أخبارصحة

علاقة التدخين والأطعمة المحروقة بالسرطان ونصائح وأغذية علاجية

د-محمد حافظ ابراهيم

 

   اوضحت الدكتورة نينا أدلر من معهد أبحاث السرطان في مدينة أونتاريو الكندية لبحث جديد في إزاحة النقاب عن أحد الأسباب التي تفسر العلاقة بين التدخين ومرض السرطان، بعد أن تبين لهم أن التبغ يثبط عمل بروتينات معينة داخل الجسم مسؤولة عن مكافحة الأورام . وبحسب الدراسة التي أجراها الفريق البحثي الكندى ، تبين أن تدخين التبغ يؤدي إلى حدوث تغيرات سلبية في الحمض النووي بجسم الإنسان ويعطل عمل بروتينات معينة مسؤولة عن مكافحة السرطان. وذكر الفريق البحثي أن التدخين يؤثر على عمل جينات معينة تحمل اسم «مثبطات الأورام»، وهي المسؤولة عن صناعة البروتينات التي عادة ما تمنع نمو الخلايا غير الطبيعية في الجسم.

 واوضحت الدكتورة نينا أدلر من جامعة تورنتو، والباحثين ان الدراسة أظهرت أن التدخين يرتبط بتغيرات في الحمض النووي تعرقل تكون مثبطات الأورام، مضيفة أنه من دون هذه المثبطات، تنمو الخلايا غير الطبيعية في الجسم دون أي مقاومة، وبالتالي تتطور الأورام السرطانية بسهولة أكبر. وفي إطار البحث استخدم الباحثون منظومات حوسبية لتحليل الحمض النووي من أكثر من 12 ألف عينة لأورام تتعلق بـ18 نوعاً مختلفاً من السرطانات، وأظهرت نتائج التحليل وجود صلة قوية بين البصمة التي يتركها التدخين على الحمض النووي والطفرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة. وخلص الفريق البحثي للدكتورة نينا أدلر إلى أن التدخين يؤدي إلى طفرات ضارة بالحمض النووي، ويعطل عمل بروتينات مهمة في الجسم، ويتسبب في تأثيرات ضارة بالصحة على المدى الطويل. 

واوضح باحثون من جامعة ستوكهولم بالسويد عن المخاطر الصحية المحتملة لتناول الأطعمة المحروقة قى خطر الإصابة بالسرطان . حيث يتناول الكثير من الناس الطعام المحروق سواء لطعمه المقرمش أو بسبب أن المذاق المتفحم قد يضيف بعض النكهة إلى الطعام ولكن قد لا هذا يكون صحيا. حيث نظر الباحثون بجامعة ستوكهولم في المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بتناول الأطعمة المقلية والمخبوزات، مثل البطاطس والخبز، وأوضحت الدراسة تكوين مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية مرتبطة بتطور السرطان، في الأطعمة التي يتم تسخينها عند درجة حرارة تزيد عن 120 درجة مئوية  اى 248 فهرنهايت وهى تشمل اطعمة مثل البطاطس والخبز والبسكويت والحبوب والقهوة. واوضح الخبراء إنه يجب تناول الأطعمة المحترقة أو المتفحمة بحذر، حيث إن هناك مجموعة متزايدة من البيانات التي تشير إلى مخاطر صحية كبيرة، بما في ذلك ارتباطها بالسرطان.

 واوضحت الدراسة انه يمكن أن تحدث التفاعلات الكيميائية عند طهي وجبات الطعام في درجات حرارة عالية أو تعرضها للهب المكشوف، مما قد يؤدي إلى إنتاج مواد تعرف باسم الأمينات الحلقية غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات مضيفة أنه في الاختبارات أظهرت هذه المواد الكيميائية  أنها طفرة مسرطنة. وان مادة الأكريلاميد، التي تم تحديدها على أنها مركب محتمل مسرطن للإنسان من قبل المركز الدولي لأبحاث السرطان يتم إنتاجها عندما يتم تسخين الخضروات التي تحتوي على الحمض الأميني الأسباراجين إلى درجات حرارة عالية في وجود سكريات معينة . ويستخدم في الغالب في إنتاج مواد تسمى بولي أكريلاميد وبوليمرات الأكريلاميد المشتركة، والتي تساعد في تصنيع الورق والأصباغ والبلاستيك، وفقا للمعهد الوطني للسرطان . حيث تم ربط هذة المواد بتلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، خاصة في أعضاء مثل القولون والمعدة والكبد، حيث كلما زادت تناول كميات هذه المواد الخطرة في الطعام وكلما كانت عملية الطهي أطول وأكثر سخونة تسبب سرطان الثدي والقولون .

