د محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الامريكية براسة الدكتور جيفري وينغ أن المدخنين هم ألاكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة وألزهايمر والخرف والاضطرابات العقلية مقارنة بغير المدخنين. وإن أولئك الذين أقلعوا عن التدخين كان التدهور المعرفي لديهم أقل مقارنة بالمدخنين. وأشار الباحثون إلى أن الرابط بين التدخين وألزهايمر والخرف يعد دليلا لفائدة التوقف عن التدخين للعناية بالجهاز العصبي قبل التقدم في العمر . واوضحت الدراسة انه من بين 136018 مشاركا ، اتضح ان ما يقرب من 10 بالمائة مهم مصابون بالتدهور المعرفي، وكان معظمهم من المدخنين . واضافت الدكتورة جينا راجكزيك بكلية الصحة العامة بجامعة ولاية أوهايو ان نتائج الدراسة مؤشر على خطورة التدخين وأثره على الذاكرة، واكدت الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين .
واوضح الدكتور ماثيو كوهين المدير المشارك لمركز ديلاوير لأبحاث الشيخوخة المعرفية لبعض العلامات المبكرة للخرف. واوضح أنه من الشائع أن يصاب الأشخاص بضعف إدراكي خفيف في حالة التقدم فى السن إلا أن هناك فرقا بين الاختلال المعرفي المعتدل والخرف حيث قد يواجه الشخص الذي يعاني من الخرف مشاكل يومية في التفكير والذاكرة . وتشمل فى طرح نفس الأسئلة مرارا وتكرارا أو الاعتماد المتزايد على الوسائل المساعدة على الذاكرة أو على أشخاص آخرين لتذكر الأشياء . وهناك مؤشر آخر فى وجود صعوبة جديدة في التعامل مع الشؤون المالية وصعوبة في المهام المألوفة. مثل عدم تذكر كيفية التوجة إلى متجره أو عدم تذكر قواعد اللعبه المفضلة، فقد يكون مصابا بالخرف.
واوضح الدكتور ماثيو كوهين انه من الممكن أن يتسبب المرض في فقدان التواريخ والأماكن والمواعيد. وقد تكون هناك مشكلات في اللغة المنطوقة والمكتوبة، وصعوبة التعبير.حيث انه من الطبيعي أن تواجه أحيانا صعوبة في العثور على الكلمة الصحيحة. ومع ذلك، يجدر التحقق مما إذا كانت هذه المشكلات أسوأ بشكل ملحوظ من الأشخاص الآخرين من نفس العمر أو إذا كانت هناك صعوبة في متابعة محادثة أو الانضمام إليها. وقد يؤدي الخرف إلى وضع عناصر في غير محلها. ومن الطبيعي أن تضع الأشياء في غير مكانها من وقت لآخر، ولكن إذا كان الشخص يجد صعوبة في تتبع خطواته، أو يتهم الآخرين بالسرقة، فقد يكون ذلك علامة على وجود حالة الخرف والزهايمر. كما يمكن عدم الاهتمام لعادات العناية الشخصية، مثل الاستحمام والعناية بالجسم والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات أو الارتباطات فهى علامات تحذيرية للإصابة بالخرف وقد تكون تغييرات في الحالة المزاجية مثل الشعور بالارتباك والريبة والاكتئاب والقلق .
واوضحت دراسة للجامعة الوطنية الأسترالية ان تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم تحفض من مخاطر الإصابة بالخرف وأن زيادة تناول المغنيسيوم في النظام الغذائي اليومي يمكن أن تحسن صحة الدماغ مع التقدم في العمر وتخفض من خطر الإصابة بالخرف . حيث وجد الباحثون أن استهلاك أكثر من 550 ملجم من المغنيسيوم يوميًا، من خلال أطعمة مثل السبانخ والمكسرات أدى إلى الحفاظ على عمر دماغ أصغر بنسبة حوالي 55 % مقارنة بأولئك الذين يتناولون 350 ملجم بشكل طبيعي. حيث يمكن أن تؤدي زيادة تناول المغنيسيوم إلى تحسين الوظيفة الإدراكية وخفض خطر الإصابة بالخرف وتأخير ظهوره الى وقت لاحق من الحياة، وتؤكد نتائج الدراسة على فوائد النظام الغذائي الغني بالمغنيسيوم تعزيز صحة الدماغ.
