أخبارصحة

الزهايمر مرض معدٍى واطعمة ضارة واخرى وقائية لخفض الإصابة

د-محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كورك الأيرلندية وكينجز كوليدج لندن البريطانية، ومعهد أبحاث فاتيبينفراتيلي في إيطاليا، أن مرض الزهايمر يمكن أن ينتقل بين البشر كعدوى عبر ميكروبات الأمعاء، التي تنتقل من شخص مريض إلى شخص سليم من خلال الطعام مثل تناول اللحوم النية، أو غير المطبوخة جيداً والحليب الخام غير المبستر أوالمعقم، وكذلك من خلال الخضراوات الملوثة غير المطبوخة. وتظهر الدراسة أن ضعف الذاكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يمكن أن تنتقل إلى الأشخاص من خلال ميكروبات الأمعاء . حيث اوضح البروفيسور الدكتور إيفون نولان من جامعة كورك الأيرلندية انة أجرى اختبارات ذاكرة على نمو الخلايا العصبية الجديدة في منطقة الحصين بالدماغ والتي تحتوي على بكتيريا الأمعاء من المصابين بمرض الزهايمر حيث أنتجت عدداً أقل من الخلايا العصبية الجديدة وكانت تعاني ضعف الذاكرة.

 واوضح الدكتور إيفون نولان انه عادةً ما يتم تشخيص الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر عند ظهور الأعراض المعرفية أو بعدها، وهو ما قد يكون متأخراً للغاية للعلاج المبكر بالنسبة للمناهج العلاجية الحالية. وأوضح الباحثون أن فهم دور ميكروبات الأمعاء في المرحلة المبكرة من المرض يفتح المجال أمام تطوير علاج جديد أو حتى التدخل الفردي الواضح ان مرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف، وهو مصطلح عام يشير إلى فقدان الذاكرة والقدرات المعرفية الخطيرة، بما يكفي للتدخل في الحياة اليومية، ومع تقدم السكان في العمر، فمن المحتمل أن يصاب واحد من كل ثلاثة أشخاص ولدوا فى 2023 بمرض الزهايمر فى السن المتقدم وفقاً للباحثين. ويعمل الباحثون على تطوير استراتيجيات، لتعزيز شيخوخة الدماغ الصحية، وتطوير علاجات للمرض، من خلال استكشاف كيفية استجابة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، لتأثيرات نمط الحياة مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر والقلق والحياه النشطة .

 واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية وقائية لمرض الزهايمر والابتعاد عن الاخرى الضارة لتنجب مرص الزهايمر . حيث كشفت الدراسة العلمية الحديثة أن تناول قائمة من الخضروات الورقية والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة يمكن تساعد في خفض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر الذي يصيب بعض كبار السن مع تقدم فى العمر. حيث اوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين لا يعانون من أي عارض من أعراض الزهايمر كانوا يتناولون على الأقل حصة واحدة من الخضروات الورقية يوميا واوضحت أن هؤلاء يواجهون خطرا أقل للتدهور المعرفي وفقدان الذاكرة . وفي حالة اذا كان مرض الزهايمر منتشر في العائلة، فهذا لا يعني أن إصابة الشخص حتمية، حيث إن تناول الخضروات الورقية بانتظام يمكن أن يساعد في منع الخرف ويحّسن من الصحة العامة . وتشمل الخضروات والفواكه التي يُنصح بتناولها بانتظام فى الفواكه الملونة الخضروات الورقية مثل السبانخ والخس والحبوب الكاملة. حيث تعد الخضروات الورقية أغنى مصادر لحمض الفوليك وفيتامين (إيه) وفيتامين سي والألياف ومضادات الأكسدة وتعزز هذه العناصر صحة الدماغ على المدى الطويل.

 ويوجد العديد من الدراسات التى اكدت ان النظام الغذائي يؤدي دورا رئيسيا في الشيخوخة والصحة المعرفية. حيث يرى الخبراء أن الاغذية النباتية هى من أفضل الطرق لمنع الاختلال المعرفي اثناء التقدم فى العمر. وهناك قائمة أطعمة بعينها يمكن أن تدعم صحة الدماغ، في حين أن ألاخرى يمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض ومنها الخرف والزهايمر التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم واحتياجهم الى المعاونة فى الحياة اليومية . حيث يحدث الخرف بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ، مثل مرض الزهايمر أو السكتة الدماغية، كما اوضحت ابحاث منظمة الصحة العالمية.

