د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتورة بريتا بايشلر عالمة الأحياء البحرية بالتعاون مع جامعة تورنتو وجامعة بورتلاند الامريكية أن غالبية اللحوم المحفوظة والبدائل النباتية والمياه المعبأة تحتوي على بلاستيك صغير المرتبط بالسموم والسرطانات. حيث اختبر العلماء 16 نوعا من البروتينات مثل قطع الدجاج وشرائح اللحم البقري والسمك والبرغر النباتي وأظهر أن البشر يستهلكون قطع البلاستيك بغض النظر عن مصدر البروتينات التى يختارونه. حيث تحتوي 90% من المنتجات على مواد بلاستيكية نانوية، ويخشى العلماء من تراكمها في الأعضاء الحيوية بالجسم مع آثار صحية مسرطنة . حيث ربطت الدراسة الجزيئات الصغيرة بتطور السرطان وأمراض القلب والخرف وضعف الخصوبة. وقام علماء جامعة تورنتو بشراء عينات من البروتين والنباتات من متجرين كبيرين في منطقة بورتلاند بولاية أوريغون لإجراء التجربة. لأن الأمريكيين أكثر عرضة لاستهلاك الأطعمة المشتراة من المتاجر والمعالجة والمعبأة، ووفقا للدراسة نظر الباحثون في 124 عينة تم اختيارها من مصادر الغذاء لتحديد كمية ونوع المواد البلاستيكية الدقيقة. حيث تحتوي جميع منتجات البروتين على بلاستيكات دقيقة و موجودة في 88% من إجمالي العينات، في البروتينات النباتية والمأكولات البحرية. وتم العثور على الألياف في ما يقرب من نصف مصادر الغذاء، وشكلت شظايا البلاستيك حوالي ثلث المواد البلاستيكية الدقيقة. واوضحت النتائج انها وجدت في المتوسط 240 ألف جسيم نانوي في زجاجة ماء سعة لتر واحد، مقارنة بـ 5.5 جسيما نانويا في لتر واحد من ماء الصنبور.
واوضحت دراسة للدكتور إيغال إيريل حذر فيها ان معدن الرصاص أصاب البشر منذ اثنى عشر ألف عام. وحذرت الدراسة من أن الأجهزة الرقمية ومصادر الطاقة الخضراء، من الألواح الشمسية، تزيد من عبء تلوث بمعدن الرصاص على صحة الإنسان . واوضحت الدراسة أن المعادن السامة مثل الرصاص، تعتبر من المكونات الرئيسية في التكنولوجيا التي يستخدمها الناس بانتظام في جميع أنحاء العالم، أن التعرض الضار للرصاص ليس بالأمر الجديد، وذلك لأن البشر يمتصون هذه المعادن في أجسامهم منذ آلاف السنين. حيث اكتشف الباحثون عن وجود تلوث الرصاص في عظام البشر منذ 12 ألف عام، محذرين من أن استخدامات التكنولوجيا الحديثة قد تزيد المشكلة سوءا. حيث قام فريق من الجامعة الايطالية بتحليل الرفات البشرية بمقبرة في إيطاليا ظلت مستخدمة حتى القرن السابع عشر. ومن شظايا 130 شخصاً في الموقع في روما، حلل الباحثون تركيبة المواد الكيميائية بعظام كل شخص. وكشفت النتائج التي توصلوا إليها أن مستويات الرصاص في عظام الإنسان تعكس عن كثب المعدلات التاريخية لإنتاج الرصاص في جميع أنحاء العالم على مر القرون.
واوضحت إنه عندما بدأ العالم في التنقيب عن المعادن النادرة وإنتاج المزيد من السلع لاستخدامها، زاد معدل امتصاص الرصاص لدى الناس. واوضح الباحثون أن التلوث بالرصاص لدى البشر له علاقة طردية مع معدلات إنتاج الرصاص عالميا؛ فكلما زاد إنتاجنا للرصاص زاد احتمال امتصاص الناس له في ألاجسام والذى له تأثيرات شديد السمية. ورغم دراسات منظمة الصحة العالمية التى تحظر استخدام المعادن الضارة، الا إنه اتضح ان منتجات النظافة تزيد من تعرض الإنسان للمعادن السامة. حيث لاحظ الفريق على وجه التحديد أن الأجهزة الإلكترونية والبطاريات والألواح الشمسية وحتى توربينات الرياح يمكنها زيادة مستويات التلوث المعدني العالمية. واوضح الدكتور إيغال إيريل، إن التعرض للرصاص يحدث بطرق عديدة، من خلال أنظمتنا الغذائية وتلوث الهواء وإلى امتصاص التربة للمعادن . وعلى عكس الشائع، فإنه حتى التكنولوجيا الخضراء الحديثة، مثل الألواح الشمسية التي تتدهور بمرور الوقت، تطلق عناصرها السامة في الهواء الذي نتنفسه أثناء تحللها.