واوضح الباحثون بالجامعة الوطنية الأسترالية إن تناول كميات كبيرة من المغنيسيوم في وجباتنا الغذائية من سن أصغر يحمينا من الأمراض الإنتاكسية العصبية، والتدهور المعرفي الذي يصيب الأشخاص في سن الأربعين. وأشارت الدراسة إلى أن التأثيرات الوقائية للأعصاب المرتبطة بالمغنيسيوم تفيد النساء أكثر من الرجال، وفي العموم فإن تناول المغنيسيوم يخفض من مظاهر الشيخوخة. وان اهم المصادر الأساسية للمغنيسيوم من الغذاء هي الخضروات، وخاصة الخضروات الورقية الخضراء والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة ومنتجاتها مثل الخبز المصنوع من القمح والشوفان الكامل والمكسرات والأسماك الدهنية والشوكولاته الداكنة والأفوكادو.
واوصت الخبيرة بجامعة هارفارد الامريكية الدكتورة أوما نايدو خبيرة التغذية والصحة النفسية بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين (بى) للوقاية من الاكتئاب والخرف والتدهور العقلي. ونصحت بالحصول على كميات كافية من فيتامينات بى من أجل دماغ أكثر صحة وشباباً. واوضحت انها شخصيا تحافظ على نظام غذائي متوازن، من خلال الحصول على جميع الفيتامينات الصحية الطبيعية، لأنها ضرورية لمنع التدهور المعرفي. وتنصح بمجموعة فيتامينات (بى) لمنع تدهور الدماغ، حيث ان الدراسة وجدت أن الاكتئاب والخرف والتدهور العقلي غالبا ما يرتبط بنقص هذه الفيتامينات.
تؤكد الباحثة على أهمية فيتامين بى 1 في منع المشكلات العصبية في الدماغ، وفيتامين بى 2 الذي يساعد في قدرة الخلايا على التفاعل، وفيتامين بى 3 في خفض الالتهاب، وبى 5 في إنتاج الدهون الضرورية للدماغ وفيتامين بى 6 في الوقاية من الأمراض وتقوية المناعة، وبى 7 الذي يزيد من التواصل بين الخلايا في الدماغ، وبى 9 الذي يساعد في ازالة السموم ويدعم صحة الدماغ العصبية والنفسية. كما تكمن أهمية بى 12 في دعم وظيفة الجهاز العصبي وتكسير الهوموسيستين، وهو بروتين يؤدي إلى الإصابة بالخرف. وتشير الباحثة إلى أن فيتامينات بى هي أسهل الفيتامينات التي يمكن الحصول عليها في النظام الغذائي اليومي، مشيرة إلى ألاطعمة الغنية بفيتامينات بى التى يجب تتناولها يومياً، هي البيض والزبادي وعباد الشمس والخضروات الورقية والبقوليات بالإضافة إلى الاسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والتونه والماكريل .
واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى تشحن المخ وتقوي الذاكرة . حيث ان هناك الكثير الذي يمكن فعله وتناولة لمنع تدهور حالة المخ، إلا أنه بالتركيز على العادات الغذائية، فقد يمكننا تفادي تدهور المخ، بل من الممكن تقويته وتعزيز الذاكرة. فعندما يتعرض الشخص للتوتر، أو لضغوط عضوية أو معنوية، فإن ألجسم تطلق السيتوكينات المسببة للالتهابات، مما يدفع الجهاز المناعي بالجسم للتحضر لمحاربة تلك الالتهابات. وفي هذه الحالة يأتي دور العناصر الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة والدهون المفيدة والفيتامينات والمعادن التي تدفع جهاز المناعة لتأدية دوره بشكل جيد وبالتالي تحمي المخ من الآثار المدمرة للتوتر. ومن الأطعمة المفيدة التي تعتبر بمثابة “الشاحن” والمقوي للمخ والتي تحميه من التلف وتعزز من الذاكرة هى:
= زيت الزيتون: هو من اهم عناصر اغذية البحر المتوسط المفيدة والغنية بالبوليفينولات، وهي مضادات للأكسدة تحمي المخ من الأمراض.
