مقال

الاغذية الوظيفية Functional Food

د. أسماء محمد شبل مرعى
باحث – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية

الأغذية الوظيفية أو الأطعمة الوظيفية هي أحدث الاتجاهات في مجال التغذية والطب. حيث لا تحتوي تلك المواد الغذائية على العناصر الغذائية الرئيسية للجسم فقط ولكن لها فوائد صحية وعلاجية ووظيفة وقائية أو علاجية وذات قيمة غذائية عالية، ولها فوائد صحية وعلاجية وتحتوي على بعض المكملات الغذائية أو بعض المكونات الإضافية الأخرى بهدف تحسين الصحة عند استهلاكها بشكل منتظم ضمن النظام الغذائي. حيث أنها تساعد على تقليل سوء التغذية وتعزيز النمو السليم وحماية الجسم من الأمراض. تعتمد خصائص الأطعمة الوظيفية على المركبات الموجودة بها سواء بشكل طبيعي أو المضافة أثناء التحضير والمعالجة مثل البروبيوتيك ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
ويمكن تفسيم الأغذية الوظيفية الى أغذية وظيفية طبيعية وأغذية وظيفية مصنعة. وتعتبر الأغذية الطبيعية الغنية بالمغذيات ولها فوائد طبية، أطعمة وظيفية طبيعية على سبيل المثال بعض الفواكه (مثل التفاح، والبرتقال، والتوت، والموز)، والخضروات (مثل السبانخ، والبروكلى، وقرنبيط)، والبذور (مثل الشيا، والقطونة، والكتان)، والبقوليات (مثل الشوفان، والأرز البنى، والشعير)، والمكسرات (مثل اللوز، والفستق، والكاجو)، والمأكولات البحرية، والأعشاب والتوابل (مثل القرفة، والكركم، والزنجبيل)، وغيرهم. أما الأغذية الوظيفية المصنعة فتلك الأغذية التي يتم معالجتها وتدعيمها ببعض الإضافات (مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية) لزيادة فوائدها الصحية، ومن أمثلتها منتجات وبدائل الحليب المدعمة والحبوب المدعمة فى بعض المنتجات مثل الخبز والمكرونة.
انتشر استخدام الأغذية الوظيفية في المجال الصحي والعلاجي في الأونة الأخيرة بصورة كبيرة. حيث يتم تناول الأغذية المدعمة بالفيتامينات والمعادن مثل تلك المدعمة بالكالسيوم للحفاظ على صحة العظام. وأيضا يتم تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة كأغذية وظيفية للتحكم فى مستوى السكر فى الدم ، والسمنة، وأمراض القلب، و الحماية من أمراض سوء الهضم. فمثلا تحتوي حبوب الشوفان على ألياف البيتاجلوكان والتي تساعد فى تقليل الالتهابات، وتحسين المناعة، وخفض مستوى الكوليسترول في الدم وبالتالى الحفاظ على صحة القلب. وأيضا الخضروات والفواكة ومنتجات النحل لها دور وظيفى لأنها من أهم مصادر المركبات الفينولية كمضادات أكسدة، والتى تساعد على حماية القلب والوقاية من الأمراض مثل السرطان ومرض السكرى. والمكسرات بصفة خاصة غنية بالمركبات الفينولية والفلافونويد والإيسوفلافونويد والفيتوستيرول وحمض الفايتيك والتى لها دور وظيفى  فى خفض نسبة الدهون في الدم وحماية القلب والأوعية الدموية. وهناك العديد من المنتجات الغذائية الأخرى التي يتم تصنيفها ضمن الأطعمة الوظيفية مثل المواد القابلة للدهن التي تحتوي على زيت الكاميلينا باعتباره مصدرًا جيدًا لأوميجا ٣، والبيض المخفض للكوليسترول، ومنتجات الألبان قليلة الدسم. الأغذية المدعمة بالأحماض الدهنية مثل أوميجا ٣، وڤيتامين ب١٢، والحديد، والكالسيوم، والزنك لها دور مهم فى نمو وتطور الجسم.
والجدير بالذكر أن الأغذية الوظيفية يتم تناولها في شكل أطعمة أو مشروبات، أما إذا تم استهلاك المكونات الغذائية على هيئة حبوب أو أكياس أو كبسولات أو غيرها، ففى هذه الحالة تعتبر مكملات غذائية وليست أغذية وظيفية. يساهم استهلاك الأطعمة الوظيفية جزئيا في تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض وهى فقط أحد أسباب الوقاية ويجب على المستهلك ادراجها ضمن النمط الغذائى لنمط حياة صحي بالتوافق مع ممارسة الرياضة، والنوم الكافي، وتجنب التدخين والوزن الزائد. ولكن من الممكن أن تصبح الأغذية الوظيفية سببا فى بعض المشكلات الصحية إذا تم تناولها بكميات كبيرة ودون اتباع التعليمات الطبية وإذا لم يتم الفصل بين تناولها وتناول بعض الأدوية بوقت كافى، وذلك لامكانية حدوث بعض التداخلات مع بعض الأدوية خاصة عند كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والأطفال.

د. أسماء محمد شبل مرعى
باحث – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية