أخبارصحة

الزبادي والزهايمر وفيتامينات لتنميه الذاكرة

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتور باتريك بي كول المدير الطبي لصحة كبار السن في جامعة كونيتيكت لا اهم الطرق لحماية الذاكرة مستقبلاً. حيث بالنسبة للكثيرين، يُعد فقدان الذاكرة البسيط، والذي يشار إليه أحياناً بالشيخوخة المبكرة اى اجرءً طبيعياً ، لكن الدراسة اوضحت انه قد يكون مجرد بداية لتدهور الذاكرة لاحقاً. وتشير التقارير الطبية إلى أن 3% من كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و69 عاماً لديهم دليل على الإصابة بالخرف، وأن 35% ممن تبلغ أعمارهم 80 عاماً وأكثر يعانون من الخرف. واوضح الدكتور باتريك بي كول اان هناك العديد من الطرق للمساعدة في منع فقدان الذاكرة أو على الاقل تأخيرها ومن أولها أن تعمل كل ما يفيد صحة القلب. حيث ان الدماغ يتغذى بواحدة من أغنى شبكات الأوعية الدموية في الجسم، ومع كل نبضة، يضخ القلب ما بين 20% إلى 25% من الدم إلى الرأس، لتؤدي الدماغ وظائفها. ونتيجة لذلك، فالعوامل التي تلحق الضرر بالقلب أو الأوعية الدموية قد تؤدي أيضاً إلى تلف الدماغ وبالتالى الذاكرة .

ثم تأتي الوقاية من مرض السكري وإدارته خطوة اخرى في إجراءات الوقاية من الخرف والذهايمر. وتشمل طرق إدارة مرض السكري أو الوقاية منه فى الاغذية الصحية، والنشاط البدني، ومراقبة نسبة السكر في الدم، وإدارة الإجهاد والقلق ونظافة الأسنان والإقلاع عن التدخين والكحوليات ومراقبة ضغط الدم والسيطرة على الكوليسترول بالدم . ثم ياتى بعد ذلك ضعف السمع وهى علاقة ثنائية الاتجاه بين ضعف السمع والخرف حيث يعتبر فقدان السمع عامل خطر للإصابة بالخرف والزهايمر، وأن المرضى الذين يعانون من الخرف معرضون بشكل متزايد لمشاكل بضعف السمع. لذلك تنصح الدراسة بحماية الرأس من الصدمات والامتناع عن التدخين وتعاطي الكحوليات. وكذلك أثبتت الدراسة الى دور الترابط والتفاعل الاجتماعي مع الاهل والاصدقاء في حماية الذاكرة من التدهور والخرف.

وأظهر دراسة للدكتور جون كريان من جامعة كوليدج كورك في أيرلندا اوضح فية ان الزبادى الذى يساعد على الهضم والتخلص من مشكلات الأمعاء يدعم الجهاز المناعي؛ لاحتوائه على نسبة كبيرة من البكتيريا النافعة، و للوقاية من الأمراض، لا سيما الالتهابات واضطرابات الأمعاء، ذلك إلى جانب كونه يخفض من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكرى. واكدت نتائج الدراسة وجود ارتباط بين تناول الزبادي والوقاية من مرض ألزهايمر لكبار السن وذلك بعد أن اختبرت تأثير ميكروبيوت الأمعاء وهي مجموع الميكروبات المتعايشة داخل جسم الكائنات الحية على الدماغ والمناعة العصبية. حيث يعيش تريليونات من الكائنات الميكروباتيه الحية والصحيه الدقيقة في أمعاء الإنسان سواء كانت جيدة أو سيئة والذى يتأثر بها جهاز المناعة بالتوازن بينها. وأظهر فريق البحث من الجامعة أن اعمال المختبر شهدت زيادة في الذاكرة والوظيفة الإدراكية من خلال إدخال أنواع معينة من تلك البكتريا. وكشفت نتائج الدراسة عن أن الميكروبيوم قد يكون هدفاً علاجياً مناسباً لتعزيز الشيخوخة الصحية واستمرار المسن في استقلاليته وأداء أنشطته اليومية بالحفاظ على خلايا الدماغ .