واوضحت دراسة الدكتورة شيري سام ماسون، مديرة الاستدامة في جامعة ستايت بيرند بولاية بنسلفانيا ان آلاف المواد البلاستيكية النانوية تدخل بالمياه المعبأة إلى خلايا الجسم. حيث اكتشف الباحثون أنّ المياه المعبأة التي تُباع في المتاجر تحتوي على قطع بلاستيك بمعدل 10 إلى 100 مرة أكثر ممّا كان مقدرّا سابقًا، وهي جسيمات نانوية متناهية الصغر لا يمكن رؤيتها تحت المجهر. وأوضح الخبراء أنّ المواد البلاستيكية النانوية، التي يبلغ طولها 1000 جزء من متوسط عرض شعرة الإنسان، صغيرة جدًا بحيث يمكنها الانتقال عبر أنسجة الجهاز الهضمي أو الرئتين إلى مجرى الدم، لتوزيع مواد كيميائية اصطناعية تكون ضارة في خلايا الجسم. وكشفت الدراسة عن أن لتر واحد من المياه المعبّأة في عبوه بلاستيكية يحتوي، على 240 ألف جزيء بلاستيكي من سبعة أنواع من البلاستيك. و أنه تم تحديد 90٪ منها على أنها مواد بلاستيكية نانوية، فيما الباقي عبارة عن مواد بلاستيكية دقيقة. والمواد البلاستيكية الدقيقة عبارة عن شظايا بوليمر يتراوح حجمها بين أقل من نصف ملمتر اى 1 ميكرومتر.
واوضحت الدكتورة شيري سام ماسون أنّ الاكتشاف الجديد يعزّز نصيحة الخبراء القديمة بشرب مياه الصنبور فى الأوعية المصنوعة من الزجاج او الفولاذ المقاوم للصدأ لخفض التعرّض للمواد الضارة. وأن هذه النصيحة تشمل الأطعمة والمشروبات الأخرى المعبأة بالبلاستيك . حيث لا يعتقد الناس أن البلاستيك ينفصل عن المحتوى، لكن البلاستيك يتخلّص باستمرار من الأجزاء الصغيرة التي تتكسّر، عندما تفتح علبة السلطة المصنوعة من البلاستيك التي اشتريتها من المتجر أو الجبن الملفوف بالبلاستيك. وكشفت الدراسة عن وجود المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في 93% من عينات المياه المعبأة التي تبيعها 11 علامة تجارية مختلفة في تسعة بلدان اوربية وامريكية . وفي الدراسة وجدت أن كل لتر من الماء الملوث يحتوي في المتوسط على 10 جزيئات بلاستيكية تفوق عرض شعرة الإنسان، إلى جانب 300 جزيء أصغر. وأشارت إلى أن الأمر لا علاقة له بأننا لم نكن نعلم بوجود المواد البلاستيكية، لكننا لم نتمكن من تحليلها.
وفي دراسة للدكتور بيزان يان وباحثون من جامعة كولومبيا قام بتحليل التركيب الكيميائي للجسيمات النانوية في المياه المعبأة بعبوات بلاستيكية. وبدلاً من 300 قطعة لكل لتر، وجد أن العدد الفعلي للقطع البلاستيكية في ثلاث علامات تجارية مشهورة للمياه تُباع في الولايات المتحدة، يتراوح بين 110 و370 ألف، إن لم يكن أعلى. وقال الدكتور بيزان يان إن التكنولوجيا الجديدة قادرة على رؤية ملايين الجسيمات النانوية في الماء، التي يمكن أن تكون جسيمات نانوية غير عضوية، وجزيئات عضوية، وبعض الجزيئات البلاستيكية الأخرى ليست بين أنواع البلاستيك السبعة الرئيسية التي درسناها. وأكدت الدكتورة جين هوليهان، مديرة الأبحاث لدى منظمة الصحة العالمية بضرورة الحدّ من التعرّض للمواد الكيميائية السامة للأعصاب وأن التقنيات الجديدة تفتح أمام مزيد من البحث لفهم المخاطر المحتملة على صحة الإنسان . حيث أن الإنسان يتعرّض لجزيئات بلاستيكية صغيرة تشكل مخاطر غير مدروسة. قد يواجه الأطفال وألكبار المخاطر لأن أدمغتهم وأجسامهم النامية تكون أكثر عرضة للتأثيرات الناجمة عن التعرض للسموم.
