أخبارصحة

علامات ضعف المناعة بين الذكور والاناث والجهاز المناعي للحصانة ضد الأمراض الموسمية

د محمد حافظ ابراهيم

حذرت دراسة الدكتورة لودميلا لابا بمركز خودانوف للتحصين المناعي بجامعة موسكو من علامات تدل على ضعف الجهاز المناعي. وأوضحت الدكتورة الروسية أن الإصابة بالأمراض المعدية ليست العلامة الوحيدة التي تشير إلى ضعف منظومة المناعة. كاشفة عن علامات أخرى وهى = تكرار إصابة الشخص بالمرض = رد الفعل لمسببات الحساسية = الضعف العام والتعب = سيلان واحتقان الأنف = حكة في العين = الطفح الجلدي = احمرار العين. واوضحت الدراسة أن الالتهابات الغير معالجة ونوبات الحساسية والأنظمة الغذائية غير السليمة تؤثر سلبا في منظومة المناعة. مؤكدة بزيادة عدد المصابين بالحساسية كل عام وان كل اتصال بمسبباتها يؤدي إلى ضعف منظومة المناعة. فإذا أصيب الشخص بالإنفلونزا أو كوفيد تبقى آثارها الفيروسية، أي ما يسمى بالعدوى المستمرة، يمكن أن تستقر في أي خلية من خلايا الجسم. وهذه تتعب الجسم وترهق منظومة المناعة. كما أن نزلات البرد وانخفاض حرارة الجسم والتسمم والصيام والأنظمة الغذائية غير الصحية كلها تضعف منظومة المناعة.

واوضحت دراسة لخبيرة التغذية الدكتورة جينا هوب ان الذكور أضعف مناعة مقارنة بالإناث. حيث ناقش العلماء، لعقود من الزمن، ما إذا كانت ظاهرة “إنفلونزا الرجال” التي تعبّر عن ضعف مناعة الذكور مقارنة بالإناث، حقيقية أم لا. تقول الدكتورة جينا هوب إن الأدلة تظهر أن جهاز المناعة الأنثوي أقوى من جهاز المناعة الذكري، وأن الأمر يرجع إلى الهرمونات، حيث تميل الهرمونات الجنسية الأنثوية وهى البروجسترون والإستروجين، إلى دعم جهاز المناعة، في حين أن هرمون الذكورة التستوستيرون يمكن أن يثبط المناعة. وتم تسليط الضوء على دور هرمون الإستروجين في مناعة الإناث من قبل علماء المناعة في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ميريلاند . وقاموا بإصابة خلايا من بطانات أنوف الرجال والنساء بفيروس الإنفلونزا الشائع . وفي الخلايا لدى النساء، أدى هرمون الإستروجين إلى انخفاض كبير في مستويات فيروس الإنفلونزا. لكن مستويات الفيروس في خلايا الرجال ظلت دون تغيير، حسبما اوضحت النتائج بالهيئة الأمريكية لعلم فسيولوجيا الرئة. حيث ينتج كلا الجنسين “هرمون أستراديول”، ويوجد بكميات صغيرة في الخصيتين لدى الرجال للمساعدة في إنتاج الحيوانات المنوية، بينما تفرز النساء كميات كبيرة من المبيضين، لبناء جهازهن التناسلي. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن هرمون التستوستيرون يثبط الدفاعات المناعية، ربما لأنه يحرك الأنشطة اخرى مثل بناء العضلات التي تتطلب الطاقة.

ومن منظور تطوري، فإن وجود جهاز مناعة قوي، يمكّن المرأة من حماية الجنين بشكل أفضل من العدوى التي تنتقل منها إلى الطفل في الرحم، كما اوضح الدكتور فرانسيسكو أوبيدا دي توريس، أستاذ علم الأحياء بجامعة لندن. فعندما تصاب النساء الحوامل بالعدوى من الأشخاص المحيطين بهم، فيمكنهن نقلها إلى ذريتهن في الرحم عبر المشيمة. ولكن النساء وأطفالهن يبقون على قيد الحياة بشكل أفضل إذا قامت أجسام الأمهات باستجابة مناعية قوية لمسببات الأمراض، لحماية النسل بأكبر قدر ممكن من الفعالية. ولكن يمكن للرجال أن يدفعوا ثمنا باهظا بسبب استجاباتهم المناعية الأضعف. حيث ينتج الرجال استجابة أضعف ويكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان مقارنة بالنساء. وهذا لأن الاستجابة المناعية الأضعف تعني أن مسببات الأمراض قادرة على إصابة الرجال لفترة أطول، مما يمنح الفيروسات أو البكتيريا مزيدا من الوقت للتلاعب بجينات الخلايا التي تصيبها. وهذا يساعد على انتشار العدوى عبر أجسام الرجال، ويزيد من خطر تكاثر الخلايا بسرعة خارج نطاق السيطرة والتحول إلى سرطان.

