب الشرايين علامة مبكرة مهمة للضرر وينتج ذلك عن فقدان الألياف المرنة من الخضروات والفواكه وألياف الكولاجين الأكثر صلابة في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية حتى السرطانات . وقام خبراء الدراسة بتقييم النظام الغذائي لأكثر من 4700 طفل من سن السابعة، ثم قاموا بقياس سرعة موجة النبض وهي علامة على تصلب الشرايين وسمك الطبقة الداخلية للشريان السباتي في الشرايين عندما بلغوا سن 17 عامًا، أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة والسكر والاغذية المنخفضة من الألياف في سن الشباب ، يصابون بتصلب الشرايين في سن 17 عامًا مقارنة بالشباب الذين تناولوا أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة ودهون غير مشبعة وسكرية كاملة أقل في مرحلة الشباب .
واوصى خبراء جامعة إكستر وجامعة بريستول وجامعة شرق فنلندا بتناول الأنظمة الغذائية على طراز البحر الأبيض المتوسط، حيث وجد الخبراء أن الشباب الذين تناولوا المزيد من الأطعمة مثل الأسماك الدهنية والخضروات والفواكه الموسيمية والحبوب الكاملة، انخفض لديهم تصلب الشرايين عند عمر 17 عامًا، كما أن تناول الأطعمة المضادة للالتهابات في عمر 10 سنوات مثل الخضروات والفواكه، وخاصة التوت، والخضروات ذات الألوان الزاهية، والمكسرات والبذور والتوابل والمأكولات البحرية أدى أيضًا إلى خفض تصلب الشرايين والامراض المزمنة . واوضحوا أن احتياجات كل شخص من السعرات الحرارية تختلف وتعتمد على عمره وحجمه ومقدار التمارين الرياضية التي يمارسها.
واوضحت الدكتورة جينيفيف باكلاند، في كلية الطب بجامعة بريستول، والتي قادت البحث ان الأطفال سيكونوا أكثر صحة قى الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها ولن يستهلكوا سعرات حرارية زائدة إذا تناولوا الكثير من الفواكه والخضروات الموسيمية، بالإضافة إلى الأطعمة النشوية الغنية بالألياف مثل خبز الحبوب الكاملة من القمح والشوفان والمكرونة والأرز من الحبوب الكاملة، بالإضافة إلى البروتينات الخالية من الدهون المشبعة . حيث توصي الإرشادات الغذائية في المملكة المتحدة بتجنب الأطعمة المصنعة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة قدر الإمكان، لأنها غالبًا ما تكون كثيفة السعرات الحرارية وفقيرة بالعناصر الغذائية الصحية وذلك لخفض مخاطر الإصابة بمشاكل القلب والامراض المزمنة في المستقبل.
واوضحت دراسة لدكتورة سونيا بابو نارايان، استاذ امراض القلب بجامعة بريستول ان أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للإعاقة والوفاة المبكرة في المملكة المتحدة، ويمكن أن تصيب الذين يعيشون في المناطق الأقل ثراءً بكثرة، وتشير نتائج الدراسة إلى أنه لوقف أمراض القلب من مساراتها التصاعدية ، يجب أن يبدأ بتحسين النظام الغذائي للناس في وقت مبكر ويستمر مدى الحياة، حيث هناك حاجة إلى نهج جريء وشامل من جانب الحكومة لضمان أن خيار الغذاء الصحي هو الخيار السهل للجميع، ويشمل ذلك اصدار قوانين للحد من تسويق الوجبات السريعة، ودفع الصناعة لخفض مستويات الملح والسكر في ألاطعمة السريعة اليومية. ويأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه دراسة اخرى إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في مرحلة المراهقة يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة تؤدي إلى تلف القلب المبكر والوفاة. ووجد البحث أن ارتفاع نسبة الكوليسترول وخلل الدهون في الدم بسبب الكوليسترول لدى الشباب يزيد من الوفاة المبكرة بحلول منتصف الأربعينيات ومشاكل القلب في منتصف العشرينات مع الامراض المزمنة الاخرى .