= الأفوكادو: يحتوي الأفوكادو على فيتامين “K” والفولات التي تمنع تجلط الدم في المخ وتحمي من السكتة الدماغية، كما أنها تحسن من الوظائف الإدراكية للمخ.
= الاسماك الدهنية: مثل السلمون والرنجة وهو مصدر طبيعي للأوميجا-3 التي تلعب دوراً هاماً وحيوياً في الحفاظ على صحة خلايا المخ فهم من أفضل الأطعمة التي تقوي و”تشحن” المخ.
= التوت البري: هذه الفاكهة غنية بمضادات الأكسدة المفيدة للمخ، كما أنها تساعد في خفض الالتهابات وتحمي المخ من التلف الذي يصاحب التقدم في العمر.
= الكركم: الكركم يقوم بدور المفعّل للجزء الخاص من الحمض النووي المسؤول عن مقاومة الالتهابات. فهو من التوابل المفيدة جدا لصحة المخ والذاكرة.
= الجوز عين الجمل: الجوز غني بالعناصر الغذائية التي تدعم صحة المخ بشكل كبير وفعال، فهو غني بفيتامين “E” والأوميجا-3 والنحاس والمنجنيز والألياف المفيدة لصحة المخ.
= الهليون: غني بالألياف المفيدة لصحة المخ، كما أنه غني بمضادات الالتهابات والفولات. هو من النباتات الغنية بالعناصر المفيدة التي تساعد في تنقية الجسم من السموم وتخفض من الالتهابات والسيطرة على التلف الذي تحدثه الجذور الحرة.
= السبانخ: غنية بمضادات الأكسدة وبفيتامين “K” والفولات واللوتين التي تقوي المخ وتحميه من ضرر الجذور الحرة.
واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية لبعض الطرق الطبيعية للحماية من النسيان والخرف وبعض النصائح الطبية لتعزيز الذاكرة. حيث أن العلماء توصلوا إلى العديد من الطرق والعلاجات التي يمكن أن تساعد فى تعزيز الذاكرة، حيث اوضح الدكتور جيريمي دين، دكتور بعلم النفس بهيئة الصحة الوطنية البريطانية الذي اوضح اهم الطرف التى دعم الذاكرة وتقويتها فى الاتى:
= الرسم: توصلت الأبحاث إلى أن رسم صور للكلمات والأشياء يساعد في بناء ذكريات أقوى وأكثر موثوقية. وأن جودة الرسومات نفسها لا تهم ولكن يمكن الاستفادة من هذه التقنية.
= إغماض العينين: أن إغلاق العينين يمكن أن يساعد في تحريك الذاكرة وتذكر التفاصيل.
= تخيل كيفية الارتباط: أن تتخيل كيفية ارتباط الأشياء بنفسك ويساعد ذلك على تعزيز الاسترجاع.
= بروفة لمدة 40 ثانية: أن التمرين على التذكر لمدة 40 ثانية يمكن أن يكون مفتاح الاستدعاء الدائم للذاكرة . عند التمرين على الذكرى ينشيط نفس المنطقة من الدماغ، والتي تتضرر لدى مرضى الزهايمر.
= الجرى والمشى حافيًا: أن الجرى حافى القدمين يحسن الذاكرة أكثر من الجري مرتديًا الأحذية.حيث يجب على من يقوم بالجرى حافى القدمين أن يتجنب الحصى وأي شيء آخر قد يضر بقدميه.
= الكتابة بخط اليد: الكتابة باليد تقوى الذاكرة مقارنة بالكتابة على لوحة مفاتيح أو لوحة افتراضية. حيث تساعد ردود الفعل الحركية من عملية الكتابة وحاسة لمس الورق والقلم على التعلم والنشاط البدني.
= رفع الأثقال: أن تمرينًا واحدًا باستخدام الأثقال يعزز الذاكرة طويلة المدى على الفور بنحو 20٪. وأن التمارين الهوائية تعزز الذاكرة ايضا ورجح الباحثون أن السبب يرجع إلى أن التمرين باستخدام الأوزان يمثل حالة من الصعوبة تظل بعدها الذكريات أكثر ثباتا.