واوضحت دراسة هيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية ان الجهاز المناعي الصحى يحصن للدفاع ضد جميع الأمراض الموسمية. وللجهاز المناعي دوراً محورياً في حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا، وتعمل هذه الشبكة المعقدة من الخلايا والأنسجة والأعضاء بشكل متناغم لحماية الجسم، كونه يرسل الأجسام المضادة لمحاربة الأمراض وخاصة الشائعة في فصل الشتاء، ويحد من فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والسعال والعطس . ويتم تكرر إلاصابة بالعديد من الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء بشكل شائع، وخاصة في المراحل العمرية المبكرة يحدث نتيجة ضعف أو عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم، بالإضافة إلى أساليب حياة غير صحية، سواء فيما يتعلق بالتغذية أو نمط الحياة. والإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والفيروس التنفسي المخلوي تعتبر من الحالات الشائعة التي تظهر باستمرار خلال فصل الشتاء، مما يجعل الناس يعانون الإجهاد ويضطرون إلى تناول الأدوية والمضادات الحيوية، والتي تسبب آثاراً جانبية . وأن الحماية من العدوى تعتمد على تعزيز عمل جهاز المناعة والحماية من الأمراض وذلك عن طريق التغذية الصحية التى تحتوي على الفواكه والخضراوات والأسماك واللحوم البيضاء والبقوليات والحبوب الكاملة، والنوم الجيد لساعات كافية، وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن التدخين كما يفيد التعرض اليومي للشمس أو تناول اغذية فيتامين «د» الذى لة دوراً مهمً في تعزيز عمل الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض .

واوضحت الدراسة أن الجهاز المناعي يواجه تحديات متعددة في فصل الشتاء، ما يجعله أكثر عرضة للتهديدات المحتملة، مع التقلبات في درجات الحرارة ومستويات الرطوبة والتغيرات في نمط الحياة خلال أشهر الموسم البارد، ما ينجم عنه إحداث تغييرات في وظيفة المناعة، ويعزز بيئة لانتشار العدوى. ويواجه كبار السن والصغار والأفراد الذين يعانون الأمراض المزمنة وحالات صحية مثل السرطان ومشكلات المناعة الذاتية وفيروس نقص المناعة البشرية، ضعفاً شديداً كما تؤثر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وتقدم العمر في الأداء الأمثل لجهاز المناعة، وتنخفض قدرة استجابته جهاز المناعة لمواجهة العدوى. ولتقوية جهاز المناعة في موسم الشتاء يتطلب اتخاذ تدابير استباقية، مثل النوم الكافي الذى يمكن الجسم من إصلاح وتجديد الخلايا المناعية. ويوفر النظام الغذائي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن اللبنات الأساسية لاستجابة مناعية قوية.

واوضحت دراسة للدكتورة أنيثا فارغيز، بهيئة الغذاء والدواء الامريكية ان عدم قدرة الجسم على إنتاج الخلايا المناعية ينجم عنه انخفاض الأجسام المضادة ويعتبر سوء التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية، أحد الأسباب الشائعة، وتستهدف هذه الحالة على الأكثر الأشخاص ممن لديهم تاريخ عائلي للإصابة باضطراب نقص المناعة ومن يعانون نقص الجلوبولين المناعي الانتقائي، والسمنة، والالتهابات الفيروسية المتكررة، ومرضى السكري ومشكلات الكلى المزمنة والكبد، والذين يخضعون للعلاج بالأدوية الكيميائية، واضطرابات في الدم. حيث اوضحت الدكتورة أنيثا فارغيز أن درجات الحرارة المنخفضة أحد اهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالعدوى والأمراض، عندما لا يكون الجسم فعالاً في مكافحة الفيروسات وعندما يدخل الهواء البارد إلى الأنف والممرات الهوائية العلوية. ولذلك يجب الاهتمام بالنظافة ارتداء الكمامات بالأماكن المزدحمة،. واوصت الدراسة بتناول الاتى:

= تناول الاعشاب: يمكن إضافتها إلى الوجبات أو تناولها كمشروب ساخن للحصول على فوائدها الصحية وتعزيز جهاز المناعة وتدفئة الجسم في فصل الشتاء لأنه يتسم بانخفاض درجات الحرارة.
= تناول البصل والثوم: لأنهم من أهم الأعشاب التي تدعم جهاز المناعة والأكثر فاعلية للوقاية من الأوبئة والأمراض، كونهم يحتويان على خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا، ولهم دوراً هام في توسيع الأوعية الدموية والحد من الإصابة بالجلطات ودعم صحة القلب وخفض الجلوكوز في الدم.
= تناول الزنجبيل: يحتوى على عناصر غذائية صحية وهو يُصنف ضمن الأعشاب الأساسية في فصل الشتاء، ويعرف الزنجبيل بفعاليته في تنظيم عملية الهضم ومقاومة ألامراض وتقوية الجهاز المناعي.
= تناول الفلفل الحار: لزيادة معدل التمثيل الغذائي ورفع درجة حرارة الجسم والشعور بالدفء، وهو يحتوي على نسبة هائلة من فيتامين سى ويُعد من الأعشاب المهمة في التخلص من الكحة.
= تناول الكزبرة: هى مثاليةً في القضاء على السعال المزمن حيث تتميز الكزبرة بفوائدها العلاجية للذين يعانون مشاكل في الجهاز التنفسي العلوي، واضطرابات الجهاز الهضمي.
= تناول القرفة: تعمل على تدفئة الجسم ودعم جهاز المناعة، وتعتبر من المشروبات الهامة في فصل الشتاء، ويمكن إضافتها إلى القهوة أو لبعض الأطعمة للتخفيف من حدة آلام المفاصل والعظام .