مقال

تغذية الأطفال المصابين بالتقزم

قالت د/ رحاب محمد أحمد إبراهيم باحث أول بقسم الأغذية الخاصة والتغذية – معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

ﻳﻣﻛﻥ ﺃﻥ يؤدى ﺳﻭء ﺍﻟﺗﻐﺫﻳﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﻭﺍﻗﺏ وخيمة ﺗﺳﺗﻣﺭ ﻣﺩﻯ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ  تؤثر على الفرد وبالتالى على الدولة. ويعتبر التقزم أحدى أمراض سوء التغذية التى يمكن أن يعانى منها الطفل. ويعرف ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺘﻘﺰﻡ ﺑإﻧﻪ الحالة المرضية ﺍﻟتي ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ125ﺳﻢ ﺃﻭ أﻗﺼﺮسواء للرجال أﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ الحالات ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ المصاب ﺑﺎﻟﺘﻘﺰﻡ ﺃﻃﻮﻝ قليلاً من ذلك. ويكون معدل الطول لدى مرضى التقزم يتراوح بين 85 – 145 سم.

ووفقاَ لليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية عام 2020 فإن 21% من أطفال مصر يعانون من التقزم. حيث يعانى طفل واحد من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة من قصر القامة.

ويتم تشخيص التقزم عن طريق قياس الطول وقياس الجزئين العلوى والسفلى من الجسم وقياس امتداد الذراعين كذلك إجراء بعض الفحوصات فى الدم وإيضاَ قياس الهرمونات وإجراء بعض الأشعة السنية لتقييم بنية العظام ونضوجها.

ويرجع الإصابة بالتقزم إما لإسباب فسيولوجية مثل العوامل الوراثية وهى الأكثر شيوعاَ بين جميع المسببات حيث يكون الطفل قصير القامة منذ نشأته حتى بلوغه ويكون الطفل سليماَ معافى من أى أمراض مزمنة مع سلامة جميع التحاليل الهرمونية وغير الهرمونية بما فى ذلك أشعة العمر العظمى. كذلك من الأسباب الفسيولوجية هو تأخر النمو والبلوغ الفسيولوجى عند الطفل. وهناك بعض الأسباب المرضية التى قد تصيب الطفل مثل سوء التغذية، قلة وزن الجنين عند الولادة، الإصابة بأمراض الجهاز الهضمى وسوء الامتصاص، حدوث إضطرابات هرمونية مثل قصور الغدة الدرقية، نقص هرمون النمو،داء السكرى، بعض المتلازمات مثل متلازمة دارون وغيرها من المتلازمات، كذلك إضطرابات تنسج الهيكل العظمى الخلقى الوراثى، إيضاَ الإصابة ببعض الأمراض المزمنة ممكن أن تكون سبب الإصابة بالتقزم.

ويعتبر قصر القامة غير المتناسق (الودانة، التقزم الهيكلى اللاغضروفى) هو الأكثر شيوعاَ بين الأطفال الذين يعانون من التقزم بسبب قصر الأطراف وهو ناتج عن النقص الكلى أو الجزئى لغضاريف النمو الموجودة فى نهاية العظام الطويلة أو قصر تكون العظم فى مرض العظم الزجاجى.
ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺗﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻔﻠﻰ.ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ المصاب ﺑﺘﻘﺼﺮ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ١٢٠ﺳﻢ. ﻭيحدث ﺗﻘﺼﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ بمعدل ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻜﻞ٢٦٠٠٠-٤٠٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻻﺩﺓ
ويتم تشخيصه فى المقام الأول قبل الولادة أو فى غضون شهر واحد من الولادة حيث تقوم فرنسا والمملكة المتحدة بتشخيص معظم الحالات قبل الولادة فى حين تؤكد إسبانيا وإيطاليا الشكوك من اليوم الأول بعد الولادة.
إما قصر القامة المتناسق فيحدث نتيجة إضطرابات فى الغدد الصماء أو نتيجة سوء التغذية أو نقص النمو قبل الولادة.
حيث يصاحبه النقص في الحجم والوزن في جميع أجزاء الجسم لتصبح صغيرة بالدرجة نفسها وتبدو متناسقة دون ظهور أي تشوهات عظمية.
ويعتبر التدخل الجراحى لإطالة الأطراف (عظام الذراعين والساقين) علاجاَ محتملاَ لزيادة الطول كذلك إستخدام هرمونات النمو بالحقن تحت الجلد من العلاجات الناجحة لزيادة الطول.

ويعتبر الغذاء الصحى عامل من العوامل المساعدة لتجنب سوء التغذية والإصابة بالتقزم عند الأطفال حيث إن النقص فى السعرات الحرارية وعدم التوازن فى نوعية الغذاء المقدم للطفل لسد إحتياجاته من العناصرالغذائية الضرورية للنمو الأمثل مثل النقص فى كمية البروتين عالى القيمة الحيوية والفيتامينات مثل أ، د، ج، ومجموعة فيتامينات ب خاصة حامض الفوليك وكذلك المعادن مثل الزنك، الحديد، النحاس، اليود، الكالسيوم والماغنسيوم يمكن إن تكون سبب من أسباب التقزم.

كذلك يجب تجنب الأغذية التى تعيق النمو وتؤثر فى نمو وصحة العظام وتعيق إمتصاص العناصر الغذائية الأخرى مثل المشروبات الغازية والسكريات والعصائر المعلبة والمواد الحافظة والملونات الصناعية وإستبدالها بنظام غذائى صحى متوازن يحتوى على جميع العناصر الغذائية الضرورية للنمو مثل الزنك  بتناول المكسرات والحبوب الكاملة والبقوليات واللحوم والأسماك و الدواجن والبيض ومنتجات الألبان . أيضاَ بتناول الكالسيوم المتواجد فى اللبن ومنتجاته والبيض والخضروات الورقية والسردين والسالمون. كذلك تناول الأغذية الغنية بالحديد مثل الكبد واللحوم وصفار البيض والبقول الجافة والفواكه المجففة والخضروات الورقية والحبوب الكاملة. كذلك زيادة تناول الأغذية الغنية باليود مثل الأسماك والقشريات. مع ضرورة التعرض للأشعة الشمس للحصول على فيتامين د وتناول منتجات الألبان. كذلك تناول الأغذية النباتية الغنية بفيتامين أ مثل الجزر والمانجو والمشمش والطماطم والخضروات الورقية مثل الملوخية والسبانخ وإيضاَ تناول الجوافة والموالح الغنية بفيتامين ج. وحمض الفوليك المتواجد فى البقوليات واللحوم الحمراء. مع الأهتمام بممارسة التمارين والالعاب الرياضية و النوم مبكراَ وذلك لزيادة إفراز هرمون النمو.
مع ضرورة نشر الوعى الصحى والتغذوى والثقافى للأمهات ﻟﺗﺑﻧﻲ ﻣﻣﺎﺭﺳﺎﺕ ﺗﻐﺫﻳﺔ ﺍﻟﺭﺿﻊ عن طريق الرضاعة الطبيعية وإستخدام التغذية التكميلية للأطفال و ﺗﺣﺳﻳﻥ ﺧﺩﻣﺎﺕ ﺍﻟﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺻﺣﻳﺔ عن طريق توفير ﺍﻟﻔﻳﺗﺎﻣﻳﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻣﻐﺫﻳﺎﺕ ﺍﻟﺩﻗﻳﻘﺔ والأغذية التكميلية. وبالتالى محاولة تقليل معدل الإصابة بالتقزم عند الأطفال.

إعداد
د/ رحاب محمد أحمد إبراهيم