 واوضح بحث للدكتورة سيسيليا إس لي استاذة طب الشبكية والتهاب القزحية بجامعة واشنطن، ان جراحة اعتام عدسة العين يمكن ان تخفض خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. حيث يُعد أعراض الخرف هو أحد أبرز تحديات الطب الحديث، حيث يستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثر على ممارسة الحياة اليومية، وتحدث الإصابة بالخرف نتيجة للإصابة بعدة أمراض مزمنة أبرزها ألزهايمر. ووجدت دراسة أجراها أطباء من جامعة وشنطن أن هناك ارتباطًا بين جراحة الساد المعروفة بإعتام عدسة العين، وخفض خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. واوضحت الدكتورة سيسيليا إس لي من جامعة واشنطن، إن الدراسة التي أعدتها مع زملائها تُظهر أن كبار السن المصابون بإعتام عدسة العين والذين خضعوا لجراحة الساد لإعتام عدسة العين كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر بنسبة 30 فى المائة مقارنة بالأشخاص الذين لم يخضعوا لهذه الجراحة. وتعد جراحة اعتام عدسة العين إجراء يستخدم لإزالة عدسة العين، وتبديلها بعدسة صناعية في أغلب الحالات. وعادة ما تكون عدسة العين صافية، إلا أن إعتام عدسة العين يتسبب في أن تصبح عدسة العين ضبابية، وهو ما يؤثر على قوة الابصار في النهاية.

 وتوضح للدكتورة سيسيليا إس لي أن إعتام عدسة العين هى عملية شيخوخة طبيعية للعين، وتؤثر على غالبية كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالخرف والزهايمر . واوضحت انه يعتبر فقدان الحس الذي يحدث مع التقدم في السن، مثل ضعف السمع والبصر، موضع اهتمام مجتمع البحث العلمي باعتباره أحد عوامل الخطر المحتملة للخرف الذي يمكن تعديله على عكس المخاطر الأخرى مثل التقدم في السن. وان جراحة اعتام عدسة العين تعمل على تحسين الوظيفة البصرية، حيث يمكن أن يكون كبار السن الذين يخضعون لجراحة الساد لديهم خطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر والخرف. واوضحت الدكتورة سيسيليا إس لي إنهم اعتمدوا في دراستهم على بيانات دراسة مجتمعية مستمرة ومستقبلية، وتتضمن دراسة تغييرات البالغين في الفكر لأكثر من 5000 من كبار السن الذين لم تظهر عليهم علامات الخرف عند دخولهم الدراسة. وتتم متابعة أفراد العينة بمرور الوقت لرصد تطور مرض ألزهايمر أو أعراض الخرف بشكل عام، ويتم جمع البيانات حول صحتهم على فترات مختلفة، وكانت لدينا إمكانية الوصول إلى التواريخ الطبية للمشاركين، بما في ذلك معلومات حول صحة العيون.

 واوضحت انها تحققت انه كان المشاركون المصابين بإعتام عدسة العين والذين خضعوا لجراحة الساد لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر والخرف بنسبة 30 بالمائة مقارنة بأشخاص آخرين من نفس الحالة الصحية للمصابين بإعتام عدسة العين ولكن لم يخضعوا لجراحة الساد. تأمل الدكتورة سيسيليا إس لي أن تظهر نتائج الدراسة للأطباء إمكانية علاج الخرف والزهايمر من خلال صحة العيون لدى المرضى الأكبر سنا الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالخرف. وعن إمكانية إسهام نتائج الدراسة في تطوير علاجات الخرف، اوضحت انه حتى الآن هناك عدد قليل من الإجراءات المعروفة، بخلاف نمط الحياة الصحية مثل النظتام الغذائى والحياة النشطة والتمارين الرياضية، والتي يُعتقد أنها وقائية من الخرف والزهايمر. واضافت أن كبار السن الذين يعانون من أعراض إعتام عدسة العين، مثل صعوبة القيادة ليلا أو رؤية الهالات حول الأضواء الساطعة، يجب أن يتم تشخيصهم من قبل أطباء العيون المتخصصين في جراحات العيون . وفي حالة أوصى طبيب العيون بإجراء جراحة الساد وكان المريض مترددا بشأن اتخاذ قرار الجراحة، فإن نتائج دراستنا تشير إلى أن إجراء جراحة الساد لن يضر بل قد تكون لها فائدة إضافية إلى جانب تحسين الرؤية.

