أخبارصحة

التفكير السلبي يصيب الدماغ بالخرف وفوائد الالتزام بنظام غذائي لدرء الزهايمر ومقاومة الشيخوخة

د محمد حافظ ابراهيم

 

   اوضحت دراسة لهيئة الصحة الاوربية انه عندما تكون الدماغ في حالة تأهب قصوى باستمرار، فقد يجعلنا ذلك قلقين ومتوترين، ويبدو الأمر كما لو أن عضلاتنا النفسية لا يمكنها الاسترخاء أبداً . حيث يجنح الكثير من الناس إلى التفكير بطريقة سلبية ومتشائمة من دون الالتفات إلى مضار هذه الطريقة من التفكير ومن دون إدراك حجم الأضرار التي تُسببها هذه الطريقة في التفكير، بل إن أغلب الناس لا يتوقعون حجم الضرر الحاصل من جراء “التفكير السلبي” على الصحة عامة. واوضحت الدراسة إلى أن “التفكير السلبي” يؤدي إلى الكثير من الأضرار على الصحة العقلية والجسدية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، وهو ما يعني أنه يؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير صحة الشخص العقلية. ويمكن أن يتعرض نظام المناعة للخطر، ويمكن أن تعاني أنظمتنا الهضمية والإنجابية من الاضطرابات، كما يمكنها حتى أن تسبب تغيرات في بنية الدماغ ووظيفته، خاصة في المناطق المرتبطة بالذاكرة والعاطفة.

 واوضحت الدراسة انه مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالإرهاق العقلي والجسدي، حتى عندما لا نمارس أي نشاط بدني. وإنها حالة يمكن أن تستنزف فرحتنا، وتخفض من إنتاجيتنا، وتحجب قدرتنا على الاستمتاع بالحياة. حيث اوضح العلماء إنه يوجد آثار كيمياوية للسلبية والتشاؤم، حيث إن أدمغتنا تقوم بإنشاء مزيج من المواد الكيمياوية التي تشكل مزاجنا وتصوراتنا، فعندما نكون متفائلين وسعداء، تكافئنا الدماغ بانتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، مما يجعلنا نشعر بالتحسن. وعندما يكون لدينا تفكير سلبي، فإن الأمر يشبه وضع مثبط على هذه المواد الكيمياوية التي تجعلنا نشعر بالسعادة وبالتالى تحولة الى الشعور بالاحباط . وإنه بمرور الوقت فإن التفكير السلبي يمكن أن يؤدي إلى نشوء بيئة كيمياوية في دماغنا تكون أكثر ملاءمة للاكتئاب والقلق. 

ويؤكد العلماء أنه مثلما يمكن أن يؤدي التفكير السلبي إلى تغييرات سلبية، فإن العكس صحيح أيضاً، حيث يمكن للتفكير الإيجابي أن يعمل على بناء وتعزيز بنية الدماغ، ويمكن للأنشطة التي تعزز التفكير الإيجابي والعواطف التي تدعم العلاقات الإيجابية أن تقوي المسارات العصبية، وبالتالي، فهي تدعم المرونة العاطفية والمرونة المعرفية والصحة العقلية. واوصت الدراسة بالتخلص من التفكير السلبي وتنبيه الذهن بالتأمل، وتصور نتيجة أكثر إشراقا، والتنزه في الطبيعة، والبحث عن هوايات جديدة، وغير ذلك من الأفعال الإيجابية والمبهجة. وإن العقلية الإيجابية تتطلب رعاية منتظمة وهذا يعني البحث بنشاط عن الأشياء التي تكون ممتناً لها وإيجاد الخير في المواقف الصعبة.

 واوضحت دراسة أجراها مركز الزهايمر في جامعة ماستريخت بهولندا الى عوامل الخطر الرئيسية لتطور الخرف المبكر. حيث حددت الدراسة بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالخرف في مرحلة مبكرة من العمر وحللت الدراسة لسلوكيات 356 ألف مشارك تقل أعمارهم عن 65 عاما، 55 في المائة منهم نساء، مستخدمة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة وأشارت الدراسة إلى أن هناك عدة عوامل ارتبطت بارتفع خطر الإصابة بالخرف المبكر ومن أهمها العزلة الاجتماعية وضعف التعليم الأساسي وانخفاض الوضع الاقتصادي والاجتماعي ونقص فيتامين دي، وضعف السمع، واضطراب تناول الكحوليات والتدخين وانخفاض قوة قبضة اليد والسكتة الدماغية ومرض السكري وأمراض القلب والاكتئاب. واشارت الدراسة إلى أن أكثر هذه العوامل يمكن العمل عليها وتعديلها وأوصى الدكتور أرمان فيشاراكي زاده بكلية الطب بجامعة ييل، بممارسة التمارين الرياضية يوميا التى يكون لها فوائد بالإضافة الى تناول الأطعمة الصحية، وممارسة تمارين عقلية و التأملية لإبقاء العقل في صحة جيدة.