واوضحت الدراسة كذلك أن الزبادي يفيد في المحافظة على توازن الميكروبيوم في الأمعاء؛ لاحتوائه على البروبيوتيك. وبالتالي فهو من ضمن الأطعمة التي يُمكنها أن تساعد في درء مرض الزهايمر، مما يفتح الباب أمام تطوير البروبيوتيك الذي كمعالج حتى يمنع او يخفف مرض الخرف والزهايمر. وطبقاً للدراسة، التي أجرتها جامعة كوليدج كورك في أيرلندا، فإنه يتم التعرف بشكل متزايد إلى ميكروبيوتا الأمعاء كمنظم مهم لمناعة الجسم وصحة الدماغ، حيث تؤدي عملية الشيخوخة إلى تغيرات جذرية في الكائنات الحية الدقيقة، والتي ترتبط بصحة سيئة وضعف خلايا المسنين. وطبقاً للدكتور جون كريان، فإن التدخلات الغذائية يمكن ان تسخر الميكروبيوم لعكس تدهور الدماغ المرتبط بالعمر. حيث نرى دليلاً على تحسين القدرة على التعلم والوظيفة المعرفية. وتشير إلى أن الدراسة تفيد في مسألة أن يكون هناك تركيز على التدخلات الغذائية أو القائمة على البكتيريا، لتعزيز صحة الأمعاء والمناعة، وذلك من أجل الحفاظ على الدماغ شابًا وصحياً.

واوضحت دراسة لباحثون في جامعة أريزونا الأميركية، إلى أن الدور الذي يمكن أن تلعبه خمائر الزبادي في تحسين ذاكرة المصابين بألزهايمر، وذلك عبر أبحاث سريرية أجريت على أكثر من 50 الف شخص . واضافت ان هناك خمس فيتامينات فى الاطعمه تدفع الذاكرة لأقصى طاقتها. حيث أكد الخبراء أن قدرات الذاكرة لدى الناس تتأثر بعوامل رئيسية عديدة، منها المهارات الدراسية، والمشاركة في الفصول الدراسية وقدرات المعلمين إلى جانب عنصر بالغ الأهمية، ألا وهو النظام الغذائي الطبيعى الخاص بالانسان . ويرتفع تأثير عامل النظام الغذائي الطبيعى بشكل كبير مع الوصول إلى سن الدراسة؛ إذ يصبح تأثير التغذية على الأداء المعرفي واضحًا بشكل جلي، بحسب تأكيدات العلماء، وعلى رأسهم الدكتور مات كوتشان، العالم والرائد العالمي في مجال استكشاف الشراكة بين الرعاية الصحية ومركز تعليم التغذية والذاكرة في جامعة “إلينوي”. حيث تلعب العناصر الغذائية التي يحصل عليها الشخص من خلال الطعام دورًا كبيرًا في إنشاء الروابط العصبية للدماغ وإشارات الخلايا أي إن جودة الأطعمة الصحية لها تأثير مباشر على كل شيء بدءًا من سهولة التعلُّم وصولاً إلى تحسُّن درجات الاختبارات.

