تعاون مركز محمد بن راشد للفضاء مع وكالة الفضاء الأوروبية ومركز الطيران والفضاء الألماني
ايه حسين
سلَّط مركز محمد بن راشد للفضاء اليوم الضوء على التعاون الناجح مع وكالة الفضاء الأوروبية ومركز الطيران والفضاء الألماني في إجراء التجربة الثالثة حول التعليق المغناطيسي، التي أجراها رائد الفضاء سلطان النيادي خلال فترة تواجده على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 6 أشهر.
تهدف هذه التجربة إلى دراسة عملية تصلُّب معادن عديدة ناقلة للكهرباء إلى جانب خصائصها الفيزيائية والحرارية، كما تبرز أهمية التعاون الدولي في مجال تطوير علوم الفضاء، وتبادل الخبرات العلمية بين الدول. ويعد نجاح هذه التجربة دليلًا على مدى الجهود المبذولة من قبل الجهات الثلاث.
وتعليقًا على أهمية هذه التجربة، قال عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء: “إن التعاون مع شركائنا في وكالة الفضاء الأوروبية ومركز الطيران والفضاء الألماني يبُرز أهمية التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء. تجربة التعليق المغناطيسي، التي شارك فيها سلطان النيادي، ستساهم بشكل كبير في فهم سلوكيات تصلُّب المعادن في الفضاء، إلى جانب المساهمة في تحسين إنتاج السبائك المعدنية على الأرض، وعملية وضعها في قوالب”.
جهاز التعليق المغناطيسي، المتواجد في وحدة كولومبوس بمحطة الفضاء الدولية، يسمح بذوبان العينات وتصلبها بدون قوالب في بيئة غازية فائقة النظافة، ويتم تسخين هذه العينات وحفظها في مجال كهرومغناطيسي، مما يسهل إجراء التجارب العلمية في بيئة الجاذبية الصغرى، وتُجرى عملية التسخين أثناء الليل على متن المحطة، عندما يكون الطاقم نائمًا، وهو ما يساعد على استقرار العينات كما أن له تأثير جيد على جودة البيانات العلمية. وتساعد نتائج هذه الدراسة على تحسين جودة إنتاج السبائك المعدنية، وعملية وضعها في القوالب على الأرض.
يضم هذا الجهاز حاليًا 18 عينة معدنية، كل منها بحجم عقلة الإصبع، وتقدم هذه العينات نظرة أعمق حول عمليات التصلب، كما تسمح للباحثين بالتعمق في الخصائص الفيزيائية الحرارية، مثل اللزوجة، وتوتر الأسطح. خلال كل دورة تجريبية، يتم تسخين العينات في درجات حرارة تصل إلى 2100 درجة مئوية، ويتم التقاط قياسات دقيقة أثناء تعرضها للانصهار والتصلب.
وقال د. يان غيرنر، مدير العمليات الخاصة بجهاز التعليق المغناطيسي، مركز الطيران والفضاء الألماني: “منذ عام 2014، يستخدم طاقم محطة الفضاء الدولية جهاز التعليق المغناطيسي تحت إشراف مركز دعم الأنشطة في بيئة الجاذبية الصغرى التابع لـ مركز الطيران والفضاء الألماني في كولون، ويقدم لعلماء المواد بيانات تُظهر الخصائص الحرارية والفيزيائية للعينات التي لا تتأثر بالقوى الخارجية”.
وأضاف: “الأبحاث المشتركة في محطة الفضاء الدولية من أبرز مشاريع التعاون السلمية على مدار العقود”، مشيرًا إلى أن “كل الجهات العالمية التي تستخدم تقنية
التعليق المغناطيسي تقدم الشكر لرائد الفضاء سلطان النيادي لإسهامه في نجاح العمليات العلمية في مجال أبحاث المواد في ظروف بيئة الجاذبية الصغرى على متن محطة الفضاء الدولية”.
منذ انطلاق النسخة الأولى من هذه التجربة على متن محطة الفضاء الدولية، تم تنفيذ أكثر من 2000 تجربة علمية، ومن المتوقع إجراء المزيد في السنوات المقبلة، وهو ما سيعود بالنفع في المستقبل على عملية إنتاج المعادن على الأرض.
يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.