 واوضحت دراسة للدكتور الروسي ألكسندر مياسنيكوف بجامعة موسكو ان مادة غذائية يمكن أن تكون السبب في الإصابة بسرطان القولون . ويشير الدكتور ألكسندر مياسنيكوف ، إلى أنها أحد العوامل الرئيسية المسببة للإصابة بسرطان القولون، هو الإفراط في تناول اللحوم الدهنية الحمراء وخاصا المحفوظه والمعلبه . ويقول الدكتور ألكسندر مياسنيكوف ان المقصود باللحوم الحمراء المعالجة مثل النقانق والصوص واللحم المقدد ولحم الخنزير المقدد وأضاف لهذه القائمة لحم الخنزير ولحم البقر والضان . ويضيف الدكتور ألكسندر مياسنيكوف ان منظمه الصحه العالميه وعلماء الأورام يعتبرو هذه اللحوم رسميا مادة مسرطنة كالتبغ والكحوليات والمواد الكيميائية. ووفقا الدكتور ألكسندر مياسنيكوف فان هناك بالطبع عوامل أخرى تسبب الإصابة بالسرطان مثل العوامل الوراثية والتهاب القولون التقرحي . وينصح الدكتور ألكسندر مياسنيكوف بعدم انتظار ظهور أعراض المرض، وإجراء تنظير للقولون بعد بلوغ الخمسين من العمر، لأنه قبل هذا العمر نادرا ما تشخص إصابات بسرطان القولون.

 واوضحت دراسة للدكتورة تاتيانا بوتشاروفا بجامعة موسكو انه يوجد هناك مادة غذائية لتحسين عمل الأمعاء وهى أنواع من الحبوب الطبيعيه. حيث تنصح الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا، بتناول الذرة لتحسين عمل الأمعاء. وتشير الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا إلى أن فوائد الذرة للصحة عديدة. لذلك يمكن للشخص البالغ تناول قطعتين من الذرة أي حوالي 200 جرام من الذرة في اليوم، ويمكن للصغار تناول نصف هذه الكمية. ولا ينصح بتناول أكثر من هذه الكمية، لأن الذرة صعبة الهضم ويمكن ان تسبب انتفاخ البطن واضطراب عمل الأمعاء. . واوضحت الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا ان الذرة مفيدة لمنظومة المناعة والجلد لأنها تحتوي على فيتامينات A و В و Е و C. ولكن هذا ليس حول الفشار أو الذرة المعلبة التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، بل فقط عن الذرة المسلوقة. وتضيف الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا  ان كل 100 جرام من الذرة تحتوى على 90 سعرة حرارية وجرامين من الدهون وحوالي ثلاثة جرامات من الألياف الغذائية، التي تخفف الشعور بالجوع وتنظف الأمعاء. وان تناول كمية صغيرة من الذرة مفيد لعملية الهضم.

 وتشير الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا إلى أن فيتامين B3 الموجود في الذرة يؤثر في الدورة الدموية ويوسع الأوعية الدموية، وبالتالي يخفض مستوى ضغط الدم. وتقول ان 100 جرام من الذرة تحتوى على 270 مليجرام من البوتاسيوم، الذي يخفض ضغط الدم. ولكن هذا التأثير المفيد يزول عند تناول الذرة المطبوخة مع إضافة الملح، لأنه يسبب احتباس السوائل في الجسم وهذا ضار لمن يعاني من ارتفاع مستوى ضغط الدم. وتضيف الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا ان الذرة تحتوى على الكاروتينويد المضادة للأكسدة وتؤخر عمليات الشيخوخة والالتهابات. وانها مفيدة للبصر مثل اليقطين والجزر. وبذور الذرة مثل الخضروات ذات الألوان الزاهية حيث تبطئ التغيرات المرتبطة بالعمر، وتخفض من احتمال الإصابة بإعتام عدسة العين.

 ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية فانه يوجد خمسة أنواع من الحبوب تعتبر الافضل لصحة الأمعاء. حيث يجب أن تشكل الحبوب ما لا يقل عن 40% من النظام الغذائي اليومي للإنسان وهى  الحنطة السوداء والأرز الاسمر والشوفان والبرغل والذرة وهى تحتوي على ألياف غذائية طبيعيه لا يمكن تعويضها، هي مصدر مهم للمعادن والعناصر الدقيقة وفيتامينات بى ولكل نوع من الحبوب فوائدها الخاصة بها . لذلك فإن النظام الغذائي يعتبر صحيا تماما عندما يحتوي على أكبر قدر من الحبوب الكاملة وهى:

 = الحنطة السوداء: حيث تحتل الحنطة السوداء مركز الصدارة بين هذه الحبوب. لأنها غنية بالبروتينات النباتية والكربوهيدرات البطيئة الامتصاص ومضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من الشيخوخة المبكرة. وهى غنية بالحديد والمغنيسيوم والفوسفور والنحاس والمنجنيز والألياف الغذائية التى تحفز عمليه الايض فى الأمعاء وتمتص وتزيل الكوليسترول الزائد.

= الأرز البنى: يعتبر الأرز البنى مصدرا مهما للزنك، الذي يحمي ويجدد الجلد والأغشية المخاطية. لأن جميع المواد المفيدة مثل الفوسفور والمغنيسيوم والزنك وفيتامينات مجموعة بى موجودة في قشرة حبوب الأرز البنى وأن الأرز الأبيض يبقى مصدرا للكربوهيدرات فقط .

= حبوب الشوفان: يمكن تناول عصيدة الشوفان في الافطار. لأن الشوفان يحتوي على البروتين وألياف البيتا جلوكان الغذائية وعناصر معدنية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك وفيتامينات  A و E. وقد أثبت العلماء، أن الألياف الغذائية فى الشوفان من بيتا جلوكون لها تأثيرات مضاد للكوليسترول وتحمي الأوعية الدموية من تراكمه وتخفض مستوى السكر في الدم.

= البرغل: يعد البرغل غنيا بالبروتينات، حيث تحتوي 100 جرام منه على 12 جراما من البروتينات. كما يحتوي على فيتامين К ومجموعة فيتامينات بى وفيتامين Е وبيتا كاروتين ومعدن المغنيسيوم والكالسيوم والحديد والبرغل يحفز تدفق الصفراء مما يمنع نشوء الحصى وتسمم الكبد.

= الذرة: الذرة مهمة ومفيدة للجسم لاحتوائها على الجلوتين الذي يحفز عمليات المناعة الذاتية. كما أنها مصدر مهم لفيتامينات  E و A و B و H وعناصر الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والأحماض الأمينية مثل تريبتوفان والليسين.

 واوصت هيئة مايو كلينيك الامريكية ببعض النصائح لمريض السرطان. حيث اوضحت ان العلاج الكيميائى يعد من أهم مراحل العلاج لمريض السرطان، والذى يأتي مع مجموعة من الآثار الجانبية منها الغثيان وتساقط الشعر والشعور بالإنهاك والضعف العام بالجسم، ويمكن أن يتعاقى مريض السرطان وذلك باتباع مجموعة من النصائح واهمها الاتى:

= الحصول على قسط من الراحة: التعب هو الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا الذي يعاني منه مرضى السرطان، وخاصة أولئك الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. لذلك يجب الحصول على قسط وافر من الراحة وتجنب الضغط النفسى بشدة وكن صبورًا مع نفسك والآخرين في طلب المساعدة حتى تتمكن من التعامل مع الأمر بسهولة.

= حافظ على رطوبة الجسم: يمكن أن يسبب الإسهال والقيء وهى من اثار العلاج الكيميائي إلاصابة بالجفاف. ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض الطاقة ويمكن أن يسبب مشكلات صحية أخرى لذلك تأكد من شرب الكثير من الماء والعصائر والحليب لتجنب الجفاف.

= تناول الطعام الصحى: يمكن أن يسبب العلاج الغثيان وفقدان الشهية، لذلك من المهم تناول الطعام لتجنب الإصابة بسوء التغذية .

= خلق شعور بالحياة الطبيعية في الروتين اليومى: التزم بالروتين الطبيعي قدر الإمكان مثل تناول وجبة مع عائلتك. يمكن لهذه الطقوس أن تساعد على صرف انتباهك عن السرطان.

 = طلب الدعم النفسى من الطبيب والعائلة: إن الخضوع للعلاج أمر صعب، لذلك تطلع إلى العائلة وألاصدقا والطبيب للحصول على الدعم.

= احتفظ بالمتعلقات التي تجلب الراحة: مثل بطانيتك المفضلة، أو وجبة خفيفة لذيذة، أو صديقك المفضل، أو كتابًا جيدًا أو أي شيء يجلب لك أكبر قدر من الراحة ويبقيك مشغولاً.

= تغلب على الغثيان: يعاني العديد من المرضى من الغثيان أثناء وبعد العلاج لذلك، احصل على شاى النعناع لخفض الغثيان او الجلوس في الخارج والحصول على بعض الهواء النقي.

= كن إيجابيا: في بعض الأحيان تكون مخاوفنا أسوأ من الواقع، ويمكن أن يفاجئك كل يوم من أيام العلاج لذلك ابحث عن الإيجابيات الصغيرة في يومك للحفاظ على معنوياتك مرتفعة.التدخين