واوضحت دراسة للدكتورة ليزلي م. بتلر، الأستاذة في علم الأوبئة بجامعة كولورادو ستيت ان عنصر الكلسيوم فى غذاء الالبان يضاعف خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. حيث وجدت دراسة شملت 29 ألفا و133 رجلا في فنلندا، أن الأفراد الذين تناولوا 2000 ملجم من الكالسيوم أو أكثر يوميا، شهدوا زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. وارتبط ارتفاع استهلاك منتجات الألبان بزيادة خطر المرض ، والذي نسبه الباحثون إلى الكالسيوم الموجود في تلك الألبان . ومما يدعو إلى القلق، أن دراسة أخرى للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، اكتشفت أن استهلاك الكالسيوم بين الرجال الصينين حتى عند مستويات منخفضة نسبيا ومن مصادر غذائية اخرى غير الألبان مثل فول الصويا والحبوب والخضروات يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا كذلك. واوضحت الدكتورة ليزلي م. بتلر، ان نتائج الدراسة تدعم فكرة أن زيادة تناول الكالسيوم يشكل عاملا خطرا في تعزيز دور تطور سرطان البروستاتا.
واوضحت دراسة أجريت على سكان أمريكا الشمالية وأوروبا، ان الاستهلاك العالي لمنتجات الألبان يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. وأشارت بعض الدراسات إلى أن الكالسيوم الموجود في اللبن هو العامل المسبب. وباستخدام بيانات من دراسة الصحة الصينية قام الباحثون بتقييم ما إذا كان الكالسيوم الغذائي يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى 27293 رجلا، تتراوح أعمارهم بين 45 و74 عاما مع انخفاض استهلاك الألبان. حيث أكمل المشاركون استبيانا يقيّم نظامهم الغذائي على مدار العام السابق وكان من هؤلاء الرجال شُخّص 298 بسرطان البروستاتا. وقامت الدكتورة ليزلي م. بتلر وزملاؤه من جامعة ولاية كولورادو والجامعة الوطنية في سنغافورة وجامعة مينيسوتا، بتقييم النظام الغذائي عديم الكالسيوم للمشاركين .
وأظهرت نتائج الدراسة الى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 25%،عند مقارنة أولئك الذين تناولوا في المتوسط 659 ملجم مقابل 211 ملجم من إجمالي الكالسيوم من الالبان يوميا، حيث اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية لبعض عوامل الخطر الأخرى وهى التقدم بالعمر والمجموعة العرقية حيث سرطان البروستاتا هو أكثر شيوعا بين الرجال المنحدرين من أصل إفريقي ومنطقة البحر الكاريبي مقارنة بالرجال الآسيويين. وكذلك التاريخ العائلى للجينات الوراثية للوالدين والسمنة. واكدت الدراسة الى ان اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخفض التوتر والقلق يخفض من خطر إصابة الشخص بالسرطانات وخاصة سرطان البروستاتا.
واوصت دراسة للجمعية الطبيه البريطانية لمكافحة امراض القلب والسرطان ببعض الطرق للحماية من الإصابة بامراض تصلب الشرايين وامراض البروستاتا. حيث ان غدة البروستاتا يمكن أن تتضخم في أكثر من 60 بالمائة من الرجال، يجب أن تعى جيدا طرق الوقاية منها، فأغلب الرجال بعد عمر الأربعين عرضة للإصابة بالتهابات أو تضخمات البروستاتا، والقليل منهم يمكن أن يصبح عرضة للإصابة بأورامها . واوضحت الدراسة أن صحة الرجل تعتمد بشكل كبير على نمط حياته الرياضى والغذائى، وعلى كل شاب قبل الأربعين أن يعمل على وقاية نفسه من الإصابة بمشكلات الامراض المزمنة والبروستاتا ، وأهم النصائح التي يمكن اتبعها هي :
= التزم باتباع نظام غذائي صحى يعتمد على الخضراوات والفاكهة التي تحتوى على العناصر والفيتامينات الهامة لصحة الجسم.
= الاهتمام بالنظام الرياضى اليومى، فالتمرينات الخفيفة اليومية،تساعد على الوقاية من أورام البروستاتا وتضخماتها والتهاباتها المتكررة.
= الحرص على الفحص الدورى الدائم على الجسم .
= امتنع تماما عن التدخين والكحوليات، لانها السبب الأول لضيق الشرايين وتضخم البروستاتا.
= علاج التهاب غدة البروستاتا واى التهابات في الخصية أو الجهاز التناسلى.
= خفض الوزن الزائد، فالزيادة في الوزن أحد أهم أسباب الإصابة بالبروستاتا والقلب. ومن مشكلاتها الكرش والدهون بالمنطقة التناسلية التى تسبب ضيق شرايين مما يعزز من اضطرابات الدم واجهزة الجسم كلها .