وتؤكد دراسة جامعة أريزونا الأميركية أن بعض الطلاب الذين ربما لا يحصلون على الفيتامينات والعناصر الضرورية من خلال وجباتهم الغذائية عند وجود بعض المشكلات مثل عدم وجود وجبات صحيه منتظمة أو امتناع الطلاب عن تناول الطعام أو الحالات الطبية المزمنة؛ لذلك من الضروري منح المكملات الغذائيه فى بعض ألاحيانً. وبحسب الدراسة الطبية لجامعه الينوى الأمريكية، توجد خمس عناصر غذائية، يجب أن يحصل عليها الطلاب للحصول على المعلومات وتُعتبر مهمة جدًّا للصحة والأداء الإدراكي العقلى لهم هي:

= اللوتين والزياكسانثين: لدعم الأداء الأكاديمي علميًّا وكيميائيًّا، حيث يُعتبر اللوتين والزياكسانثين نوعَين مختلفَين من العناصر الغذائية، لكن هما من صنف الكاروتيناتن، وهي أصباغ نباتية ذات خصائص قوية مضادة للأكسدة. وأن هذين العنصران يلعبان دورًا كبيرًا في دعم الذاكرة وتحسين سرعة وكفاءة المعالجة، وربما يؤثران أيضًا على الأداء الأكاديمي، خاصة عند تناولهما معًا. ووجدت الدراسه التي أجراها مركز تعلم التغذية والذاكرة أن زيادة تناول اللوتين والزياكسانثين تحسِّن بشكل كبير سرعات المعالجة البصرية وتعتبر الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل السبانخ واللفت، مصادر رائعة للوتين، كما تعتبر الطماطم غنية باللوتين. ويحتوي البيض والذرة والكيوي والعنب والبرتقال والكوسا على الكثير من كل من اللوتين والزياكسانثين.
= الدهون غير المشبعة: أن دماغ الإنسان يتكون من 60 % من الدهون الغير مشبعه؛ وهو ما يفسر سبب كون تناول الدهون الصحية، خاصة الدهون غير المشبعة مفيدًا للتطور والأداء المعرفي خلال جميع مراحل الحياة، بما في ذلك التعليميه . وفي دراسة للجامعة السويدية، أدى تناول الاغذية التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 وأوميجا 6 الدهنية الغير مشبعه إلى تحسُّن كبير في مهارات الطلاب، ومع تحقيق أفضل النتائج لدى أولئك الذين يعانون صعوبات في الانتباه. وتُعتبر الاسماك والمكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون مصادر كبيرة للدهون غير المشبعة..
= الأنثوسيانين: يزيد تدفق الدم إلى الدماغ حيث أشارت دراسة جامعه كولومبيا إلى أن الأبحاث أكدت أن بعض أنواع البوليفينول، مثل الأنثوسيانين، وهي من الاصباغ الأرجوانيه والزرقاء في الفواكه مثل العتب والخضراوات تدعم صحة الدماغ. واوضحت الدراسة أنه يحدث بسبب خصائص الأنثوسيانين المضادة للأكسدة، وقدرتها على تعزيز تدفق الدم الى الدماغ. ويعتبر العنب والتوت اطعمة رائعة لدماغ الانسان وهى من المصادر الطبيعية الجيدة للأنثوسيانين .
= الكولين: له معالجة معرفية عالية ويُعتبر مقدمة لإنشاء العديد من النواقل العصبية التي تسمح بمعالجة معرفية عالية في الدماغ. والكولين أمر حيوي للتطور المعرفي ووظيفة الذاكرة. وأظهرت الأبحاث أن مستويات الكولين لدى النساء أثناء الحمل تؤثر بشكل كبير على الصحة الإدراكية لأطفالهن في المستقبل. وتحتوي الفاصوليا واللحوم العضوية على نِسَب عالية من هذا العنصر، وكذلك البيض يحتوي على هذه العناصر الغذائية .
= فيتامين هـ: وهو هام للتعلم التكنولوجى المعقد. حيث يقول الدكتور مات كوتشان ان فيتامين (هـ) يوجد في كل أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة والرؤية والسمع وتطور اللغة وحتى التعلم التكنولوجى المعقد وإنه أحد أقوى العناصر الغذائية المضادة للأكسدة وأن أفضل المصادر الطبيعية هي البيض وبذور عباد الشمس واللوز والبندق والفول السوداني والبروكلي وهى مصادر رائعة لفيتامين (هـ).