وقال الخبراء إنّ المواد البلاستيكية النانوية تعتبر أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إثارة للقلق على صحة الإنسان، وذلك لأنّ الجزيئات الصغيرة يمكن أن تغزو الخلايا والأنسجة الفردية في الأعضاء الرئيسية، وقد يؤدي إلى عرقلة العمليات الخلوية، وترسب مواد كيميائية يخل بعمل الغدد الصماء مثل البيسفينول، والفثالات، والمثبطات وأنه يمكن أن تنتقل المواد الكيميائية إلى الكبد والكلية والدماغ بل وتشق طريقها عبر حدود المشيمة وتنتهي لدى الجنين. واوضحت الدكتورة فيبي ستابلتون، أستاذة علم الصيدلة والأحياء في جامعة روتجرز بولاية نيو جيرسي الأمريكية، إنّ الباحثين وجدوا في الدراسات التي أجريت على الحوامل، وجود مواد كيميائية بلاستيكية في الدماغ والقلب والكبد، والكلى والرئتين، للجنين النامي بعد 24 ساعة من تناول الأم الحامل أو تنفسها لجزيئات بلاستيكية. وأشارت الدراسة إلى أنه تم العثور على مواد بلاستيكية دقيقة ونانوية في المشيمة البشرية في هذه المرحلة، مضيفة أنه تم العثور عليها في أنسجة الرئة البشرية. وتمّ العثور عليها في البراز البشري وتم العثور عليها في دم الإنسان.
واوصت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بتناول بعض الاغذية الصحية للوقاية من امراض السرطانات. حيث يعتمد الانسان على الاختيارات الغذائية التي تضمن التوازن الهرموني . وتتمتع خياراتنا الغذائية بقوة هائلة في تغذية أجسامنا والحفاظ على صحتنا، وقد تكون بعض المواد الكيميائية الموجودة في الطعام العادي مرتبطة بالأمراض بما في ذلك السرطانات . حيث يشير خبراء إلى أن المزارعين يستخدمون المبيدات الحشرية للمحاصيل لدرء الحشرات ولتحقيق عوائد أفضل، وأن كان هذا مفيدًا للمحاصيل والمزارعين ، إلا أن هذه المبيدات الكيميائية قد تتداخل مع هرمونات الانسان، مما يساهم في نمو خلايا سرطانات الثدي والمبيض والأعضاء التناسلية وسرطان الرحم عند النساء. ولكن اتباع النظام الغذائي من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان خالية الدسم والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون وخفض الدهون المشبعة يكون له تأثير إيجابي على امراض الجسم. ومن اهم الاغذية التي يمكن إضافتها إلى النظام الغذائي لخفض امراض السرطانات هى:
= الدخن والحبوب العضوية: عبارة عن أطعمة فائقة الجودة وغنية بالمغذيات وبالكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمعادن لتعزيز المناعة.
= الملح العضوي: الملح العضوي يعزز النكهة ويضمن الحصول على توابل صحية أكثر ويوفر المعادن الأساسية التي يتم تجريدها بسبب المعالجة.
= المكسرات والبذور والزيوت: تحتوى على مضادات الأكسدة والدهون الصحية للقلب مما يساعد على الحماية من السرطانات. وتعتبر المكسرات والبذور وجبة صحية يمكن إضافة الشوفان اليها.
= الخضروات الصليبية: مثل البروكلي واللفت والسبانخ وهى منخفضة السعرات الحرارية وتحتوي على مركبات البوتاسيوم المقاوم للسرطان وخفض ضغط الدم خاصة بطهيها على البخار أو شويها.
= فواكه التوت والعنب: الذى يحتوى على مضادات الأكسدة ومعادن وفيتامينات التي تساعد في تعزيز وظائف الجسم الصحية .
= الحمضيات من البرتقال والجريب فروت والليمون: يحتوى على نسبة عالية من فيتامين سى ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية وخفض الالتهابات.
= البصل والثوم: يساعد تناول الثوم والبصل على خفض ضغط الدم بسبب مركبه الأليسين، الذي يعزز استرخاء الأوعية الدموية ويخفض من ارتفاع ضغط الدم.
= الاسماك الدهنية: مثل السلمون وهى مصدرًا ممتازًا لأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي ثبت أنها تخفض ضغط الدم وتخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب.
= حبوب الشوفان: تساعد الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح على خفض ضغط الدم بسبب محتواها العالي من الألياف، مما يساعد على تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم.
= البنجر: غني بالنترات التي تتحول إلى أكسيد النيتريك الذى يساعد على استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية ويعزز مستويات ضغط الدم .
= الزبادي اليوناني: يعتبر الزبادي اليوناني مصدرًا ممتازًا للكالسيوم والبروتين، اللذين يرتبطان بانخفاض مستويات الالتهابات وضعط الدم خاصة الزبادى خالى الدهون واللاكتوز.