 وتُشدد الدكتورة سيسيليا إس لي مدرسة طب الشبكية والتهاب القزحية بجامعة واشنطن على أن فريقها لا يستطيع أن يقدم توصيات محددة نهائية بشأن علاج الخرف عن طريق جراحة عدسة العين، حتى يتم التحقق من صحة نتائجهم بشكل أكبر في دراسات أخرى، وفهم الآليات التي تجعلهم يروا مثل هذه الارتباطات القوية بين جراحة الساد وخفض مخاطر الإصابة بالخرف والزهايمر. لكن الدكتورة سيسيليا إس لي تعود وتقول إن النتائج التي توصلوا إليها مثيرة للغاية كونها تدعم فكرة أننا قادرون على تعلم الكثير عن أدمغتنا من خلال دراسة أعيننا. قد يوفر الفهم الأفضل للعلاقة بين شيخوخة العين والدماغ أفكارًا وعلاجات محتملة لإبطاء أو منع الخرف المرتبط بالشيخوخة في المستقبل.

 واوضحت جامعة واشنطن انه من المحتمل أن تساعد نتائج هذة الدراسة في توفير طريقة غير جراحية لتشخيص مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى قبل ظهور الأعراض السريرية. كما أن رصد التغيرات المبكرة في شبكية العين التي قد تحدث قبل ظهور الأعراض السريرية للخرف ستكون مفيدة للغاية في التجارب السريرية لتطوير علاجات محتملة. وتكشف الدكتورة سيسيليا إس لي أنها وزملاءها بصدد إجراء دراسة اخرى حاليا، حيث يقومون بجمع صور مفصلة للغاية لشبكية العين من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل معرفية، أو الذين لا توجد لديهم مشاكل من هذا النوع، ثم يتم الاستعانة تقنيات الذكاء الاصطناعى لتفسير البيانات وتحليلها. وتقول ان هدفنا النهائي هو تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي التى يمكنها تحديد الميزات في العين التي يمكن أن تتنبأ بمخاطر إصابة شخص ما بالخرف مثل مرض الزهايمر.

 واوضحت دراسة للدكتور نيكولاوس سكارميس بجامعة كابوديستريان الوطنية بأثينا باليونان الربط بين الخرف ونوع معين من الاطعمة. حيث كشفت الدراسة أن تناول الأطعمة المسببة للالتهابات، ترفع احتمالية الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر. وإن تناول الكثير من الفواكه والخضروات والفاصولياء والحبوب الكاملة والأطعمة الصحية والتي لها خصائص تبريد الالتهابات، تخفض من احتمالية الإصابة بالخرف والزهايمر مع التقدم في العمر . حيث أشار الباحثون إلى أن الإكثار من الأغذية المسببة للالتهابات من المعجنات والأطعمة المقلية والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات يجعلنا عرضة لفقدان الذاكرة وتراجع مهارات التفكير واللغة وحلّ المشكلات، بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بمن لا يتناول تلك الأطعمة.  

 وأوضح مؤلف الدراسة الدكتور نيكولاوس سكارميس،أن النظام الغذائي قد يؤثر على صحة الدماغ من خلال العديد من الآليات، ووفقا لنتائج البحث، قد تكون الالتهابات أحد هذه الآليات. وفي الدراسة التي اكدت نتائجها هيئة الوقاية من امراض الأعصاب الامريكية، أكمل أكثر من 1000 مشارك في اليونان بمتوسط العمر 73 عام استبيانا لتحديد تأثير الالتهابات ونظامهم الغذائي على قدراتهم العقلية. وعندما بدأت الدراسة لم يكن أحد مصابا بالخرف، لكن 6 في المائة أصيبوا بالمرض خلال متابعة التى استمرت ما يزيد قليلا عن ثلاث سنوات. وبعد تقييم نظامهم الغذائي، توصل الباحثون إلى وجود رابط بين الاغذية المسببة للالتهابات وتراجع المهارات الفكرية، إذ أن أي زيادة بمقدار نقطة واحدة في درجة الالتهاب الغذائي، ترفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 21 في المائة. وفي المقابل، تناول الأشخاص الحاصلون على أعلى الدرجات حوالي 9 حصص من الفاكهة، و10 من الخضروات، و2 من البقوليات، و9 من القهوة أو الشاي في الأسبوع.   

 وأوضح الدكتور نيكولاوس سكارميس أن بعض العناصر الغذائية التي يحتويها الطعام الذى نتناولة تساهم في إمكانية حدوث الامراض المزمنة وألتهابات، ولكن النظام الغذائي الذي يحتوي على الفاكهة وخضروات وفاصولياء و الشاي والقهوة هو نظام أكثر مقاومة للالتهابات عموما . وأوصى الدكتور نيكولاوس سكارميس باتباع نظام تغذية البحر الابيض المتوسط والقائم على اللحوم الخالية من الدهون والأسماك الدهنية والحبوب الكاملة والمنتجات الطازجة وزيت الزيتون.