 واوضحت دراسة لعلماء جامعة تكساس بتغيير في وجبات الغذائية لتجنب مرض الزهايمر. حيث يمكن إضافة دهون أوميجا3 الخاصة بتحسين المزاج والقضاء على الالتهابات في الجسد وتحسن وظائف المخ. حيث نصح العلماء بزيادة كميات أوميجا3 في النظام الغذائي والمتوفر في الأسماك الدهنية مثل الماكريل والسلمون واللحوم الحمراء الغير دهنية والبيض والمكسرات واللوز. حيث لاحظ العلماء زيادة تدفق الدم لدى المرضى الذين حرصوا على تناول المواد الغنية بأوميجا3. وأجرت التجارب على 166 شخصا ولاحظوا تدفق الدم بشكل أكبر في بعض مناطق المخ لدي من حرصوا على تناول أوميجا3. ووجدوا أن زيادته مرتبطة بتحسن وظائف المخ والإدراك المعرفي بينما ارتبطت قلته بنقص تدفق الدم في مناطق ضرورية للتعلم والذاكرة والاكتئاب والخرف. وأشار العلماء إلى الدراسات السابقة التى أثبتت أن أوميجا3 مرتبط بتحسن وظائف أوعية القلب والصحة العقلية وحركة خلايا المخ. وأكدوا أن هذه الدراسة تثبت أن تغييرات غذائية بسيطة يمكن أن تحدث فارقا كبيرا في الصحة العامة بالجسم والدماغ .

 واوضحت دراسة لهيئة هارفارد الصحية أجراها باحثون في المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحده وتُجمع على فوائد الالتزام بنظام غذائي صحى طبيعى على طراز نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط ​​لدرء تدهور الدماغ. حيث تختلف حمية البحر الأبيض المتوسط ​​باختلاف البلد والمنطقة. وبشكل عام هى غنية بالخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والحبوب الكامله والأسماك والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. وتناول كميات منخفضة من اللحوم الغير دهنيه ومنتجات الألبان الخالية الدسم . واجريت الدراسة بتقييم أنماط حياة أكثر من 7750 مشاركا ووقعت متابعتهم لمدة خمس إلى 10 سنوات. وقام المشاركون بملء استبيانات لتحديد عاداتهم الغذائية، وخضعوا لاختبارات معرفية للذاكرة واللغة والانتباه عبر الهاتف. واستخدموا هذه البيانات لتحديد العوامل الغذائية الأكثر أهمية في خفض خطر إلاصابه بالضعف الإدراكي، بالإضافة إلى العوامل الغذائية الأكثر أهمية في خفض خطر التدهور المعرفي.

 وذكرت الدراسه أن الأسماك كانت العامل الغذائي الأكثر أهمية في خفض مخاطر ضعف الإدراك. وكانت الخضروات في المرتبة الثانية، وأظهرت جميع الأطعمة الأخرى تأثيرات أقل أهمية. وعلاوة على ذلك، من بين جميع الأطعمة التي تم تقييمها، كانت الأسماك فقط مرتبطة بانخفاض خطر التدهور المعرفي. حيث أدى تناول الأسماك الدهنيه إلى خفض مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي والتدهور المعرفي. حيث أن الأسماك مصدر مهم لأحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في أغشية أنسجة المخ. وبالإضافة إلى تناول اطعمة نظام البحر الابيض المتوسط الصحية للقلب، اوصت الدراسة بتجنب الاغذيه المقليه والوجبات السريعة واللحوم الحمراء الدهنية والمعجنات والدهون المهدرجة. بالإضافة إلى تحسين النظام الغذائي، يجب المحافظ على النشاط البدني لدرء تدهور الدماغ كتوصيات جمعية ألزهايمر البريطانية . 

واوصت دراسة جمعية ألزهايمر البريطانية كذلك لبعض النصائح التى تحافظ على الصحة وتقاوم الشيخوخة. حيث ان مع التقدم فى العمر يمكن الحفاظ على النشاط البدني ومقاومة ألامراض، فالتقدم في العمر ليس معناه الوهن والضعف وفقدان القدرات البدنية والصحية، فمن خلال ممارسات صحية يومية يمكن الحفاظ على مستويات النشاط والصحة . واوصت الدراسة بمجموعة من الطرق الصحية التي إذا التزم بها التاس وخاصة كبار السن مكنتهم من الحفاظ على مستويات النشاط والسلامة والوقاية من الامراض والحفاظ على السلامه النفسية والمزاجيه . من اهم هذه النصائح هى :

= الاهتمام بالنشاط ولا تستسلم للنوم أو للراحة، بل اجعل النشاط البدني والحركه هي ألاساس.

= لا تتخلى عن الرياضة والبدء بتمارين المشي والسباحة وذلك لتقوية العضلات والأعصاب والحفاظ على كثافة العظام.

 = الاهتمام بالفحص الشامل والاختبارات الصحية للتأكد من سلامة الجسم وتحديد الفيتامينات التي يجب الحصول عليها.

 = الاهتمام بتعزيز السلامة النفسية واختيار علاقات سليمة وهادفة وغير ضاغطة وصحية وتجنبها إذا شعرت باى أعراض للعصبية والاكتئاب.

= ممارسة الهوايات التى تساعد على تعزيز السلامة النفسية والمزاج الصحى الجيد.

= الاعتمام بالنوم الليلى دون إسراف أو تفريط للحفاظ على المزاج والصحة الجسدية.

= التغذية الصحية أهم الخطوات بتناول الفواكة والخضراوات والدهون غير المشبعة بشكل متوازن